عرض مشاركة واحدة

المسامح
مشرف منتـدى سيرة أهـل البيت
رقم العضوية : 36627
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 6,437
بمعدل : 1.12 يوميا

المسامح غير متصل

 عرض البوم صور المسامح

  مشاركة رقم : 23  
كاتب الموضوع : m@awadh المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-10-2009 الساعة : 02:54 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m@awadh [ مشاهدة المشاركة ]

18 - عندما تولى علي رضي الله عنه لم نجده خالف الخلفاء الراشدين قبله؛ فلم يخرج للناس قرآناً غير الذي عندهم، ولم ينكر على أحد منهم شيئاً، بل تواتر قوله على المنبر: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر» ولم يشرع المتعة، ولم يرد فدك، ولم يوجب المتعة في الحج على الناس، ولا عمم قول «حي على خير العمل» في الأذان، ولا حذف «الصلاة خير من النوم».
فلو كان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما كافرين، قد غصبا الخلافة منه ـ كما تزعمون ـ فلماذا لم يبين ذلك، والسُلطة كانت بيده؟! بل نجده عكس ذلك، امتدحهما وأثنى عليهما.
فليسعكم ما وسعه، أو يلزمكم أن تقولوا بأنه خان الأمة ولم يبين لهم الأمر. وحاشاه من ذلك.


الجواب:
أولا : لم يقل احد أن الإمام عليا عليه السلام عنده قرآن غير القرآن الذي بين الدفتين إنما قلنا أن لا احد يعرف تاويل القرآن إلا أهل البيت وعندنا الأدلة الكثيرة على ذلك ويمكن طرح بعضها , واين تواترت الروايات على لسان نبينا أن خير هذه الأمة أبو بكر وعمر؟ ولا يوجد حتى خبر آحاد في كتبكم وفي كتبنا لا توجد أي رواية البتة ولكن لا باس أذكر بعص الأدلة من كتبكم على أفضلية الإمام علي عليه السلام على الشيخين وحتى افضلية الحسن والحسين على الشيخين بل افضلية كل العترة على الشيخين فهناك ادلة لا تحصى في افضلية الإمام علي عليه السلام نذكر النزر اليسير منها .

السيدة عائشة تعترف أن الإمام عليا عليه السلام افضل من أبي بكر:
فقد أخرج الهيثمي في مجمع الزوائد[1] و احمد في مسنده قال :
(( حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نعيم ثنا يونس ثنا العيزار بن حريث قال قال النعمان بن بشير قال : استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا وهى تقول والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي ومنى مرتين أو ثلاثا فاستأذن أبو بكر] فدخل[ فأهوى إليها فقال يا بنت فلانة إلا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم((
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن من أجل يونس بن إسحاق وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح[2]
هذا تصريح من السيدة عائشة على افضلية الإمام علي عليه السلام على الشيخين بل حتى الحسنان افضل من الشيخين , بل حتى الإمام المهدي عليه السلام أفضل من الشيخين بل الأئمة الإثنى عشر افضل من الشيخين وعندنا الأدلة الكثيرة والمتواترة ولكن هل عنده حديث واحد فقط عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على افضلية أبي بكر ؟.
فقد اخرج أكثر من اربعين من الحفاظ عن أكثر من ثلاثين صحابيا هذا الحديث وطرقه متواترة منهم مسلم في صحيحه والبخاري في صحيحه قال :
((حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله e خرج إلى تبوك واستخلف عليا فقال أتخلفني في الصبيان والنساء قال ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي وقال أبو داود حدثنا شعبة عن الحكم سمعت مصعبا))[3]
من هو افضل الأمة بعد موسى أليس هارون ؟ وهذا علي بن أبي طالب عليه السلام منزلته من رسول الله كمنزلة هارون من موسى .
وقد أخرج عدة من الخفاظ بطرق متعددة واذكر طريقا واحدا فقط للاختصار بأن الرسول دعا أن يأتى إليه بأحب الخلق إليه فأتى علي بن أبي طالب عليه السلام، و اللفظ لابن عساكر بسند صحيح قال: " أخبرنا أبو غالب بن البناء أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني أنبأنا محمد بن مخلد بن حفص ، أنبأنا حاتم بن الليث ، أنبأنا عبيد الله بن موسى ، عن عيسى بن عمر ، عن السدي قال أنبأنا أنس بن مالك قال :
أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيارا ، فقسمها وترك طيرا ، فقال : اللهم ! ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي بن أبي طالب ، فدخل يأكل معه من ذلك الطير ))[4].
رواة السند :
1- أبو غالب البناء الثقة الحافظ صاحب مسند العراق واشهر من أن نذكر ترجمته .
2- أبو الحسين بن الآبنوسي كتبت عنه وكان سماعه صحيحا [5]
3- أبو الحسن الدارقطني الحجة الحافظ صاحب التصانيف اشهر من أن نذكر ترجمته .
4- محمد بن مخلد بن حفص الإمام المفيد الثقة صاحب مسند بغداد اشهر من أن يترجم له.
5- روى عنه الستة عبيد الله بن موسى بن أبي المختار واسمه باذام العبسي مولاهم الكوفي أبو محمد الحافظ[6]
6- حاتم بن يونس الحافظ الجرجاني يعرف بابن أبي الليث الجوهري روى عن الحسين بن عيسى وإسماعيل بن سعيد الكسائي ويحيى بن عبد الحميد الحماني وغيرهم كان قد سافر وكتب الكثير[7]
7- عيسى بن عمر المقريء قال أحمد بن حنبل عيسى بن عمر القارئ ليس به بأس وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين عيسى بن عمر القارئ ثقة وكذلك قال النسائي وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين عيسى بن عمر الكوفي هو همداني وعيسى بن عمر النحوي بصري وصاحب الحروف الكوفي وقال أبو حاتم ليس بحديثة بأس وقال أيضا حدثنا مقاتل بن محمد قال حدثنا وكيع عن عيسى بن عمر الهمداني وكان ثقة وقال أبو بكر الخطيب كان ثقة وذكره بن حبان في كتاب الثقات[8]
8- السدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة روى له مسلم والأربعة ، قال ابن حجر صدوق يهم و رمى بالتشيع.

ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه:
" أخبرنا أبو غالب بن البناء –الثقة الحافظ مسند العراق- أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي – الثقة- ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني –الحجة الحافظ- ، أنبأنا محمد بن مخلد بن حفص - الإمام المفيد الثقة مسند بغداد- ، أنبأنا حاتم بن الليث –الثقة الثبت الحافظ- ، أنبأنا عبيد الله بن موسى –الثقة الحافظ- ، عن عيسى بن عمر المقرئ –الثقة- ، عن السدي –ثقة واحتج به مسلم- قال أنبأنا أنس بن مالك قال :
أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيارا ، فقسمها وترك طيرا ، فقال : اللهم ! ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي بن أبي طالب ، فدخل يأكل معه من ذلك الطير ".
[9]

و قد أخرج عدة من الحفاظ منهم الحاكم في المستدرك[10] والطويسي في المستخرخ و النسائي قال :
أخبرنا الحسين بن حريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : خطب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فاطمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها صغيرة فخطبها علي فزوجها منه
قال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد[11]
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول من أتاكم للزواج من أصحاب الخلق والدين فزوجوه و لو كان أبو بكر أو عمر افضل من الإمام علي عليه السلام لزوجه فاطمة .

وقد أخرج احمد في مسنده بسند صحيح قال :
حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يحيى بن أبى بكير قال ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن عبد الله الجدلي قال دخلت على أم سلمة فقالت لي : أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم قلت معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سب عليا فقد سبني
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح[12]
فقد قرن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سب علي عليه السلام بنفسه ولم يقرن هذا بأحد غيره .
وعندما سب رجل أبا بكر لم نر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهاه فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم احمد في مسنده قال :
))حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن بن عجلان قال ثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة : أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال انه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل ألا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة))
تعليق شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره[13]
قد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة وابن كثير في تفسيره [14]
وهناك أدلة كثيرة كجعل الله عز وجل في الحديث المروي في صحيح مسلم أن (( انفسنا )) في آية المباهلة هو الإمام علي عليه السلام فقرن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نفسه وجعلها نفس علي , وعزل أبا بكر عن تبليغ سورة براءة و أعطائها لعلي , ونزلت فيه آية التطهير و قال سأعطين الراية لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، وجعله عدل القرآن كما في حديث الثقلين والتمسك به هداية من الضلال وهناك فضائل لعلي عليه السلام لو أردنا أن نذكرها لاحتجنا إلى بحر من المجلدات ولا باس أن نذكر ما قاله علماء السنة بهذا الخصوص .
يقول الإمام أحمد بن حنبل :
(( لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب(ع))) .
والى هذا ذهب النسائي وإسماعيل القاضي وأبو علي النيسابوي .[15]
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة أمير المؤمنين (ع) :
(( وتتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيراً بأسانيد أكثرها جياد)) .[16]

ثانيا : يقول تواترت الروايات، انه قال على المنبر خير هذه الأمة أبو بكر وعمر , من أين أتى بهذا التواتر بل أن الإمام عليا في كثير من أقواله كان يستنكف مقارنته بالشيخين بل إن مسلما يخرج في صحيحه أن الإمام عليا عليه السلام كان يراهما غادرين آثمين خائنين وهذه تنقلها اصح الكتب عند السنة والتي تمثل عقيدة إخواننا أهل السنة فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم البيهقي في سننه و أبو عوانه في مسنده والعسقلاني في فتح الباري في شرح حديث البخاري والإمام مسلم في صحيحه قال: (( ...فجئتما تطلب ميراثك من بن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله e ما نورث ما تركنا صدقة فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله e وولي أبي بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق ....))[17]

ثالثا : يقول أن الإمام عليا عليه السلام لم يشرع المتعة , أقول متى كان الإمام علي عليه السلام يشرع الأحكام , فالمشرع هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ولكن الكلام في حرمة أو جواز المتعة ولا باس أن نتطرق لزواج المتعة حتى تتبين المسألة للقارئ ولكن للاسف الكاتب يريد أن يلبس على الناس بان الإمام عليا مشرع .

القول في أصل ثبوت المتعة :
ما أخرجـه عـدة مـن الحفـاظ منهـم عبـد بـن حميد والطبري وابن الأنباري وابوبكر بن أبي داود والحاكم بالإسناد عن أبي نضرة يقول:
قرأت على ابن عباس رضي الله عنهما ) فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ( قال ابن عباس : (( فما استمتعم به منهن إلى أجل مسمى. )) قال أبونضرة: فقلت: مانقرأها كذلك. فقال ابن عباس: والله لأنزلها الله كذلك.[18]
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال الذهبي: على شرط مسلم.[19]
وقد روى الخبر عن ابن عباس عدة من التابعين منهم ابونضرة وعطاء وأبو ثابت بن دينار وعمير بن يريم وابوهلال وأبو نوفل بن أبي عقرب وأبو إسحاق.[20]
وروي ذلك عن أبي بن كعب، قال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا نصر بن علي، قال أخبرني أبو أحمد عن عيسى بن عمر، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير (( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى )) وقال: هـذه قـراءة أبـي بـن
كعب.[21]
وقال الطبري : حدثنا أبو كريب، قال حدثنا يحي بن عيسى، قال حدثنا نصير بن أبي الأشعث، قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه، قال: أعطاني ابن عباس مصحفا فقال: هذا على قراءة أبي، قال أبو بكر: قال يحي: فرأيت المصحف عند نصير فيه: (( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى ))[22].
وقال الطبري أيضا : حدثنا ابن بشّار، قال حدثنا عبد الأعلى، قال حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: في قراءة أبي بن كعب (( فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى )).[23]
وأخرج الحافظ عبد الرزاق الصنعاني، عن ابن جريج، قال أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يراها الآن حلالا، وأخبرني أنه كان يقرأ (( فما استمتعتم به منهن إلى أجل فآتوهن أجورهن )) وقال: قال ابن عباس: في حرف إلى أجل، قال عطاء: وأخبرني من شئت عن أبي سعيد الخدري قال: لقد كان أحدنا يستمتع بملء القدح سويقا، وقال صفوان: هذا ابن عباس يفتي بالزنا، فقال ابن عبـاس: إني لا أفتي بالـزنا، أفنسي صـفوان أم أراكـة، فـوالله أن ابنـها لمن ذلك
أفزنا هو؟ قال: واستمتع بها رجل من بني جمح.[24]
وهذا الإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم وغيرهما، وقد صرح ابن جريج بالسماع، ولذا فكونه مدلسا لايضر فيما نحن فيه، وصرح عطاء بسماعه عن ابن عباس.
وقال الطبري : حدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، عن الحكم، قال: سألته عن هذه الآية ) والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ( إلى هذا الموضع ) فما استمتعتم به منهن ( أمنسوخة هي؟ قال: لا. قال الحكم: وقال علي رضي الله عنه : لولا أن عمر رضي الله عنه نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي.[25]
وأخرجه ابن الجوزي في ناسخ القرآن ومنسوخه حيث قال: أخبرنا ابن ناصر، قال أنبأنا ابن أيوب، قال أنبأنا أبوعلي بن شاذان، قال حدثنا أبو بكر النجاد، قال أنبأنا أبو داود السجستاني، قال أنبأنا محمد بن المثنى، قال أنبأنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، عن الحكم، قال: سألته عن هذه الآية ) فما استمتعتم به منهن ( أمنسوخة هي؟ قال: لا. قال الحكم : وقال علي d رضي الله عنه: لولا أن عمر نهى عن المتعة فذكر شيئا.[26]
سند الخبر المتقدم
رجال الإسناد هم:
1- محمـد بـن المثنـى بـن عبيـد العنزي، أبو موسى، البصري، المعروف بالزمن،
قال بشأنه ابن حجر: ثقة، ثبت.[27] وقال ابوبكر الخطيب: كان ثقة، ثبتا، احتج سائر الأئمة بحديثه.[28]
2- محمد بن جعفر الهذلي، البصري، المعروف بـ(( غندر ))، قال بشأنه ابن حجر: ثقة، صحيح الكتاب، إلا أن فيه غفلة.[29] وقال العجلي: ثقة، وكان من أثبت الناس في شعبة.[30]
3- شعبة بن الحجاج، وهو من كبار أئمة السنة، تقدم الكلام عنه، وأن سفيان الثوري كان يقول بشأنه أنه أمير المؤمنين في الحديث.
4- الحكم بن عتيبة، الكندي، أبو محمد الكوفي، وهو من كبار أئمة السنة وفقهائهم، قال بشأنه ابن حجر: ثقة، فقيه، إلا أنه ربما دلس.[31] وقال مجاهد بن رومي: رأيت الحكم في مسجد الخيف وعلماء الناس عيال عليه، وقال ابن سعد: كان ثقة ثقة، فقيها، عالما، رفيعا، كثير الحديث وقال سفيان بن عيينة: ما كان بالكوفة بعد ابراهيم والشعبي مثل الحكم وحماد،[32] وقال العجلي: كان الحكم ثقة، ثبتا، فقيها، من كبار أصحاب إبراهيم، وكان صاحب سنة وإتباع.[33]
أقول : والحكـم بن عتيبة، مضافا لفقهاهته ومكانته عند السنة، ممن لقي بعض
الصحابة، وعددا كبير من كبار التابعين، وهذا الخبر صحيح على شرط البخاري ومسلم وبقية أصحاب السنن.
وهذا واضخ من اعتراض الإمام علي عليه السلام على عمر حيث أنه حرم زواج المتعة وهذا التحريم لولاه لما زنى إلا شقي .

في أقوال بعض فقهاء الصحابة والتابعين ومن بعدهم بإباحة زواج المتعة إلى يوم القيامة
قال ابن حزم الأندلسي في المحلى بشأن زواج المتعة:
(( وثبت على تحليلها بعد رسول الله (( ص )) جماعة من السلف رضي الله عنهم، منهم من الصحابة رضي الله عنهم أسماء بنت أبي بكر، وجابر بن عبـدالله، وابـن مسعـود، وابـن عبـاس، ومعـاوية بـن أبي سفيـان، وعمـرو بـن حريث، وأبو سعيد الخدري، وسلمة، ومعبد ابنا أمية بن خلف.
ورواه جابر بن عبدالله عن جميع الصحابة مدة رسول الله (( ص )) ومدة أبي بكر وعمر إلى قرب آخر خلافة عمر.
واختـلف في إباحتـها عـن ابـن الزبير، وعن علي(( ع )) فيها توقف، وعن عمر بن الخطاب أنه إنما أنكرها إذا لم يشهد علها عدلان وأباحها بشهادة عدلين.
ومن التابعين : طاووس، وعطاء، وسعيد بن جبير وسائر فقهاء مكة أعزها الله.
وقد تقصينا الآثار المذكورة في كتابنا المسوم بالايصال، وصح تحريمها عن ابن عمر وعن أبي عمرة الأنصاري واختلف فيها عن علي(( ع )) وعمر وابن عباس وابن الزبير. ))[34]
هذا حاصل ماتوصل إليه ابن حزم من خلال تقصيه لمجموعة من الآثار، ولابأس بنقل بعض الآثار مع أسانيدها وهي كثيرة جدا، ومنها:
ما أخرجه الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في المصنف عن ابن جريج، قال أخبرني عبدالله بن عثمان بن خثيم، قال: كانت بمكة إمرأة عراقية تنسك جميلة لها ابن يقال له أبو أمية، وكان سعيد بن جبير يكثر الدخول عليها، قلت: يا أباعبدالله، ما أكثر ماتدخل على هذه المرأة. قال: إنا قد نكحناها ذلك النكاح للمتعة. قال: وأخبرني أن سعيدا قال له: هي أحل من شرب للماء، للمتعة.[35]
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
2- وتقـدم بإسناد صحيح عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس
يراها الآن حلالا.
وقال ابوجعفر الطحاوي : حدثنا صالح بن عبد الرحمن، قال حدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا هشام، قال أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، قال: سمعت عبدالله بن الزبير يخطب وهو يعرّض بابن عباس يعيب عليه قوله في المتعة، فقال ابن عباس: يسأل أمه إن كان صادقا، فسألها، فقالت: صدق ابن عباس، قد كان ذلك، فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لو شئت لسميت رجالا من قريش كانوا وولدوا فيها.[36]
وأخرج عبد الرزاق الصنعاني في المصنف، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، قال:
(( لم يرع أمير المؤمنين إلا أم أراكة قد خرجت حبلى فسألها عن حملها؟ فقالت: استمتع بي سلمة بن أمية بن خلف، فلما أنكر صفوان على ابن عباس بعض ما يقول في ذلك، قال: فسل عمك هل استمتع. ))[37]
وأخرج عبد الرزاق أيضا عن ابن جريج، عن عطاء قال:
(( لأول من سمعت منه المتعة صفوان بن يعلى، قال أخبرني عن يعلى أن معاوية استمتع بامرأة من الطائف، فأنكرت ذلك عليه، فدخلنا على ابن عباس، فذكر له بعضنا، فقال له: نعم، فلم يقر في نفسي حتى قدم جابر بن عبد الله، فجئنا في منزله، فسأله القوم عن أشياء، ثم ذكروا له المتعة، فقال: نعم استمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر، حتى إذا كان آخر خلافة عمر استمتع عمرو بن حريث بامرأة سماها جابر فنسيتها، فحملت المرأة، فبلغ ذلك عمر، فدعاها فسألها، فقالت: نعم. قال: من أشهد؟ قال عطاء: لا أدري. قالت: أمي أ‎م وليها، قال: فهلا غيرهما. قال: خشي أن يكون دغلا الآخر. قال عطاء: وسمعت ابن عباس يقول: رحم الله عمر، ما كانت المتعة إلا رخصة من الله عز وجل رحم الله بها أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا إلا شقي، قال: كأني والله أسمع قوله إلا شقي [عطاء القائل] قال عطاء: فهي التي في سورة النساء ) فما استمتعتم به منهن ( إلى كذا وكذا من الأجل، ليس بتشاور. قال: بدا لهما أن يتراضيا بعد الأجل فنعم، وليس بنكاح)).[38]
وأخرجه الطحاوي من غير طريق عبد الرزاق حيث قال: حدثنا ربيع الجيزي، قال حدثنا سعيد بن كثير بن عضير، قال حدثنا يحي بن أيوب، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: ما كانت المتعة إلا رحمة رحم الله بها هذه الأمة، ولولا نهي عمر بن الخطاب عنها مازنى إلا شقي. قال عطاء: كأني أسمعها من ابن عباس: مازنى إلا شقي.[39]
وأخرج عبد الرزاق أيضا عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن الزبير، قال عبد الرزاق: قال أبو الزبير وسمعت طاووسا يقول: قال ابن صفوان: يفتي ابن عباس بالزنا، قال: فعدد ابن عباس رجالا كانوا من أهل المتعة. قال: فلا أذكر ممن عدد غير معبد بن أمية.[40]
وهـذا الـحديث صحيح على شرط البخاري ومسلم، وقد صرح فيه ابن جريج
بالسماع، ولايخفى أن الاستشهاد عادة لايكون إلا بمن يعتد بهم لا بأراذل الناس.
- وأخرج عبد الرزاق أيضا، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، قال عبد الرزاق، وقال أبو الزبير: وسمعت جابر بن عبد الله يقول: استمتع معاوية ابن أبي سفيان مقدمه من الطائف على ثقيف بمولاة ابن الحضرمي يقال لها معانة. قال جابر: ثم أدركت معانة خلافة معاوية حية، فكان معاوية يرسل اليها بجائزة في كل عام حتى ماتت.[41]
وهذا الحديث كسابقه صحيح على شرط البخاري ومسلم وغيرهما.
وقال الحافظ عمر بن شبة النميري في تاريخ المدينة المنورة : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا أبو هلال، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، قال: رحم الله عمر رضي الله عنه، لولا أن نهى عن المتعة لفشا الزنا، قال: وقال ابن عباس رضي الله عنه: رحم الله عمر رضي الله عنه لولا نهى عن المتعة ما زنى أحد.[42]
قال الفاكهي في أخبار مكة : حدثني أبو عبيدة محمد بن محمد المخزومي، قال حدثنا زكريا بن المبارك مولى ابن المشمعل، قال حدثني داود بن شبل، قال: كنت عند ابن جريج جالسا وهو قائم يصلي، وأنا بين يديه، فإذا إمرأة قد مرت، فقال: أدركها فسلها من هي؟ أولها زوج؟ قال: فأدركتها فكلمتها، فقالت لي: من بعثك؟ الشيخ المفتول[43]؟ تقول لك أنا فارغة.[44]
وقال الفاكهي في أخبار مكة أيضا : حدثنا يعقوب بن حميد، قال حدثنا عبدالله بن الحارث المخزومي، قال حدثني غير واحد أن محمد بن هشام سأل عطاء بن أبي رباح عن متعة النساء، فحدثه فيها ولم ير بها بأسا. قال: فقدم القاسم بن محمد. قال: فأرسل إليه محمد بن هشام، فقال: لا ينبغي، هي حرام، قال ابن هشام: عطاء حدثني فيها وزعم أنه لابأس بها؟ فقال القاسم: سبحان الله ما أرى عطاءا يقول هذا، فأرسل إليه ابن هشام، فلما جاءه قال: يا أبامحمد حدث القاسم الذي حدثتني في المتعة، فقال: ما حدثتك فيها شيئا. قال ابن هشام: بلى قد حدثتني. فقال: ما فعلت، فلما خرج القاسم قال له عطاء: صدقت، أخبرتك، ولكن كرهت أن أقولها بين يدي القاسم فيلعنني، ويلعنيي أهل المدينة.[45]
وقال الإمام الشافعي : استمتع ابن جريج بتسعين إمرأة، حتى إنه كان يحتقن في الليل بأوقية شيرج طلبا للجماع.[46] وقال جرير بن عبد الحميد: كان ابن جريج يرى المتعة، تزوج ستين إمرأة، فلم أسمع منه.[47]
ونلاحظ أن إمام من الأئمة عندهم كان يمارس زواج المتعة ويكثر من هذا الزواج .
- وقد تقدم القول بعدم نسخ زواج المتعة عن الحكم بن عتيبة بالسند الصحيح عنه وهو من كبار فقهاء السنة ومن التابعين.
وتقدم مانقله ابن حزم في المحلى عن جميع فقهاء مكة أعزها الله من القول بجواز زواج المتعة.
ولابأس في ختام هذا المبحث بنقل ماورد من الشعر بشأن فتوى ابن عباس مما رواه عدة من الحفاظ، منهم أبو بشر الدولابي حيث قال: أنبأنا علي بن حسن ابن حرب، حدثنا زيد بن أخزم، قال حدثنا أبو داود، قال أخبرنا خويل، قال حدثنا داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: ماتقول في متعة النساء، فقد أكثر الناس فيها حتى قال الشاعر. قال: وما قال الشاعر؟ قلت: قال الشاعر:
قـد قلـت للشيـخ لما طـال محبسـه يا صاح هل لك في فتيا ابن عباس
هل لك في رخصة الأطراف آنسـة تـكون مثـواك حتـى يصدر النـاس
قال: وقد قيل فيها الشعر؟ قلت: نعم، فكرهها ونهى عنها.[48]
وأخرج هذا الشعر عبد الرزاق والبيهقي والطبراني وابن المنذر وغيرهم.[49]
في بيان بعض الروايات عن النبي الواردة
في تشريع زواج المتعة
وقد وردت بشأن ذلك روايات كثيرة جدا، ومنها :
ما أخرجه الحافظ عبد الرزاق الصنعاني، عن ابن جريج، قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يقول: قدم عمرو بن حريث من الكوفة فاستمتع بمولاة، فأتي بها عمر وهي حبلى، فسألها، فقالت: استمتع بي عمرو بن حريث، فسأله، فأخبره بذلك أمرا ظاهرا. قال: فهلا غيرها؟ فذلك حين نهى عنها. قال ابن جريج: وأخبرني من أصدق أن عليا (( ع )) قال بالكوفة: لولا ماسبق من رأي عمر بن الخطاب _أو قال من رأي ابن الخطّاب_ لأمرت بالمتعة ثم ما زنى إلا شقي.[50]

من مواضيع : المسامح 0 جريمة إحراق بيت الإمام الصادق عليه السلام
0 مساعدة في جمع طرق واقوال العلماء حول حديث حب علي حسنة
0 الناصبي أنجس من الكلب
0 كن في الفتنة كابن اللبون
0 الامام علي(ع): إني أكره لكم أن تكونوا سبابين
رد مع اقتباس