|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 40050
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 84
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
يعقوب بن حسين
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 06-10-2009 الساعة : 09:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي الحقيقة العظمى في هذا الوجود.. التي كلف الله بها الثقلين ؟!
لا يختلف اثنان من المسلمين بجميع مذاهبهم وطوائفهم وفرقهم أنها عبادة الله تعالى وحده لا شريك له..
ولكن أكثرهم خالفوا في فهم معنى العبادة, وجزموا – مخطئين مناقضين البرهان اليقيني!! – بأن دعاء الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين، والأئمة (المقبورين!!) رجاء شفاعتهم المنفي وجودها في السموات والأرض ليس منها!! ( والقليل من المسلمين) جزموا – صادقين – بأن ذلك (عينها !) محتجين بالحديث عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدعاء هو العبادة ). وقرأ { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } إلى قوله { داخرين } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح . ومحتجين أيضا بقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }الجن18، وقالوا: إن (أحدا) نكرة في سياق النهي تعم كل أحد في هذا الوجود. وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم لمن قال له: ما شاء الله وشئت: ( أجعلتني لله عِدلا ؟! بل ما شاء الله وحده !) وقال لمن سأله : أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال: ( أن تدعو لله ندا وهو خلقك. قال ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك. قال ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك) فأنزل الله عز وجل تصديقها { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما } [ الفرقان 68] . هذه الحقيقة العظمى!! تجاهلها أكثر البشر منذ فجر التاريخ !
ابتداء من عهد نوح عليه السلام عندما تعلق قومه بعبادة صالحيهم: ( ود، وسواع، وإخوانهما...) وصنعوا لهم صورا سميت أصناما .. ومكث فيهم هذا العبد الصالح ألف سنة إلا خمسين عاما! يدعوهم إلى ترك عبادة الصالحين، وما صوروه لهم من أصنام, فلم يزدهم دعاؤه إلا فرارا ! وجاءت رسل الله بعده ( تترى) حتى ختمهم الله تعالى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، والبشرية طوال تلك القرون دأبها دأب قوم نوح!! إلا من رحم الله باتباع الرسل الكرام! (وقليل ما هم !)، وظل هذا (القليل) محاربا من الكثرة الكاثرة ومفترى عليهم منذ قال لنوح قومُهُ : { وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ } هود27 ، وما زال إلى اليوم هذا(القليل) محاربا مكذبا مفترى عليه! لا لشيء إلا لكونهم لا يدعون مع الله أحدا! ولكونهم خالفوا تلك الكثرة الكاثرة !!
وزادوا الطينبِلَّةًحين دعوهم إلى ما دعتهم إليه الرسل!! فحاربوهم وكَذَّبوهم كما حورب وكُذب رسل الله الكرام قبلهم!!
بشهادة القرآن الكريم, وبشهادة واقع الناس اليوم! حيث قال فيهم أعداؤهم ما لا يجهله من عاش هذا الواقع الذي يعيشه الناس اليوم، وخاصة من مارس منهم الدعوة إلى ما دعت إليه الرسل! وأمر بالمعروف, - وعلى رأسه عبادة الله وحده _, ونهى عن المنكر, وعلى رأسه دعاء من ذكرنا !! فإنه يجد من تلك الكثرة الكاثرة العنت الشديد! مصداقا لقوله تعالى : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ }المائدة82 ولقوله تعالى :{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }آل عمران186 لقد بعث الله تعالى عددا كبيرا من الرسل { مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ }غافر78 . لــــــماذا ؟!
{ ِلئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ }النساء165. بل بعد مجرد سماعهم بهم ! لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة : يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار). صحيح مسلم [1-134]. وهنا سؤال كبـير! : هل آمن بما أرسل به محمد صلى الله عليه وآله وسلم من يدعو مع الله غيره ؟!! سواء كان ممن بعث فيهم -عليه الصلاة والسلام - أو ممن جاء بعدهم, وزعم الإيمان بما أرسل به ؟!
أرجو الإجابة على هذا السؤال الكبـير ممن جعل دعاء غير الله تعالى مسلكا له ومنهجا تحت ستارة (التــوسل ) !
وقد سمع به اليوم من بأقطارها ! وإذا كان مجرد السماع به ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقطع العذر, فماذا بقي للبشرية على الله تعالى من حجة لمحتج, أوعتب لمستعتب؟! ومن هنا كانت مشكلتنا الأكثر إلحاحا وحدة ! مع هؤلاء الذين يشهدون لله تعالى بالوحدانية في الإلهية، ولنبيه محمد بالرسالة، ومع ذلك يدعون مع الله تعالى آحادا لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل !!
فبأي لسان {َبعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ }الجاثية6 نستطيع أن نقنع قومنا هؤلاء بأن ما هم عليه هو ( عين ) ما كان عليه قومُ نوح والأممُ بعده المكذبةُ رسلَها ؟؟!! وإذا حاولنا أن نفهمهم هذه الحقيقةَ ! قالوا لنا : إنما الشرك دعاء الأصنام وعبادتها ! ونحن لا ندعو أصناما ولا نعبدها ! وقد أسهم كثير من المفسرين في ترسيخ هذا المعنى في الأذهان بتفسيرهم (الأولياء, والشركاء, والشفعاء .... ) وغير ذلك مما ورد في القرآن الكريم بالأصنام!
واستحل الناس بهذا التفسير ما حرمه الله على الثقلين منذ بدء الخليقة ! وربما شارك بعض هؤلاء المفسرين العامة في دعاء (المقبورين!) من الأنبياء, والمرسلين, والأولياء, والصالحين، والأئمة [ المنتجـبين؟؟؟!!!! ] لأنهم غير أصنام !
ونسوا أن الأصنام إنما هي صور لأولئك الصالحين من أقدم العصور! اعتاض عنها قومنا بالقباب المموهة بالذهب الأصفر. أو بالطلاء الأبيض أو الأخضر !!!! {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي من دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً } الكهف102. {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً }الكهف106 {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِين لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (30) الأعراف. والآيات في هذا المعنى أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر!!
وإذا قلنا لهم: عـيب!!قالوا: اطلع من البلاد !!
وها أنا ذا طريد مشرد من أهلي وبيتي منذ أخرجت منه يوم: 13/ربيع الأول /1412، وحُرّمَ عليَّ الرجوعُ إليه إلى اليوم: 13/ شوال/ 1430 أي: سبع عشرة سنةً, وأشهر، والحبل على الجرار! لا لشيء إلا لأنني قلت: ربّـيَ الله!
وفارقت عشرة من الولد نصفهم إناث! مع أمهم! وعمري اليوم قد ناف على الثمانين! ولم يسمح لي طوال هذه المدة حتى بالعمرة !! والموعد الله عز وجل!!
يعقوب بن حسين بن عبد الله المعولي
|
التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب بن حسين ; 06-10-2009 الساعة 09:35 PM.
|
|
|
|
|