|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 09:04 AM
الحلقة التاسعة والعشرون
(مجزرة كركوك 1959: الحقيقة والحدث)
الجزء الثالث
بقلم المؤرخ والكاتب: أرشد الهرمزي
واقع المجزرة من الوثائق البريطانية
تابعت الحكومة البريطانية تطورات أحداث المجزرة التي نفذت في كركوك شأنها في ذلك شأن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لم يخف البريطانيون أنهم يختلفون معها في التقدير في إحدى تقاريرهم. كما استقطب الأمر اهتمام الدول المجاورة التي طلبت استيضاحا من الحكومة العراقية حول ملابسات الأحداث.
وفي الثامن عشر من شهر تموز(يوليو)1959 أرسلت السفارة البريطانية تقريرا إلى وزارة الخارجية البريطانية جاء فيه:
" 1- إن من الصعب جدا الحصول على معلومات دقيقة حول كنه الاضطرابات التي جرت في كركوك. إن منتسبي شركة نفط العراق بحالة جيدة ولم يتأثروا من الأحداث، إلا أن المدينة مقفلة تماما، وهناك أنباء عن استخدام صواريخ مضادة للطائرات استهدفت بعض أجزاء المدينة وقد تكون قذائف هاون.
لقد توقفت حركة القطارات من والى كركوك، ويظهر أن الاضطرابات مستمرة. لقد تم إغلاق أبواب البنك الشرقي(إيسترن بنك) هذا اليوم وجميع منتسبيه يتمتعون بصحة جيدة.
2- لقد بدأت الاضطرابات يوم الثالث عشر من الشهر عندما هوجم مقهى للتركمان وأضرمت فيه النار من قبل جمع من الأكراد، وقد قتل في الحادث بعض التركمان. وقد حدد عدد القتلى بخمسة وعشرين في معلومات سلمت إلى الملحق العسكري التركي من قبل وكيل وزارة الداخلية، ولكن هناك احتمال بأن العدد أكبر من ذلك. وهناك معلومات غير موثقة بأن جمهرة كبيرة من قوات الفرقة الثانية والذين أغلبهم أكراد هم متعاطفون مع مثيري الفتن.
3- هناك حوادث متفرقة وقعت في بغداد صاحبتها حالات قتل. وقد تناقلت الأنباء اضطرار العميد شمس الدين، رئيس المحكمة العسكرية الخاصة الأولى إلى إطلاق النار على الشيوعيين في حالة دفاع عن النفس بعد أن قام بإيواء أحد القوميين. وقد حطم البعض مكاتب جريدة"بغداد" المناوئة للشيوعيين، ولكن محررو الصحيفة نجو من التنكيل بهم.
4- حدثت وقائع مختلفة في المناطق الريفية وقد تم الإبلاغ عنها في خطاب مقر السفارة. ولم تصلنا معلومات إضافية عما إذا كانت مستمرة خلال فترة الاحتفالات. أما في كربلاء فإن الشيعة قد اهتموا بشهر الحداد أكثر من احتفالات 14 تموز(يوليو).
5- أن من ضمن الوزراء الأربعة الجدد في الحكومة فإن السيدة هي على أغلب الاحتمال هي العضوة الحقيقية الوحيدة للحزب الشيوعي. وقد أبلغ عبد القادر إسماعيل زميلي (السفير) الباكستاني أنه وبالرغم من وعد رئيس الوزراء للترخيص للأحزاب السياسية للعمل السياسي خلال ست’ أشهر فإن الشيوعيين لا يعتزمون تعليق نشاطات الحزب."
وفي برقية لاحقة أرسلتها السفارة البريطانية إلى مقر وزارة الخارجية البريطانية في 19 تموز (يوليو) 1959 جاء ما يلي:
" 1- بشأن كركوك، لقد علمنا أن معلومات وصلت إلى السفارة التركية في بغداد من بعض من وصلوا حديثا إليها أن الاضطرابات قد بدأت مساء يوم 14 تموز(يوليو) رغم احتمال تهيئة الأكراد لهذه الأحداث في وقت أبكر. وبعد إضرام النار في المقهى التركي فقد قام حشد من الأكراد معززين بجمهرة من أفراد المقاومة الشعبية بمهاجمة منازل الزعماء التركمان والذين لقي بعضهم مصرعهم في خضم هذه الأحداث.
وقد شارك أفراد الفرقة الثانية للجيش العراقي من الأكراد في الهجوم و فقدت السيطرة على مجريات الأمور طيلة يوم الخامس عشر من تموز(يوليو). وقد التجأ بعض التركمان إلى القلعة حيث استمات مثيرو الاضطراب الأكراد إلى إجلائهم منها بقذائف الهاون المتطايرة عليهم.
2- تمت السيطرة على الوضع يوم 16 تموز(يوليو) من قبل القوات المدرعة وقوات المشاة التي وصلت من فرق الجيش أخرى. وقد علم أن الوضع هاديء ومستقر حاليا حيث انسحبت قوات المقاومة الشعبية من شوارع المدينة. وهناك إشاعات بأن عدد المصابين قد تجاوز الخمسين وأن الطائرات لا تستخدم إلا لإلقاء المناشير."
وفي برقية بعنوان (اضطرابات كركوك) بتاريخ 20 تموز(يوليو)1959 جاء ما يلي:
" أبلغني رئيس أركان الجيش أن عدد القتلى 31 وأن المصابين 130 شخصا. وقد أكد لي أن إجراءات مشددة ستتخذ بحق مسببي المجزرة وأن لجنة تحقيق قد توجهت إلى كركوك.
كما أبلغني وزير الخارجية أن الأحداث قد بدأت بتحريض شيوعي متعمد. وقد أخفقت بعض الفصائل العسكرية من اتخاذ موقف سريع مما استدعى تغييرها بفصائل من خارج كركوك.لقد تم استتباب السكينة في اليومين الأخيرين.وجميع الأجانب هم بخير."
كما أبلغت السفارة البريطانية في بغداد وزارة الخارجية البريطانية بتاريخ 20 تموز(يوليو) أيضا وردا على استفسار من الوزارة ما يلي:
"صرح رئيس الوزراء في تجمع لافتتاح كنيسة كاثوليكية بتاريخ 19 تموز(يوليو) ركزت على النقاط التالية:
أ- شجب الأحداث التي وقعت مؤخرا في قسم من المدن والقرى وخاصة في كركوك. وأن مسببي الحادث ستتم معاقبتهم بشدة.
ب- إن الحكومة تمتلك من القوات التي تحت سيطرتها والتي يمكن لها أن تسحق أية حركة فوضوية.
ت- حث الجماهير على التوقف من استفزاز واستعداء الآخرين.
ث- شجب كل حالات التفرقة الناتجة عن تعصب طائفي أو مذهبي أو عقائدي أو فكري.
ج- إن من أولويات الحكومة أن ترى الشعب العراقي يعيش آمنا مطمئنا.
ح- إن على الجماهير عدم الالتفات إلى المكائد المغرضة من قبل أعداء الجمهورية.
خ- وجوابا على من يقولون" لا حرية لأعداء الشعب" فإنه قد أوضح بأن أعداء الشعب يتم تحديدهم من قبل السلطات المختصة والقانون وليس من قبل أفراد أو زمر تزرع الخوف بين صفوف الجماهير.
د- إن الجيش والشرطة والحراس المحليون كانوا هناك لحماية الجماهير."
|
|
|
|
|