|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 07:25 AM
الحلقة السابعة والعشرون
إستعرضنا فى الحلقه السابقه شهادة ناظم القوريات والرباعيات المرحوم جرجيس علي باغجه جي والتي قرر فيها بأن مشكلة الشعب التركماني أنه يعيش في وسط قومي لايبدي له تفهما، وانه رغم الطبيعه المسالمه لهذا الشعب وإبدائه لحسن النوايا فإن ذلك لم يمنع الآخرين من الإعتداء عليه وإرتكاب المجازر في حقه، وضرب مثلا بماحدث فى مجزرة كركوك عام ١٩٥٩ عندما كان البارتيون والشيوعيون يهتفون "يسقط التركمان" كان التركمان يقابلون هذا الهتاف بهتافات تحض على الوحده الوطنيه وتدعو للإخوة العربية الكردية التركمانية.
وانتهى إلى أن ماحدث في مجزرة كركوك كان عملا مدبرا ومقصودا فلم يقتل سوى التركمان وهم فقط الذين أحرقت دورهم ومتاجرهم، وأن قتل قادة ووجهاء المجتمع التركماني جرى بتخطيط مسبق ووفق قوائم أعدها القتله وإشارات وضعوها على بيوت الضحايا، وأنه كان من المفترض أن تمتد المجازر إلى مناطق التركمان الأخرى كإربيل التى قامت العناصر البارتيه والشيوعيه فيها أيضا بحرق الأقواس والرايات التى نصبها التركمان إحتفالا بعيد الثوره، ولكن رجال التركمان العظماء تصرفوا بحكمه وصبروا وتحملوا وأفشلوا المؤامره.
وفى حلقة اليوم نستعرض شهادة المحامي جرجيس فتح الله أحد قياديي الحزب الشيوعي العراقي الحليف السياسي لحزب البارتي الذي كان يترأسه الملا مصطفى البرزاني، وكان الحزب الشيوعي العراقي يتخذ موقفا عدائيا ثابتا تجاه التركمان لعدم تقبل المجتمع التركماني للأفكار الشيوعية، فالتركمان مسلمون محافظون ينظرون للأفكار الشيوعية على أنها أفكار هدامه تؤدى إلى تفكك الأسره وتتعارض مع القيم الإسلاميه، وهم أيضا برجوازيون لاوجود للفقراء فى مجتمعهم ومن ثم لم تجد هذه الأفكار مرتعا خصبا لها داخل هذا المجتمع، فضلا عن أن التركمان كانوا لايبدون الإرتياح تجاه الإتحاد السوفيتى الذى فرض ستارا حديديا على أشقائهم فى القومية (أتراك آسيا الوسطى) وسلبهم أبسط حقوقهم فى الحريه والإستقلال.
ولهذه الأسباب إبتعد التركمان عن الأفكار الشيوعية، وكان ذلك كافيا لأن ينحاز الشيوعيون إلى جانب الأكراد ويساندونهم بقوة فى محاولاتهم السيطره على مدينة كركوك، وأن يشاركوا الأكراد البارتيين فى تنفيذ المجزره الرهيبه.. وعن وقائع المجزره يقول القيادي الشيوعي جرجيس فتح الله المحامي مايلي:
"لم يستتب الهدوء فى المدينه تماما حتى بعد وصول النجدات العسكريه فى السابع عشر من الشهر ونزع السلاح عن جنود اللواء الرابع (الأكراد)، إذ كان يسمع صدى طلقات متباعده فى أنحاء المدينه. وفرض منع التجول ونزلت قوات للمحافظه على الأمن فى القلعه. وكان الرعب بسكانها قد وصل بهم إلى الحد الذي سلبهم آخر مالديهم من الإتزان والهدوء على حد قول أحد العرفاء الذين كلفوا بالحمايه فى أحد المنازل، كانت كل طرقه على الباب أو كل حركه غير إعتياديه تطلق عويلا وصراخا من النسوه. لاشك أن كثيرا منهم شاهد كما شاهد روايتي هذا، كيف أن القتله قبضوا على أحد الأشخاص فوضعوا حبلا برجليه وشدوهما شدا محكما ثم ربطوا نهاية الحبل بسياره وانطلقوا بسيارتهم ورأسه يرتطم بالرصيف يمينا وشمالا حتى قضى نحبه.
عاشت المدينه خلال الإسبوعين التاليين وكأنها فى حصار. لايمكن تصور حالة الرعب التى إستولت على التركمان خلال الأيام الثلاثه العصيبه إلا بإيراد بعض الوقائع. فمثلا قفزت أثمان الزي القومي الكردي إلى ما يقارب عشرة أضعافها لتهافت الناس على شرائها إعتقادا منهم أن إرتدائها سيخرجهم من دائرة الشك ويتيح لهم التخلص من رجال المقاومه التى مسكت بمدخل المدينه. ولما أدرك هؤلاء الحيله جعلوا يشكون فى قومية من ينطق بكلمة (بلاو - التمن فى اللغتين الكرديه والتركمانيه) فيها يمكن تمييز الكردي عن التركماني ولكل طريقته الصوتيه في لفظها)."
وهكذا.. شهد شاهد من أهلها، فصاحب الشهاده هو المحامي جرجيس فتح الله والذي لايمكن القول بإنحيازه للتركمان، بل ولا يمكن القول بحياده تجاه التركمان إذ أنه أحد قيادي الحزب الشيوعي العراقي الذي شارك حزب الملا البرزاني فى تنفيذ المجزرة، وقد شهد الرجل على أن المستهدف من المجزره هم التركمان فقط والوجود التركماني فى العراق، وأن الأكراد كانوا في حصانه من القتل والسحل لأن القتله كانوا فريقا منهم، وأن المواطنين التركمان كي يدرأوا عن أنفسهم خطر الموت أقبلوا على شراء الملابس الكرديه التي تضاعف سعرها إلى مايقرب من عشرة أضعاف ثمنها بسبب شدة الإقبال عليها.
ونظرا للجوء المواطنين التركمان للحيله من أجل النجاه بأنفسهم بادعاء الإنتماء القومي الكردي وتحدثهم باللغه الكردية التى تعلموها بحكم الإختلاط مع العائلات الكردية والتزيي بالأزياء الكردية، فإن القتله البارتيين كانوا يقومون بعمل إختبارات لغويه للمشتبه بهم مستخدمين كلمة (بلاو) والتي يمكن من خلالها تمييز التركماني عن الكردي.
كما أشار جرجيس في شهادته إلى قيام الحكومه بنزع أسلحة اللواء الرابع والذى كان معظم جنوده من الأكراد ممن جرى تسميم عقولهم بأفكار الملا البرزاني العنصريه فتحولوا إلى وحوش كاسره ووجهوا أسلحتهم إلى صدور التركمان العزل وشاركوا بفاعليه فى احداث المجزره.
وفى الحلقه المقبله نستكمل بقية الشهادات حول مجزرة كركوك الرهيبه
|
|
|
|
|