عرض مشاركة واحدة

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.63 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 35  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 07:18 AM


الحلقة السادسة والعشرون

إستعرضنا فى الحلقات السابقه مدى معاناة الشعب التركماني مع العناصر الملائيه التى سعت لمحو وإزالة وجوده من على أرض العراق بغية تحقيق تطلعاتها الإنفصاليه وأمانيها التوسعيه، وكيف أن هذه العناصر إستخدمت كافة الوسائل واتبعت كافة الطرق فى حربها مع هذا الشعب المسالم الذى بفقده للدعم والإسناد العربي بإبعاد ناظم الطبقجلي وكافة الضباط التركمان والعرب عن كركوك أصبح يواجه مصيره بمفرده، وكان الملا وجماعته لديهم العزم والتصميم على مواجهة شعب أعزل ومسالم وإبادته والقضاء على وجوده.

وكان الشعب التركماني الذي عاش تاريخه فى إخوه وسلام مع الأقوام الأخرى مندهشا لدرجة الصدمه من تصرفات هؤلاء المحسوبين ظلما على شعب نبيل كالشعب الكردي، وراح يبحث عن ذريعه أوسبب يدفعه للصبر على هؤلاء الذين عادوا من روسيا مشبعين بروح الكراهيه لجموع الشعب العراقي عربا وأكرادا وتركمانا وآشوريين.. وكان لسان حاله يتساءل:.... أوليس هؤلاء هم الذين قتلوا إخواننا العرب وسحلوهم فى شوارع الموصل الأبيه؟.. أوليسوا هم قتلة إخواننا الأكراد؟ أولم يحارب الملا البرزاني القبائل الكرديه التى سعى لفرض زعامته عليها بالقوه؟ أولم يحتل كاني رش والقرى المجاوره لها وأجبر أهلها الأكراد على الفرار إلى إيران وقام بنهبها ثم احرقها بما بقى فيها من المرضى والعجزه الذين لم يقووا على الفرار؟.. لابد إذا من التحلي بالصبر..

وتذرع الشعب التركماني الكريم بالصبر على هذا البلاء الذي حل به وببلاده، وكانوا يسمعون بإذنيهم أراذل شذاذ الآفاق يسبونهم ويشتمونهم "تركماني.. طوراني.. متآمر.. خائن" ولا يلتفتون إليهم، ولم تكن صفات الصبر ورباطة الجأش بغريبه على تركمان العراق بل هي صفات متأصله فى أعماق هذا الشعب العظيم الذي عاش تاريخه فى صبر وجلد ومرابطه للدفاع عن أرض وشعب العراق العظيم.

ولنقرأ جانبا مما كتبه المؤرخ العراقي شاكر صابر الضابط عن خصال هذا الشعب العظيم:

"وقد كان للتركمان شأن فى غير الحروب أيضا كالصناعه والزراعه والتجاره والعلوم، فقد اثبتوا جداره وكفايه وعاشوا فى وطنهم العراق أحرارا مخلصين سواء أكانوا محاربين أم علماء أم حكاما، ومن صفاتهم البارزه إيمانهم المطلق بالله تبارك وتعالى وإعتزازهم بعقيدتهم الإسلاميه التي كانت تملأ قلوبهم إيمانا. وقد عرفوا بين إخوانهم المواطنين بالشجاعه وضبط النفس والصبر على المكروه والإخلاص للواجب وحب الإستقرار والحياه الهادئه، والتفكير السليم فى تقدير الموقف ورفعة الخلق والتمسك بالحق والدفاع عنه، ولو حملهم ذلك كثيرا من التضحيات.

ومن صفاتهم أيضا، أنهم بعد القتال المميت يصافحون المغلوبين ويضمدون جرحاهم ويواسونهم على ماأصابهم تواضعا فى الحكم والنصر، وإنك لتقرأ على محياهم سيماء النبل والشهامه، وفلسفتهم فى الحياة "رأس الحكمه مخافة الله"، فاتخذ (جان جاك روسو) الفيلسوف المعروف الأتراك نموذجا يحتذى بهم عندما خاطب الشعب الفرنسي ودعاه إلى التمسك بالأخلاق: "لماذا يكون الأتراك بوجه عام متصفين بالإنسانيه فى حين لم نتصف بها نحن؟ ويكونون اكثر إكراما للضيف منا؟.. لأنهم يرون عظمة الأفراد وسعادتهم زائله كالظل، ويميلون إلى معاونة المصابين بالكوارث لأنهم يفكرون دائما بإحتمال إصابتهم بنفس العواقب غدا"، هؤلاء هم التركمان.. وهذه هى فلسفتهم ومنهجهم فى الحياه.

بيد أنه ومع الأسف الشديد تمكنت زمره عنصريه حاقده وفى غفله من الزمن من الإتجاه بقله مخدوعه ومغرر بها من الشعب الكردي النبيل للصدام معهم والتنكيل بهم وقتلهم وسحلهم وتعليق الفتيات التركمانيات العفيفات الطاهرات عاريات على أعمدة الكهرباء بطريقه همجيه لم تشهد لها الإنسانيه مثيلا، وكانت تلك التصرفات الهمجيه التي إرتكبها وحوش البرية هؤلاء بمثابة صدمه هزت المجتمع التركماني المتصف بصفات الإنسانيه الرفيعه وأصابته بجروح عميقه وغائره لايزال يعاني منها حتى يومنا هذا، وراح أفراده يتسائلون عن الداعي لكل ذلك؟ وما هو الجرم الذى إرتكبه التركمان ليفعل بهم خونة الأوطان وعصابة الإنفصاليين مافعلوا؟

دعونا نقرأ شهادة ناظم القوريات والرباعيات المرحوم جرجيس علي باغجه جي ورؤيته لما جرى وردود فعل المواطنين التركمان على الأحداث، يقول:

"أرى أن لنا مستقبلا شاقا لأننا نعيش مع أناس لايفهموننا بالرغم من إحترامنا لهم، أنتم ياولدي لم تذق مرارة العيش والحياه مع هؤلاء مثل ما ذاق جيلنا، أنتم صغار بالنسبه لنا لاتذكرون مجزرة كركوك عام ١٩٥٩ حيث ما يسمى رجال الجبهه الوطنيه وبعض العناصر المأجوره وهم يحملون الحبال والسلاسل بيد وبيد أخرى لافتات كتبت عليها (يسقط التركمان) ولكن التركمان تقابلهم بالهتافات وبالأخوه والوحده الوطنيه.

ومن ثم هاجمت تلك العناصر مركز شرطة إمام قاسم واستولوا على الأسلحه الموجوده هناك وبالتعاون مع بعض أفراد الإنضباط العسكري وبتوجيه من آمرهم آنذاك تم تجهيز المقاومه الشعبيه بالسلاح واخذ هؤلاء يسطون على المحلات التجاريه والحوانيت والمنازل العائده للتركمان فقط ونهبوا مافيها من الأموال، واستمرت حالات السطو والنهب والحرق إلى ساعات متأخره من الليل فى معظم محلات كركوك.

وفى صبيحة اليوم التالي أى فى ١٥ تموز أخذ المجرمون يهاجمون بيوت معينه ويخرجون أهلها ويسحلون فى الشوارع واستمرت الحاله مدة ثلاثة أيام لحين وصول قوات من العاصمه بغداد، وقد أستشهد حوالي أكثر من ٢٥ مواطن أذكر منهم الشهيد عطا خيرالله، صلاح الدين آوجي، شاكر زينل، قاسم نفطجي، فتح الله يونس، عبدالله احمد بياتلي وغيرهم لاأتذكر أسمائهم، وكاد أن يصل الأمر إلى مدينة إربيل ولكن التركمان تصرفوا بعقلانيه وبحذر شديد رغم أن جماعه من الفوضويين أحرقوا الأقواس المزينه والعائده للتركمان فى إربيل، ولكن رحم الله رجالنا العظماء الذين صبروا وتحملوا وتصرفوا دون أن تحدث الفتنه، وفشلت مؤامرة الحاقدين على شعبنا.
"

وهكذا أخذ الشعب التركماني الخلوق المعطاء يقارن بين سلوكه وسلوك الآخرين، بين وفائه وغدر الآخرين، بين نبله وحقارة الآخرين، وإن كان أبدا لم يخلط بين قله حاقده وعموم شعب، بل ميز بين الشعب الكردى النبيل وزمره ملائيه بارتيه حاقده سقطت فى مستنقع العماله وأعمتها العنصريه البغيضه فتنكبت الطريق..

فى الحلقه القادمه نستكمل عرض الوثائق والشهادات حول دور الملا البرزاني فى مجزرة كركوك

(وردت شهادة المؤرخ العراقي شاكر صابر الضابط فى كتاب موجز تاريخ التركمان في العراق، الجزء الأول، مطبعة المعارف بغداد ١٩٦. - ووردت شهادة المرحوم جرجيس باغجه جي فى معرض حديث أجراه معه السيد برهان يرالي عام ١٩٧١ ونشر فى جريدة صوت التركمان، السنه الثانيه، عدد ١٥، آب ٢..٣)


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)
رد مع اقتباس