عرض مشاركة واحدة

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.63 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 32  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-10-2009 الساعة : 06:52 AM


الحلقة الثالثة والعشرون

رأينا فى الحلقات السابقه كيف تعرض التركمان للظلم والحيف والجور من إخوة لهم فى الوطن راحوا يدبرون المكائد ويحيكون المؤامرات ويتحينون الفرص للإنقضاض عليهم والفتك بهم، ولم يكن لهذا العداء مايبرره، فطبيعة الشعب التركماني السمحه وطيبته المعروفه وحسن معاشرته للقوميات الأخرى جعلت منه شعبا مثاليا يحسن حقوق الجوار، لم يعرف عنه رغبه فى إنفصال أو طموح فى إستقلال أو خيانه للوطن، وعندما كانت له الخيره بين البقاء فى العراق أو الرحيل إلى تركيا إختار العراق بلد الآباء والأجداد وطنا يلوذ بحماه ويرفل فى نعمائه ويستظل بظلاله، وفى فترات القهر والتسلط واللهث وراء المناصب كان يلوذ بالصمت ويعتصم بالصبر وينأى بنفسه عن المزاحمه والصراع.

ولهذا عاش التركمان تاريخهم على أرض العراق يقدمون الخدمات لإخوانهم فى الوطن ولايفكرون فى أنفسهم، وعاشوا مع الأقوام العراقية الأخرى فى أمن وسلام بعيدين عن أى نزاع أو صراع، يشاركونهم فى السراء والضراء، ولم تشب علاقتهم بهذه الأقوام أي شائبه فى أى فتره من الفترات، ولهذا كانت صدمة التركمان كبيره عندما جوبهوا بحملات الكراهيه من بعض فئات محسوبه على الشعب الكردى النبيل راحت تنفس سمومها فى الأساس المتين للعلاقات الأخويه بين الأقوام العراقيه المتآخيه، وكان هؤلاء هم جماعة الأكراد البارتيين بزعامة الملا مصطفى البرزاني الذي أعاده كريم قاسم من منفاه فى روسيا بتاريخ ٧ تشرين أول ١٩٥٨، ومنذ عودة الملا للعراق حاملا معه أفكاره العنصريه سعى لنشر تلك الأفكار في أوساط الأكراد وتحالف مع الحزب الشيوعي العراقي والجماعات الفوضويه وكان من نتيجة ذلك أن تحول العراق إلى ساحة للمعارك.

وخلال أشهر معدوده من عودة الملا من روسيا (مارس ١٩٥٩) وقعت مجزرة الموصل الدمويه ضد أبناء قوميتنا العربيه والتي قتل خلالها قرابة ثمانمائة إنسان واستخدم القتله البارتيون والشيوعيون أفظع وسائل القتل والسحل وانتهاك الحرمات والإعتداء على الأعراض والحرق والتدمير والسرقه والنهب وبصوره فاقت بربرية العصور الأولى، وكان معروفا عن الملا كراهيته للقوميه العربيه إلا أن كراهيته للتركمان كانت أشد، ولهذا أخذ فى بث الدعايات الكاذبه عنهم وعن مواقفهم من الجمهوريه الوليده محاولا إظهارهم بمظهر الخونه للبلاد ولزعيم البلاد، وكان الملا البرزاني يهدف من وراء ذلك أن يوغر صدر الجهات الحاكمه فى بغداد تجاه التركمان و تهيئة الأجواء للمجزره أو المجازر المرتقبه بحق هذه العرقيه المسالمه.

وكان التركمان يشعرون بكراهية الملا البرزاني لهم ورغبته فى تشويه صورتهم لدى السلطات، ولهذا عزموا على كشف حقيقته أمام عبد الكريم قاسم بأن إستعدوا لتنظيم المسيرات الكبرى وإقامة المهرجانات والزينات الضخمه إحتفالا بالذكرى الأولى لإقامة الجمهوريه، وماجعل التركمان يقبلون على هذه الإحتفالات بفرحه غامره وبصدور منشرحه هو شعورهم بالإرتياح من إبعاد داؤود الجنابي صنيعة الملا البرزاني عن قيادة الفرقه، وأحساسهم أن الأجواء صارت مناسبه ليعبروا عن إخلاصهم للثوره والوطن والزعيم.

وعن إستعداد التركمان للإحتفال بالثوره وأجواء السعادة التى غمرت أجواء كركوك يقول العقيد الركن عزيز قادر فتح الله:

"ولما إقترب موعد إحياء الذكرى الأولى لقيام الثوره، نشطت القيادات التركمانيه التى تشكلت من الشخصيات التركمانيه المعروفه لإظهار أقصى درجه من الحرص والحماس على المشاركه الفعاله للتعبير عن الفرحه والتأييد المطلق للثوره وبصوره مستقله لكي لاتفسح المجال لمنظمات الحزب الشيوعي والواجهات التى يهيمن عليها الأكراد ل (تجييرها) أى لتدعيها لنفسها، ومن جهه أخرى كان بمثابة الإعلان عن العزم والتصميم على الخروج من عزلتهم السياسيه السابقه والتفاعل مع الأحداث العراقيه، ولكن بهويتهم القوميه المستقله، وليس بتبعيه للواجهات وسيطرتها... ولكن ذلك لم يرق للطرف الآخر، لتناقض الأهداف والغايات كما قلنا.

بدأ التركمان بالتحضيرات للإحتفال قبل موعده بمده، بدءا بتزيين الشوارع ونصب أقواس النصر فى الشوارع الرئيسيه (شارع الأطلس، الأوقاف، المجيديه) وغيرها، وكان عددها مايزيد على مئة قوس نصر. واتخذت إستعدادات لتنظيم مسيره جماهيريه خاصه بهم يوم الإحتفال. أما الطرف الآخر فقد اصر على ان تكون هنالك مسيره واحده بإشراف لجنه تشكلت من تلك المنظمات وتحت سيطرتها على ان ترفع الشعارات التى حددتها والتى تعبر عن توجهاتها الأيديولوجيه، سالبه التركمان حرية التعبير والرأي على العكس من شعاراتها الرنانه فى هذا المجال، ولغايه معروفه وهى طمس الهويه التركمانيه القوميه واستقلالها.
"

وكان لهذا التصميم التركماني على إقامة إحتفالات ضخمه يظهرون بها ولائهم للوطن والثوره أثره على المعسكر الآخر الكاره لهم والساعى لإفساد علاقتهم مع الدوله، والذى بادر بدوره للعمل على إفساد تلك الإستعدادات، وعن ذلك يقول العقيد الركن عزيز قادر فتح الله:

"إن تصميم التحالف الشيوعى / الكردى على الإخلال بإستعدادات التركمان وإفشالها، بدأ بوضوح تام قبل موعد الإحتفال بأيام، إذ بدأت مجموعات من أفراد (المقاومه الشعبية) والجنود، أغلبهم من سرية الشغل التى كانت ثكنتها تقع فى قلب المدينه (شارع الأطلس) وغيرهم، بتنظيم تظاهرات إستفزازيه وهم يلوحون ويهتفون "ماكو مؤامره تصير والحبال موجوده".. إلى جانب الهتافات العدائيه السافره مثل "يسقط الطورانيون الخونه.. العملاء.. الخ". إستمرت هذه التظاهرات ليلا ونهارا وهى تزداد حده وسعه كلما إقترب موعد الإحتفال."

وكانت قيادة الفرقه على علم تام بأن الملا البرزاني الذى غاظه الهمه الكبيره والإستعدادات الهائله التى حشدها التركمان لهذه المناسبه قد وضع الخطط لإثارة الفوضى والإضطراب فى كركوك، وعزم على تنفيذ جريمته بحق التركمان وعن ذلك يقول العقيد الركن إسماعيل حمودي الجنابي رئيس أركان الفرقه:

"وبمناسبة إحتفالات ١٤ تموز بيت الشيوعيون وحلفائهم خطه لإثارة الفوضى والإضطراب فى كركوك تمهيدا لتصفية التركمان، والتى وضعها الملا للخلاص منهم لعدم تأييدهم خطته فى صبغ المدينه بالبارتيه، ولأنهم محافظون يكرهون الشيوعيه ويسندون السلطه الشرعية.

وكانت الفرقه على علم بهذه الخطه التى كانت تقضى بمرور المتظاهرين البارتيين والشيوعيين من شوارع معينه يقطنها التركمان لإشعال نار الفتنه والقضاء على أكبر عدد من التركمان لإشعال نار الفتنه والقضاء على أكبر عدد من التركمان وبث الرعب فى نفوس الآخرين وإظهار البارتيين والشيوعيين بالمظهر المسيطر على مدينة كركوك ولإسكات صوت المعارضه ضدهم.

طلبت الفرقه عرض خطة المسيره على مقرها، ولما كنا نعرف نواياهم فى القتل والسحل والفوضى، لذلك غيرت الفرقه طريق المسيره ن إلا أن المشرفين على تنظيم المسيره من الحزبيين البارتيين والشيوعيين رفضوا ذلك، واخيرا وافقوا بصعوبه كبيره بذلتها الفرقه لإقناعهم، ولكنهم عادوا وطبقوا ماقرروه.
"

وهكذا كانت نوايا السحالين القتلة من أتباع الملا البرزاني مكشوفه للجميع بما فيهم قيادة الفرقه التى بذلت قصارى الجهد من أجل إنقاذ التركمان المسالمين، بيد أن المجرمين كانوا عازمين على تنفيذ جريمتهم القذرة بحق الأبرياء شيوخا ونساءا وأطفالا، وكانت تهمة التركمان الوحيدة أنهم وطنيون يحبون وطنهم ويعشقون مدينتهم الخالدة كركوك ويتشبثون بوحدة الأراضى العراقيه، ويقفون بالمرصاد لمؤامرات الإنفصاليين البارتيين أتباع الملا البرزاني.

فى الحلقه القادمه نواصل عرض بقية الشهادات والوثائق التى تثبت ضلوع الملا البرزاني وجماعة الأكراد البارتيين فى قتل وسحل المواطنين التركمان الأبرياء فى مجزرة كركوك الرهيبه.

(وردت شهادة العقيد الركن عزيز قادر فتح الله فى كتاب التاريخ السياسي لتركمان العراق - دار الساقي، لبنان ١٩٩٩، صحيفه رقم ١٥٥، ١٥٦ ـ ووردت شهادة العقيد الركن إسماعيل حمودي الجنابي فى موسوعة ١٤ تموز، ثورة الشواف (٣) عميد متقاعد خليل إبراهيم حسين - دار الحريه، بغداد ١٩٨٨م، رقم الصحيفه ٢٠٨)


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)
رد مع اقتباس