|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 03-10-2009 الساعة : 10:40 PM
الحلقة العشرون
إستعرضنا فى الحلقه السابقه شهادة المؤرخ حنا بطاطو والتى اوضح فيها أن الأكراد الذين لم يمثلوا سوى ثلث سكان كركوك وقت حدوث المجزره وكانوا فى غالبيتهم العظمى من النازحين من الريف إلى المدينه للعمل فى قطاع النفط قد تمت لهم السيطره الفعليه على مجمل مراكز صنع القرار السياسيه والقضائيه والعسكريه فى المدينه ، وأنه بتعيين الزعيم الركن داؤود الجنابي الشيوعي العربي قائدا للفرقه الثانيه حقق الأكراد خطوه هامه على طريق تكريد المدينه والإجهاز على ماتبقى من مقاومه لدى التركمان تجاه الغزو الكردي - الشيوعى الهادف لطردهم من مدينتهم التاريخيه .
وقد قام الزعيم الركن داؤود الجنابي بواجبه تجاه حلفائه البارتيين العنصريين خير قيام حيث أصدر قرارا بمنع جميع الصحف التركمانيه وهي البشير والآفاق وجريدة كركوك وقام بإعتقال ونفى وتشريد الصحفيين والمحامين والأطباء ورجال الأعمال وكافة الناشطين فى مجال الدفاع عن حقوق التركمان والعناصر المعارضه لهيمنة الأكراد على المدينه أو المعارضه لضم كركوك لما يسمى بكردستان أو للإنفصال عن العراق حيث تم وضع بعضهم فى السجون ونفى البعض الآخر إلى الألويه الجنوبيه ، وكانت فترة تولي الزعيم الركن داؤود الجنابي قيادة الفرقه الثانيه من أسوأ الفترات التي مرت بالتركمان فى المدينه حيث سلم الأكراد الملائيين والعناصر الفوضويه زمام الأمور وقام بتشجيعهم على نشر الفوضى وإثارة الحزازات وأصدرالأوامر بإقتحام بيوت التركمان وترويع السكان الآمنيين والإعتداء عليهم ومجاراة الملائيين العنصريين فى مخططاتهم التآمريه الهادفه إلى تصفية الوجود التركماني فى العراق .
وفى السطور القليله القادمه نطالع ما كتبته صحيفة الفجر الجديد فى عددها الصادر بتاريخ ٢٢ تموز ١۹٥۹ حول أسباب تفشي العنصريه والإرهاب فى مدينة التآخي القومي كركوك الأبيه وماعاناه التركمان من عسف وجور قائد الفرقه الثانيه الزعيم الركن داؤود الجنابي .. تقول الجريدة:
"كيف وقعت الواقعه فى كركوك ؟ هذه المدينه الهادئه المسالمه المخلصه ذات الماضي المجيد الحافل بالمفاخر والأمجاد كيف إستحالت ركاما وحطاما بعد أن كانت حتى بالأمس القريب روضه تتميز بالروعه والعمران وكل مظاهر الإزدهار؟
هذه المدينه الآمنه المطمئنه التى ماعرفت الشر يوما وكانت مثلا رائعا مجسما للسلام والوداعه ، كيف أستبيحت وأكرهت على أن تسبح بالدم ، دم الأبرياء من أبنائها المخلصين ؟
كركوك ، مصدر الخير ومبعث البركه ، وملتقى الأخوه من عرب وأكراد وتركمان تجمعهم الوحده الحره الشريفه وتلفهم رايتها المقدسه ، وتحتضنهم كأعز ماتحتضن أنساب ووشائج تشد بعضهم إلى بعض وتعقد على رؤوسهم ألوية السلام وتشيع فى قلوبهم الثقه بالمستقبل الكريم المقرون بكل دعائم الرخاء والرفاه والإستقرار ، هذه المدينه الخالده ، كيف عكر صفوها الشر واخترقت وحدتها الجريمه وتسللت إليها عناصر الإرهاب والفساد فأحالتها جحيما وقوده أشلاء عزيزه ماكان أغلاها على الوطن المصاب المحتسب ؟
لكل ما وقع قصه ، ولنبدأ القصه من البدايه ..
كان ذلك قبل شهرين تقريبا حين فوجىء الأهلون بمن جاءهم بمهمة تفتيش الدور والمحلات الخاصه والعامه بحجة البحث عن أسلحه قيل انها مخبأه وغير مسموح بها ، وليس يهم أن يعرف الناس مصدر السلطه التى منحت المفتشين صلاحية التجاوز على حرمات البيوت فقد قيل أن امرا صدر من جهه مسئوله للتحرى والتفتيش والويل كل الويل لمن يعترض .
وقامت حملة التفتيش هذه بعملها بشكل أثار إستغراب الأهلين ، والتركمان منهم خاصه، فقد ركزت الحمله ضدهم حتى تبين بوضوح أنهم هم المقصودون بهذه الحمله ، وإنها وإن تناولت سواهم من المواطنين بنسبه محدوده جدا فقد كان ذلك مجرد ذر للرماد فى العيون وتغطية للهدف المبيت والغرض المقصود وانتهت حملة التفتيش والتحرى دون ان يعثر على شيىء ذى بال اللهم إلا من بضع بنادق صيد وبضع مسدسات مجازه لم يحملها اصحابها إلتزاما ببيان سيادة الحاكم العسكري العام الذي منع بموجبه حمل الأسلحه حتى المجازه منها.
وشيئا فشيئا اخذت بوادر الفتنه تلوح فى الأفق ، فما أن إنتهت حملة التفتيش والتحرى إلى لاشيء ، حتى اخذت بعض العناصر المعروفه من منتسبى الحزب الشيوعي والشبيبه الديموقراطيه والجبهه الوطنيه وبعض الفئات الأخرى ، تمارس فعاليات مشبوهه وتحاول التاثير على التركمان بوجه خاص لحملهم على التسليم بكل مايريده الشيوعيون وتأييد مايقومون به من تصرفات ، وكان طبيعيا أن يرفض المواطنون الغيارى ذلك فما إتفقوا وإياهم على رأي ، فكانت نتيجة هذا الرفض أن جوبهوا بموجة إرهاب عنيفه تمثلت فى الإجراءات التعسفيه التى اتخذت ضدهم بأمر من الزعيم داؤود سليمان الجنابي قائد الفرقه الثانيه آنذاك .
ومضت أيام تلتها ايام والإرهاب يزداد ويتفاقم ، وراحت العصابات الشيوعيه تفرض إرادتها على هؤلاء المواطنين ، وقامت بحمله إعتقالات واسعه تناولت عددا كبيرا جدا منهم، وجريا على عادة الشيوعيين فقد لاقى المعتقلون شر أنواع التعذيب والإهانات ورافق ذلك أن قام نفر من انصارهم بإعتداءات وتجاوزات على من لم يعتقل ، ثم تطور الإعتداء والتجاوز حتى وصل حد فرض إتاوات على الأغنياء وابتزاز الأموال منهم بالقوه والإرهاب ، وقد حصل كل هذا فى حين كان الشيوعيون ومن يتبعهم من المنظمات التحري الملحق بالحزب الشيوعي يعبثون قواهم ويتهيأون ويوزعون كميات كبيره من الأسلحه على أتباعهم إنتظارا للساعه الحاسمة .
واستنتج المواطنون التركمان من كل ما حصل أن هناك خطه وضعت ضدهم ومبعثها وسببها الوحيد أنهم لم يستجيبوا للشيوعيه ولم يؤمنوا بها ورفضوا ان يكونوا عملاء لإستعمار جديد بعد ان تحرر العراق على يد البطل المنقذ والزعيم الأوحد عبدالكريم قاسم من الإستعمار القديم .
وساورتهم المخاوف وتسرب إلى نفوسهم القلق حيث تبين لهم أن الزعيم داوود الجنابي راح يستغل نفوذه كقائد للفرقه الثانيه ويسخر أجهزة الدوله بمعاونة بعض الموظفين الشيوعيين للتنكيل بهم وإكراههم على الخضوع للشيوعيه وعبثا ماأراد وحاول."
وهكذا طرحت جريدة الفجر الجديد التساؤل عن أسباب التحول الذي طرأ على مدينة كركوك الهادئه المسالمه ؟ وقد أجابت الجريده على التساؤل وألقت بتبعة المسئوليه على قوى الشر ، ولم تكن قوى الشر هذه إلا أولئك الذين أعادهم قاسم من روسيا فعادوا إلى البلاد محملين بالأفكار العنصريه الإنفصاليه وبالشيوعيه الحمراء ، فأخذوا فى نشر سموم افكارهم بين أبناء القوميات المتآخيه وجروها جرا للصدام الدموي، وراحوا يختلقون المؤامرات ويدبرون المكائد للتركمان المسالمين ، فاختلقوا قصصا وهميه عن الأسلحه المكدسه فى دور التركمان ، وأغلقوا الصحف التركمانيه ، واعتقلوا شباب التركمان ، ووظفوا كل أجهزة الدوله للتنكيل بالقوميه التركمانيه ، وكان الملا البرزاني هو العقل المدبر لكل هذه الحوادث ، ولم يكن الآخرون إلا أدوات تنفيذ يحركهم الملا كيف يشاء ..
فى الحلقه القادمه نستكمل بقية الشهادات والوثائق حول ماجرى فى كركوك بعد إبعاد الطبقجلي وتعيين داؤود الجنابي قائدا للفرقه الثانيه ودور الملا البرزاني والبارتيين المتعصبين فى مجزرة كركوك .
|
|
|
|
|