|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 03-10-2009 الساعة : 10:15 PM
الحلقة الثامنة عشرة
رأينا فى الحلقة السابقه كيف حسم الملائيون صراعهم مع قائد الفرقه الثانيه بكركوك لصالحهم، وأنه بإبعاد ناظم الطبقجلي عن كركوك يكون الملائيون قد حققوا إنتصارا كبيرا على طريق تنفيذ ما يخططون له من إرتكاب سلسله من المجازر بحق التركمان أصحاب الأغلبيه السكانيه في المدينه بقصد دفعهم للنزوح عنها على نحو ما فعلت العصابات الصهيونيه فى فلسطين، وكيف خططوا من أجل قتل القائد الطبقجلي سحلا فى محطة القطار ليجعلوا منه عبره لغيره ممن يقفون فى طريق مخططاتهم التآمريه، بيد أن يقظة وإخلاص ضابط إستخبارات الفرقه الكردى النقيب الركن صلاح عبد القادر رشيد الذي إستخدم أقصى درجات التمويه والخداع نجحت في إنقاذ القائد من المؤامرة.
وبرحيل الطبقجلي عن كركوك قويت شوكة الملائيين وحان وقت الحساب مع القوميه العربيه أو القومية المزيفه كما كانوا يسمونها فى شعاراتهم، وشعر التركمان بالخطر المحدق بهم وبمستقبلهم فى العراق، فالقائد رغم أنه كان عربيا إلا أنه كان يتمتع بحس إنساني رفيع تجاه جميع القوميات وكان بحق راعيا للجميع بلا تفرقه، وكان حريصا على أمن المواطنين وسلامة أرواحهم فى خضم الفوضى العارمة التى أشاعها الملا وحلفائه من الشيوعيين فى طول البلاد وعرضها.
ولندع العقيد الركن عزيز قادر فتح الله الضابط فى الكتيبه الرابعه التابعه للفرقه الثانيه يقص علينا جانبا مما حدث عقب رحيل ناظم الطبقجلي عن كركوك. . يقول:
"ـ تولى قيادة الفرقه وكاله العقيد أسعد بابان (الكردي) قبل إلتحاق العميد الركن داود الجنابي (الشيوعي) الذى جرى تعيينه قائدا للفرقه.
ـ أصدرت الفرقه قائمه بإسم (١٠٢) ضابط من القوميين العرب والتركمان من مختلف الرتب إحاله إلى إمرة مديرية الإداره فى بغداد، بذلك فرغت وحدات الفرقه من العنصرين تقريبا (العربي والتركماني)، عدا بعض الضباط الذين اعتبروا أقل تطرفا أو نشاطا ممن أحيلوا إلى إمرة الإداره، ولحاجة الوحدات إليهم لإدارة أعمالها وعلى أدنى مستوى.
وعليه لقد حقق الشيوعيون والأكراد السيطره الكامله على جميع الوحدات وقيادة الفرقه فى كركوك والحاميات الأخرى، وحيث أصبح جميع آمري الوحدات من الأكراد والشيوعيين وكذلك المناصب الهامه والحساسه فى مقر الفرقه منهم: العقيد أسعد بابان وكيل القائد(كردي)، والعقيد محمد على كاظم الخافجى (الشيوعى) مدير إدارة الفرقه، والعقيد عبد الرحمن القاضى (الكردى) آمر مدفعية الفرقه، والنقيب الركن نزهه القزاز (الكردى) ضابط إستخبارات الفرقه، والرائد نشأت السنوى (كردي) آمر إنضباط الفرقه، ومعاونه النقيب فخرى كريم (الشيوعي المتطرف).
ـ لم تقتصر سيطرة الشيوعيين والأكراد على مرافق الجيش والقوات المسلحه فحسب، إنما حال التحاق العميد الركن داؤود الجنابي الشيوعي، وتسلمه قيادة الفرقه بل فى الحقيقه مسؤولية إدارة اللواء، سلم كل الأمور المدنيه والسياسيه إلى صديقه وإبن دورته ورفيقه فى الحزب الرائد المتقاعد (فاتح داوود الجباري) وهو كردي من أسرة شيوخ الجباري.
وكما سبق ونوهنا، بأن لجنة كركوك المحليه للحزب الشيوعي العراقي كانت تابعه لفرع كردستان، وهى فى يد الكرد. وكان محور إدارة الأمور فى المدينه يكاد يكون (معروف البرزنجى) المحامى (كردي) سكرتير أنصار السلام، ورئيس البلديه، و(عونى يوسف)، رئيس محكمة الإستئناف، وهو عضو سابق مؤسس فى الحزب الديموقراطي الكردى الموحد، وذو ماض ديموقراطى يميل للشيوعيين، ومعظم القضاه من الأكراد. ومدير الأمن كردى، ومعظم معاونيه من ضباط الأمن الأكراد، و(مهدي حميد) رئيس المقاومه الشعبيه عضو فى الحزب الشيوعى العراقى.
ـ بدأت عملية التنكيل والإضطهاد ضد التركمان، وقد تم خلال ايام إعتقال ما يقرب من ثلاثة آلاف تركماني فى كركوك، شيوخا وشبابا، رجالا ونساء بتهمة (الطورانيه) التهمه التى أصبحت شائعه تلصق بكل تركماني قومي. وقد اطلق سراح المعتقلين بعد أشهر ونفى عدد منهم إلى المحافظات الجنوبيه.
وخلاصه القول انه فى الوقت الذىساهمت فيه تلك الأحداث فى توسيع شقة الخلاف وتعميق العداء والحقد لدى كل طرف ضد الطرف الآخر، بشكل بات معه من المستحيل قيام أى نوع من التسويه السلميه لإزالة الخلاف أو تخفيف العداء، وبما أن توازن القوى أصبح مختلا لصالح التحالف الكردى الشيوعى إثر مشكلة الشواف فى الموصل، مما جعل الطريق سالكا لحسم النزاع، بإنزال ضربه قاصمه على الطرف الأضعف وهو التركمان، الذى اصبح مكشوفا بعد إختزال الإسناد العربى البيروقراطي لهم، ولا سيما فى المؤسسه العسكريه وقوى الأمن والشرطه، وذلك لإخضاعه وتطويعه، بل القضاء على مجتمعه بتفتيت تماسكه، وصلابة مقاومته للشيوعيه كأيديولوجيه وللأكراد كقوميه تتنازع معه فى تغيير الواقع السكاني للمدينه.
كانت تصفية الحساب تنتظر وقتها المناسب، وقد حل ذلك الوقت بحلول موعد إحياء الذكرى الأولى للثوره فى اليوم الرابع عشر من تموز / يوليو ١٩٥٩، ذلك اليوم المشؤوم الذى حصلت فيه المجزره الرهيبه التى دامت ثلاثة أيام."
وهكذا وكما يقول العقيد الركن عزيز قادر فتح الله فإن الأمور كانت تسير بإتجاه يوم الحساب مع التركمان الذى بات قادما لاريب، إذ تم إبعاد كل العناصر العربيه والتركمانيه وتمهيد الأجواء لأتباع الملا وبقية الفوضويين لينفذوا ماهو مخطط سلفا ومنذ أمد بعيد وتسبب وجود ناظم الطبقجلى فى تأخير وقوعه كثيرا جدا، وبغياب الطبقجلي وإبعاد الضباط العرب والتركمان عن كركوك وإسناد قيادة الفرقه لداؤود الجنابي الشيوعى المتآمر مع جماعة الملا البرزاني تكون كل الظروف قد تهيأت لإرتكاب المجزره التى يندى لها جبين كل إنسان حر، والتي نفذتها الوحوش الملائيه بالتعاون مع الشيوعين والفوضوين بطريقه فاقت بربرية العصور الأولى للإنسانية.
فى الحلقه القادمه نستكمل بقية الشهادات والوثائق حول دور الملا مصطفى البرزاني فى مجزرة كركوك.
وللحديث بقية
(وردت هذه الشهاده فى كتاب: التاريخ السياسي لتركمان العراق - عزيز قادر الصمانجي - دار الساقي - لبنان ١٩٩٩م رقم الصحيفه ١٥٢، ١٥٣)
|
|
|
|
|