|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 03-10-2009 الساعة : 09:28 PM
الحلقة السادسة عشرة
رأينا من خلال الشهادات السابقه كيف أن البارتيين قد إنتابهم اليأس من مواقف الزعيم الركن ناظم الطبقجلي غير المنحازه، وكيف أن سياسة الجزره والعصا لم تجد معه نفعا إذ أن ناظم بحكم تكوينه الشخصي وانتمائه الأسري العريق لايمكن إغوائه او تهديده، فهو لايحيد عن مبادئه قيد أنمله مهما كانت المغريات أو التهديدات، فلم تغويه الإغراءات التى عرضها عليه الوزير الكردى عونى يوسف، كما لم ترهبه التهديدات التى طالت حتى أبنائه، فالطبقجلي كان يؤمن إيمانا لايتزعزع بضرورة إبتعاد الضباط عن الإنتماءات الحزبيه لأن الجيش ملك للوطن لا للحزب، وناظم الطبقجلي يسعى للتآخى بين القوميات ويؤمن بوحدة الشعب بغض النظر عن الإنتماء العرقي أما هؤلاء فلا يرومون إلا الفتنه وإشاعة البغضاء وبث روح الكراهيه، وشغلهم الشاغل هو التركمان والقضاء على الوجود التركماني فى العراق والسيطره على كركوك والإنفصال، ومن ثم وصلت العلاقه بين ناظم الطبقجلي وأتباع الملا إلى طريق مسدود لإختلاف الأهداف والغايات لدى كلا منهما.
ونظرا لعدم تلاقي الطرفين فى المنطلقات والغايات والأهداف أعطى الملا لأتباعه إشارة البدء لحرب الإشاعات المسمومه ضد القائد الشريف الذى لم يقبل المساومه على الوطن والشعب، فلم يخلو مؤتمر للفوضويين والبارتيين العنصريين من الهجوم على ناظم الطبقجلي والتعريض به وإتهامه بالوقوف مع التركمان أو جماعة حلف بغداد كما إعتادوا على تسميتهم، وبدأ الملا فى ممارسة الضغوط على المسئولين فى بغداد من أجل نقل الزعيم الطبقجلي من كركوك إلى أى مكان آخر، ونظرا لمعرفة الطبقجلي بطبائع الملا وما يضمره وأتباعه من شر بكركوك وتركمان كركوك تشبث هو الآخر بالبقاء فى كركوك معلنا أن البديل الوحيد لذلك هو الإستقاله.
ولندع اللواء الركن صلاح الدين عبد القادر رشيد وهو ضابط كردي وطني يقص لنا جانبا من مؤامرات الملا وأتباعه على ناظم الطبقجلى وأسباب كراهيتهم له فيقول:
"كان الشيوعيون والبارتيون يراقبون السيد القائد المرحوم الطبقجلي قبل إعلان الثوره (ثورة الشواف) للأسباب التاليه:
١ - كشفه لنوايا وتحركات وخطط الشعوبيين والبارتيين فى المنطقه الشماليه بكتبه الرسميه العديده لمراجعه العسكريه.
٢ - طلبه من وزارة الدفاع نقل الضباط والمراتب الشعوبيين والبارتيين من الفرقه الى خارج قاطعها.
٣ - عدم إستجابته لمطاليب الشعوبيين والبارتيين غير القانونيه وغير العادله ورفضه لأى تصرف لاينسجم مع قواعد النظام والقانون وإحالة المسيئين منهم إلى القضاء لينالوا جزائهم.
٤ - نظرته إلى المواطن أى كانت قوميته بروح العدل والمساواه دون تفريق أو تمييز مما أثارت حفيظة الشعوبيين وأعوانهم.
وهناك أمور أخرى أود سردها للحقيقه والتاريخ ليس إلا:
١ - البارتيون عادوا المرحوم الطبقجلي للأسباب التاليه:
آ - معارضته أصلا لفكرة عودة الملا مصطفى البرزاني من خارج القطر إلى العراق وإمتعاضه من زياراته التى كان يقوم بها إلى قاطع الفرقه والتى كان يدعو بها بصوره خفيه إلى الحركه الإنفصاليه وتأليب العناصر البارتيه الكرديه الحزبيه على السلطه والطلب إليها الإنضمام إلى تلك الحركه وأن المراسلات المعنونه من قيادة الفرقه الثانيه إلى المراجع العسكريه العليا فى بغداد توضح ذلك بالأدله والوثائق والثبوتات الرسميه.
ب - محاربته لفكرة تغيير الواقع السكاني لمدينة كركوك (التى تسكنها كافة القوميات المتآخيه) بالشكل الذى يؤمن الكثره العدديه للقوميه الكرديه، هذه الفكره كانت قد تبنتها الفئه البارتيه والعناصر الكرديه الشيوعيه.
ج - الوقوف بحزم تجاه أى عمل لا قانوني يمارسه هؤلاء فى قاطع الفرقه.
د - طلب نقل العناصر القياديه منهم سواء فى القطاع المدني أو العسكري خارج قاطع الفرقه تحقيقا للمصلحه العامه وتأمينا لوحدة تراب الوطن وعدم الإستجابه لمثل تلك الطلبات من قبل الجهات العليا وتسرب تلك المعلومات إلى الأشخاص المعنيين بشكل او بآخر ومحاولة هؤلاء الحزبيين المتطرفين التنكيل بالمرحوم الطبقجلي والتشهير به بأنه معاد للقوميه الكرديه خلاف الواقع.
هـ - عدم الإستجابه لرغباتهم وتنفيذ مآربهم التى كانت تطرح من خلال توجيه التهم الباطله التى كانوا يوجهونها إلى العناصر المخلصه التى تعارض السير فى ركبهم واعتبروا ذلك تآمرا على السلطه.
٢ - الشيوعيون عادوا المرحوم الطبقجلي لأسباب معروفه وعدم موافقتهم فى الرأي فى كثير من الحالات المذكوره فى أعلاه.
٣ - حادثة السيطره على نقاط السيطره الموجوده فى مداخل مدينة كركوك من قبل العناصر الشيوعيه والبارتيه وإهانة الضباط والمواطنين."
وهكذا وجد القائد الطبقجلي نفسه امام جمع من الأعداء لا مبادىء لهم، لغتهم هى السحل، ومبادئهم هى الخيانة، وفلسفتهم هي بث الكراهيه، شعارهم المفضل. . إقتل. . إقتل. . إسحل. . إسحل، وفى الوقت الذى كانت جماهير الشعب العراقى تحلم بوطن تحترم فيه حريات الناس، فإنهم كانوا يحلمون (بوطن حر وشعب سعيد) ولكن من نوع آخر، وطن شعاره منجل وجاكوج، وطن مصبوغ بدماء الأبرياء، وطن يسوسه أسافل المجتمع وأرازل شذاذ الآفاق، وطن عندما تلوح فيه الجماهير بالورود فإنهم يلوحون بالحبال، ولم يكن وطنهم هذا هو الوطن الذى يرومه الطبقجلي لشعبه الأبي، ومن ثم لم تلتق إرادته وإرادتهم.
وهنا صمم الملا البرزاني وعقد العزم على إبعاد الطبقجلي عن كركوك كون أنه العقبه الكؤود فى سبيل تحقيق أحلامه الإنفصاليه وأحقاده العنصريه، وعندما يصمم الملا ويعقد العزم لايعوزه المكر ولاتعييه الحيل، فهو فى هذه الأمور نسيج وحده ولانظيرله، وبدأت الحملة النكراء، والمؤامرات الملفقه، والوشايات الكاذبه، ولكن هيهات هيهات أن تزحزح هذه المكائد رجلا مثل الطبقجلي عن مبادئه، فناظم الطبقجلي صنف من الرجال يواجهون الموت ولا يفرون منه فرار الجبناء، ومن ثم عقد الطبقجلي العزم أيضا وتملكه الإصرارعلى وقف المجزره الرهيبه التى يخطط لها الملا وأتباعه بحق تركمان كركوك، والوقوف فى وجه مؤامرة الإنفصال مهما كلفه ذلك من ثمن.
لكن ترى هل سيقوى الطبقجلى على الصمود أم أن هناك ظروفا أخرى سوف تطرأ على الموقف وتؤدى لإنهيار مقاومته؟؟.
في الحلقه القادمه نستكمل عرض الوثائق وشهادات الشهود حول دور الملا البرزاني فى مجزرة كركوك الرهيبه.
|
|
|
|
|