عرض مشاركة واحدة

تشرين ربيعة
شيعي محمدي
رقم العضوية : 30624
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 3,716
بمعدل : 0.63 يوميا

تشرين ربيعة غير متصل

 عرض البوم صور تشرين ربيعة

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : تشرين ربيعة المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-10-2009 الساعة : 04:36 PM


الحلقة الثالثة عشرة

رأينا من خلال الوثائق السابقه كيف سعى الملائيون وبذلوا قصارى الجهد من أجل إشاعة الفوضى وعدم الإستقرار فى كركوك، وكيف راحوا يدبرون المكائد ويحيكون المؤامرات ضد التركمان و ضد كل من يقف فى وجه طموحاتهم الإنفصاليه من رجال الإداره والجيش، وفى حلقة اليوم نستعرض الوثائق والشهادات المتعلقه بمحاولة الملا مصطفى البرزاني نشر أفكاره البارتيه والعنصريه داخل القوات المسلحه وسعيه لبث سموم أفكاره بين الضباط وضباط الصف والجنود، وقيام الضباط الشرفاء بالتصدى للفكر الملائى العنصري الذى أخذ يتفشى فى الجيش كالطاعون بتشجيع من رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم الذي كان بحاجه لمساندة هذه القوى الملائيه العنصريه فى صراعه ضد القوى القوميه التى تطالب بالوحده مع الجمهوريه العربيه المتحده، ولإفهام رجال العربيه المتحده بأنه يوجد داخل العراق قوى أخرى تعارض هذه الوحده، ولإرضاء الغرب الذي يعارض كل وحده حقيقيه بين الأقطار العربيه.

وهكذا وجدت الأفكار الملائيه العنصريه من يشجعها من أعلى قمة السلطه لتنفث سمومها بين الضباط وضباط الصف والجنود وأخذت المناشير توزع والإجتماعات تعقد والأباطيل تروج ضد القوميتين العربيه والتركمانيه، وكان الملا مصطفى البرزاني على قناعه بأن من يكسب الجيش إلى صفه فقد حسم المعركه لصالحه فسعى لتكوين الخلايا والتنظيمات داخل الجيش وخصوصا فى منطقة الفرقه الثانيه والتي كانت تضم اربعة ألويه (محافظات) هى: السليمانيه وكركوك وأربيل والموصل، وكان معظم جنود وضباط صف فى الفرقه الثانيه من الأكراد وكان يعرف عنهم الشجاعه والإنضباط والتدين، إلا أنه وبعد عودة الملا مصطفى البرزاني من الإتحاد السوفيتي بذل قصارى جهده لتسميم عقولهم بأفكاره الشيوعيه والعنصريه والإنفصاليه، وقد شعر ناظم الطبقجلى بقلق كبير من تحرك الملا فى هذا الإتجاه فسعى لدى عبد الكريم قاسم لإستصدار قرارا بمنع الحزبيه فى الجيش، وقد إستجابت قيادة الجيش لمخاوف الطبقجلى فعقدت إجتماعا في تشرين أول أكتوبر ١٩٥٨ بناء على أمر قائد القوات المسلحه الصادر فى ١١ / ٩ / ١٩٥٨ ووافقت القياده على تجميد الأنشطه الحزبيه على أن يعرض القرار على رئيس الوزراء للمصادقه عليه وأحس الطبقجلى بسعاده غامره لموافقة القياده على هذا المطلب الهام بعد أن اوشكت الأفكار الملائيه والشيوعيه على أن تعصف بوحده البلاد، غير أن عبد الكريم قاسم أخذ فى المماطله والتسويف ولم يصادق على القرار الأمر الذي أعطى الفرصه للعناصر الحزبيه والملائيه لبث سموم الفرقه والإختلاف بين أبناء الوطن الواحد وجر البلاد إلى صدامات ومجازر كان من الممكن تلافيها بالمصادقه عليه.

وفى السطور التاليه يحدثنا ناظم الطبقجلي عن جهوده فى سبيل القضاء على الحزبيه فى الجيش فيقول: "كانت تناقش هذه المشكله في مؤتمرات قادة الفرق الشهريه. وانتهى القرار بالموافقه على إستصدار أمر وزاري بمنع منتسبي الجيش من التدخل فى السياسه أو الإنتساب إلى الأحزاب كما هو المعمول به إبعاد الجيش عن الكتل السياسيه. وكان هذا القرار قد تمت الموافقه عليه في مؤتمر قادة الفرق كآخر محاوله يوم ٢٩ كانون أول ١٩٥٨ ونال موافقة سيادة رئيس الوزراء أملا منا بالحفاظ على الجيش كتله واحده موحده ذات هدف واحد".

ويستطرد قائلا: "وعندما صدر البيان الحكومى الذى يحدد فيه واجب المقاومه الشعبيه. انتهزت هذه الفرصه لأذكر المسئولين بالوعد الذى قطعوه فى مؤتمر يوم ٢٩ كانون الأول ١٩٥٨ حول التأكيد على إصدار الأمر الوزارى بمنع الحزبيه فى الجيش وقد أرسلت بهذا الصدد" كتاب سرى للغايه وشخصى عنونته إلى سيادة رئيس أركان الجيش برقم ١٤٢ وبتاريخ ١٩/١/١٩٥٩راجيا من سيادته التوسط فى إصدار بيان من لدن وزارة الدفاع بمنع الضباط وضباط الصف من التدخل بالأمور السياسيه أو الحزبيه أو الإنحياز إلى المبادىء على غرار ما صدر الى المقاومه الشعبيه وإتحاد الطلبه العام".

وفى كتاب آخر "سرى للغايه وشخصى برقم ١٤٤ فى ١٩/١/١٩٥٩"على إثر التفتيش والتحري عن مستودعات الأسلحه فى كركوك الذى جرى فى يوم ٢٧/ ١٢/ ١٩٥٨ والذى تدخل بعض الضباط فى إجرائه وهم غير مكلفين بذلك. طلبت فيه ان يحرم على القوات المسلحه الإنحياز إلى الكتل والمبادىء بصوره مطلقه وتحميل مسئوولية مخالفة الأوامر بأشد العقوبات الصارمه والإنصراف إلى التدريب وأداء الواجب المقدس لحماية الجمهوريه، لأن وحدة الجيش هى الدرع الحصين لبناء مستقبل هذا الوطن. وإن إخلاص الضباط والمراتب بواجبهم هو الدعامة لحماية النظام الجمهوري".

ويصف المرحوم ناظم الطبقجلى الحاله التى وصل إليها الجنود فى الفرقه الثانيه حال قيام الملا مصطفى البرزاني بزيارته المشئومه لكركوك فى الفتره من ٢٦/ ٢٨ تشرين أول ١٩٥٨ فيقول بأسى شديد:

"في اواخر تشرين الأول جرى التصادم بين الأهالي على إثر مغادرة الملا مصطفى البرزاني الذى حل ضيفا فى دار الضباط بكركوك. وكانت الإستفزازات قد بدت، إذ إشتبك الجانبان فى الشجار وقد إتخذت الإجراءات لإنزال القطعات إلى المدينه للحيلوله دون توسع النزاع وكنت اشاهد من شرفة مقر الفرقه الأهالى وهم يتقاتلون مع بعضهم وكذا الجنود انضموا إلى الأهلين كل مع جانب من المتنازعين فالقى القبض على بعض الأهلين وكثير من الجنود وقد حاول بعض الفوضويين الهجوم على الأسواق التجاريه فالقى القبض عليهم وجرى التحقيق مع الأهلين من قبل حاكم التحقيق وسيق المقصرين إلى بغداد لإحالتهم إلى المجلس العرفي. كما ارسل الجنود إلى وحداتهم مخفورين فنالوا عقابهم.".

ويستطرد قائلا "هذا وقد إجتمعت بضباط الوحدات فى كركوك واكدت عليهم بضرورة تفهيم المراتب بأنهم من الشعب وإلى الشعب ويجب أن يعرفوا جليا عدم جواز تدخلهم في أى نزاع يحدث فى المستقبل بين الأهلين، كما اكدت على الضباط التزامهم الحياد فى كل ماينشب من خلاف بين الأهلين لأن الجيش يجب أن يكون فوق الميول وحيادى من جميع الوجوه وإلا سيضطر الجندى أن يضرب أخاه الجندى أو يضرب الجنود إخوتهم الأهليين وقد أصدرت بلاغا لكافة وحدات الفرقه أحثهم على الإبتعاد عن المنازعات وإفهام جميع منتسبى الفرقه بذلك."

وهكذا أوصلت الأفكار الملائيه الجيش إلى حافة الهاويه حيث تخلى الضباط وضباط الصف والجنود عن وظيفتهم الأساسيه فى الدفاع عن البلاد ضد أى عدوان خارجى إلى الإعتداء على المواطنين أو الإعتداء على بعضهم البعض وعششت فى عقولهم الأفكار التعصبيه والإنفصاليه، وتشبثوا بخليط من الأفكار القبليه الممزوجه بالأفكار الشيوعيه، وسادت الأفكار الفوضويه فى مؤسسه كان من المفترض أن تؤسس على الإنضباط والطاعه، فحولتها الأفكار الملائيه إلى فوضى عارمه، ولم يعد الجنود وضباط الصف يطيعون أوامر الرؤساء من الضباط، ووصل الأمر في بعض مناطق الفرقه الثانيه إلى محاولة بعض الجنود سحل قيادييهم من الضباط.

ولندع المرحوم ناظم الطبقجلي يقص علينا جانبا من المأساه التى حلت بشعب العراق وتركمان العراق وجيش العراق من جراء تفشي الأفكار الملائيه والشيوعيه والفوضويه فى الجيش. . يقول:

"هذا ما كنا نروم تجنبه بإبعاد الجيش عن السياسه والإحتفاظ به كقوه هائله فوق الميول. ولقد أشاعت الحزبيه فى الجيش سموم التفرقه فانشق الضباط والمراتب على بعضهم وبدت بوادر الخلافات وكثرت شكاوى آمري الوحدات فكنت اوصي الآمرين أن يعملوا على استمرار درجه عاليه من التدريب والضبط وتطبيق القوانين على المخالفين للحيلوله دون ظهور خلاف حزبي حاد بين وحدات الجيش وكثرت الوشايات والإخباريات وكان آخرها المجلس التحقيقى عن ضباط حامية عقره بسبب ممارساتهم الحزبيه التى لم تمنع بأمر إداري مشدد كما تم الإتفاق عليه مسبقا وكان من الصعب والحاله هذه الجمع بين عقيدتين متناقضتين إحداهما تتمسك بقومية الفرد والأخرى بلا قوميه.

ولم أقطع أملي فى محاوله أخيره للحصول على أمر تصدره وزارة الدفاع حول منع السياسه في الجيش فقد مر بكركوك سيادة وزير الدوله فؤاد عارف فالتقيت به ورجوته أن يعمل جاهدا لإصدار الأمر بمنع الجيش من ممارسة الحزبيه وأطلب شهادته.

بقى الحال على ماكان عليه وتطور الموقف حتى ادى حدوث عصيان الموصل ووقعت الواقعه فإذا بالجيش يقاتل بعضه البعض هناك وإذا بالجيش يضرب الشعب فى مجزرة كركوك الرهيبه أما أنا فلقيت المصاعب لوقوفي على الحياد بلا ميول حزبيه. .
"

إنتهى كلام الطبقجلي عن المأساه التى حلت بالبلاد إثر عودة الملا البرزاني من الإتحاد السوفيتي وسعيه لنشر الأفكار الملائيه العنصريه الإنفصاليه بين الضباط وضباط الصف والجنود ولكن زملاء الطبقجلى لديهم الكثير والكثير مما يمكن أن يقال عما لحق العراق وجيش العراق وشعب العراق.

وللحديث بقيه

(هذه الشهادات والوثائق وردت فى موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف فى الموصل (٣) - العميد المتقاعد: خليل إبراهيم حسين - صحيفه رقم ١٥٨، ١٦٦، ١٦٨ - دار الحريه للطباعه - بغداد ١٩٨٨م)


من مواضيع : تشرين ربيعة 0 إسقاط الجنسية الإماراتية عن ممثل القرضاوي في دبي
0 أسود صعدة يلقنون جرذان دماج درسا لن ينسوه
0 مجلس الامن القومي الايراني يوجه انذار ا نهائيا الى الاطلسي وتركيا
0 عـلـم الـجـمـهـوريـة الـبـحـرانـيـة
0 بالوثائق: تعرفوا على رئيس ما يسمى بـ (المجلس الانتقالي السوري)
رد مع اقتباس