|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 03-10-2009 الساعة : 04:30 PM
الحلقة الثانية عشرة
رأينا فى الحلقه السابقه كيف سعت مديرة دار المعلمات الإبتدائيه السيده لبيبه أحمد الريس والمتحالفه مع جماعة الملا مصطفى البرزانى والكارهه للتركمان لبث الفرقه فى دار المعلمات بسعيها الدؤوب لإهانة الطالبات التركمانيات، ورأينا كيف ضاق صدرها بطالبه تركمانيه هتفت بحياة الأخوه التركمانيه العربيه الكرديه وليس بحياة الأخوه العربيه الكرديه، واستنكرت على الطالبه التركمانيه أن تقحم قومها التركمان وهم غرباء عن الوطن فى الهتاف بعدما قرر الملائيون والشيوعيون بأن هذا الوطن قسمه بين شريكين فقط هما العرب والأكراد من دون بقية القوميات، واستكثرت عليها أن تهتف بحياة قومها (التركمان) التى دأبت المديره على وصفهم بالطورانيين والرجعيين والعملاء، وراحت المديره تكيد للطالبه المعتزه بقوميتها ووطنها، وأخذتها العزة بالإثم فلم ترض بحكم المتصرف ومدير المعارف وقائد الفرقه وقررت أن تدير الأمور على هواها وبالطريقه التى ترضى أسيادها الملائيين.
ولنتأمل قولها:"وعند ذلك قررت بحزم أخذ المسئوليه على عاتقى والضرب على أيدى الطالبات الفوضويات" والفوضويات فى قاموس الملائيين تعنى التركمانيات، وظلت الطالبات التركمانيات فى المدرسه تحت وطأة هذه المديره الكارهه لهن تذيقهن من عسفها وجورها إلى أن جاء يوم ٢٨/٢/١٩٥٩ عندما وزع منشور فى عموم العراق وفى كركوك يهاجم الشيوعيه والشيوعيين واستهانتهم بالقيم الإسلاميه فى مجتمع مسلم قوامه المبادىء الإسلاميه و برعاية من هولاكو بغداد الجديد عبد الكريم قاسم كما سماه المنشور، وفى حجرة الدرس وجدت إحدى المعلمات المنشور المذكور فى كراس إحدى الطالبات التركمانيات، فسلمته للمديره المشهوره بالشيوعيه، ووجدت المديره فى المنشور ضالتها المنشوده لتنتقم من التركمان فقامت بجمع الطالبات فى ساحة المدرسه، وهاجمت التركمان فى كلمتها هجوما عنيفا ونعتتهم بالطورانيه والعماله.
فقامت بعض الطالبات التركمانيات بالرد عليها وتطورت المشاده الكلاميه إلى تشابك بالأيدى، وكانت دار المعلمات تقع فى أحد الأحياء التركمانيه فى كركوك، فهرعت بعض الطالبات التركمانيات إلى خارج المدرسه، وأخبرن ذويهن بما جرى، فقدم الشباب التركمان بأعداد غفيره وتجمهروا أمام المدرسه وحاصروا المديره بداخلها بعد أن سمحوا بخروج الطالبات والمعلمات، ثم قاموا برشق باب المدرسه ونوافذها بالحجاره، وقد إستمر حصارهم لها قرابة الأربع ساعات وبعدها تمكنت قوات الشرطه والإنضباط العسكري من تفريق الشباب ونقل المديره بسيارة الشرطه إلى خارج المدرسه، وقد راجعت المديره السيده لبيبه الريس مدير المعارف السيد نعمان بكر التكريتى وطلبت فصل الطالبه، ولكن مدير المعارف أصر على إحالة الطالبه أولا على مجلس المدرسه كما تقضى اللوائح، وعلى ضوء قراره تتخذ الإجراءات، وبعرض الموضوع على مجلس المدرسه قرر المجلس طرد الطالبه ثلاثة أيام فقط.
لم تقبل المديره بهذه العقوبه وساندها فى ذلك الشيوعيين والبارتيين، وقاموا بمظاهره يحتجون فيها على عدم فصل الطالبه وهتفوا بالموت للقوميين المزيفين وعملاء حلف بغداد (التركمان)، ورد التركمان بمظاهره يحتجون فيها على تدخل البارتيين والشيوعيين فى أمور فصل فيها مجلس المدرسه طبقا للوائح المعمول بها، وأحاط الجمعان بالمدرسه وكادالطرفان أن يلتحما بمعركه فى صباح يوم ٢٨ / ٢/١٩٥٩، فاستعان المتصرف بالشرطه وقياده الفرقه حيث نجحت القوات المشتركه لهما فى تفريق المتظاهرين بدون وقوع خسائر، وفى اليوم التالى (١ / ٣/ ١٩٥٩) إستمرت مظاهرات الطرفين وطالب البارتيون والشيوعيون بمعاقبة كل من هم وراء هذه الطالبه من العسكريين والمدنيين وكادت المظاهرات تعصف بالمدينه للمره الثالثه لولا إستعانة المتصرف بالزعيم ناظم الطبقجلى قائد الفرقه الثانيه والذى بعث له بسرية مشاه تمكنت من السيطره على الموقف، بعدها إتفق المتصرف مع قائد الفرقه على نقل المدرسه من مكانها بالحى التركمانى إلى الجانب الآخر من كركوك.
وقد نتج عن تلك الصدامات القبض على العديد من المواطنين التركمان ووضعهم قيد الحبس، وقد وجد الملائيون والشيوعيون فى ذلك فرصه للإنتقام من التركمان إذ أن العناصر الملائيه والشيوعيه هى التى تتولى زمام القضاء فى لواء كركوك، وقد باشر التحقيق مع التركمان حاكم التحقيق السيد بطرس مروكى، وكما هو متوقع قام هذا القاضى بتوقيف العديد من التركمان، وقد أثار ذلك تذمرهم واتهموا حاكم التحقيق بالخضوع لتأثير السيد عونى يوسف الشيوعى الكردى الذى يتولى رئاسة محكمة إستئناف كركوك، وأبرقوا بذلك إلى عبدالكريم قاسم والحاكم العسكرى العام وقائد الفرقه والمتصرف والإستخبارات، وقد إستجاب الحاكم العسكرى إلى مظلمة التركمان وأمر بتشكيل هيئة تحقيق جديده برئاسة حاكم تحقيق الرصافه فى بغداد السيد سالم محمد عزت، وتحركت هيئة التحقيق من بغداد ووصلت إلى كركوك يوم ٣ / ٣/ ١٩٥٩ وكان وقتها المرحوم ناظم الطبقجلى مريضا فى بيته.
وهنا نترك الحديث للسيد سالم محمد عزت حيث يقول:"كنت صديقا للقائد (الطبقجلى) وعند وصولنا واجهته فى داره ودار الحديث حول المظاهرات وتهديد أمن المواطنين، وقال لم يقم الجيش بالثوره إلا لإسعاد الناس ورفاهيتهم وليس من اجل ان ينحاز إلى جانب معين. لابد من الحياد. ويستطرد رئيس الهيئه التحقيقيه الأستاذ سالم فيقول: إن القائد أوصانا بالحياد التام واكملنا الإستماع إلى الإفادات التى كان آخرها شهادة المتصرف السيد عبد الجليل الحديثي، ووافق الحاكم العسكري يوم ٧ /٣ على إطلاق سراح من نسبنا إطلاق سراحه حسب سير التحقيق. وفى يوم ٨ / ٣ عملنا المحضر وكتبنا إلى الشرطه بإطلاق سرح الموقوفين بناء على موافقة الحاكم العسكرى العام التلفونيه.".
وهكذا فشلت خطط الملائيون والشيوعيون فى إستغلال نفوذهم لدى القضاء للتنكيل بالتركمان حيث أطلقت هيئة التحقيق القادمه من بغداد سراح التركمان الموقوفين، ولندع الزعيم الركن ناظم الطبقجلى يسرد لنا ملاحظاته على تلك الأحداث. . يقول الطبقجلي: "كان ذلك بسبب تصرفات السيده لبيبه أحمد الريس مديرة دار المعلمات لخلافها مع الطالبات هذا الخلاف العقائدى الذى أدى إلى توتر الحاله يوم ٢٨ شباط ١٩٥٩ ويوم ١ مارت ١٩٥٩ مما أدى إلى تجمهر التركمان والشبيبه الديمقراطيه وتعاون سيادة المتصرف ومدير الشرطه وآمر الإنضباط العسكرى فى تفريق التجمهر يوم ٢٨ / ٢ / ١٩٥٩ ولكن القضيه تطورت يوم ١ مارت ١٩٥٩ وكادت تعصف بأمن المدينه فطلب المتصرف مني النجده فأرسلت سرية مشاه وكنت آنذاك قابعا فى بيتى لمرضى. وانتهى الموضوع بسلام ولكن كانت العناصر الإنتهازيه تغذى هذا التوتر وجاءنى سيادة المتصرف واتفقنا على نقل المدرسه من القلعه إلى الجانب الآخر من كركوك ثم طلبت من سيادة الحاكم العسكري العام وضع اليد على القضيه وإيفاد لجنة تحقيق من بغداد للتحرى عن تفاصيل الخلاف بين المديره من جانب والطالبات من الجانب الآخر وقد وضح لي الحاكم الموفد على رأس اللجنه أن المديره كانت تتحمل قسطا كبيرا من المسئوليه وبالإستطاعه الإطلاع على محضر التحقيق فى مكتب الحاكم العسكري العام، وهكذا منعت للمره الثالثه وقوع إشتباك أو تصادم دموى كان الفوضويون يهيئون له كل الأسباب حتى تركت كركوك فتمت المجزره، المجزره التي يأسف لها كل ضمير حي وذهبت الضحايا هدرا ونهبت الأموال وخيمت على كركوك ظلال الموت."
• وهكذا تمكنت حكمة وحنكة القائد ناظم الطبقجلى من التغلب على المؤامره الثالثه التى حاكها الملائيون والشيوعيون لإيقاع مذبحه كبيره بالتركمان فى كركوك، غير أن مؤامرات الملائيون لم تتوقف. وكيف تتوقف المؤامرات والتركمان يتشبثون بمدينتهم الخالده كركوك ووطنهم العراق؟ كيف تتوقف المؤامرات ولم يصل الملائيون لمبتغاهم فى فصل كركوك عن الجسد العراقى وإقامة كردستانهم الموعوده؟
• فى الحلقه القادمه نستعرض المزيد من الوثائق وشهادات من عاصروا الأحداث.
وللحديث بقيه
|
|
|
|
|