|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 03-10-2009 الساعة : 11:39 AM
الحلقة التاسعة
راينا فى الحلقه السابقه كيف إستطاع الملائيون من اتباع الملا مصطفى البرزاني إيهام الحكومه فى بغداد بوجود مخازن للأسلحه والذخائر فى بيوت التركمان، وكيف أن الحكومه دبرت على عجل فريقا من المفتشين غادر بغداد إلى كركوك بالطائره ودون إعلام السلطات المحليه هناك لضمان سرية العمليه وتحقيق عنصر المباغته، وقد جاءت نتيجة المداهمه مخيبه للآمال إذ بمداهمة الدور المنتقاه لم تعثر فرق التفتيش على ثمة أسلحه ممنوعه، الأمر الذى وقع كالصاعقه على الملائيين وحلفائهم الشيوعيين، وأخذ مسئولي الدوله يشعرون بقدر الجرم الذى إرتكبوه بحق التركمان بإنسياقهم وراء المغرضين من أتباع الملا مصطفى البرزاني وأخذوا فى إلقاء اللائمه على بعضهم البعض .
ولم يجد عبد الكريم قاسم بدا من إسترضاء أصحاب الدور المقتحمه وهم من علية القوم ووجهاء المجتمع فى كركوك، وأحس ناظم الطبقجلى بالألم الشديد لأن بغداد لا تستمع لتحذيراته ومقترحاته بإنسياقها خلف هؤلاء الموتورين الكارهين للعراق وشعبه وتعمق لديه الإحساس بأن جريمة كبرى لابد واقعه بحق التركمان المسالمين وأن واجبه الوطنى والإنساني يحتم عليه الحؤول دون ذلك، ولم يكن ناظم الطبقجلي وحده الذى أحس بخطر الملائيين والشيوعيين على أمن كركوك بل شاركه فى ذلك مدير أمن منطقة كركوك حسن عبد علي ومعاون الشرطه إلياس عباس سبع اللذان هالهما قدر مايتمتع به الملائيين من إجرام ولصوصية .
فعلى الرغم من أن مأمورية التفتيش لدور التركمان كانت محاطه بقدر كبير من السريه والتكتم إلا أنهم فوجئوا بالملائيين يسبقونهم إلى الدور الخاضعه للتفتيش مما يؤكد أن الأمر كان مدبرا سلفا، وقد قام الملائيون ومعهم العناصر الفوضويه بنهب وسرقة بيوت التركمان وتحطيم مابها من أثاث بصوره وحشيه كما قاموا بالإعتداء على النساء والأطفال الأمر الذى دفعهم للهرب على أسطح المنازل وعن ذلك يقول مدير أمن كركوك حسن عبد على فى كتابه لمتصرف كركوك والرقم ٩٩١٨ عن تلك التصرفات اللامسئوله:
"على إثر التحري فى دور كل من العقيد شليمون خوشابه وإبراهيم نفطجي والضابط المتقاعد عطا خيرالله. أخذ الأكثريه من شيوعي كركوك يطلقون على انفسهم المقاومه الشعبيه ويعقدون إجتماعاتهم وتكتلاتهم فى مكتبة الثقافه الوطنيه لصاحبها فكرت عمر الكائنه فى شارع الأوقاف ويتلقون الأوامر والتعليمات فيها ثم يتوزعون على مفارق الطرق الرئيسيه والشوارع العامه لتفتيش السيارات والأهلين معا وتعدى ذلك إلى تفتيش ضباط فى الجيش وهم بملابسهم الرسميه ، ولم يكتفوا بهذا بل أخذوا يطوقون بعض الدور بحجة الإشتباه بوجود السلاح فيها وغيرها من الإدعاءات الأخرى وتبين لنا ان أكثر هؤلاء من جماعة الأكراد المناوئين للأتراك العراقيين فى كركوك .
إن الحاله قد تردت من سوء تصرفات هذه الجماعه، وأن بقاءهم بالشكل المذكور واستمرارهم بالضغط على حريات الناس أمر غير مرغوب فيه وينافي مانصت عليه القوانين المرعية الشأن وأن ذلك يؤدى حتما إلى عواقب وخيمه جدا فى المستقبل ولا يستبعد إحتمال وقوع إشتباكات دائميه بين الطرفين لذلك وحفظا على أرواح أبناء الوطن ولصيانة الأمن ومبادىء جمهوريتنا، يرجى مفاتحة المراجع المختصه بالأمر، والضرب على أيدى العابثين فى الأمن وسلامة الدوله وغلق المكتبه المذكوره أعلاه والتي أصبحت مركزا وبؤره لإجتماع هؤلاء قبل أن تتدهور الحاله فى هذه المدينه وفى مثل هذه الظروف الحساسه."
(التوقيع: حسن عبد علي - مدير أمن كركوك)
أما معاون الشرطه إلياس عباس سبع فقد كتب لمدير شرطة اللواء الكتاب الرقيم ٦٨ فى ٢ /١ /١٩٥٩ والكتاب الرقيم ١ إلى قيادة الفرقه وجاء فيهما حرفيا:
"وبعد التحري فى هذه الدار (يقصد دار العقيد شليمون خوشابه) إنتقلت الهيئه المشار إليها أعلاه إلى دار إبراهيم نفطجي وحيث يظهر من إفادة المشتكي إبراهيم نفطجي أنه بينما كان في داره إذ شاهد دخول بعض الأهلين إلى داره قسم منهم من الباب والآخرين من سياج الحديقه وبينما كان منشغلا مع هؤلاء لمعرفة سبب هجومهم ودخولهم الدار إذ أتت بعد مضي بضعة دقائق هيئه التحري المكونه من الملازمين الأولين ثامر نور الدين وأحمد محسن ومعهم مأمور مركز الغابات السيد صديق أحمد (كردى متزعم المؤامره) والمعاون السيد محمد رشاد ومن معهم من الجنود والشرطه وقاموا بالتحرى وعند إعتراض صاحب الدار (المشتكي) إبراهيم نفطجي عن وجود الأهلين وعدم رضائه بالوضع الجاري فى داره، فقد أمر أحد الضابطين بأخذه تحت الخفاره بناء على تحريض المفوض صديق أحمد .
وحيث ظهر من نتيجة التحقيقات على أن الأهلين كانو قد حضروا فى داري العقيد شليمون وإبراهيم النفطجي قبل قيام هيئة التحري فى أعمالها وحيث يستدل من بعض الإفادات على أن مأمور مركز الغابات المفوض صديق أحمد هو الذي أخبر الأهلين وطلب اليهم الحضور فى المحلين المذكورين، بدليل أنه حضر فى مقر القياده فى بادىء الأمر ومعه عدد من الأهلين قبل خروج الهيئه المذكوره من مقر الفرقه والمبادره بعملها مما حدى بالأهلين إلى معرفة أسماء أصحاب الدور الذين أجرى التحرى بدورهم قبل معرفة المسئولين فى هذا اللواء وخاصه الشرطه حيث لوحظ من قبل بعض الشهود والمعاون الموفد لإرشاد الهيئه المشار إليها أعلاه من أن الأهلين كانوا يتنقلون من مكان لآخر فى السيارات العائده إلى كل من نوزاد الشيخ عبدالله والمقاول عبدالله علي ورشيد الحاج محيي الدين الصالحي والشيخ رشيد البرزنجي صاحب فندق الرافدين والمفوض المفصول نوري السيد ولي حتى انهم وجدوا البعض من الأهلين كانوا داخلين الدارين المذكورتين والاخرين قائمون بتطويقها قبل حضور الهيئه وعلى ما يظهر من سير التحقيق أن أعضاء الهيئه التفتيشيه كانوا تحت إرشاد المفوض صديق أحمد الذي كان يتشاور معهم بين حين وآخر رغم طلب المعاون الموجود معهم إتباع الطرق الأصوليه لتفتيش الدور وفق القوانين المرعيه وحفظ الأمن والنظام .
وحيث أن المسبب لهذه الإستفزازات التي حدثت فى كركوك كلها كانت نتيجة سوء تصرف المفوض صديق الذى لا تعلم عنه شرطة هذا اللواء أو القياده عن سبب حضوره لدى هيئة التفتيش مستصحبا معه الأهليين فى الوقت الذى لم يكن من واجبه أو إختصاصه التدخل فى أمور كهذا لكونه مستخدما فى شرطة الغابات التى لاعلاقه لها بالمسائل التحقيقيه عن الجرائم وحيث أن المشتكي إبراهيم النفطجى قد بين أنه قد سرق من داره مبلغا قدره سبعمائة دينار مع مقدار من المخشلات الذهبيه وأوان فضيه قيمتها بثلاثمائة دينار من قبل الإشخاص الأهلين الذين سبقوا هيئة التحرى بالدخول إلى الدار واشتركوا بالتفتيش ظاهرا وهم المرفقه أسماءهم فى القائمه المرفقه طيه، وبالإضافه إلى ماتقدم فإنهم سببوا أضرارا تقدر بستين دينارا فى أثاث الدار ومرفقاته فإننا سوف نحيل الأوراق التحقيقيه إلى حاكم تحقيق كركوك للتصرف والبت فيها ، أما بصدد الداخلين فى بيت العقيد شليمون فإننا ننتظر مجيئه .
وفى حالة تقديمه الشكوى بأضرار أو ماسرقت من داره فسنقوم بالتحقيق عما حدث بصوره تفصيليه ونعلمكم النتيجه."
(توقيع: المعاون إلياس عباس سبع - عن هيئة التحقيق)
وهكذا كشفت تلك الأحداث المؤسفه عن مدى تحكم أتباع الملا البرزاني فى مصائر الناس، وكيف أن سلطة الغوغاء من أتباعه فاقت سلطة الحكام والمتصرفين ورجال الأمن حتى أن مجموعه من الرعاع واللصوص يقودهم مأمور قسم الغابات الكردى صديق أحمد الغير مختص أصلا بتفتيش المساكن أو بأعمال التحقيق كانوا على علم بالدور والأشخاص المطلوب تفتيشهم بأمر الحاكم العسكرى فى حين أن مديرأمن لواء كركوك والمتصرف ومساعد قائد الفرقه وغيرهم من مسئولى الدوله لم يكن لديهم هذا العلم .
ورأينا كيف قام هؤلاء اللصوص بنهب محتويات الدور وسرقة مابها من نقود ومشغولات ذهبيه وهو الأمر الذي أثار إستياء كافة المسئولين بما فيهم المسئولين الأمنيين، وفور عودة ناظم الطبقجلى من بغداد حضر إلى مقر قيادته وفد من التركمان وإشتكوا إليه مر الشكوى من إهدار كرامتهم الإنسانيه ومن تعرضهم للسرقه والنهب من قبل الشيوعيين والملائيين، وقد عبر ناظم الطبقجلى عن الحاله التى وصلت إليها كركوك بفعل مؤامرات أتباع البرزاني بقوله:
"إن العناصر التي عملت على الإثاره قد جاء ذكرهم وهم من المدنيين فى كتاب مديرية شرطة لواء كركوك المرقم ١ فى ٢ / ١/ ١٩٥٩ وقد ظهر أن هناك عملا مبيتا بين العناصر الفوضويه من مدنيين وعسكريين لغرض القيام بعمل ما وقد أوضحناه بكتابنا المشار إليه أعلاه حول هذه الظاهره الخطره وتبين مؤخرا أن نفس هذه العناصر التى وردت فى كتاب الفرقه ومديرية شرطة لواء كركوك قد إشتركت فى مجزرة كركوك الأخيرة"
ورغم كل هذه الأهوال التي حلت بالتركمان فى كركوك وما تعرضوا له من مظالم على يد الملا البرزانى واعوانه، ومحاولة بعض المسئولين من ذوى الضمائر الحيه وقف تلك المؤامرات التى يتعرض لها شعب أعزل ومسالم إلا أن التآمر على التركمان لم يتوقف بل زادت حدته. . . .
وللحديث بقية
(وردت وثائق هذه الحلقه فى: موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف في الموصل (٣) - العميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين - الصحيفه رقم ٥٦، ٥٧، ٥٨، ٥٩، ٦٠، ١٧١ - دار الحريه للطباعه - بغداد ١٩٨٨ م)
|
|
|
|
|