|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 03-10-2009 الساعة : 09:07 AM
الحلقة السابعة
وما أن إنتهت زيارة الملا البرزاني إلى كركوك وغادرها إلى بغداد على نحو ما رأينا فى الحلقه السابقه حتى إنهالت البرقيات من البارتيين وحلفائهم الشيوعيين وأكثروا من المراجعات لمديرية الخطط ولمحكمة المهداوى محاولين إيهام السلطات بأن قائد الفرقه الثانيه المرحوم ناظم الطبقجلى كان قد دبر أو سعى لتدبير مؤامره لإغتيال الملا مصطفى البرزاني أثناء زيارته لمدينة كركوك فى الفتره من ٢٦/٢٨ تشرين أول ١٩٥٨ وأن أبطال حزب البارتى والحزب الشيوعى هم الذين حالوا دون تنفيذ المؤامره .
ولم تكن حكومة قاسم التى تستخدم هؤلاء المأفونين لأهداف مصلحيه مؤقته فى صراعها مع القوميين العرب بالبلاهة كي تصدق تخرصات هؤلاء ، إذ كانت تعلم بأن المرحوم ناظم الطبقجلى هو الذى كان قد بعث لمديرية الإستخبارات العسكريه بالإقتراح بضرورة إسكان الملا البرزانى فى نادى الضباط وتحت حماية الجيش ضمانا لسلامته ، وأن ذلك الإقتراح قد جرى الموافقه عليه من قبل الحاكم العسكرى ، كما أن بغداد كانت على علم تام بأن نادي الضباط الذي كان يقيم فيه الملا فى كركوك يقع على مفترق أربعة طرق ومع ذلك فإن المتطرفين البارتيين الأكراد من أتباع الملا إختاروا سلوك الطريق الذي تقع عليه كازينو يلدز التى يرتادها معظم التركمان وعن عمد لأن المقصود هو الإستفزاز وبغير إستفزاز التركمان لن تتحقق الأهداف المرجوه من زيارة الملا لكركوك .
وبينما كان ناظم الطبقجلى منهمكا فى مراقبة تصرفات الملائيين وحلفائهم من الشيوعيين تحسبا لقيامهم بإستخدام العنف ضد التركمان لتصفية مقاومتهم العنيفه ضد محاولات سيطرة الأكراد المتطرفين على لواء كركوك ، وإذ بإثنين من المحامين يراجعان مقر القياده وبفاصل يومين فقط بين مراجعة الأول والثاني ويدعيان بأن أهالى كركوك من التركمان سيقومون بمظاهره مسلحه زعم الأول أن الغرض منها هو إرباك الوضع داخل المدينه ، فى حين قرر الثانى أن المظاهره بقصد القيام بإنقلاب مسلح ، وأنه يشترك مع التركمان فيها بعض الضباط ، وانهالت البرقيات الكاذبه من أتباع الملا على مقر القياده للتحذير من هذا الخطر الكاذب ومنها برقيه من حامية السليمانيه العسكريه جاء نصها كالتالي:
"إستخبرنا من المدعو نورى أحمد طه بأنه فى النيه القيام بمظاهره مسلحه من قبل بعض إهالى كركوك من التركمان غدا أثناء وجود القطعات فى التدريب الصباحى، يقتضى الواجب إخباركم سواء الخبر صحيحا أم لا. (توقيع)".
ولم يكن المرحوم ناظم بحكم وجوده فى خضم الأحداث فى كركوك ومعرفته بمن هو الوطنى ومن المتآمر ليعير هذه التخرصات أدنى إهتمام ، فقد كان على يقين بأن التركمان يسعون بشتى السبل لإبعاد المجزره التى تدبر لهم بمعرفة الملا وأتباعه وحلفائه من الشيوعيين وأن ملاذهم الوحيد هو الدوله وخصوصا الجيش وأن واجبه الإنساني والوطني وبوصفه قائدا للفرقه الثانيه بكركوك يحتم عليه إتخاذ كل مايلزم لحماية أرواح هؤلاء الأبرياء من عدوان وشيك يدبره الملا البرزاني وأتباعه ، ومن ثم بادر إلى كتابة تقريرين بتاريخ ٦ / ١٢/ ١٩٥٨ رفعهما إلى مدير الاستخبارات العسكريه قال فى الأول:
"١ - راجع هذه الدائره كل من المحامي مكرم الطالباني والعقيد المتقاعد محمود طه يوم الخميس ٤ / ١٢/ ١٩٥٨ بدعوة: أن أهالى كركوك (التركمان) سيقومون بمظاهره مسلحه لغرض إرباك الأمن وما شاكل ذلك من الدعايات البعيده عن الواقع. ولقاء هذا فهمنا بأن الأكراد المتطرفين البارتيين وأنصار السلام سيقومون بمظاهره سلميه صباح يوم ٥ / ١٢ / ١٩٥٨ ردا على محاولة أهالى كركوك. إن المحامى مكرم طالبانى ومن لف لفه من جبهة إتحاد كردستان يريدون خلق جو مكهرب لإستفزاز أهالى كركوك الذين يراقبون بالمثل جبهة إتحاد كردستان، التى يعتبرونها معاديه لهم، بسبب عزمها جعل مدينة كركوك بلده كرديه، وخلق الفزع والرعب بين التركمان، كما راجعنا المحامى محمد الحاج عزت حول السماح لجماعه من شباب كركوك بحمل إكليل من الورد ووضعه على قبر المرحوم المقدم هدايت أحمد بغية تكريم الضابط المذكور. هذا الطلب دعا أعضاء جبهة إتحاد كردستان إلى خلق مايشوه طلب جماعة المحامى المذكور. ليس هذا فقط بل أن الخبر بإحتمال وقوع مظاهرات مسلحه من قبل التركمان قد وصل إلى السليمانيه مما يدعو إلى الإعتقاد بأن هناك خطه لهذه الإستفزازات التى تقوم بها جبهة أحزاب كردستان.
٢ - إن محاولة المحامى مكرم الطالباني قد تكررت حول خلق جو متوتر، وقد سبق أن راجع سيادة متصرف كركوك فى الأسابيع الماضيه حول نفس الإدعاءات، بداعى حرصه على الأمن فى الظاهر فى الوقت الذى تؤيد الوقائع أن ليس هناك من يحاول من اهالى كركوك بصوره عامه أيه محاوله للإخلال بالأمن، وكل محاوله يقوم بها المحامى المذكور تجد صداها فى لواءى السليمانيه وأربيل، على أن هذه المحاوله لإشاعة حرب الأعصاب فى هذه المدينه لاتجد لها صدى إلا من قبل المتطرفين ومن دعاة تكريد كركوك بإعتبار أن هذه المحاوله تعتبر هدفا وطنيا تبتغيه جبهة احزاب كردستان المتطرفه.
إننا نراقب هذه المحاولات التى تتزعمها جبهة أحزاب كردستان، كما نراقب الدعايه المقابله والمحاولات المقابله التى يقوم بها بعض المتطرفين الأتراك بداعى حماية أنفسهم
وهذا ماإقتضى بيانه للإطلاع."
(التوقيع - الزعيم الركن - ناظم الطبقجلى)
وفي تقريره الثانى حول مراجعة المحامى عمر مصطفى الشهير بـ (دبابه) كتب ناظم الطبقجلى إلى مدير الإستخبارات العسكريه مايلي:
"١ - راجع هذه القياده بتاريخ ٦/ ١٢/ ١٩٥٨ المحامي عمر مصطفى (دبابه) بدعوى أن أهالى كركوك (الأتراك) سيقومون بمظاهره مسلحه وإشتراك بعض الضباط معهم لغرض الإخلال بالأمن والسكينه والقيام بإنقلاب عسكري وما شاكل من الدعايات البعيده عن الواقع. إن أعضاء جبهة إتحاد كردستان يريدون خلق جو مكهرب لإستفزاز أهالى كركوك وبث الفزع والرعب بينهم مما يدعو إلى الإعتقاد بأن هناك خطه لهذه الإستفزازات والإثارات التى تقوم بها جبهة أحزاب كردستان المتطرفه.
٢ - إن مراجعة المحامي عمر مصطفى إلينا بعد تكرار مراجعة المحامي مكرم الطالباني لسيادة متصرف كركوك فى الأسابيع الماضيه، وهذه القياده بالتاريخ أعلاه حول نفس الإدعاءات بداعى حرصه على الأمن فى الظاهر فى الوقت الذى تؤيد الوقائع أن ليس هناك من يحاول من أهالي كركوك(الأتراك) بصوره عامه الإخلال بالأمن والسكينه، كل ذلك لغرض إشاعة حرب الأعصاب فى هذه المدينه من قبل هذه الفئه.
إن هذه القياده تراقب هذه المحاولات التى تقوم بها جبهة أحزاب كردستان، كما تراقب الدعايات والمحاولات المقابله التى يقوم بها بعض المتطرفين الأتراك بداعي حماية أنفسهم.
هذا ما إقتضى بيانه للإطلاع."
(الزعيم الركن - ناظم الطبقجلي - قائد الفرقه الثانيه)
إنتهى كلام الطبقجلى ولكن المؤامرات لم تنتهي
وللحديث بقيه
(وردت هذه الوثائق فى: موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف فى الموصل (٣) - للعميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين الصحيفه ٢٥، ٣٠، ٣١، ٣٢، ٣٣، ٣٤ - دار الحريه للطباعه - بغداد ١٩٨٨ م)
|
|
|
|
|