|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 03-10-2009 الساعة : 08:52 AM
الحلقة السادسة
رأينا من خلال مطالعة الوثائق السابقه كيف فضح الزعيم الركن ناظم الطبقجلي مؤامرات البارتيين من أتباع الملا البرزاني وسعيهم الدؤوب من أجل إثارة الفتنه فى كركوك، وقد قرر الطبقجلى بصراحه ووضوح انه إذا كان هناك عملاء لأحد فهم هؤلاء، وإذا كانت هناك فتنه فى كركوك بين القوميات فلا أحدا غير الملائيين المتعصبين بإمكانه أن يشعل الفتن ويدبر المكائد، فهم خلف كل المصائب التى حلت بالشعب العراقى فى الموصل وفى كركوك عام ١٩٥٩، وهم أصحاب الفضل في إختراع طريقة قتل المواطنين سحلا فى الشوارع، ولديهم ماكينه إعلاميه جباره تملك مقدره فائقه على قلب الحقائق والترويج للأكاذيب، وإظهارهم فى صورة الضحايا حينما يكونوا هم الجناة.
وفى حلقة اليوم نعرض على قراء موقعكم الموقر الوثائق والشهادات المتعلقه بزيارة الملا مصطفى البرزانى لكركوك فى ٢٦ أكتوبر ١٩٥٨تلك الزياره التى أحدثت فتنه كبيره فى مدينة كركوك، وكانت إحدى مقدمات مجزرة كركوك الرهيبه، إذ كان قد وضح من مجريات الأمور خلال تلك الزياره وما صاحبها من تدفق عشرات الألوف من الأكراد المتعصبين على كركوك من كل حدب وصوب حاملين صور الملا وهاتفين "الموت للطورانيين" و "يسقط الطورانيون" و"كركوك مدينتنا أتركوها أيها التركمان" و "يسقط التركمان عملاء تركيا، عملاء شركة النفط، تسقط الرجعية" أن هناك محاوله مرسومه لإستفزاز التركمان وجرهم إلى الصدام، خصوصا وأن الهتافات كانت تجرى فى حضرة الملا البرزانى ولم يستنكرها ولم يأمر بمنعها، وكيف يأمر بمنعها وهو الذى سعى و يسعى لإستفزاز التركمان لأقصى درجات الإستفزاز كى يسهل جرهم لماهو مدبر لهم ؛. . لمجزرة كركوك الداميه.
وكان ناظم الطبقجلى قائد الفرقه الثانيه فى كركوك قد إختار لإقامة الملا البرزاني نادى الضباط فى كركوك لتوفير أقصى درجات الراحه والأمن للزائر وهيأ له سجلا لتسجيل اسماء زائريه، وبعد أن قضى الملا يومين فى كركوك قرر العوده إلى بغداد بالطائره وقد حدد ناظم لموكب الملا طريقا معينا محروسا من قوات الإنضباط العسكري وبعيدا عن أماكن تجمعات التركمان تجنبا للإحتكاك، ولكن الملا عز عليه ان يغادر كركوك دون أن يثير الفتنه التى ماجاء إلى كركوك إلا لإثارتها فقرر السير فى طريق آخر يمر من أمام كازينو يلدز التى يؤمها جماهير غفيره من التركمان، وأخذ الغوغاء من المتعصبين الأكراد المصاحبين لموكب الملا فى إطلاق الهتافات المعاديه للتركمان، وعادوا من المطار ومروا من أمام ذات الكازينو للمرة الثانيه حاملين الشعارات المكتوبه بعبارات العداء للتركمان.
فما كان من مجموعه من شباب التركمان إلا أن هجموا على تلك الشعارات الإستفزازيه ومزقوها، وجرى صدام بين الطرفين ووقع بعض الجرحى وحصل إعتداء على بعض المحلات التجاريه التى تعود للتركمان ، وفى اليوم التالى لمغادرة البرزانى كركوك حدث أن أصيب آمر الإنضباط العسكرى هدايت أرسلان - وهو من الشخصيات التركمانيه المعروفه والمحبوبه لديهم - بنوبة قلبيه أودت بحياته اثناء تأديته لواجبه وقد شيعه إلى مثواه الأخير آلاف التركمان ، غير أن مثيرى الفتنه لم يدعوا الأمور تمر بسلام فأشاعوا بأن المرحوم هدايت كان ضالعا فى مؤامره لإغتيال البرزانى ، كما أشاعوا بأن ناظم الطبقجلى قائد الفرقه الثانيه أيضا عندما حدد طريقا معينا للبرزانى ليسلكه فى طريقه للمطار كان ينوى قتله ، وأنهم ماسلكوا طريق كازينو يلدز إلا لتجنب المؤامره المزعومه .
وراح صناع الفتن من أتباع الملا يشيعون تلك الأكاذيب على نطاق واسع، الأمر الذى شعر معه التركمان بالغليان من هول الأكاذيب فنظموا تظاهره إحتجاجيه إلى مقر قيادة الفرقه الثانيه، فاضطر ناظم الطبقجلي قائد الفرقه إلى قطع إجتماعه بآمرى الوحدات وخرج للمتظاهرين وخطب فيهم قائلا:
"يؤسفني ماحدث يوم أمس بين أبناء البلد الواحد، وإنى سأضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن. وان ابناء الشعب شركاء فى هذا الوطن ومتساوون فى الحقوق والواجبات بغض النظر عن قومياتهم. .".
وقد تم إحتواء فتنة الملا وأتباعه بفضل جهود ناظم الطبقجلي الذى قام بتشكيل مايسمى بلجنة (التضامن الوطني) التى تألفت من مجموعه من الأكراد والتركمان، فكان من الأكراد (المحامي مكرم الطالباني والمحامي حسين البرزنجي والعقيد المتقاعد عبد القادر البرزنجي والمحامي عمر مصطفى) ومن التركمان (المحامي محمد الحاج عزت والمحامي تحسين رافت والمرحوم الرئيس الأول المتقاعد عطا خير الله والصيدلي مجيد حسن) وقد أصدرت اللجنه بيانا جرى توزيعه على نطاق واسع وإسقاطه بالطائرات وقد أدى هذا البيان إلى تهدئة الوضع وإستتباب الأمن لفتره من الوقت. . وهذا نص البيان:
"ياأهالى كركوك عربا واكرادا واتراكا وآثوريين وأرمنا
لقد كان المستعمرون وعملاؤهم من الخونه والرجعيين يبثون سموم التفرقه والعداء بين مختلف القوميات فى وطننا الحبيب وعلى الأخص فى المناطق الحيويه الحساسه كمدينة كركوك المتكونه من قوميات متعدده، وقد استهدفوا من ذلك فصم تلك الرابطه الأخويه بين مختلف القوميات والأقليات التى عاشت متآخيه متعاونه منذ قديم. وكلما ضعفت يقظتنا تمكن العدو من النيل منا وإثارة الفتن بيننا غير أن ثورة ١٤ تموز بقيادة البطل عبد الكريم قاسم التى ساندها الشعب العراقى جميعا جاءت ضربه قاصمه للمستعمرين ومؤمراتهم ودسائسهم، فقضت نهائيا على السيطره الإستعماريه فى وطننا الحبيب وبدأت بتصفية الإقطاع.
وتقوم جمهوريتنا الوطنيه بإصلاحات عميقه تهدف بذلك تأمين مصالح كافة الشعب العراقى دونما تمييز أو تفريق، لذا بدأ عملاء الإستعمار المتسترين بالعمل على عرقلة تثبيت مكاسب الثوره بكل الوسائل الحقيره الدنيئه للإساءه إلى سمعتنا، وما هذه التفرقه فى هذا الجزء من الوطن العراقى بين الأكراد والأتراك والحوادث المؤسفه التى وقعت بين أبناء البلد الواحد إلا جزء من مؤامرات عملاء الإستعمار وبإيعاز وإيحاء منهم بقصد إضعاف وحدتنا وتآخينا ويقظتنا تجاه عدونا الرئيسى الإستعمار والإقطاع.
يا جماهير كركوك ، لنتحد جميعا عربا وأكرادا وأتراكا وأرمنا وآثوريين لصيانة جمهوريتنا الوطنيه وتثبيت مكاسب ثورتنا المجيده وتطويرها لنكون يدا واحده نقف بالمرصاد لدسائس العدو ولنفضح عملائه المتسترين ونقبر مشاريعهم. إننا ندعوكم إلى التآخى والتآزر والهدوء والسكينه والإنصراف إلى أعمالكم الإعتياديه ومحاربة الإشاعات التى يروجها عملاء الإستعمار.
عاشت جمهوريتنا الحبيبه بقيادة زعيمنا وملهمنا عبد الكريم قاسم.
عاشت الأخوه بين العرب والأكراد والأتراك والأرمن والآثوريين.
الموت للإستعمار وعملائه ومفرقى الصفوف."
(التوقيع: لجنة الدفاع الوطني فى منطقة كركوك)
وإذا كانت الفتنه التى صاحبت زيارة الملا البرزاني قد تم إحتواؤها بفضل حنكة الزعيم ناظم الطبقجلي فهل ياترى سيكف الملائيون من اتباع الملا البرزانى عن حياكة الفتن وتدبير المؤامرات هذا هو ما ستكشفه لنا الوثائق التى سوف نستعرضها فى الحلقات المقبله.
(هذه الوثيقه وردت فى: موسوعة ١٤ تموز - ثورة الشواف فى الموصل - ٣، العميد المتقاعد خليل إبراهيم حسين، الصحيفه رقم ١٦٦، ١٦٧ - دار الحريه للطباعه بغداد ١٩٨٨)
|
|
|
|
|