الموضوع:
النور المتألق ومعنى الأمر الذي ينزل عليه
عرض مشاركة واحدة
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.82 يوميا
مشاركة رقم :
2
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 30-09-2009 الساعة : 11:39 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
ثم إن جبرئيل عليه
السلام يبين مقامه في ليلة المعراج بقوله: إن بين الله وبين خلقه تسعين أو(سبعين) ألف حجاب وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل.
وجملة من محققينا يرى أن مقام إسرافيل عليه السلام أرفع من مقام جبرئيل أما لماذا؟ فله مقام آخر.
وهذه الحجب تجاوزها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جميعاً حتى وصل إلى الحجب الأربعة، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنتهى به جبرئيل إلى مكان فخلى عنه، فقال له: يا جبرئيل، تخليني على هذه الحال؟ فقال: أمضِ فوالله لقد وصلت مكاناً ما وطأه بشر وما مشى فيه بشر.
فهذا مقام أمين الوحي ونكتفي بما في قوله تعالى(نزل به الروح على قلبك لتكون من المنذرين)
(4)
.
هذا وكانت سورة القدر قد ذكر فيها قوله تعالى
تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم) وهذا بالنسبة إلى الملائكة، وقد عرفت أن منهم جبرئيل عليه السلام، وأما الروح فما ذكر في القرآن إلا وأُفرد عن الملائكة تشريفاً لمقامه وليس هذه الظاهرة فقط بل لها مثال آخر وهو أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أينما ذكر لا يجمعه القرآن مع المؤمنين.
فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له مقامه الخاص ومكانه الرفيع فقوله تعالى
فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) لكل المؤمنين المقاتلين ثم أفرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالذكر من بينهم فقال(وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ولُيبلي المؤمنين منه بلاءً حسناً) الانفال/17، وهكذا ما في قوله تعالى(آمن الرسول بما أُنزل إليه من رِّبه والمؤمنون) البقرة/285، فهذا هو الادب الربوبي مع أنه يتكلم عن عبده الذي قال فيه(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام) الاسراء/1، وعلى كلٍّ فالروح كلما ذكر في كتاب الله كان ذكره مفرداً كما في قوله تعالى
تعرُج الملائكة والروح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون) المعارج/2،(يوم يقوم الروح والملائكة صفا) النبأ/38،(تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) القدر، وقوله تقدس علاه(ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده) النحل/3، أي إن الروح ينزل مع الملائكة، فالروح غير الملائكة وأما في الاحاديث عن أهل البيت عليهم السلام فالأمر واضح.
قد أتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام يسأله عن الروح أليس هو جبرئيل؟ فقال له عليه السلام: جبرئيل عليه السلام من الملائكة، والروح غير جبرئيل، فكرر ذلك على الرجل، فقال له: لقد قلت عظيماً من القول، ما أحدٌ يزعم أن الروح غير جبرئيل! فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: انك ضال تروي عن أهل الضلال، يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون، يُنزِّل الملائكة بالروح والروح غير الملائكة عليهم السلام.
وفي حديث آخر: (خلق من خلق لله عزوجل أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبره ويسدّده وهو مع الائمة من بعده. انتهى.
وفي صحيحة أخرى تقول: (لم يكن مع احدٍ ممن مضى غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو مع الائمة يسددهم وليس كل ما طلب وجد). فالملائكة تتنزل لتأخذ الأوامر وليس لإعطاء الأوامر، وليس فقط في ليلة القدر، بل في غير ذلك من الأوقات، فيأخذوا الأوامر في الصباح ثم يرجعوا إليه ليقولوا له ما فعلوا طول النهار.
إذ الموجود في بعض الأذهان أنهم قد يأتون ليعطوا الأوامر، كلا فهو قطب عالم الإمكان وهو مدار الدهر، ولا معنى لأن يكون مدار الدهر آخذاً، بل إنما هو المعطي والذي يدار حوله.
هذه هي الحقيقة الثالثة والبعد الثالث في الدعاء المبارك.
البعد الرابع: ولاة الأمر
وقد تكررت مرتَين في الدعاء؛((ولاة الأمر والمنزّل عليهم ما يتنزّل في ليلة القدر))، والأخرى((تراجمة وحيه وولاة أمره ونهيه)).
فمن الواضح أن معناهنّ ليس واحداً، وإلا كان تكراراً بلا موجب، ثم في الأولى(ولاة الأمر) دون إضافة شيء آخر، وفي الثانية(ولاة الأمر والنهي) فالثانية غير الأولى.
من هنا لابد أن نقف قليلاً على معنى الأمر؛ فما هو معناه؟ أما الولاية فقد اتضح معناها وهو التصرف في الأمور وإدارة الشؤون.
ولكن ينبغي الوقوف على معنى الأمر، ولطالما أنت تقول أو تسمع كلمة(صاحب الأمر) فما هو الأمر الذي هو صاحبه؟
وبطبيعة الحال حين نقف عليه ندرك معنى ما يقال أنه صاحب الأمر، وفي هذا المجال يوجد بحث واسع ونحن نحاول اختصاره، فتارة يطلق الأمر ويراد به:
1_ الشأن السياسي: ولعل هذا هو المنصرف إلى الأذهان أن صاحب الأمر هو المسؤول والقائد السياسي.
ولذا حينما تقرأ قوله تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ)).
ينصرف الذهن مباشرة إلى القادة السياسيين سواء كانوا هم الأئمة عليهم السلام أو هم عليهم السلام مع نوابهم الفقهاء؛ وإن كان الحق أن الآية مرتبطة بالأئمة عليهم السلام ولا تشمل غيرهم.
فهل هذا المعنى ثابتٌ لأهل البيت عليهم السلام ؟ نعم هو من الواضحات في القرآن الكريم وحديث الغدير وغيره، فقد قال تعالى وتقدّس
(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ))، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
وقال الله تعالى
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)).
وما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو لعلي عليه السلام((من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه)).
إذن فمن واضحات القرآن والروايات أن الزعامة السياسية والولاية السياسية لأهل البيت عليهم السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
2_ الأمر التشريعي: وهو الذي قاله الدعاء((ولاة أمره ونهيه))؛ أي هو المتصرف في الأمر والنهي؛ أما ما هو معناه؟
قد ينصرف إلى بعض الأذهان أنه التبليغ فقط عن الله تبارك وتعالى سواء في شخص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى وفي الأئمة عليهم السلام عنه صلى الله عليه وآله وسلم!!
ولكن القرآن والروايات لا تقبل هذا المعنى، فإن لهم عليهم السلام شأناً آخر إضافة إلى قضية التبليغ لحكم الله تعالى.
ولنرجع إلى الروايات _فإنها أوضح في هذا المجال لعامة الأذهان_ وهذه الروايات بالعشرات وأكتفي بواحدة أو اثنتين، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دية العين ودية النفس ودية الأنف، وحرم النبيذ وكل مسكر. فقال رجل وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غير أن يكون جاء فيه شيء؟ -أي من غير وحي-
قال: نعم، ليعلم من يطيع الرسول ممن يعصيه. انتهى.
فلكي يعلم الله _علماً فعلياً في الخارج_ من يطع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ممن يعصيه، وإلا إذا كان كل ما يقوله صلى الله عليه وآله وسلم هو تبليغ عن الله فقط لم يتضح في الخارج والظاهر من يطيع ويسلم له من غيره.
فلهذا فوّض الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم دائرة من التشريع، وقال له أنت شرّع فيها لأرى طاعتهم، وهذه تنصب في تلك الروايات التي تقول إن الله عزوجل أدب نبيّه فأحسن تأديبه فلما أكمل له الأدب قال((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) ثم فوّض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده فقال عزوجل((ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)).
الرواية الأخرى المرتبطة بأهل البيت عليهم السلام عن أبي جعفر عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفرداً في وحدانيته ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها، وفوّض أمورها إليهم فهم يحلون ما يشاؤون، ويحرمون ما يشاؤون ولن يشاءوا الا أن يشاء الله رب العالمين. انتهى.
وهذه النقطة يجب أن تفهم جيداً، وهو أن اعتقادنا في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام بالإضافة إلى كونهم يبلغون حكم الله تعالى، ولكن هناك دائرة فُوِّض أمر التشريع فيها إليهم عليهم السلام ولا نقبل هذه الحقيقة لغيرهم حتى لو كان ذلك القائل: كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما.
فلا نقبل التشريع لغيرهم، ولعل ما جاء في الدعاء المبارك((ولاة أمره ونهيه)) يشير إلى هذا المعنى من الولاية التشريعية.
وفي هذا المضمون تلك الأخبار أنه لو ظهر الإمام القائم بالحق عليه السلام فأعطى أحدكم مائة وأعطى الآخر عشرة فلا تعترضوا، لأنه يحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ولا يشاؤون الا ما يشاء رب العالمين.
فهو تعالى وتقدس جعل قلوبهم أوعية إرادته، وهذه الجملة من الجمل العجيبة، ومعنى الوعاء هو الظرف، فالإرادة الإلهية التي هي((إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)). هذه الإرادة من أي مجرى وظرف تمر ما دامت قد نزلت في عالم الخلق ومرتبة الفعل؟! إنها تمر من قلوب هؤلاء الطاهرين عليهم السلام وهذا معنى ما يقوله بعض علمائنا((واسطة الفيض)) وتعني أنه إذا أراد الله شيئاً فهو يصل من طريق هؤلاء وما يصعد شيء إلا من طريق هؤلاء((بكم فتح الله وبكم يختم)).
يتبع...
من مواضيع :
نووورا انا
0
بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0
علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0
الابـــــــــــــــــلّة
0
شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0
شيعة باكستان والحصانة العقدية
نووورا انا
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة نووورا انا
البحث عن جميع مواضيع نووورا انا