عرض مشاركة واحدة

شاعرة الأمل
مــوقوف
رقم العضوية : 41925
الإنتساب : Sep 2009
المشاركات : 278
بمعدل : 0.05 يوميا

شاعرة الأمل غير متصل

 عرض البوم صور شاعرة الأمل

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : الأرطبون المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-09-2009 الساعة : 05:01 PM


باسم الله و به نستعين

بالنسبة لحديث : " خلق الله آدم على صورته ... "

فهناك عدة أحاديث بهذا الصدد ، فلا بد من سردها ثم شرحها ..

الحديث الأول :

روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن".



الحديث الثاني :

وروى مسلم (2612) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ".

الحديث الثالث :

وروى ابن أبي عاصم في السنة (517) عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن" .

الحديث الرابع :

وروى ابن أبي عاصم (516) أيضا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه"


نكتفي بهذا القدر ..

و اعذروني بهذا الهامش الهام جدا خاصة للأخوة الأفاضل الشيعة ..


كتذكير للاخوة الأفاضل ، فان الحديث أولا يتأكد من صحته ، ثم بعد ذلك نبحث عن تفسيره ، ثم بعد ذلك نبحث عن الأحكام المستنبطة منه ..

و هذه الخطوات متعاقبة ، فلا نبحث عن الحكم المستنبط قبل معرفة التفسير ، و لا نبحث عن التفسير قبل معرفة صحة الحديث ...

و كتذكير آخر بعلم الحديث : فان الحديث ينقسم الى سند و متن . و شرط صحة الحديث سلامة السند و المتن من العلة .

يقصد بالسند : الرجال الذين يروون الحديث . و يشترط للسند : الاتصال ، و معناه أن يكون كل رجل قد التقى بالذي قبله أو تواصل معه بأية وسيلة و لا يكون هناك فجوة زمنية بين الشخصين . كما يشترط للسند : العدالة ، و العدالة أن يكون الراوي مسلما بالغا عاقلا غير فاسق متصف بالمروءة . كما يشترط للسند : الضبط ، و هو أن يكون الراوي حسن الحفظ بعيدا عن التوهم و الخطأ عند استحضار ما يحفظه و هذا من أول السند الى الرسول . و الضبط نوعان : ضبط صدر و ضبط كتاب . و يشترط للسند : السلامة من الشذوذ ، و هو أن لا يروي راوي حديث يخالف رواية من هو أضبط منه و أوثق. و لكن البخاري و مسلم لا يشترطان هذا الشرط ، فيرون مادام الراوي ثقة فينظر الى التوافق بين الروايتين و ليس تضعيف الاخر من أجل الاول ، و لكن باقي الحفاظ و المحدثين يرون هذا الشروط معتبرا . و الشرط ا لأخير للسند هو : السلامة من العلل ، و السلامة من العلل هو أن يوجد سبب خفي يؤدي الى ضعف الحديث برغم أن السند قد استجمع جميع الشروط السابقة من الاتصال و العدالة و الضبط و السلامة من الشذوذ . و هذه العلة لا يدركها الا أكابر العلماء في علم الحديث .

و هناك أيضا شروط للمتن لا بد من توفرها حتى يصح الحديث . و لكن لن أذكرها حتى لا أطيل أكثر ...

و قد أحببت ذكر هذا الأمر ؛ لأني لاحظت أن الكثير من الشيعة يحاولون ذكر أحاديث للطعن في مذهب أهل السنة و الجماعة و هم يجهلون أساسيات علم الحديث .. !!!

نعود الى الموضوع ...

أما الحديث الأول و الحديث الثاني : فهما صحيحان مستوفيان لجميع الشروط .

أما الحديث الثالث و الرابع : فهما يعانيان من الشرط الأخير و هو وجود علل . و كما ذكرت هذه العلة قد ينتبه لها عالم و يخفى على الأخر . لذا هناك بعض العلماء صححوا الحديث و البعض الآخر تنبه الى تلك العلل و ضعف الحديث التي تحتوي على الزيادة " صورة الرحمن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/316 ) : ضعيف .
أخرجه الآجري في " الشريعة " ( ص 315 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 27 )
و الطبراني في " الكبير " ( 3/206/2 ) و الدارقطني في كتاب " الصفات " ( 64/48
) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 291 )


و حتى لا أتعمق أكثر في علم الحديث فهناك أربع علل ذكر ابن خزيمة ثلاث منها و ذكر آخر علة أخرى .

بعد أن وضحنا صحة الحديث الأول و الثاني و الاختلاف في صحة الحديث الثالث و الرابع ... نأتي الى تفسير الأحاديث ..

أولا : تفسير الحديث الأول و الثاني في حالة ضعف الحديث الثالث و الرابع ...


من الواضح أن الحديث الأول و الثاني جاء بلفظ : " خلق الله آدم على صورته ... "

فالمعنى الجلي أن الهاء يعود على ما قبله ، اما لفظ الجلالة ( الله ) أو على ( آدم ) .. ؟؟!!

و حيث أن الأحاديث التي تقول " صورة الرحمن " ضعيفة و منكرة ، فاتجه بعض العلماء الى القول أن الضمير يعود على آدم .

ثانيا : تفسير الحديث الأول و الثاني على افتراض صحة الحديث الثالث و الرابع.

في هذه الحالة يصبح الضمير عائدا على الله ... و هذا قول من لم يعلم بضعف الحديث أو لم يرجح قول من يقول ذلك .

و هنا يجب أن نفسر ما معنى صورة الرحمن ؟؟؟!!

الصورة في اللغة لها عدة معاني و أهما : الصفة ..

فالمعنى يكون : " خلق الله آدم على صفته .. "

بمعنى لآدم صفات يتصف بها الرحمن ..

فلله صفة السمع ... و لآدم صفة السمع

لله صفة البصر ... و لآدم صفة البصر

لله صفة اليد .... و لآدم صفة اليد

لله صفة القدرة ... و لأدم صفة القدرة

لله صفة الحياة ... و لآدم صفة الحياة

لله صفة الوجه ... و لأدم صفة الوجه

وهكذا ...

و لا يعني وجود صفة للأنسان كما لله تلك الصفة ، لا يعني ذلك المشابهة أو المماثلة أبدا و العياذ بالله ..

فالله سميع و لكن ليس كسمع البشر . .. و الله بصير و لكن ليس كبصر البشر .. و الله عليم و لكن ليس كعلم البشر ... و الله قادر و لكن ليس كقدرة البشر .. و الله حي و لكن ليس كحياة البشر ... و لله يد و لكن ليس ليد البشر .. و لله وجه و لكن ليس كوجه البشر ..

و للعلم لم يكن الصحابة يثيرون هذه المسائل أبدا ، و أول من أثارها هم الجهمية ، الذين بدؤوا يأولون صفات الله و يتكلمون عن ذات الله بما لا علم لهم .. و أصبح بعض الفرق يسيرون على نهج الجهمية في محاولة للطعن و هم يخوضون فيما نهى عنه الرسول الأكرم - صلى الله عليه و آله و سلم .

اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما ...


و السلام عليكم




من مواضيع : شاعرة الأمل 0 البخاري و مسلم كاذبان مدلّسان ..!!
0 اختكم في الله
رد مع اقتباس