|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 42050
|
الإنتساب : Sep 2009
|
المشاركات : 10
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 14-09-2009 الساعة : 11:06 PM
الأخت الفاضلة - نووورا أنا
شكرا لك على هذا النقل والطرح الموفق الذي أستفدنا منه كثيرا - أن للحسين عليه السلام
وللتربة التي أحتوت جسده الشريف - خصوصية لم يوفق لمعرفتها الكثيرون من أتباع المذاهب الأخرى غير (الشيعة حماهم الله ) فأسمحي لي أختى الفاضلة بهذه الأضافة موضحا بها بعض الدلالات الكبرى للسجود على التربة الحسينية (تربة كربلاء ) مع فائق تقديري لك ولجهدك المبارك أن شاء الله -
1- الدلالة العقائدية:
فعلى هذه التربة أريقت أزكى الدماء الطاهرة دفاعا عن العقيدة والمبدأ والرسالة, فالسجود عليها يمثل حالة التعاطي والتفاعل مع العمق العقائدي الذي تختزنه هذه التربة في داخلها, وتحتضنه بين ذراتها وتحمله مع أريجها العابق بالطهر والقداسة فمن خلال هذا السجود يتجذر الانتماء الإيماني وتتأصل حالة الخشوع والتذلل لله تعالى..
2- الدلالة الروحية:
إن هذه التربة شهدت أقدس ثورة مناقبية, احتضنت قيم الرسالة وأخلاقية الإسلام وروحية المبدأ وشهدت أنقى حالات الحب والانقطاع إلى الله تعالى وأصدق معاني الفناء في ذات الله, فالسجود على هذه التربة يجسد حالات الانفتاح على آفاق القيم والمثل التي صاغتها تلك التضحيات الكبيرة في طريق الحب الإلهي العظيم... فالذرات التي ترقد بين حنايا تربة الحسين تمثل نبضا حيا تتحرك من خلاله كل المثل الرسالية وتتماوج على أصدائه كل المعاني الإيمانية, وتنسكب مع عبقاته كل القيم الروحية.
فليس غريبا أن يجد الإنسان المؤمن نشوة روحية تشده إلى أجواء الطهر والقداسة والإيمان حينما يتعاطى مع هذه التربة التي تحمل بين حناياها روح الحسين الشهيد.
ولا تنفتح هذه الآفاق الإيمانية والروحية إلا لأولئك الذين عاشوا الانفتاح على حب الحسين (عليه السلام) وذابت أرواحهم ومشاعرهم في مأساة الحسين وتأصلت في نفوسهم أهداف الحسين.
3- الدلالة التاريخية:
التربة الحسينية هي الوثيقة التاريخية الحية التي تحمل شواهد الجريمة التي نفذها نظام الحكم الأموي في يوم عاشوراء, وإذا كانت الأجهزة الظالمة عبر التاريخ قد مارست أساليب المصادرة لقضية كربلاء, فإن الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) رسخوا في وعي الأمة وفي وجدان الأجيال حالة التعاطي والارتباط بقضية الحسين (عليه السلام) من خلال الإحياء والرثاء والبكاء والزيارة... وفي هذا المسار تأتي مسألة التأكيد على التربة الحسينية لإبقاء القضية حية نابضة في ضمير الأمة وتبقى الذكرى متجذرة في عمق المسيرة التاريخية لحركة الجماهير وفي حاضرها وفي كل طموحاتها المستقبلية.
4- الدلالة الجهادية والثورية:
بمقدار ما تعيش قضية الحسين (عليه السلام) في وجدان الأمة تتحدد قوة الدفع الجهادي والثوري في حركتها وفي مسيرتها فقضية كربلاء أعادت للأمة أصالتها الجهادية وأيقظت في داخلها حسها الثوري.
وقد حافظ الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) على الوهج الجهادي والثوري لقضية الحسين (عليه السلام) وصاغوا حالة التفاعل الدائم مع الثورة الحسينية في منطلقاتها وأهدافها ومعطياتها.
والتربة الحسينية إحدى صيغ التجذير للوهج الثوري والجهادي في حس الجماهير المسلمة, فالتعامل مع هذه التربة ليس تعاملا مع كتلة ترابية جامدة وإنما هو تعامل مع مزيج متحرك من مفاهيم الثورة وقيم الجهاد, ومضامين الشهادة, فمع كل ذرة من ذرات هذه التربة صرخة جهادية ونداء ثوري, ومفهوم استشهادي, لا يقوى الزمن بكل امتداداته, ولا تقوى الأجهزة المتسلطة بكل إمكاناتها أن تجمد تلك الدلالات, فالتربة الحسينية ثورة وجهاد وحركة واستشهاد.
أخير دمت بخير - ونحن من المنتظرين لجديد أبداعك وتميزك -
|
|
|
|
|