(19) ســـــُــورة النمـل (وفيها آيتان)
1\2- }وَإذا وَقَعَ القَولُ عَليهِم أخرَجنَا لَهُم دَابّةً مِنَ الأرضِ تُكَلّمهُم أنّ النّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يوقِنُونَ{ الآية 82
2-} وَيَومَ نحشُرُ مِن كلّ أمّةٍ فَوجاً{الآية 83
************
1- }وَإذا وَقَعَ القَولُ عَليهِم أخرَجنَا لَهُم دَابّةً مِنَ الأرضِ تُكَلّمهُم أنّ النّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يوقِنُونَ {سورة النمل الآية 82
روى جلال الدين السيوطي (الشافعي) في تفسيره عندَ تفسير هذهِ الآية قال: وأخرج ابن جرير الطبري عن حذيفة بن اليمان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدابة ، فقال حذيفة: يارسول الله من أينَ تخرج؟
قال(ص): كم أعظم المساجد حرمة ً على الله (يعني: المسجد الحرام) بينما عيسى بن مريم يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تظطرب الأرض من تحتهم تحرك القنديل ، وتشق الصفا ما يلي المسعى ، وتخرج الدابة من الصفآ ، أوّل ما يبدو رأسها ملمعه ذات وبر وريش لن يدركها طالب ولن يفوتها هارب ثمّ تعمم الناس مؤمن وكافر ، أما المؤمن فيرى وجهه كأنه كوكب درّي وبين بينَ عينيه [مؤمن] وأما الكافر فـتنكت بين عينيه نكتة سوداءْ [كافر]. (1)
وروى هوَ أيضاً قال: وأخرج أبو نعيم عن وهب بن منبه قال: أوّل الآيات (الروم) ثمّ الدّجال والثالثه يأجوج ومأجوج والرابعة عيسى بن مريم والخامسة الدخان والسادسة الدابة . (2)
أقول هذه الآيات كلّها علامات ظهور المهدي (عج) كما وردت في عديد من الروايات فتكون هذه الآية إشارة إلى مقدّمات الظهور ومنها دابة الأنصر .
ولا ينافي ذلك ما ورد في تفسيرها بالإمام أمير المؤمنين عليه السلام فإن أحد التفسيرين من الظاهر والآخر من الباطن أو كليهما من الباطن ، فللقرآن ظهر وبطن. وروى هوَ أيضاً قال: وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عمرانه قال: وساق حديث الدابة إلى أن قال فتقول (أي الدابة): }إنّ النّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لايُوقِنون{ (3).
__________________________
(1)الدر المنثور \ مج2\ ص 116
(2)الدر المنثور\ مج5\ص 116.
(3)الدر المنثور\ مج5\ص116.
2- } وَيَومَ نحشُرُ مِن كلّ أمّةٍ فَوجاً{سورة النمل الآية 83
روى جلال الدين السيوطي الشافعي في تفسيره عند هذه الآية قال: وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى }يـَومَ نحشر مِن كلّ أمية فوجاً{
قال: زمرةً. (1)
(أقول) كما جاء في مستفيض الروايات أن ذلك اليوم وهو يوم ظهور المهدي من آل محمد عجل الله تعالى فرجه إذا يُخرج الله في ذلك اليوم طائفة من الظالمين للإنتقام منهم قبل يوم القيامة ، وطائفة من المؤمنين ليجزيهم ثواب الدنيا قبل ثواب الآخرة ممن محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً. وليس هذا اليوم يوم القيامة لأن الله تعالى يقول عن يوم القيامة}وَحشَرنَاهُمْ فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحداً{ (2)، وهنا يقول }وَيَومَ نَحشُرُ مِن كُلّ أمّةٍ فَوجَاً{ وحيث لم يحيي الله تعالى زمرة من الناس حتى اليوم ولا يحيي إلا عند الرجعة وظهور الإمام المهدي (عج) فلا بدّ من الإشارة إليه.
_______________
(1)الدرّ المنثور \ مج5\ص 117.
(2)سورة الكهف الآية 47.