|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 03-09-2009 الساعة : 03:34 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
ثالثا: وجود العدد الكافي من الناصرين المؤازرين المنفذين بين يدي القائد العظيم:
يحتاج القائد في تطبيق العدل على كافة أرض المعمورة (العالم) إلىعدد كافي من الرجال الناصرين والمؤيدين، لكي ينتشر الإسلام بالجهاد انتشاراً طبيعياً، لذا يلزم لتحقيق ثورة الإمام المهدي عليه السلام إعداد جيش وقوة ضاربه (قدرة تنفيذية) تدعم الإمام عليه السلام وتطيع أوامره، وهذا أمر ضروري وحاجة ماسة لاغنى عنها.. وهنا لا بدّ من التفريق بين قادة الجيش وأفراده.
1- قادة الجيش: (أصحاب الإمام المهدي عليه السلام)
هؤلاء القادة والأصحاب، لهم دور كبير في قيادة الجيوش وفتح البلاد وإداره الأمور وغير ذلك.. ويكتسب هؤلاء الأصحاب أهميتهم من جهة كونهم مؤمنين مخلصين، أختيروا بعناية خاصة، وقد أثبتوا جدارتهم وقدرتهم على التضحية في سبيل الأهداف الإسلامية العليا.. وكلما كان الهدف أوسع وأكبر، تطلب مقداراً من الإيمان والإخلاص بشكل أعمق.. فكيف لو كان هدفاً عالمياً، لم ينله فيما سبق أي قائد كبير ولا نبي عظيم، وإنما خط الأنبياء والمرسلين، وما بذلوه من تضحيات كلها من مقدمات هذا الهدف الكبير وإرهاصاته.. لذا يكتسب من يشارك في تنفيذ هذه الأهداف السامية والعالية أهمية خاصة، ويتطلب شروطاً خاصة، وأهم ما يشترط توفرها في هؤلاء القادة (الأصحاب):
الوعي.. بكل مافي الكلمة من معنى، بالإضافة إلى الشعور الحقيقي بأهمية وعدالة الهدف الذي يسعى إليه القائد المهدي عليه السلام وإيمانهم العميق بالأيدلوجية (الإسلام) التي يسعى إلى تطبيقها.
الاستعداد للتضحية في سبيل الهدف، مهما تطلب الأمر من تضحيات جسام.
أما عدد هؤلاء القادة (الأصحاب)، فقد نصت الروايات وبشكل مستفيض يكاد أن يكون متواتراً، إن عددهم بمقدار جيش النبي صلى الله عليه وآله في غزوة بدر (ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً) وهم الذين عبر عنهم الإمام أمير المؤمنين والإمام الصادق عليهم السلام بقولهما: (هم أصحاب الألويه) (8)، وكما في الخبر عن جابر الجعفي قال: قال: أبو جعفر عليه السلام: (يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف، عدة أهل بدر فمنهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق) (9).. وأهم ما يميز هؤلاء الأصحاب القادة الـ (313):
شباب لا كهول فيهم إلا أقل القليل كالملح في الطعام.
اتصافهم بالإخلاص من أعلى درجاته وقوة إيمانهم (رهبان بالليل ليوث بالنهار).
الإخلاص للقائد المهدي عليه السلام والإيمان بقيادته.
مبايعتهم للمهدي عليه السلام - لأول مرة - بعد جبرائيل عليه السلام واستماعهم لخطبته، وأول من يدافع عنه.
إنهم قادة الجيش خلال القتال.
سيكونون الفقهاء والحكام والقضاة في دولة المهدي العالمية.
2- أفراد الجيش: (الأنصار)
هم المؤمنون الصالحون الذين يلتحقون بالإمام المهدي عليه السلام في مكة المكرمة وغيرها من المدن، وينضوون تحت لوائه ويحاربون أعداءه، وهؤلاء الأنصار عدد ضخم من الجيش، لايقل عن عشرة الآف شخص مقاتل في نواته الأولى عند بدء الحركة، وقد جاء في الخبر عن الإمام الصادق عليه السلام (وما يخرج إلا في أولي قوة، وما تكون أولو قوة أقل من عشرة الآف) (10).. وهذا العدد كافٍ للمهدي عليه السلام في أول حركته، فكلما اتسعت حركته فإن جيشه يتسع، وتتضح أهدافه وتتكاثر أسلحته، ولذا سمي جيش الإمام المهدي عليه السلام (بجيش الغضب)، باعتبارهم يمثلون غضب الله تعالى على المجتمع الفاسد، وشعار الجيش (يالثارات الحسين) بما للشعار من معنى، ووحدة الأهداف بين حركة الإمام الحسين عليه السلام وحركة الإمام المهدي عليه السلام.
ويستفاد من مجمل الأحاديث والروايات، أن هؤلاء الأنصار (العقد أو الحلقة كما عبرت عنه بعض الروايات) جماعات وجماهير لهم نصيب وافر من الإيمان الكامل والعقيدة الراسخة (أقل امتيازاً من الأصحاب (313))، ويخرج الإمام المهدي عليه السلام من مكة في بداية ظهوره بهذا العدد من الأنصار (عشرة الآف رجل) يمثلون نواة جيشه.. ومن الطبيعي أن الآلاف من الناس سوف يلتحقون به مع مرور الوقت.. وعلى هذا تستطيع تصور مدى كثرة جيوش الإمام وعساكره.
رابعا: وجود قاعدة شعبيه مؤيدة ذات مستوى مـن النضج والوعي:
وهنا لا بدّ أن نشير إلى نقطتين مهمتين:
1- إستعداد شعوب العالم:
إن المؤمنين المخلصين يمثلون الطليعة الواعية والرائدة الأولى في يوم الظهور، ولكن تطبيق الأيدلوجية الفكرية (الإسلام) يحتاج إلى عدد أكبر من القواعد الشعبية الكافية، ليكونوا هم المثل الصالحة لتطبيق قوانين وتعاليم الإسلام في العالم، حين يبدأ انتشاره يومئذ.. وهنا لا بدّ من بلوغ الأمة الإسلامية ككل إلى درجة من النضج الفكري والثقافي، بحيث تستطيع أن تستوعب وتتفهم القوانين والأساليب الجديدة التي يتخذها الإمام المهدي عليه السلام في دولة الحق والعدل، ولا يتم ذلك إلا باستعداد جماعات كثيرة من البشر للتجاوب مع حركة يوم الفجر المقدس وتعليماته.. وهذا الشعور والاستعداد يتوفر لهذه الجماعات وإن كانت قبل الظهور تمارس شيئاً من العصيان والإنحراف.
2- اليأس والقنوط العالمي من التجارب السابقة:
يأس العالم أو الرأي العام العالمي ككل من الحلول المدعاة للمشاكل العالمية من غير طريق الإسلام.. وهنا لا بدّ أن يشعر الناس بفشل كل التجارب السابقة، التي ادعت لنفسها حل مشاكل العالم، ثم افتضح أمرها وانكشف زيفها، وذلك بسبب شيوع الظلم والجور والفساد والاضطهاد الشديد إلى درجة أن يصل المجتمع الإنساني إلى حد القنوط من تحقق الإصلاح عن طريق المنظمات العالمية التي تحمل عناوين مختلفة.. وينعكس هذا الشعور على شكل الرغبة والحاجة والإلحاح لطلب أفكار أو اطروحة عادلة جديدة (الأيدلوجية الإسلامية) تكفل الحل الحقيقي للمشاكل والمظالم العالمية.. من هنا فإن شعور الجماهير بالظلم والإضطهاد، بالإضافة إلى أن يتوفر لديها النمو الذهني والفكري، والرغبة للقضاء على هذا الظلم والإستبداد.. سيكون هذا من أفضل الأرضيات لتقبل يوم الظهور وتعليماته.
للإيضاح، ينبغي أن نتحدث عن شرائط الظهور بشكلب موجز، ويمكن تلخيص أهمها فيما يلي:
وجود الأيدلوجية الفكرية الكاملة (الدين الإسلامي)، التي تتكفل حل كل مشاكل البشرية وتستأصل جميع مظالمها.
وجود القائد المحنك العظيم، الذي يمتلك القابلية للقيام بمهام يوم الظهور ونشر العدل في العالم كله.
وجود العدد الكافي من الأفراد (الأصحاب - الأنصار) لفتح العالم على أساس العدل.
بلوغ الأمة الإسلامية ككل إلى درجة من النضج الفكري والثقافي، بحيث تستطيع أن تستوعب وتتفهم القوانين والأساليب الجديدة التي يتخذها القائد المهدي عليه السلام في دولة الحق والعدل (القاعدة الشعبية).
يأس العالم والرأي العام العالمي ككل من الحلول المدعاة للمشاكل العالمية من غير طريق الإسلام (القاعدة الشعبية).
تطرف إنحراف الظالمين إلى حد يكون على مستوى نبذ الشريعة الإسلامية ومخالفة أحكامها (11).
فعندما تكون كل الشرائط المطلوبة قد اجتمعت في زمن واحد.. فالأيدلوجية الفكرية موجودة بين البشر، متمثلة بتعاليم الإسلام، والقائد موجود متمثل بالإمام المهدي عليه السلام، وأصبحت الأمة قابلة لتفهم القوانين والتعاليم الجديدة، التي تكون على وشك الصدور في اليوم الموعود، والعدد الكافي من الجيش العقائدي القيادي متوفر لفتح العالم، ونشر العدل والسلام مع وجود العامل المساعد لهم، وهو انكشاف نقاط الضعف لكل التجارب البشرية والمبادي والقوانين الوضعية السابقة على الظهور واليأس من حل بشري جديد.. فإذا اجتمعت هذه الشرائط، كان يوم الظهور (الفجر المقدس) ناجزاً، لاستحالة تخلف الوعد الإلهي والبشارة النبوية.. ومن هنا نعرف أن وقت الظهور منوط باجتماع هذه الشرائط.. بل نستطيع القول بأن هذه الشرائط بصيغتها الموسعة، تكون هي الشروط الأساسية لانجاح يوم الظهور، وعليها تكتب له النجاح والتقدم والتوسع والإنتشار.
بعد هذا الإيضاح لشرائط الظهور في هذا القسم وشرح علامات الظهور في الفصل الثالث.. يمكننا أن نوضح بعض الفروق بينهما سواء من ناحية الفهم والمعنى أو الخصائص والصفات:
ارتباط الظهور بالشرائط ارتباط واقعي، وارتباطه بالعلامات كدلالة واعلام وكشف.
لشرائط الظهور ارتباط سببي وواقعي، أما علامات الظهور فهي عبارة عن عدة حوادث مبعثرة لا يوجد بينهما ارتباط واقعي.
إن شرائط الظهور لا بدّ أن تجتمع في وقت زمني واحد، بعكس علامات الظهور فهي حوادث مبعثرة في الزمان.
علامة الظهور حادثة طارئة، لا يمكن بطبعها أن تدوم مهما طال زمانها، بخلاف شرائط الظهور وبعض أسبابها، فإنها بطبعها قابلة للبقاء.
إن العلامات تحدث وتنفذ بأجمعها قبل الظهور، في حين أن الشرائط لاتوجد بشكل متكامل إلا عند الظهور.
شرائط الظهور من المتعذر تماماً التأكد من اجتماعها، أما علامات الظهور فبالإنتباه والتدقيق، يمكن التأكد مما وجد منها ومما لم يوجد (12).
الهوامش
(1) سورة يس (30)
(2) لمزيد من التوسع في هذا الموضوع (شروط الظهور) يمكن الرجوع إلى موسوعة الإمام المهدي عليه السلام تاريخ الغيبة الكبرى، وتاريخ ما بعد الظهور للسيد محمد صادق الصدر
(3) سورة الذاريات (56)
(4) سورة آل عمران (85)
(5) تاريخ ما بعد الظهور للسيد الصدر ص470
(6) سورة القصص (7)
(7) تاريخ ما بعد الظهور للسيد الصدر ص39
(8) كمال الدين وتمام النعمة الصدوق ص673، يوم الخلاص ص256، المهدي من المهد إلى الظهور ص395
(9) غيبة الشيخ الطوسي ص284، منتخب الأثر ص468
(10) الإرشاد للمفيد ج2 ص383 بلفظ مختلف، كمال الدين وتمام النعمة الصدوق ص654، تاريخ ما بعد الظهور ص270، المهدي من المهد إلى الظهور ص428
(11) تاريخ ما بعد الظهور للسيد الصدر ص203
(12) تاريخ الغيبة الكبرى للسيد الصدر ص396-399
المصدر
الفجر المقدس المهدي عليه السلام
مجتبى السادة
|
|
|
|
|