|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 39068
|
الإنتساب : Jul 2009
|
المشاركات : 613
|
بمعدل : 0.11 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بحث/ التجسيم ... من القرآن .. !!
بتاريخ : 02-09-2009 الساعة : 11:10 AM
بسم الله الرحم الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ... 
في أحد المواضيع في هذا القسم رأيت رد لأحد الأخوة السنة وهو ذكر صفات وصف الله بها نفسه - كما يدعي:rolleyes: - واستدل بصحتها من القرآن الكريم
فآبحثت عن تفسير هذه الآيات في كتاب (( الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ))
أتمنى أن أكون موفقة في هذا البحث المتواضع ... :o
\
\
\
أولا: الآيات التي يستدل بها البعض لعذر التجسيم :
((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء)) سورة المائدة (64)
((وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ)) سورة الرحمن (27)
((وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ)) سورة الطور (48)
((يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ)) سورة القلم ( 42)
((وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)) سورة الفجر (22)
\
\
\
\
ثانيا: تفسير هذه الآيات ( من كتاب (( الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل )) ):
((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء)) سورة المائدة (64)
تـبـرز هذه الاية واحدا من المصاديق الواضحة للاقوال الباطلة التي كان اليهود يتفوهون بها, وقد تطرقت الاية السابقة اليها - ايضا - ولكن على نحو كلي .
ويـتـحـدث لـنـا التاريخ عن فترة من الوقت كان اليهود فيها قد وصلوا الى ذروة السلطة والقدرة , وكانوا يمارسون الحكم على قسم مهم من المعمورة , ويمكن الاستشهاد بحكم سليمان وداود كمثال على حكم الدولة اليهودية , وقداستمر حكم اليهود بعدهما بين رقي وانحطاط حتى ظهر الاسلام , فكان ايذانا بافول الدولة اليهودية , وبالاخص في الحجاز, اذ ادى قتال النبي (ص ) ليهود بني النضير وبني قريظة ويهود خيبر الى اضعاف سلطتهم بصورة نهائية .
وفي ذلك الوضع كان البعض من اليهود حين يتذكرون سلطتهم القوية السابقة , كانوا يقولون استهزاء وسخرية -ان يد اللّه اصبحت مقيدة بالسلاسل (والعياذ باللّه ) وانه لم يعد يعطف على اليهود ان المتفوه بهذا الكلام كان الفخاس بن عازوراء رئيس قبيلة بني القينقاع , او النباش بن قيس كما ذكر بعض المفسرين .
وبما ان سائر ابناء الطائفة اليهودية اظهروا الرضى عن اقوال كبار قومهم هؤلاء, لذلك جاء القرآن لينسب هذه الاقوال الى جميعهم , كما تقول الاية : (قالت اليهود يد اللّه مغلولة ...).
ويجب الانتباه الى ان كلمة (اليد) تطلق في اللغة العربية على معان كثيرة ومنها (اليد العضوية ) كما ان مـعـانـيـهـا(الـنعمة ) و(القدرة ) و(السلطة ) و(الحكم ), وبديهي ان المعنى الشائع لها هو اليد العضوية .
ولما كان الانسان ينجز اغلب اعماله المهمة بيده , فقد اطلقت من باب الكناية على معان اءخرى .
وتفيدنا الكثير من الروايات الواردة عن اهل البيت (ع ) ان هذه الاية تشير الى ما كان اليهود يعتقدون بـه حول القضاء والقدر والمصير والارادة , حيث كانوا يذهبون الى ان اللّه قد عين كل شي ء منذ بدء الخليقة , وان كل ما يجب ان يحصل قد حصل , وان اللّه لا يستطيع من الناحية العملية ايجاد تغيير في ذلك ((41)) .
وبـديهي ان تتمة الاية التي تتضمن عبارة (بل يداه مبسوطتان ) - كما سياتي شرحه - تؤيد المعنى الاول , كـمـايمكن ان يقترن المعنى الثاني بالمعنى الاول في مسير واحد, لان اليهود حين افل نجم سلطانهم , كانوا يعتقدون ان هذا الافول هو مصيرهم المقدر, وان يد اللّه مقيدة لا تستطيع فعل شي ء امام هذا المصير.
واللّه تـعـالى يرد على هؤلاء توبيخا وذما لهم ولمعتقدهم هذا بقوله : (غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا ...) ثـم لـكي يبطل هذه العقيدة الفاسدة يقول سبحانه وتعالى (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ...) فـلا اجـبـار في عمل اللّه كماانه ليس محكوما بالجبر الطبيعي ولا الجبر التاريخي , بل ان ارادته فوق كل شي ء وتعمل في كل شي ء.
والملفت للنظر هنا ان اليهود ذكروا اليد بصيغة المفرد كما جاء في الاية موضوع البحث , لكن اللّه تـعـالـى من خلال رده عليهم قد ثنى كلمة اليد فقال : (بل يداه مبسوطتان ) وهذا بالاضافة الى كونه تـاكـيدا للموضوع , هو كناية لطيفة تظهر عظمة جود اللّه وعفوه , وذلك لان الكرماء جدا يهبون ما يشاوؤن للغير بيدين مبسوطتين , اضف الى ذلك ان ذكر اليدين كناية عن القدرة الكاملة , او ربما يكون اشارة الى النعم المادية والمعنوية , او الدنيوية والاخروية
((وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ)) سورة الرحمن (27)
معناه اللغوي معروف وهو القسم الأمامي للشيء بحيث يواجهه الإنسان في الطرف المقابل، وإستعمالها
بخصوص لفظ الجلالة يقصد به ( الذات المقدسة )
فسر البعض ( وجه ربك ) بمعنى الصفات الالهية المقدسة التي عن طريقها تنزل نعم وبركاته الله على الإنسان كالرحمة والغفران والعمل والقدرة
ويحتمل أن يكون المقصود هي الأعمال التي تنجز من أجل الله وبناءً على هذا فالجميع يفنى والشي الباقي هي التي تنجر بإخلاص لرضى الله
الا أن المعنى الأول هو الأنسب
((وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ)) سورة الطور (48)
جملة (فإنّك بأعيننا) تعبير لطيف جدّاً حاك عن علم الله وكذلك كون النّبي مشمولا بحماية الله الكاملة ولطفه إنّ الإنسان حين يحسّ بأنّ قادراً كبيراً ينظره ويرى جميع سعيه وعمله ويحميه من أعدائه فإنّ إدراك هذا الموضوع يمنحه الطاقة والقوّة أكثر كما يحسّ بالمسؤولية بصورة أوسع
((يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ)) سورة القلم ( 42)
جملة ( يكشف عن ساق )كما قال جمع من المفسّرين، كناية عن شدّة الهول والخوف والرعب وسوء الحال، إذ أنّ المتعارف بين العرب عند مواجهتهم أمراً صعباً أنّهم يشدّون ثيابهم على بطونهم ممّا يؤدّي إلى كشف سيقانهم. ونقرأ جواب ابن عبّاس المفسّر المعروف عندما سئل عن تفسير هذه الآية قال: كلّما خفي عليكم شيء من القرآن ارجعوا إلى الشعر فإنّ الشعر ديوان العرب، ألم تسمعوا قول الشاعر: إنّ هذا القول كناية عن شدّة أزمة الحرب.
.....
كلمة الله هي العليا
حياتي قبل تـ ح ـياتي
|
التعديل الأخير تم بواسطة طفلة القمر ; 02-09-2009 الساعة 11:15 AM.
|
|
|
|
|