عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نجف الخير
نجف الخير
المدير المؤسس
رقم العضوية : 2
الإنتساب : Jul 2006
المشاركات : 11,014
بمعدل : 1.61 يوميا

نجف الخير غير متصل

 عرض البوم صور نجف الخير

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى العقائد والتواجد الشيعي
افتراضي ظهور الشيعة وانتشارهم
قديم بتاريخ : 13-08-2009 الساعة : 04:39 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ظهور الشيعة وانتشارهم

إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي أظهر مصطلح ( الشيعة ) وأصَّلَه وجذَّره في وعي الأمة ووجدانها .


فقال أبو حاتم الرازي : ( إن أول اسم لمذهب ظهر في الإسلام هو الشيعة ، وكان هذا لقب أربعة من الصحابة : أبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وسلمان ) الزينة 3 / 10 .


وقال الخونساري : ( اختص باسم الشيعة أولاً سلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، ومقداد بن الأسود ، وعمَّار بن ياسر ، في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لملازمتهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) روضات الجنات / 334 ط بيروت .


وقال جابر بن عبد الله الانصاري : كُنَّا عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأقبل علي ( عليه السلام ) ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( والذي نفسي بيده ، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، فنزل قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيرُ البَرِيَّةِ ) البيِّنة : 7 ( تاريخ ابن عساكر 2 : 442 ط بيروت / ترجمة علي ( عليه السلام )) .


وعلى كل حال ، فكان في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) جماعة يتشيعون لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أقَرّهم وأيَّدهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ورضي عنهم ووعدهم بالفوز يوم القيامة .


ثم ظهر التشيع لعلي ( عليه السلام ) عند حدوث الاختلاف في أمر الخلافة يوم وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فتشيَّع يومئذ لعلي جميع بني هاشم وبني عبد المطلب ، وانظمَّ إليهم الزبير بن العَوَّام ، وثلاثة عشر من المهاجرين والأنصار ، فأرادوا علياً ( عليه السلام ) للخلافة .


وقيل أن مجموعهم لم يبلغ الأربعين ، حتى أنه روي عنه ( عليه السلام ) أنه قال : لو وجدت أربعين رجلاً لقاتلتهم .


وقيل بل كانوا سبعمائة من أكابر الصحابة ، وهذا إن صحَّ فالمانع له عن الطلب والقتال إما علمه بأنهم لا يثبتون معه على القتال ، أو إتِّقاء الفتنة في زمان عدم استقرار الدين .


ثم ازداد عدد الشيعة في صدر الإسلام شيئاً فشيئاً حتى بلغوا ألفاً أو أكثر ، وبعد نَفي أبي ذر إلى الشام تشيَّع منها جماعة بسببه ، ولما رأى معاوية ذلك أخرجه إلى القرى بعيداً عن مراكز المُدُن وجماهير الناس ، فوقع في جبال بني عاملة فتأثروا فيه وتشيعوا بسببه .


ولما وقعت الفتن في الإسلام وقُتل عثمان ، ووقعت حرب الجمل ، ثم صِفِّين ، ثم النَهرَوَان ، كان أبا ذر أكثر الصحابة مع الإمام علي ( عليه السلام ) ومن أشياعه ، وأفراد منهم مع معاوية ، وقليل اعتزل الفريقين .


ثم جعل الإمام علي ( عليه السلام ) عاصمته ( مَحلُّ خِلافَتِهِ ) الكوفة ، فتشيع كثير من أهل الكوفة والبصرة وما جاورهما ، ثم أخذ الإمام علي ( عليه السلام ) يرسل عُمَّاله وشيعته إلى الأمصار المختلفة ، وذلك لتفقيه الناس بأمور دينهم وتدبير أمورهم .


فكان في مكة ، والمدينة ، والطائف ، واليمن ، ومصر ، كثير من الشيعة ، مضافاً إلى من في العراق وفارس ، بل كان معظم أهل اليمن شيعة لعلي ( عليه السلام ) ، ولا زال لحد الآن الكثير منهم على مذهب زيد الشهيد ، ويُسَمَّوْنَ بـ ( الزيديَّة ) ، كما يوجد عدد كثير من الشيعة الإمامية الإثني عشرية في مصر ، وقسم كبير منهم يُسَمَّوْنَ بـ ( العَلَوِيَّة ) .


ولما قتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) استعظم أكثر المسلمين ذلك ، حتى أن بعض الأمويين تَنَبَّهُوا لفضل أهل البيت ( عليهم السلام ) وما أصابهم من الظلم ، إضافة إلى أعمال بني أمية اللاَّدينية ، وفسقهم العلني في زمن يزيد وغيره ، فارتدَّ قسم كبير من الناس عن بني أمية .


وهكذا كثر عدد الشيعة في التابعين وتابعي التابعين كثرة مفرطة ، وما زال عدد الشيعة يزداد حيناً فحيناً إلى أواخر الدولة الأموية ، فظهرت شيعة بني هاشم من العلويين والعباسيين بشكل واضح ونتيجتها وَلَّدَت الدولة العباسية .


وفي زمن الدولة العباسية كثرت شيعة العلويين في الحجاز ، واليمن ، والعراق ، لا سِيَّمَا في الكوفة والبصرة ، وفي مصر وخراسان وسائر بلاد فارس .


ورغم الخوف والاضطهاد لأهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم في زمن الدولة الأموية والعباسية ، وحُبُّ السلاطينَ للمال والجاه والسلطة ، اضطرَّ أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم للتستُّر والاختفاء .


فكتم أهل البيت ( عليهم السلام ) علومهم إلا عن خواص أصحابهم ، لأن الملك عقيم ، والناس على دين ملوكهم ، وحب المال والجاه والرئاسة أمر مجبولة عليه النفوس .


ورغم كل ذلك فقد ازداد عدد الشيعة وظهر أمرهم كلما قَلَّ الضغط والاضطهاد ، وخاصة في أواخر الدولة الأموية ، وبداية الدولة العباسية ، ففي عهد السفَّاح والمنصور اشتهر مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) وانتشرت مدرسته عند الناس ، وخاصة في عصر الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، ولذلك نسب مذهب أهل البيت إليه ( عليهم السلام ) فقيل المذهب الجعفري .


هكذا انتشر التشيع في الأمة حتى سرى إلى الملوك ، فَمَالَ إليه من ملوك بني أمية معاوية الأصغر ( الثاني ) .


ومال إليه وناصَرَهُ عمر بن عبد العزيز ، كما أن المأمون من بني العباس تظاهر بالمشايعة لعلي وولده ( عليهم السلام ) ، وجعل الإمام الرضا ( عليه السلام ) ولي عهده ، وقد اختلفت الأسباب الحقيقية لهذا الأمر ، وكان بعده الإمام الناصر من بني العباس شيعياً ، وكذلك الملك علي بن صلاح الدين الأيوبي ، وكبراء وزراء بني العباس وكتابهم .


ولما خرج الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى خراسان في زمن المأمون تشيَّع كثير من أهلها ، إضافة إلى ما كان فيها من الشيعة .


وعند حدوث الضعف في الدولة العباسية ، وخروج أكثر أمصارها عن أيديهم ظهرت الدولة البُوَيهِيَّة في العراق ، وفارس ، والدولة الحمدانية ، في دمشق وحلب والموصل ، والدولة الفاطمية ، في مصر والشام والحجاز وأفريقيا ، فانتشرت الشيعة في هذه الأماكن وكثرت كثرة مُفرِطَة .


وما زال التشيع ينتشر ويَقِلُّ ، ويظهر ويختفي ، ويوجد ويُعدَم ، في بلاد الإسلام ، حسب تعاقب الدول الغاشمة وتشددها وتساهلها مع الشيعة ، حتى أصبح عدد الشيعة اليوم في أنحاء المعمورة ما يقارب ربع المسلمين أو أكثر من ذلك .


توقيع : نجف الخير
من مواضيع : نجف الخير 0 ازاحة الستار عن مجسم اعادة بناء بقيع الغرقد
0 قناة قصص مضيئة في اليوتيوب
0 الذكرى السنوية الثالثة عشر لمنتديات أنا شيعي العالمية
0 تطبيق القمر - التطبيق الثاني للمجموعة الشيعية للإعلام
0 قوانين المشاركة في منتدى الحوار العقائدي
رد مع اقتباس