|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 20-07-2009 الساعة : 02:15 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
البشارة الرابعة
وجاء في كتاب دانيال، الإصحاح الثاني، ص1081، عدد 44 ما نصه: (يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً، وملكها لا يترك لشعب آخر، وتسحق وتفنى كل هذه الممالك وهي تثبت إلى الأبد).
إيضاح وتعليق
يبشر النبي دانيال بالمملكة التي يقيمها إله السماوات وانها لن تنقرض أبداً، وهي مملكة الإسلام وشريعته الخالدة، وهي التي لن تنقرض حتى تقوم القيامة "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ" [الرعد/ 18].
وقوله: (وملكها لا يترك لشعب آخر) إشارة إلى نبينا الذي لا نبي بعده ولا أمة بعد أمته، وفي هذا القول إشارة إلى بقاء حكم الإسلام وظهوره على الدين كله، كما صرحت بذلك الآية(100)، لذا أخبر بفناء الممالك وثبوت هذه المملكة الحقة إلى الأبد، وإلى قيام المصلح العام الذي يفني كل الممالك ويقيم تلك المملكة الإلهية الحقة وهو الحجة المهدي الثاني عشر من خلفائه صلوات الله عليهم.
البشارة الخامسة
وجاء في كتاب دانيال أيضاً، في الإصحاح السابع منه، بعد ذكر خراب ممالك الأرض، في العدد 13، ص1091، ما نصه:
(كنت أرى في رؤيا الليل، وإذا مع سحب السماء مثل ابن الإنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض).
وجاء في آخر الكتاب، الإصحاح الثاني عشر منه، ما لفظه: (طوبى لمن ينتظر).
إيضاح وتعليق
نرى في هذه التعابير ذكر المملكة الأبدية، وأنها تكون لابن الإنسان، والبشارة لمن ينتظرها.
والمقصود من ابن الإنسان إما نبينا محمد(صلى الله عليه و آله) وإما سمّيه ولده المهدي الذي يعيد مملكة الإسلام الحقة، ويملأ كل الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، فتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة بعد أن يعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً أبدياً لن يزول ولن ينقرض إلى يوم القيامة.
وهذا نظير ما جاء في الكتاب والسنة من قيام المصلح العظيم ومن معه من المؤمنين بعد نبي الإسلام لإقامة دولة الحق. قال تعالى في القرآن المجيد: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ" [الأنبياء/ 106].
وجاء مضمون الآية القرآنية في مزامير داود، المزمور السابع والثلاثون، حيث يبشر بهلاك الأشرار ونجاة الأبرار وأنهم يرثون الأرض إلى الأبد، وهذا نّص عبارته في ص728:
(الصديقون يرثون الأرض ويسكنونها إلى الأبد)- 28.
وفي نص 729:
(أما الأشرار فيبادون جميعاً عقب الأشرار ينقطع) – 38.
(أما خلاص الصـديقين فمن قبل الرب حصـنهم في زمان الضيق)–39.
(ويعينهم الرب وينجيهم وينقذهم من الأشرار ويخلصهم لأنهم احتموا به) – 40.
البشارة السادسة
ونظير هذه البشائر ما جاء في كتاب (نبوة حجي) الإصحاح الثاني، ص1148:
(لأنه هكذا قال رب الجنود، هي مرة بعد قليل فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة –6. وأزلزل كل الأمم، ويأتي مشتهى كل الأمم فأملأ هذا البيت مجداً قال رب الجنود –7. لي الفضة ولي الذهب يقول رب الجنود –8. مجد هذا البيت الأخير أعظم من مجد الأول قال رب الجنود، وفي هذا المكان أعطي السلام يقول رب الجنود –9).
إيضاح وتعليق
المراد من عبارة: هذا البيت، وهذا المكان… هو الكرة الأرضية بمجموعها. واسم أو لقب (مشتهى الأمم) مترجم عن الأصل العبري الذي هو (حمدوت) (101) ومعناه: الذي تحمده الأمم كثيراً وهو معنى محمد وأحمد. فتكون هذه البشارة صريحة بنبينا محمد(صلى الله عليه و آله) وان الأرض تكون بشريعته مليئة بالمجد.
وإنما تشتهيه كل الأمم وتحمده، لأن الأنبياء السابقين عليه بعثةً، بشروا أممهم به، وبأنه أفضلهم، وأن شريعته الخاتمة أكمل من شرائعهم.
وعبارة (مجد هذا البيت الأخير أعظم من مجد الأول) تكون بشارة ثانية بظهور سمّيه المهدي الذي تشتهيه وتنتظره كل الأمم ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وعندها يعم السلام والأمان الأرض بأسرها كما تواترت بذلك الأخبار.
الهوامش
94- كلما نقلنا وننقل من كتب العهدين في كتابنا هذا، إنما ننقله عن هذه الطبعة التي أشرنا إليها.
95- راجع تفسير الآيات وتحقيق المراد من الأمة المسلمة لله، في (تفسير الميزان) للسيد محمد حسين الطباطبائي ج1/299.
96- (مفاتيح الغيب للفخر الرازي ج1/ 493، و(مجمع البيان) ج1/ 210، و(تفسير الميزان) ج1/ 289، و(تفسير ابن كثير) ج1/ 184. ورواه من عدة طرق، ورواه السيد محمد= =رشيد رضا عن احمد بن حنبل في تفسير (المنار) ج1/ 472. وهو من الأحاديث الشهيرة، ورواه السيوطي في (الدر المنثور) ج1/ 139.
97- لفظة الملك هنا كناية عن الله عز وجل.
98- في بعض النسخ: (وتهدي بالعجب يمينك) ولعله هو الأصح.
99- المراد من القضيب هو العصا.
100- وهي قوله تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" [التوبة/ 33].
101- كما نص على ذلك محمد رشيد رضا في تفسيره (المنار) ج9/ 298
المصدر
قبس من القرآن
في صفات الرسول الأعظم(صلى الله عليه و آله)
المؤلف: الشيخ عبد اللطيف البغدادي
|
|
|
|
|