عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نووورا انا
نووورا انا
شيعي فاطمي
رقم العضوية : 23528
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 4,921
بمعدل : 0.81 يوميا

نووورا انا غير متصل

 عرض البوم صور نووورا انا

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : نووورا انا المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-07-2009 الساعة : 02:35 AM


اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


التوهين بمركز الإمام (عليه السلام)

بقي الإمام ثلاثة أيام لم يوار جثمانه المقدس، فتارة موضوع في قاعة السجن والشرطة تجري التحقيق في حادث وفاته، وأخرى ملقى على جسر الرصافة تتفرج عليه المارة وهو مكشوف الوجه. كل ذلك للاستهانة بمركزه والتوهين بكرامته.


تجهيز الإمام (عليه السلام)
اهتم سليمان بن أبي جعفر المنصور بتجهيز الإمام وتشييعه، كان قصره مطلاً على نهر دجلة، فسمع الصياح والضوضاء ورأى بغداد قد ماجت واضطربت فهاله ذلك، فالتفت إلى ولده وغلمانه قائلاً: (ما الخبر؟) فقالوا له: هذا السندي ابن شاهك ينادي على موسى بن جعفر، وأخبروه بذلك النداء القاسي. فثارت عواطفه واستولت عليه موجة من الغيظ فصاح بولده قائلاً:
(إنزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم، فإن مانعوكم فاضربوهم وخرقوا ما عليهم من سواد ـ وهو لباس الشرطة والجيش ـ انطلق أبناء سليمان وغلمانه إلى الشرطة فأخذوا جثمان الإمام (عليه السلام) منهم ولم تبد الشرطة أية معارضة، حمل الغلمان النعش وجاءوا به إلى سليمان فأمر فوراً أن ينادي في شوارع بغداد بنداء معاكس لنداء السندي أخذ الغلمان ينادون بأعلى أصواتهم بهذا النداء:
(ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب ابن الطيب موسى بن جعفر فليحضر). فلما سمع الناس هذا النداء خرجوا على اختلاف طبقاتهم لتشييع جثمان إمام المسلمين وسيد المتقين الورعين، وخرج الشيعة بصورة خاصة يذرفون الدموع ويلطمون الصدور والأسى والحزن قد أدمى قلوبهم، فجاء سليمان ففرج عنهم الكروب وواساهم في مصيبتهم المفجعة.
وتم تشييع الإمام (عليه السلام) بموكب حافل لم تشاهد بغداد نظيراً له.
أما إذا ما سألنا عن الأسباب التي دفعت سليمان للقيام بمواراة الإمام (عليه السلام) وتشييعه فيمكن اختصارها بما يلي:
أ) الرحم الماسة:
تلك الرحم التي تربط بينه وبين الإمام (عليه السلام) هي التي هزت مشاعره وأثارت عواطفه، فلم يستطع صبراً أن يسمع أولئك العبيد وهم ينادون بذلك النداء المنكر على جثمان زعيم الهاشميين وعميد العلويين. إضافة إلى أنه لم يكن بينه وبين الإمام ما يوجب الشحناء والبغضاء، فلذا أثرت فيه أواصر الرحم وانطلق إلى إنقاذ الجثمان ابن عمه من أيدي الجلاوزة وصنع بعض ما يستحق من الحفاوة والتكريم.
ب) محو العار عن أسرته:
رأى سليمان الذي حنكته التجارب أن الأعمال التي قام بها الرشيد تجاه الإمام (عليه السلام) هي أعمال مشينة لطخت جبين الأسرة العباسية، إذ كان يكفي هارون دسه السم إلى الإمام واغتياله عن القيام بتلك الأعمال البربرية الحاقدة والتي تدل على نفس لا عهد لها بالشرف والنبل والكرامة، كما تدل في الوقت نفسه على فقدان المعروف والإنسانية عند العباسيين. فقام سليمان بما يفرضه عليه الواجب الإنساني فقط للحفاظ على سمعته وسمعة أسرته ومحو العار عنهم.
ج) الخوف من انتفاضة شيعية:
خاف سليمان من قيام الشيعة بانتفاضة للثأر والانتقام، فيتمرد الجيش وتحدث اضطرابات عنيفة وفتن داخلية، لأنّ ذلك الاعتداء الصارخ على كرامة الإمام (عليه السلام) الطيب ابن الطيب، إنما هو طعنة نجلاء في صميم العقيدة الشيعية، فكان من الطبيعي أن تثير أعمال هارون البربرية عواطفهم وتحفزهم على الثورة والانتقام من خصومهم.
ولا يخفى أن عدد الشيعة في ذلك الوقت عدد لا يستهان به، فقد اعتنق عقيدتهم خلق كثير من رجال الدولة، وكبار الموظفين والكتاب في الدولة، وقادة الجيش، ولذا تدارك سليمان الموقف وقام بما أملاه عليه الواجب الإنساني وأنقذ حكومة هارون من الاضطراب والفتن المتوقعة في كل آن. كما أسدى بفعلته هذه يداً بيضاء على عموم الشيعة تذكر له الخير والثناء.



من مواضيع : نووورا انا 0 بواطن الرحمة الإلهية في ظواهر الشرور السفيانية
0 علامات الظهور بين الأولويات والانحراف
0 الابـــــــــــــــــلّة
0 شيعة البحرين تجذّر المواطنة ونابضية الولاء
0 شيعة باكستان والحصانة العقدية
رد مع اقتباس