|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 28250
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 1,487
|
بمعدل : 0.25 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الباحث عادل الايهم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 17-07-2009 الساعة : 01:56 AM
نعم سيدي
لبنان والعشق السرمدي
هكذا تغزل بهاالادباء والشعراء
ومنحونا مفاتيح الدخول لملكوت قصيدة حسناء
..اسمها لبنان.. لنكتشف ونحن ندخلها على اجنحة الغيم .. انها البلاد التي تسكنك ولاتسكنها ،
انها الغابة المضاءة بقناديل النجوم والقصائد
ورائحة المطر .. انها البحر الذي يعيد اليك قيافة الحلم
ويزيح الصدأ العالق بروحك التي شهدت انعتاقها خيبات وخيبات ...
وانها الجميلة العابقة برائحة الحب ..
انها القصيدة التي تتأبطك وتسير معك بمحاذاة عطرها الممتد من (الروشة) حتى اخر حبة رمل تغتسل برذاذ الحب ..
انها بلادٌ كلما اوغلت فيها تسربت روحك التي انهكتها الحروب في ممرات خضرتها لتشعر انك امتداد لموسيقى الضوء الناعس وهو يتسلل الى دهاليز خوفك المعتّق وحزنك القديم فاردا امام ارتباك الطفل فيك شراشف حنان وثير ..
وحيثما حطت رحالك .. تظهر لك لبنان من اعماق المكان والحبر والحرب مثل جنية تبرق وسط الحرائق..
مثل قصيدة تهطل عليك من رحم الغيب لتنقاد باستسلام لذيذ نحو غوايتها التي تعيد صياغتك بما يتوافق وجمال المعنى ..
وفي مجاهيلها المغسولة دوما بدموع السماء لاتنفك تبحث عن سر غوايتها لك ..
عن هذه البهجة التي تطرق ابواب قلبك المؤصد على رائحة الفقد والخيبة التي يمعن الاخرون رسمها فوق جدرانه ..
وفي كل عناق مع رذاذ البحر .. ترتفع الاسئلة لتحلق في زرقة الافق : لماذا هذه البلاد بالذات !
يبزغ وجهها الناعم مغالبا الحروب والدمار ..مثل وجه العراق الممرغ برماد الحرب ..ومن حفيف اشجار البلوط اسمع صوتها وهي تمنح الارض ثمارها المتساقطة بلّوطا طريا وناعما كجلد طفل ولد للتو ..
وامعن في الايغال في البحر اكثر ..
يأخذني القارب بعيدا عن الارض ورائحة التراب التي تحمل احبابي في مملكة الرمال ..
اتلو اسماءهم وجعا تلو الاخر ..
اهمس لهم : اني اعانق البحر فهلا هبطتم الى عطشي قليلا ..
يرشقني البحر باصابعه المالحة ..واتذوق ملوحتها فيصيح القلب
: اغسلني وطهرني بملحك المقدس اكثر ..
دع ملحك يتسرب الى فوهة القلب لأنزف قروحه واتبرأ من نبضه ..
ويزداد هيجان البحر في تناغم مدهش مع رغبتي بالبلل اكثر واكثر
اصيح لفرط الدهشة وفرح الانعتاق ..
(اكثر يابحر) ..
احملني فوق جناحيك وبلل اوراقي التي لم تقل شيئا واغسل قتامة حبري الغارق في سواده منذ الحرف الاول وحتى النقطة الاخيرة ..
يهمس احدهم في قلب انتشائي بعناق البحر : كم هو عميق هذا البحر .. ومخيف
فيخرج صوتي ( كم هي مخيفة تلك الارض .. كم من الاحباب اخذتهم الى حظنها باكرا ..
انها صرح للعدم ..
قبر كبير ربما ..
اما البحر .. فهاهو يمنحنا الملح الذي نقاوم به التعفن على الارض ..
ويعيد الينا اصواتهم الغائبة ..
وجوههم التي تتشكل في قلب الافق وهم يباركون خطواتنا التي تقود اليهم دوما ..)
ويبتسم .. اعرف انه لن يفهم هذياني ..
اعرف ان البحر الذي عانقته دوما على الورق .. يفهم ما اقول ويشد على يدي بامواجه التي تتصاعد كلما اوغلنا في المعرفة والاكتشاف اكثر ..
انها بلادٌ لاتمنحك اسرارها بسهولة ..
بلاد حسناء بقامة لاتطالها الحروب ..وبجذور ضاربة في عمق التأريخ والحب ..
هكذا رايتها وانا اتجول في احياءها الفقيرة ..
صور الشهداء ترفرف في قلب الافق .. مع الشعارات والاحلام العربية التي نلوكها منذ زمن بعيد للبطولة ..
روح الجنوب وبنت جبيل ووجهها الآخر الذي يزيد من بهاءها وحميميتها وانت تسمع صوتها يرحب بك حيثما حللت مثل ام رؤوم : ( تكرم عينك ) ..
وتبدأ لغتها الماطرة تتسرب الى مساماتك لتفكر بها وتتحدث بها وتتغنى بها ..
فهي لغة البحر ... والشجر .. والثورة التي خلعت ملابس الحرب وارتدت اصوات العصافير والقران والدعاء ..
انها لبنان الحب والمطر والجمال ..ودلال البلوط المترامي فوق سجادة خضراء .. في قلب الجبل ..
انها المدينة التي ستبقى تسكنك بايقاع خضرتها ورائحة فجرها .. حيثما حللت .
انها الحلم .. الذي ستبقى اسير الشوق له حتى وانت تعانق بحرها وفيروزها المتناثر في كل حدب وصوب . ..
****
اطيب عطور العالم كلها
اخي الفاضل المبدع ايهم
ها انت تضيف لقلبي فرحا اخر
وتعيد الي تلك الايام الرائعة
اشكرك كثيرا لمتابعاتك وكلامك العابق برائحة البحر والجمال
واتمنى رؤيتك هنا دوما
وربما نلتقي على سجادة لبنان
شكرا لك سيدي
مع خالص مودتي واعتزازي
و خالص دعائي
انتظرك سيدي وانت تعانق بحرها وفيروزها المتناثر في كل حدب وصوب . ..
|
|
|
|
|