عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية السید الامینی
السید الامینی
عضو فضي
رقم العضوية : 31113
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 1,792
بمعدل : 0.31 يوميا

السید الامینی غير متصل

 عرض البوم صور السید الامینی

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : السید الامینی المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 11-07-2009 الساعة : 10:50 PM


أمّا الأدلّة النقليّة على عصمة أئمّة أهل البيت عليهم السّلام القرآنيّة والروائيّة فكثيرة، نقتصر على ذِكْر نماذج منها:
1 ـ آية التطهير:
قال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (7).
إن الآية تنصّ على حصر إرادة الله تعالى هنا في إذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم تطهيراً كاملاً شاملاً، وهذا الحصر إنّما هو بالنسبة إلى ما يتعلّق بأهل البيت، وإلاّ فإنّ للهِ تعالى إراداتٍ تشريعيّةً وتكوينيّة غيرها بالضرورة، فالمعنى أنّ إرادة إذهاب الرجس والتطهير مختصّة بهم دون غيرهم، فتصير في قوّة أن يُقال: يا أهل البيت، أنتم الذين يُريد الله أن يُذهب عنكم الرجسَ ويُطهرّكم من الأدناس، فالإرادة هذه تكوينيّة لا محالة، فإنّ الإرادة التشريعيّة للتطهير لا تختصّ بقوم دون قوم وبيت دون بيت. والإرادة التكوينيّة منه تعالى لا تنفكّ عن المراد، فتطهير أهل البيت من الرجس أمرٌ واقع بإرادة الله تعالى، فهم المعصومون من الذنوب والآثام والأخطاء.
هذا هو الظاهر من نفس الجملة بصرف النظر عمّا قبلها.
وروايات نزولها في أهل البيت ـ أهل بيت الوحي المطهّرين، النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ـ دون غيرهم كثيرة جدّاً تربو على سبعين حديثاً من طرق الفريقين، وإذا لم يكن مثل هذه الروايات معتمَداً عليها، فبأي حديث بعده يؤمنون ؟!
وهذه الروايات التي روتها الشيعة بطرقهم، عن أمير المؤمنين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وعليّ بن موسى الرضا عليهم السّلام، عن أُمّ سَلَمة وأبي ذرّ وأبي ليلى وأبي الأسود الدُّؤليّ وعمر بن ميمون الأوديّ وسعد بن أبي وقّاص، وروتها السنّة بأسانيدهم عن أُمّ سلمة وعائشة وأبي سعيد الخُدْريّ وسعد ووائلة بن الأصقع وأبي الحمراء وابن عبّاس وثوبان مولى النبيّ صلّى الله عليه وآله وعبدالله بن جعفر وعليّ بن أبي طالب والحسن بن عليّ عليهم السّلام، كلّها تدلّ على أنّ الآية نزلت في الخمسة الطيّبة: رسول الله وابن عمه عليّ وبنته فاطمة وسبطَيه الحسنَين عليهم السّلام، وهم المراد بأهل البيت دون غيرهم (8).
ونطالع بهذا الصدد ما جاء في مسند أحمد بن حنبل كأحد النماذج التي تؤكّد هذه الواقعة.
• روى عبدُالله بن أحمد بن حنبل في مسنده عن أبيه، عن شدّاد أبي عمار قال: دخلتُ على وائلة بن الأصقع وعنده قوم فذكروا عليّاً، فلما قاموا، قال: ألا أُخبرك بما رأيتُ من رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قلت: بلى، قال: أتيتُ فاطمةَ عليها السّلام أسألها عن عليّ، قالت: توجّه إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله. فجلست انتظره حتّى جاء رسول الله صلّى الله عليه وآله ومعه عليّ وحسن وحسين عليهم السّلام آخذاً كلُّ [ واحد ] منهما بيده حتّى دخل، فأدنى عليّاً وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كلُّ واحد منهما على فَخِذه، ثمّ لفّ عليهم ثوبه ـ أو قال: كساءاً ـ ثمّ تلا هذه الآية: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، وقال: اللّهمّ هؤلاءِ أهلُ بيتي، وأهلُ بيتي أحقّ (9).
• وجاء أيضاً في الدرّ المنثور، عن أُمّ سلمة رضي الله عنها زوج النبيّ صلّى الله عليه وآله: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان بينهما على مقامة له عليها كساء خيبريّ، فجاءت فاطمة عليها السّلام ببرمة فيها قريرة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: اِدعي زوجَك وابنَيك حسناً وحسيناً. فدعتهم، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهلَ البيتِ ويُطهِّرَكُم تَطهيرا ، فأخذ النبيُّ صلّى الله عليه وآله بفضلة إزاره فغشاهم إيّاها، ثمّ أخرج يده من الكساء، وأومأ بها إلى السماء، ثمّ قال: « اللّهمّ هؤلاءِ أهلُ بيتي وخاصّتي، فأذْهِبْ عنهمُ الرجسَ وطَهِّرْهم تَطهيراً » ـ قالها ثلاث مرّات (10).
2 ـ آية المباهلة:


قوله تعالى: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (11).
يتضمّن الأمر بدعوة الأبناء والنساء والأنفس ـ بصِيغ الجمع في الجميع ـ وامتثال هذا الأمر يقتضي إحضارَ ثلاثة أفراد من كلّ عنوان لا أقلّ منها، تحقيقاً لمعنى الجمع. لكنّ الذي أتى به النبيُّ صلّى الله عليه وآله في مقام امتثال هذا الأمر على ما يشهد به صحيح الحديث والتاريخ لم يكن كذلك، وليس لفعله صلّى الله عليه وآله وجه إلاّ انحصار المصداق في ما أتى به، فالآية بالنظر إلى كيفيّة امتثالها بما فعل النبيّ صلّى الله عليه وآله تدلّ على أنّ هؤلاء هم الذين كانوا صالِحين للاشتراك معه في المباهلة، وأنّهم أحبُّ الخَلق إليه، وأعزّهم عليه، وأخصّ خاصّته لديه، وكفى بذلك فخراً وفضلاً.
ويؤكّد دلالتَها على ذلك أنّه صلّى الله عليه وآله كان له عدّة نساء، ولم يأت بواحدة منهنّ سوى بنتٍ له، فهل يُحمَل ذلك إلاّ على شدّة اختصاصها به وحبّه لها، لأجل قربها إلى الله وكرامتها عليه ؟!
كما أنّ انطباق عنوان « النَّفْس » على عليّ عليه السّلام لا غير، يدلّ على أعظم فضيلة وأكرم مزيّة له عليه السّلام، حيث نزل منزلةَ نَفْسِ النبيّ صلّى الله عليه وآله (12).
ويؤيّده ما رواه الفريقانِ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، حيث قال لعليّ عليه السّلام: « أنتَ منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي » (13)، وقوله « أنت منّي وأنا منك » (14).
وقد احتجّ أميرُ المؤمنين عليه السّلام بهذه الفضيلة يومَ الشورى واعترف بها القوم ولم ينكروا عليه. وقد بلغ الأمر من الوضوح مبلغاً لم يبقَ فيه مجالٌ للإنكار من مثل ابن تيميّة، فقد اعترف بصحّة الحديث القائل: بأنّ نَفْس رسول الله صلّى الله عليه وآله في الآية هو عليّ عليه السّلام، إلاّ أنّه جعل مِلاك التنزيل هو القرابة، ولمّا التفت إلى انتقاضه بعمّه العبّاس حيث إنّ العمّ أقرب من ابن العمّ قال: « إنّ العباس لم يكن من السابقين، ولا كان له اختصاصٍ بالرسول صلّى الله عليه وآله كعليّ » فاضطُرّ إلى الاعتراف بأنّ مناط تنزيل الإمام عليّ عليه السّلام منزلةَ نَفْس النبيّ صلّى الله عليه وآله (15) ليس هو القرابةَ فقط، بل سَبقه إلى الإسلام واختصاصه بالنبيّ صلّى الله عليه وآله. وهل يكون اختصاصه به صلّى الله عليه وآله إلاّ لأجل أفضليّته من غيره وأقربيّته إلى الله سبحانه ؟! (16)
ثمّ إنّ في قوله تعالى: نَدْعُ أَبْنَاءَنَا... إشارةً إلى أنّ لغيره صلّى الله عليه وآله شأناً في الدعوة إلى المباهلة، حيث أضاف الأبناءَ والنساءَ إلى ضمير المتكلّم مع الغير، مع أنّ المحاجّة كانت معه صلّى الله عليه وآل خاصّة، كما يدلّ عليه قولُه تعالى فَمَنْ حَاجَّكَ.. ، وهذا هو الذي يُستفاد من قوله تعالى: وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ (17)، وقوله تعالى: قُلْ هذِهِ سَبِيلي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي (18)، كما يؤيّده ما ورد فيها من الروايات، وهو مقتضى إطلاق التنزيل في قوله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السّلام «أنت منّي بمنزلة هارونَ مِن موسى ».
ويؤيّد ذلك قولُه تعالى: فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (19)؛ فإنّ المراد بالكاذبين هنا ليس كلّ مَن هو كاذب في كلّ إخبار ودعوى، بل المراد هم الكاذبون المغرضون في أحد طرفي المحاجّة والمباهلة، فلا محالة يكون المدّعي في كلا الجانبين أكثرَ من واحد. وإلاّ لكان حقّ الكلام أن يقال مثلاً: « فنجعل لعنة الله على مَن هو كاذب » حتّى يصحّ انطباقه على الفرد أيضاً، فالمشتركون مع النبيّ صلّى الله عليه وآله في المباهلة شركاءُ له في الدعوى.
وحيث إنّ المَحاجّة إنّما وقعت بين النبيّ صلّى الله عليه وآله وبين النصارى، لا لمجرّد الدعوى بل لأجل دعوتهم إلى الإسلام، وإنّ الحضور للمباهلة كان تبعاً لتلك الدعوى والدعوة، فحضور مَن حضر أمارة على كون الحاضرين مشاركين له في الدعوى والدعوة معاً.
والروايات التي صدرت من الصحابة في آية المباهلة كثيرة جدّاً، كرواية: جابر بن عبدالله، والبَراء بن عازب، وأنس بن مالك، وعثمان بن عفّان، وعبدالرحمان بن عوف، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقّاص، وعبدالله بن عبّاس، وأبي رافع مولى النبيّ صلّى الله عليه وآله وغيرهم، ورواية جمعٍ من التابعين عنهم: كالسّدّيّ، والشعبيّ، والكلبيّ، وأبي صالح، وطبقات المحدّثين والمؤرّخين والمفسّرين على إيداعها في موسوعاتهم: كمسلم، والترمذيّ، والطبريّ، وأبي الفداء، والسيوطيّ، والزمخشريّ، والرازيّ باتّفاق الروايات وصحّتها (20).
قال جابر: فيهم نزلت نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءكُمْ ، قال جابر: ( أنفسَنا ) رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليّ عليه السّلام، و ( أبناءَنا ) الحسن والحسين عليهما السّلام، و ( نساءَنا ) فاطمة عليها السّلام (21).
وإذا كان الإمام عليّ عليه السّلام نَفْسَ النبيّ صلّى الله عليه وآله، وأنّه بمنزلته إلاّ أنّه ليس بنبيّ، لزم منه أن تكون الصفات الأُخرى الثابتة للنبيّ، ومنها العصمة، ثابتةً للإمام عليه السّلام إلاّ أنه ليس بنبيّ.
))



7 ـ الأحزاب:33.
8 ـ يراجع الإمامة والولاية، لجمع من العلماء 150.
9 ـ مسند أحمد 107:4. أجمع المفسرون على نزول آية التطهير في فضل ( أصحاب الكساء ) في بيت أُمّ سلمة، ورُويَ متواتراً عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام وكثيرٍ من الصحابة، وهذا أنموذج من مصادره: الحافظ الحنفيّ المعروف بالحاكم الحسكانيّ في شواهد التنزيل 10:2 بعدّة أسانيد، والحافظ جلال الدين السيوطيّ في الدرّ المنثور 198:5 بطرق، وكذا الطحاويّ في مُشكل الآثار 238:1 ـ 332 ، والحافظ الهيثميّ في مجمع الزوائد 121:9 و 146 و 169 و 172 ، وأحمد بن حنبل في مسنده 230:1 و 107:4 ، وابن حجر في الصواعق المحرقة 85، والطبري في تفسيره 5:22 و 6 و 7، وابن الأثير في أُسد الغابة 29:4 ، والنسائيّ في خصائصه 4.
10 ـ الدر المنثور للسيوطي 198:5 تفسير الآية: « إنَّما يُريدُ اللهُ... ».
11 ـ آل عمران:61.
12 ـ التفسير الكبير للفخر الرازي 81:8 ، تفسير الآية 61 من سورة آل عمران / المسألة الخامسة.
13 ـ قد أنهى السيّد هاشم البحرانيّ الروايات الواردة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله والمشتملة على هذه العبارة من طرق السنّة إلى مائة حديث، ومن طرق الشيعة إلى سبعين حديثاً، فراجع ( غاية المرام وحجّة الخصام 109:1 ـ 152 ).
14 ـ خصائص أمير المؤمنين للنسائي 88.
15 ـ سنن الترمذيّ 596:5 / الحديث 3724.
16 ـ منهاج السنّة لابن تيميّة 33:4 / البرهان التاسع.
17 ـ هود:17.
18 ـ يوسف:108.
19 ـ آل عمران:61.
20 ـ الإمامة والولاية، لجمع من العلماء 138.
21 ـ غاية المرام 301 / الحديث 7.



توقيع : السید الامینی
ا
لتوقيع :


قال الإمام الباقر - عليه السلام - : "بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا
من مواضيع : السید الامینی 0 لماذا الوهابية يخافون من حديث الثقلين؟ أين أصحاب العقل والعلم والتقوى والأنصاف
0 سلسة في الحب
0 مصر يحتاج الى مثل هذا الحاكم(عهد الامام علي (ع)لواليه على مصر مالك الاشتر
0 امام زماننا المهدي الموعود عليه السلام -- و من هو امام زمانكم ايها الوهابية؟
0 فطُوبى لمن وعاها واستيقَظ بها.
رد مع اقتباس