|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 7251
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 5,502
|
بمعدل : 0.85 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشق الزهراء
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
كيف تكتشف ابنك الموهوب وترعاه؟
بتاريخ : 07-07-2009 الساعة : 12:35 PM
لا نبالغ إذا قلنا إنّ الموهوبين من الأطفال ثروة كبيرة من ثروات الأمة، وعليهم أملٌ معقود في النهوض بها واستعادة مجدها العريق، لذلك وجب على كل والد ومربٍ أن يكتشف جوانب النبوغ في ولده مبكراً، ويتعهده بالرعاية اللازمة، وإلا ضمر ذلك النبوغ واضمحلت الموهبة، وخسرت الأمة كنوزاً لا تعوض، مما يحول دون تقدمها وازدهارها.
ولذلك ينبغي ألا يتوقف الجهد المبذول مع الطفل الموهوب عند اكتشاف موهبته، ولكن لابد من مواصلة الطريق حتى يورق هذا النبوغ، ويؤتي ثماره المرجوّة خيراً عميماً يفيض على زمانهم بأسره.
فالإبداع ليس سمة محصورة في القلة من الناس، بل هو قدرة كامنة لدى معظم الناس، يمكن رعايتها وتنميتها، إذا ما توافرت لها الظروف المواتية في البيت والمدرسة وغيرها من المواقف الحياتية في المجتمع.
وقد أكد على ضرورة رعاية الأذكياء من الطلبة، واعتبر أنه ليس من الصعب على المعلم النابه أن يكتشف الطلبة الأذكياء النابهين، فقال: "فكما أنّ الشمس لا يخفى ضوءها وإن كانت تحت السحاب، فكذلك الصبي لا يخفى نبوغ عقله، وإن كان مغمورا بأخلاق الحداثة".
"إن كان في جملة المتفقهين حدثٌ أو صبيّ له حرص على التعلم، فإن أنس المعلم منه ذكاء أو فطنة، فليقبل عليه وليصرف اهتمامه إليه" وذكر ذلك الاهتمام أيضاً عن الإمام أبو حيان الغرناطي، حيث كان له إقبال على أذكياء الطلبة يعظمهم وينوّه بقدرهم.
ولقد تسابق المسلمون في شتى العصور إلى تشجيع الموهوبين والمتميزين، بكافة صور التشجيع، فكانوا ينفقون الأموال الجزيلة لنفقة النابغين من طلبة العلم، الذين حبسوا أنفسهم على طلبه، كي يُغنوهم عن سؤال الناس، أو الاشتغال عن العلم بطلب المعاش، وكانوا يوقفون لذلك أوقافاً يخصص دخلها للإنفاق على طلبة العلم.
وفي العصور التالية كان المعلمون في الكتاتيب والمدارس والأزهر الشريف إذا لمسوا في طفل النجابة وسرعة التعلم، احتضنوه، وساعدوه على طلب العلم، وزودوه بالمال، من مالهم الخاص أو من الأوقاف.
ماذا نقصد بالرعاية؟
ونقصد هنا الرعاية بمعناها الشامل، من التشجيع والتدعيم المعنوي إلى التدعيم المادي وتذليل العقبات.
التشجيع حارس الموهبة،ووقود الإبداع
أجرت مجلة إنجليزية استبيانا سألت فيه الأدباء عن الأمر الذي يتوقف عليه نمو العلوم وازدهار الآداب، وجعلت جائزة قيّمة لأحسن جواب، فكانت الجائزة من نصيب كاتبة مشهورة حيث قالت: "إنه التشجيع"،وقالت: "إنها في تلك السن، وبعد تلك الشهرة والمكانة، تدفعها كلمة التشجيع حتى تمضي إلى الأمام، وتقعد بها كلمة التثبيط عن المسير"
ولذلك يأتي التشجيع في مقدمة وسائل دعم ورعاية الموهوبين، ينتبه لذلك الحذّاق من الآباء والأمهات والمعلمين، خاصة في المراحل الأولى من عمر الأبناء، واحذر.. من قاتل المواهب!
إنه التثبيط،الذي يعد من أكبر قاتلي الموهبة، ووأدها وهي مازالت في المهد، فكم من طفل نجيب كانت لديه الدافعية والموهبة معاً، ولكن قعد به تثبيط المحيطين، الذين لا يحسنون الرعاية إلا بترديد
عبارات مثل:
من تظن نفسك، وهل تعتقد أنك ستصير شيئاً؟
ويسمون محاولة الاختراع والابتكار: تخريب، والرسم الجميل: عبث وتضييع للورق والألوان بلا فائدة..وهكذا
وكان الأجدر بهم أن يشفقوا على أنفسهم من هذا الدور السلبي، ويشتغلوا بما ينفعهم، وأن لا يعاجلوا موهبة الولد بأسلوب التثبيط الخاطئ الذي يقضي عليها، لأن الولد الذي تلقى رد فعل مثبّط قد لا يفكر مرة أخرى في عرض موهبته أو البحث لها عن منفذ ترى منه النور وتنمو وتنتعش.
إن التشجيع بكل صوره، يفتح الطريق للعبقريات المخبأة حتى تظهر وتؤتي أكلها، ورُبَّ ولد من أبناء أبسط الناس، منحه الله تعالى الموهبة، يصير له شاناً فيكون عالماً أو مخترعاً إذا لقي من والديه ومعلميه الرعاية اللازمة.
وللمالِ دورٌ لا نغفله:
ومن أشهر من كان يعنى بالتفتيش عن النابغين، ويستنقذهم من ظروفهم القاسية، ويأخذ بأيديهم في طلب العلم،الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى، فقد كان مثالاً يُحتذى في التدعيم المادي والمعنوي لطلبته وتلاميذه، كان رحمه الله يواسيهم من ماله الخاص، ويعينهم على نوائب الدهر.
إنّ بعضاً من الآباء والمعلمين قد يفرح بنبوغ ولده، ويهيّئ له الفرص المناسبة لازدهار موهبته، ولكنه في غمرة ذلك ينسى أن للتفوق آفات مثل العجب والغرور والتي من شأنها أن تولّد أخلاقاً سيئة في الولد الموهوب، مثل التعالي.
|
|
|
|
|