|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.82 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 05-07-2009 الساعة : 03:45 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
رابعاً: تحديد وقت الظهور يتنافى مع تجارب الأمم السابقة (قصص الأنبياء):
إن التوقيت بمعنى تحديد أو تعيين وقت الظهور، فهذا منهي عنه، لذلك وردت أحاديث عديدة في عدم التوقيت أو تحديد ظهوره عليه السلام.. لكن إلى جانب ذلك جُعلَت له علامات يتم بها معرفة موعد البشارات والفرج.. اذاًً فدراسة (علامات الظهور) ومراقبة الأخبار والأحداث في الأمة الإسلامية، ومراقبة التغيرات الدولية أو الظواهر والأحداث الكونية، نستنتج منها حصول حالة معينة يستشف من خلالها احتمالية قرب الظهور، فالروايات الصادرة عن أهل بيت النبوة عليهم السلام تحدثت عن زمن الظهور وسمّت علامات متعارف عليها بعلامات الظهور (منها المحتوم ومنها العادي)، ولكن من غير تحديد لتاريخ أو سنة معينة، كحصول الصيحة في رمضان (مثلاً)، فهذا المعنى من الاحتمالية ليس منهي عنه.. بل ورد في الروايات، عن الإمام الصادق عليه السلام: (إن قدام القائم علامات تكون من الله تعالى للمؤمنين)(15).. قال الإمام الصادق عليه السلام: (خمس قبل قيام القائم عليه السلام: اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية)(16).. عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك متى خروج القائم عليه السلام فقال: يا أبا محمد إنا أهل بيت لانوقت، وقد قال محمد صلى الله عليه وآله: كذب الوقاتون، يا أبا محمد أن قدام هذا الأمر خمس علامات أولهم النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء)(17).. عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم، فأما الموت الأحمر، فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون)(18).. عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: قال (قدام القائم عليه السلام لسنة غيداقة يفسد فيها الثمار والتمر في النخل، فلا تشكّوا في ذلك)(19).. وروايات عديدة وكثيرة في ذكر العلامات ونستشف من خلالها قرب الظهور.
من خلال استقراء التاريخ، وقراءة تجارب الأمم السابقة، نجد أنها تعرفت على موعد بعثة الأنبياء والرسل التي تنتظرهم من خلال علامات لديها اكتشفت احتمالية قرب ظهور النبي أو الرسول المنتظر.. فمثلاً قصة نبي الله موسى عليه السلام، فالتاريخ القديم يحدثنا حين كان فرعون يقتل الذكور من بني إسرائيل ويبقى على الإناث أحياء (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).(20)
ففي القرآن الكريم لم يرد أكثر من هذه العبارة، ولكن الروايات شرحت لنا أن هذا القتل إنما قام به جلاوزة فرعون بناءً على علامات حددت زمن ظهور النبي الموعود لبني إسرائيل، الذي على يديه هلاك فرعون، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لماّ حضرت يوسف عليه السلام الوفاة، جمع شيعته وأهل بيته فحمد الله وأثنى عليه، ثم حدثهم بشدة تنالهم، يقتل فيها الرجال وتشق بطون الحبُالى وتذبح الأطفال، حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب، وهو رجل أسمر طويل، ونعته لهم بنعته، فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدّة على بني إسرائيل، وهم منتظرون قيام القائم أربع مائة سنة، حتى إذا بُشروا بولادته " ورأوا علامات ظهوره "، واشتدت عليهم البلوى)(21).. فعندما حدد زمن ظهور النبي الموعود موسى عليه السلام بناءً على علامات، قرر فرعون عندها التخلص من كل المولودين في زمن الظهور، وذلك بقتل كل طفل يحتمل أنه سيُفني حكمه، والعجب العجاب أن الوليد المنتظر تربى في كنف فرعون نفسه – القصة معروفة ومشهوره – فكان النبي الموعود.. لم يرد في القرآن ولا التوراة أن هناك توقيتاً للظهور معروفاً ومحدداً، ولكن الروايات تقول إن هناك علامات استند عليها فرعون، حيث استطاع تحديد وقت الولادة.
كذلك كلنا نعرف قصة المجوس الذين جاؤوا من ناحية فارس متبعين نجماً في السماء (علامة ظهور) حتى وصلوا إلى بيت لحم ووجدوا مريم عليها السلام وقد ولدت النبي الموعود (عيسى عليه السلام) وأيضاً لم يكن هناك توقيت معروف أو محدد للظهور، بل استشف من خلال علامات (علامة كونية).. كما نعلم أيضاً قصة لقاء الرهبان للنبي محمد صلى الله عليه وآله، وهو لايزال يافعاً حين كان مرافقاً لعمه (أبو طالب) في رحلة إلى الشام، وكيف أنهم حددوا فيه صفات النبي العربي الموعود وهو غلام من خلال علامات لديهم (غمامة بيضاء تظله، خاتم النبوة بين كتفيه، و....) ومن ذلك حديث بحيرى الراهب ولقاؤه بالرسول صلى الله عليه وآله، وقد عرف النبي بصفته ونعته واسمه ونسبه قبل ظهوره بالنبوة وكان من المنتظرين لخروجه بناءً على علامات لديه(22).. ومن ذلك حديث سلمان الفارسي فإنه لم يزل يهاجر من بلد إلى بلد ومن راهب إلى راهب ويبحث عن الأسرار ويستكشف الأخبار منتظراً خروج سيد الأنام محمد صلى الله عليه وآله، فلما أيقن بخروج الفرج وبشر بولادته توجه نحو مكة(23).. وقد حدثنا القرآن الكريم عن لسان النبي عيسى عليه السلام أنه أخبر قومه عن بشارة النبي محمد صلى الله عليه وآله:
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)(24).. وغير ذلك من الروايات والقصص التاريخية والتي نعرف أن الأمم السابقة كانت لديهم علامات يعرفون من خلالها إرهاصات وقت خروج أو ظهور النبي الموعود المنتظر، وبناءً على ذلك لم نجد من حدد وقت ظهور نبي منتظر وموعود إلا باستشفاف حالة معينة يكتشف من خلالها قرب الظهور، أما كتوقيت فلم يحصل في الأمم السابقة ولا في الأمة الأسلامية كقضية المهدي المنتظر.. وقد قال السيد محمد صادق الصدر (رحمة الله): (إن العلامات لو وقعت لدلت على قرب الظهور، وهذه قضية صادقة لا تشتمل على التوقيت المنهي عنه على الإطلاق، وإنما هي توقيت إجمالي.. باعتبار أنه يبقى مردداً بين اليوم والأيام، بل بين العام والاعوام، فإن تخلل عشرة أعوام مابين ظهور العلامة القريبة وظهور المهدي عليه السلام، غير ضائر بكونها قريبة، لضآلة هذه الأعوام العشرة تجاه الزمان الطويل السابق عليها، ومعه فلا تكوَّن تحديداً، ولا تندرج في الأخبار النافية للتحديد)(25)، وبهذا تكون النتيجة: أن كل تحديد لتاريخ يوم الظهور كذب وواجب الرفض إلا إذا كان مستنداً إلى حدوث علامة من العلامات القريبة، فإنه يكون صادقاً وجائز التلقي بالقبول.. مع العلم، أن هذه العلامات لاتدل على أكثر من اقتراب اليوم الموعود وأما تحديده باليوم والشهر ونحوه، فيبقى سراً في علم الله تعالى، حتى يتحقق الظهور).(26)
ولهذا فالروايات تؤكد على تكذيب من يدّعي معرفة وقت الظهور.. وأما حساب الموقتين والمنجمين وأصحاب علم الأرقام والحروف والذين يدّعون الأخبار عن المغيبات والأسرار – في هذا الزمان – فلا يعتد بهم ولا يعتمد على توقيتاتهم، خاصة مع الأخبار المسبقة من أهل البيت عليهم السلام بتكذيب كل من يُخبر بوقت الظهور، كائناً من كان.
خامساً: تحديد وقت الظهور يتعارض مع سنن الله في مسألة التمحيص والتمهيد:
إن الهدف من خلق الإنسان هو عبادة الله سبحانة وتعالى، الغاية الأساسية من إيجاد العبادة الكاملة والصحيحة، ونشرها في ربوع الأرض، والمتمثلة بتوجيه العقيدة والعبادة الخالصة إلى الله عز وجل، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(27).. من هنا نعرف أن الهدف الألهي المقصود لإيجاد الخليقة هو الحصول على الكمال العظيم المتمثل(28):
1- إيجاد الفرد الكامل:
يعيش الفرد حرية الاختيار، ويتجرد من كل شيء سوى إخلاص عبادة الله.
2- إيجاد المجتمع الكامل:
مجموعة من الأفراد يعيشون على مستوى العدل الإلهي.
3- إيجاد الدولة العادلة:
تحكم المجتمع بالحق والعدل وبشريعة الله.
ولذا كثر عدد الأنبياء من أجل إعداد البشرية وتربيتها للوصول إلى هذا المستوى اللائق، وإفهامها النظرية الكاملة للتشريع الإلهي (العدل)، والذي يريد الله تعالى تطبيقها على وجه الأرض، وبها يتحقق الهدف الأساس لإيجاد البشرية.
ولعل أعظم أهداف الخلقة استقلال طائفة من البشر بوظائف العبودية من مرشد سماوي وقائد رباني مع بقاء الدين وحفظه من التحريف، ولذا جاءت الأخبار الدالة على أن انتظار الفرج أفضل الأعمال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (أفضل العبادة انتظار الفرج)(29).. وقال صلى الله عليه وآله: (أفضل جهاد أمتي انتظار الفرج)(30).. اذاً عبادة الانتظار هي الحكمة والمصلحة العظيمة من الغيبة.
اليقين الذي نملكه بأن دولة الإمام المهدي عليه السلام سوف تطبق العدل الكامل، وهذا وعد إلهي صريح للمؤمنين.. فعندما يتهيأ الوقت المناسب في كل الأمور، وتصبح الأوضاع مساعدة، فإن الله عز وجل سيظهر منجي العالم ولتبدأ عملية إنقاذ البشرية من الظلم والجور، ونشر العدل والقسط.. ولكن لابد لهذا اليوم الموعود من شروط ومقومات تحقق نجاحه، وإرهاصات تسبقه تهيء الأرضية المناسبة للانتصار، ومن هنا نعرف أن اليوم الموعود منوط باجتماع شرائط الظهور.. ولم يبق من شرائط الظهور(31) التي لم يتمخض التخطيط الإلهي عن إيجاده، ولم يحدث حتى الآن أمرآن(32):
الأمر الأول: تربية الأمة ككل من الناحية الفكرية، حتى يكون لها القابلية لاستيعاب وفهم وتطبيق القوانين الجديدة التي تعلن بعد الظهور.
الأمر الثاني: تربية العدد الكافي للنصر في يوم الظهور من الأفراد المخلصين الكاملين الممحصين، الذين يكونون على مستوى التضحية والفداء لتطبيق الأطروحة العادلة الكاملة.
وهذان الأمران يحدثان تدريجياً ونتيجة للتربية الطويلة والبطيئة للأمة، وتحت ظروف وخصائص التمحيص والاختبار.. ولولا التخطيط الإلهي لإيجاد شرائط الظهور، باعتبار استهدافه لليوم الموعود، لأمكن عدم تحقق شيء من هذه الشروط في أي وقت من عمر البشرية الطويل، ولكن الله تعالى، وهو اللطيف الخبير بعباده، شاء أن يتفضل على البشرية باليوم الموعود، وأن يربيها لأجل أن يزرع فيها بذور المسؤولية تجاهه وإيجاد الشروط التي بها تستطيع تكفل مسؤوليته.
ليس هذا فقط، بل من عدل الله سبحانه وتعالى ورحمته أن جعل الفرصة متاحة لكل البشر.. فالحكمة والفائدة من فترة الغيبة وطول المدة وكل ذلك التأخير هو التمحيص والاختبار والغربلة حتى يتميز المؤمن الحقيقي عن غيره، وتظهر كوامن النفوس وحقيقة المدعين بتطبيق الحق والعدل، وتنكشف خبايا المتلبسين بلباس الدين وزي الناسكين، وما اشتملت عليه الصدور، قال الله سبحانه وتعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)(33).. عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: (لابدّ للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا وسيخرج من الغربال خلق كثير)(34).. وعن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: (والله لتميزن والله لتمحصن والله لتغربلن كما يغربل الزوان من القمح)(35).. فبا لتمحيص يعض الزمان وتنكشف حقائق المدعين، وتكشف عورات المتسترين، وتعرف مضمرات القلوب.. إن استجابة الناس لظروف التمحيص والاختبار والتمهيد تتفاوت من فرد إلى آخر، فمنهم من يستثمر ظروف الامتحان والتمحيص ما أمكن في تربية ذاته وإعدادها بالتوجيه العبادي السليم والمحافظة على الهوية العقائدية والتمسك بالأهداف والفضيلة (مشاعر الانتظار الوجدانية تجاه الإمام الغائب والاتجاه نحو الولاء لقياده الإمام، وتحملهم مسؤولية مواجهة الواقع الفاسد بإرادة صلبة، وتجديد البيعة للإمام المنتظر عليه السلام).. وبعض الناس يضعف أو يرسب في امتحان التمحيص فيجد نفسه كما أنبأت الروايات في براثن انحراف كبير بنفس مستضعفة قد تكون راغبة في الخلاص من الفساد، لكنهَّا بسبب عجزها الداخلي وقبولها المذل بالطاعة للظالم تبقى أسيرة مستلبة الإرادة.
إذاً: التمحيص ينتج أفراداً يكتسبون درجةً عاليةً من الإيمان وقوة الإرادة، نتيجة لردود الفعل الصحيحة تجاه ظروف الظلم والطغيان، وهؤلاء المؤمنين المخلصين تتفاوت درجاتهم:
الدرجة الأولى: قادة الجيش (أصحاب الإمام عليه السلام 313) لهم دور كبير في قيادة الجيوش وفتح البلاد وإدارة الأمور، وأثبت التمحيص والاختبار جدارتهم وقدرتهم وكفاءتهم على التضحية في سبيل الأهداف الإسلامية العليا، وقد أختُيروا بعناية خاصة.
الدرجة الثانية: أفراد الجيش (أنصار الإمام عليه السلام) وهم المؤمنون الصالحون الذين يلتحقون بالإمام المهدي عليه السلام وينضوون تحت لوائه ويحاربون أعداءه، وأثبت التمحيص والاختبار أن لهم نصيباً وافراً من الإيمان الكامل والعقيدة الراسخة، وهم أقل امتيازاً من الأصحاب 313.
إن الاطلاع على شرائط وأسباب الظهور وبالخصوص الشرطان (الأمران: الأول والثاني) ومالهما من تأثير واقعي في إيجاد يوم الظهور.. وهل تحققا فعلاً أم لا؟.. فهو مما لا يمكن أن يعرفه الناس إلا عند الظهور، فمن المتعذر تماماً التأكد من اجتماع شروط وأسباب الظهور، فمن ذلك حصول العدد الكافي من المخلصين الممحَّصين في العالم.
وهذا مما لا يكاد يمكن التأكد منه لأحد من الناس الاعتياديين، لأنه لا يمكن أن نعلم في الأشخاص المخلصين أنهم وصلوا إلى الدرجة المطلوبة من التمحيص أو لا.. وبناءً على ذلك: فاليوم الموعود ليس لدينا أي وقت محدد له، وإنما هو منوط بحصول شرائطه وعلله، ولذا يمكننا أن نقول: متى اجتمع العدد الكافي من المخلصين الممحَّصين للفتح العالمي المهدوي، كان يوم الظهور ناجزاً، سواءً كان زمان وجودهم والفترة التي تقتضى تحققهم.. طويلة جداً أو قصيرة.. وهذا دليل آخر على أن التوقيت (بمعنى تحديد أو تعيين وقت الظهور) كذب محض وبدون أي دليل، فعلمه موكّل إلى الله عز وجل، وغموض تام بالنسبة إلى الناس.
إن التمحيص والتمهيد هو السر في عدم التوقيت، وذلك لإيجاد وتحقق شرائط الظهور، فلم يحجب وقت الظهور (وتحديد زمانه) سوى خوف الانتشار المؤدي إلى عدم تحقق الهدفين المنشودين.. ومن هنا، فكيف يكون اختبار تصديق الناس وتسليمهم لظهور الإمام المهدي عليه السلام الذي لم يعرفوا وقته، ولم يعلموا زمانه؟؟.. وكيف يكون ثباتهم وصبرهم على أمر لم يطلّعوا على حين تحققه، فيمتُحنون به؟؟.. فيتبين الحال وتظهر حقائق الرجال، ولذا: اقتضت الحكمة الإلهية البارعة إخفاء زمان الظهور وعدم توقيته
المصدر
النور الغائب
مجتبى السادة
|
|
|
|
|