عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية مرتضى العاملي
مرتضى العاملي
عضو برونزي
رقم العضوية : 28250
الإنتساب : Dec 2008
المشاركات : 1,487
بمعدل : 0.25 يوميا

مرتضى العاملي غير متصل

 عرض البوم صور مرتضى العاملي

  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : البدري14 المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-06-2009 الساعة : 12:11 PM


شذرات من تاريخ الشعر الشعبي العراقي..ج-3



وقد التحقوا به ضمن هذا الإيقاع المحدث كل من الشعراء: شاكر السماوي وعزيز السماوي،وأبو سرحان، وعلي الشيباني، وكاظم إسماعيل الكَاطع، وجمعة الحلفي وعريان السيد خلف،ورياض النعماني، وكريم العراقي ، وكاظم السعدي، وريسان الخزعلي، وآخرين كثر ممّن لم تسعف الذاكرة من إستحضارهم.

**
في مطلع سبعينات القرن الماضي، أرد الشاعر عريان السيد خلف أن يتفرّد بصوته الشعري حيث أنّه مطبوع على الشعر بشكل غريب، وحسّاس جداً لإلتقاط المفردة الجميلة في الشعر، وكان يشعر بأن مظفر النوّاب خلق سدّاً على كل الشعراء، لذلك راح يشتغل على القصيدة الشعبية بشكل جاد ومتواصل، حتى استطاع أن يوجد "قصيدته الخاصة" في الشعر الشعبي العراقي، حيث بدأ النظم عنده في توليف القصيدة على قافيتين ووزن واحد، وقد سمّى ذلك اللون من شعره ب" الأندلسي" ومثاله:

كمت من غير وعيّي ومرحبت بيك
وكَلتلك جيّتك عالراس والعين
أشو متغيّر بعكشت معانيك
يصيرالماي ينكرعشرة الطين

وعلى هذا المنوال تستمر القصيدة، فأخذ هذا اللون من النظم في الإنتشار، وتحديدا بعد عام 1975 م في مدينة الثورة، التي يسكنها الشاعر نفسه،حيث نحا الشعراء منحاه، في أغلب مدن العراق، وبدا هذا الأسلوب هو الطاغي على المشهد الشعري الشعبي العراقي، وظلّ سائدا حتى بداية القرن الحادي والعشرين.عندما سقطت بغداد عام 2003 م على يد الإحتلال الأمريكي، تنفّس الشعر الصعداء، لينطلق من جديد، راجماً الفترة السابقة من الحكم الديكتاتوري، بأقذع ألوان الشعر، وبنفس الوقت متصدياً إلى حالة الإحتلال والحرب الطائفية، التي جاء بها المحتل، فظهرت "القصيدة الشعرية المقاومة" في النظم الشعبي قبل أن يبدأ الفصيح مقارعته لهذه الظاهرة الإحتلالية ، فأخذت القصيد الشعبية تتسيّد على وسائل الإعلام، المرئية والمسموعة، والشبكة العنكبوتية على الأنترنت،، رغم أن جيل السبعينات من القرن المنصرم، كان مشتتاً بين المنافي والوطن الأمر الذي جعل من قصيدة العقد الأول من القرن الحادي والعشرين موزّعةً بين اتجاهين: الأول- يمثله جيل المنافي والشعراء الأوائل مثل: مظفر النواب، شاكر السماوي، رياض النعماني، جمعة الحلفي، عمار الوائلي ، لطيف الساعدي، وغيرهم من شعراء القصيدة الشعبية المهمومة بحالة المنفى واحتراق الوطن ووجد المكابرة لما يرى ويشاهد من تمزّق لحياض الوطن وسيطرة الإحتلال والطائفية على مقدراته، وظلّت قصيدة هذا الإتجاه " رهينة المحبسين" المنفى والحنين الى الوطن، ويكاد الحزن والتمنّي هو الذي يحكم نظم هذا الإتجاه، دون تحديد في سياقات القصيدة التي أبدعوها وطوروها وحافظوا عليها، ايّام كانوا في الوطن، ونقلوها معهم الى المنافي.أمّا الإتجاه الثاني، فهو خليط من الشعراء القدامى والمحدثين الشباب، وهذا الإتجاه ظلّ محافظاً على "القصيدة العريانية" نسبة الى الشاعر عريان السيد خلف، حنى بداية الإحتلال للعراق عام 2003 م الأمر الذي حدا ببعض الشعراء للتمرّد على القصيدة العريانية ،بغية الخروج من نمط هذا الإيقاع الطاغي. ولقد كان لظهور " الكمبيوتر وثورة المعلومات التقنية الحديثة" الأمر المؤثّر على الشعراء لأن يدافعوا على وجدانهم المنسي في ظل هذه الفوضى العارمة داخل العراق، فكان قلقهم المشروع ينبثق من حالة التعاطي مع هذه الأجهزة التقنية الحديثة، ممّا يلعب دوراً في عملية حرف الذائقة الفنية عند المتلقي، ويفرض عليهم- أقصد الشعراء الشباب- الدفاع عن وجودهم الإبداعي ،ضمن كل هذه الأمور المتشابكة، ولقد كان الإحتلال لحظة صدمة كبيرة على كل الوعي العراقي، وكانت أولى ردود الفعل عليه ظهرت من القصيدة الشعبية حيث كان لها الدور المشرّف بالذود عن الحياض العراقي قبل بقية الفنون لاسيما عند الشعرء الجدد، إذ أن - الجيل القديم- بعضه هادن الإحتلال داخل الوطن،لذلك أخذت تبرز أصوات جديدة من الشعراء الشباب وتواجه القديم المهادن من على شاشات التلفزة أو في المهرجانات العامة أو من خلال المواقع الأنترنيتية،، حيث أظهرت المئآت من هذه القصائد الشابة على تلك "المواقع" وبدأنا نقرأ لمجموعة هائلة من الشعراء الشباب، تركّز أكثرهم في " مدينة الثورة" ببغداد، وكأن هذه المدينة هي "المنجم المذخور" لمختلف الإبداعات العراقية، وهي أفقر ضاحية في العراق على الإطلاق!!! ومنها انطلقت إبداعات الشعر الشعبي الحديثة لتصل الى بقية مناطق العراق، إذ يوجد فيها أكثر نسبة من الشعراء، فهي تظم أكثر من ألفين شاعر وشاعرة، على أقل تقدير. إن قلق هؤلاء الشعراء الشباب الإبداعي، جعلهم يبحثون عن أساليب تعبّر عن ذواتهم، خارج سياق المألوف، لكنه ينطلق من القديم والكلاسيكي، ولكن بقالب جديد ، تمثّل في "النظم الثلاثي المفتوح"مع جناسات متطابقة، تتماهى وتنطلق من أصل " الأبوذية " العراقية من حيث الوزن الشعري" الوافر" "مفاعلتن، مفاعلتن فعولن" وتعديل ربّاط الأبوذية، أي البيت الرابع منها وعدم ختمها ب" يه" كما هو متعارف عليه في نظمها، الى جعل هذا البيت الرابع بيتاً جديداً، ينطلق نحو تأسيس ثلاثية جديدة، على نفس الوزن، وجناس جديد، لايخل بالمعنى العام ، بل يربطه " التدوير"في كل بيت جديد بعد الثلاثية ، وبصورة أجمل وآفاق أرحب، وكأن هذا اللون من النظم يحاكي ويناغم الموال العراقي من نوع" المشط" أي أن النهايات تعود على الثلاثية الأولى، أي أن جناسات البيت الأخير تعود على جناسات الأبيات الثلاثة الأولى، كما هو معتاد في نظم الموال،ولا يختم ب" يه" كما هو معروف في الأبوذية، والمثال التالي للشاعرأحمد الياسري ، يبيّن ذلك بوضوح، ضمن قصيدة له بعنوان: " موال لكل الوطن" حيث تظهر فيه تلك الخصوصيات من هذا النظم الجديد:
الزمن جم مرّة نخ النة وطنّه
عراقييّن يدرينا وطنة
الشمس بس ضاع من عدنا وطنة
شلّك بالغرب يا كًلبي وك رد
الوطن ما راد منك هجر وكراد
على جروحة تساهرعرب وكراد
جفن الحقد بجفوفك وشيعة
حتى انصير كل احنه وشيعة
تركمان ويزيديّة وشيعة
حب الوطن سوّيناه سنّة
واذا مستغرب انته اشلون سنة
الاصل اشور واحنا عرب سنة
العراق الصاغ قالبنة وصبّه
واذا لاحه سهم غادر وصابه
شَبك كلدان نتناخا وصبّه
وجسر تصبح جماجنا لوطنه

****
مع خالص دعائي
واسمى تحياااتي وتقديري


توقيع : مرتضى العاملي
من شع نور العقل في جبهة استعداده،،
نفذ شعاع شمس العقل إلى نافذة قلبه،،،
من مواضيع : مرتضى العاملي 0 تهنئه بيوم مبعث الرسول الاكرم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم
0 تهنئه بيوم مبعث الرسول الاكرم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم
0 أبو طالب كفيل الرسول في ذكرى وفاته (26/رجب)
0 أَبُو طالب .عليه السلام. حامي الرِّسالةِ والرسُول صلى الله عليه واله في ذكراه 22
0 تعزية وقصيدة أوّاه يا موسى العظيم (في استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام)
التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى العاملي ; 26-06-2009 الساعة 07:29 PM.

رد مع اقتباس