|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 28250
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 1,487
|
بمعدل : 0.25 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
البدري14
المنتدى :
المنتدى الثقافي
شذرات من تاريخ الشعر الشعبي العراقي..ج-2
بتاريخ : 26-06-2009 الساعة : 12:08 PM
شذرات من تاريخ الشعر الشعبي العراقي..ج-2
من الظاهر أن الموال قد بسط هيمنته على الذائقة الفنية العراقية، فبعد أن تعاطاه أهل واسط من الفلاحين وبقية الطبقات الشعبية، أخذ يغازل أفئدة وعقول بقية طبقات المجتمع العراقي ، إذ أن " غناءالموال" شكّل علامة فارقة له في التطور على بقية الفنون الغنائية.
**
الأمر الذي جعل من السماع أن يرنوَ له، وتتشنّف له لآذان، لذلك نرى كثير من المؤرخين العراقيين يذكرون شخصيات عامة في الدولة قد تعاطت نظم الموال وأجادت به، فلقد ذكر الأستاذ عبد الكريم العلاف أن العلامة الشيخ عبد الغني الجميل،كان ممّن يجيدون نظمه، وكذلك السيد سلمان النقيب،
وذكر المؤرخ عبّاس العزاوي
*11 أنّ داود أغا من آل الأورفلي، كان معروفاً بشعره العامي، رغن أنه معروف بشعره الفصيح أيضاً،فيما ذكر الأستاذ عامر رشيد السامرائي
*12 بأن الدكتور محمّد صدّيق الجليلي، قد زوّده بنماذج من الموال، نظمها كل من الحاج عثمان الجليلي(1764-1829م )، ومحمد أمين باشا الجليلي( 1798- 1846 م)، والوزير يحيى الجليلي(1785- 1867 م)،
والشاعر المشهور عبد الباقي العمري، والشاعر حسن البزاز، وأحمد أغا بنكَجري أغاسي(القائد العام للجيش الإنكشاري ببغداد) أيّام ولاية سليمان باشا الكبير، فيما كان الشيخ محمد الغلامي(ت 1186ه) مولعاً بنظم الموال، رغم شاعريته في القريض
*13 ، كما كان الحاج عثمان الجليلي مشهوراً بنظم ( الزهيريات)، وكذلك أمين باشا الجليلي حين أطل القرن العشرين برأسه على العراق،كانت أغلب الفنون الشعرية تكاد تكون معروفةً، لأنها استقرّت على أشكالها التي يتعاطى بها الناس، وبها نظم الشعراء قصائدهم، وظلّ " النظم الرباعي" متميّزاً وواضح المعالم في كل هذه الفنون، الى جانب برزخ الشعر الشعبي الموال، لاسيما" الزهيري" ذو السبعة شطرات، ومن هذه الفنون الشعرية كانت هناك " الأبوذية والعتابا، والميمر، والمربّع، والنايل، والقوما والكان وكان،والحمّاق والدوبيت، وبعض الأزجال الشعرية، وأغلب هذه المقطوعات تنظم على " أربعة أبيات" والبعض يعتمد على " لازمة" ، ينظم على أساسها بقية مقطوعاته الرباعية، عادة ماتكون هذه اللاّزمة منفصلة عن بقية الأبيات الأربعة، وأحياناً تكون جزأً منها، وعادة ما تكون في أول بيت من تلك المقطوعات الشعرية. بمعنى، أن كل مقطوعة رباعية تعتمد في ثلاث أبيات منها على قافية واحدة، فيما يكون البيت الرابع هو القفلة لتلك الأبيات الثلاث، مع اختلافه عنها بالقافية التي تستوجب أن تكون على قافية " اللاّزمة" والتي تسمى أحيانا ب" المستهل" أيضاً، ويجب أن يكون من نفس البحر الشعري،أيًا كان وزن هذا البحر، ماعدا " الأبوذية والعتابة وبنود الموال" حيث يكون الجناس، هو الأساس بدلاً عن التقفية، وأهل الصنعة يفهمون ذلك جيداً. وكانت أغلب المنظومات الشعرية الشعبية في العراق على هذه الشاكلة الاّ أن هناك قصائد شعرية مطولة لاتلتزم النظم الرباعي، بل تعتمد الوزن والقافية، دون الألتزام بالشكل الرباعي، وقد أشار الشيخ علي الخاقاني الى تلك الألوان الشعرية. بعبارة أفصح، أن هذه الأنماط الشعرية ظلت سائدة في نظمها حتى سقوط الملكية في العراق، بعيد ثورة 14تموز1958 م. بما في ذلك " القصائد الحسينية" التي كانت تنظم في أيام العشرة الأولى من المحرم الهجري في كل عام، والتي كانت تخلّد شهداء الطف في كربلاء عام 61 ه، فإنها - أيضاً- لم تخرج عن هذه السياقات الشعرية المألوفة، رغم أن هناك تشابهاً بينها وبين الموشحات الأندلسية، كونها تنظم لتنشد في مثل هذه الأيام،لكن " الرواديد" وهم المنشدين لهذه القصائد الحسينية، والبعض منهم هم الشعراء أنفسهم، لم يأتوا بشئ جديد، سو التحكم بنبرة الصوت، وإضفاء شجىً حزين على تلك القصائد أثناء عملية الألقاء. حينما إنتهت "المَلَكية" من العراق،وساد نظام الحكم الجمهوري، تفتّحت أذهان الشعراء على الجديد والمحدث ، بعد أن سبق السيّاب ونازك الملائكة بقية الشعراء في استحداث" القصيدة الحرة" في النصف الثاني من أربعينيات القرن المنصرم، الأمر الذي جعل صداه يقلق الشعراء الشعبيين في العراق، إذ رأوا أن شعراء الفصيح قد سبقوهم الى إبداع جديد في الشعر، فظلّت خواطرهم منشغلة بالتفكير لإيجاد نمط جديد ومحدث في نظم القصيدة الشعبية، يكسر التقليد " الكلاسيكي" لاسيما في نظم القصيدة الشعبية عن باقي فنون النظم المألوفة، فانولدت" القصيدة الشعبية الحديثة على يد الشاعر المعروف مظفر النوّاب، في مطلع ستينيّات القرن الناضي، حيث تم تجاوز الوزن والقافية بنمط شعري جدبد، يعتمد الإيقاع الشعري في النظم، ويعتمد القافية في نهايات المقاطع الشعرية، وليس في الأبيات الشعرية، وكان ديوانه الأول " للريل وحمد" نقطة فارقة في الشعر الشعبي العراقي أرّخت لمرحلة جديدة وحديثة في النظم الشعري ، إضافة الى أنها "ولّدت القصيدة السياسية" مع هذا الجديد المحدث،، حتى سيطر إسلوب النواب هذا في النظم على كامل عقود الستينات والسبعينات من القرن المنصرم. وقد كانت قصيدة " البنفسج" هي المثال الأوضح لهذا الإسلوب في الشعر الشعبي بإسلوبه الحر، ونورد أدناه تلك القصيدة، تعزيزاً للمثال ولهذا الإسلوب:
يا طعم ... يا ليلة من ليل البنفسج
ياحلم ... يمامش بمامش
طبع كََلبي من اطباعك ذهب
ترخص .. وأغلّيك ...... وأحبّك
آنا متعوّد عليك هواي...يا سولة سكتّي
يا طواريّك ... من الظلمة تجين
جانن ثيابي علي غربة كَبل جيتك
ومستاحش من عييوني
وَلّمتني
وعلى المامش ..علّمتني
آنا حب هوايه كَبلك ذ وّباني
إشلون أوصفك .. وانت كهرب
وآنا كَمرة عيني.. دمعة ليل ظلمة
إشلون أوصفك
وانت دفتر .. وآني جلمه
يلّي.. ماجاسك فكر بالليل ومجاسك سهر
يلّي بين حواجبك ..غفوة نهر
يلّي جرّة سما بعينك
خاف أفززها من أكَلّك
آنا احبّك
آنا احبّك
مامش بمامش....و للمامش
يميزان الذهب ....وتغش واحبّك
وارد أكّلّك
فرني حسنك .. يابنفسج
وانتَ وحدك .. دوّختني .. يابنفسج
وعلى حبّك .. آنا حبيّت الذي بحبهم لمتني
ياطعم .... ياليلة من ليل البنفسج
يا عذر عذرينن
ياشنهي واحبّك
****
مع خالص دعائي
واسمى تحياااتي وتقديري
|
|
|
|
|