عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية أبن المرجعية
أبن المرجعية
عضو فضي
رقم العضوية : 153
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 2,377
بمعدل : 0.35 يوميا

أبن المرجعية غير متصل

 عرض البوم صور أبن المرجعية

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : أبن المرجعية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-12-2006 الساعة : 11:36 PM


{ 69 }

جانبه ما يعادل هذه القوى، لكن مع هذا قبل الحكم، ومع هذا بدأ تصفية وتعرية الحكم والانحراف الذي كان قبله، ومع هذا مارس الحكم وضحى في سبيل هذا الحكم بعشرات الآلاف من المسلمين، في سبيل ان يقدم الاطروحة الصحيحة الصريحة للاسلام وللحياة الاسلامية.

وقد قلت بالامس، وأؤكد اليوم مرة اخرى بأن علي بن ابي طالب (ع) في معارضته، وعلي بن ابي طالب في حكمه لم يكن يؤثر على انحراف الشيعة فقط، بل كان يؤثر على مجموع الامة الاسلامية، علي بن ابي طالب ربى المسلمين جميعاً شيعة وسنة، حصن المسلمين جميعاً شيعة وسنة، علي بن ابي طالب اصبح اطروحة ومثلاً اعلى للاسلام الحقيقي، من الذي كان يحارب مع علي بن ابي طالب؟ هؤلاء المسلمون الذين كانوا يحاربون في سبيل هذه الاطروحة العالية في سبيل هذا المثل الاعلى، أكانوا كلهم شيعة بالمعنى الخاص؟ لا، لم يكونوا كلهم شيعة. هذه الجماهير التي انتفضت بعد علي بن ابي طالب علي مر التاريخ، بزعامات اهل البيت بزعامات العلويين الثائرين من اهل البيت، الذين كانوا يرفعون راية علي بن ابي طالب للحكم، هؤلاء كلهم شيعة؟

كان اكثرهم لا يؤمن بعلي بن ابي طالب ايماننا نحن الشيعة، ولكنهم كانوا ينظرون الى علي انه المثل الاعلى، انه الرجل الصحيح الحقيقي للإسلام، حينما اعلن والي عبد اللّه بن الزبير سياسة عبد اللّه بن الزبير، وقال بأننا سوف نحكم بما كان يحكم به عمر وعثمان، وقامت جماهير المسلمين تقول لا بل بما كان يحكم به علي بن ابي طالب، فعلي بن ابي طالب كان يمثل اتجاهاً في مجموع الامة الاسلامية.

والخلافة العباسية كيف قامت؟ كيف نشأت؟ قامت على اساس دعوة كانت تتبنى زعامة الصادق من آل محمد (ص). الحركة السلمية التي على اساسها نشأت الخلافة العباسية كانت تأخذ البيعة للصالح، للامام الصادق من آل محمد (ص)، يعني هذه الحركة استغلت عظمة الاسلام، عظمة هذا الاتجاه، وتجمع المسلمون حول هذا الاتجاه، ولم يكن هؤلاء مسلمين شيعة، اكثر هؤلاء لم يكونوا شيعة، لكن كانوا يعرفون ان الاتجاه الصالح، الاتجاه

{ 70 }

الحقيقي، الاتجاه الصلب العنيف كان يمثله علي بن ابي طالب (ع)، والواعون من اصحاب علي (ع) والواعون من ابناء علي (ع). ولهذا كثير من ابناء العامة، ومن أئمة العامة، من اكابر اصحاب الامام الصادق (ع)، كانوا اناساً عامين يعني كانوا اناساً سنة، ولم يكونوا شيعة.

دائماً كان الأئمة (ع) يفكرون، في ان يقدموا الاسلام لمجموع الامة الاسلامية، ان يكونوا مناراً، ان يكونوا اطروحة، ان يكونوا مثلاً اعلى.

كانوا يعملون على خطين، خط بناء المسلمين الصالحين، وخط ضرب مثل اعلى لهؤلاء المسلمين، بقطع النظر عن كونهم شيعة او سنة.

هناك علماء من اكابر علماء السنة، افتوا بوجوب الجهاد، وبوجوب القتال بين يدي ثوار آل محمد (ص)، وأبو حنيفة قبل ان ينحرف، قبل ان يرشيه السلطان ويصبح من فقهاء عمال السلطان، أبو حنيفة نفسه الذي كان من نواب السنة، ومن زعماء السنة، هو نفسه خرج مقاتلاً ومجاهداً مع راية من رايات آل محمد وآل علي (ع)، وافتى بوجوب الجهاد مع راية من رايات علي (ع)، مع راية تحمل شعار علي بن ابي طالب، قبل أن يتعامل ابو حنيفة مع السلاطين.

اذن فاتجاه علي بن ابي طالب، لم يكن اتجاهاً منفرداً، اتجاهاً محدوداً، كان اتجاهاً واسعاً على مستوى الامة الاسلامية كلها، لاجل ان يعرّف الامة الاسلامية وان يحصن الامة الاسلامية بالاسلام، وبأهداف الاسلام، وكيف يمكن للانسان ان يعيش الحياة الاسلامية في اطار المجتمع الاسلامي.

المهم من هذا الحديث، ان نأخذ العبرة وان نقتدي، حينما نرى ان علي بن ابي طالب (ع) على عظمته يربي اصحابه على انهم اصحاب الهدف، لا اصحاب نفسه. يجب ان لا افكر انا، ويجب ان لا تفكر انت، بأن تربي اصحابك على انهم اصحابك، وانما هم اصحاب الرسالة، أي واحد منكم ليس صاحباً للآخر، ولهذا يجب ان نجعل الهدف دائماً مقياساً، نجعل الرسالة دائماً مقياساً. احكموا علي باللحظة التي انحرف فيها عن الهدف، لأن الهدف هو الاعز والاغلى، هو رب الكون، الذي يجب ان تشعروا بانه يملككم،

{ 71 }

بانه بيده مصيركم، بيده مستقبلكم، انه هو الذي يمكن ان يعطيكم نتائج جهادكم.

هل انا اعطيكم نتائج جهادكم، أو أي انسان على وجه الارض يمكن ان يعطي الانسان نتائج جهاده، نتائج عمله، نتائج اقدامه على صرف شبابه، حياته، عمره، زهده على تحمله آلام الحياة، تحمله للجوع تحمله للظلم، تحمله للضيم، من الذي يعطي أجر كل هذا؟ هل الذي يعطي اجر هذا انا وانت، لا انا ولا انت يعطي اجر هذا، وانما الذي يعطي أجر هذا هو الهدف فقط. هذا هو الذي يعطي النتيجة والتقييم. هو الذي سوف يفتح امامنا ابواب الجنة، هو الذي سوف يغير اعمالنا، هو الذي سوف يصحح درجاتنا.

إذن لا تفكروا في ان أي واحد منكم، في ان أي واحد منا، مرتبط مع أي واحد منا، بل فكروا هكذا: ان أي واحد منا مرتبط كله مع اكبر من أي واحد منا، هذا الشيء الذي هو اكبر، هو اللّه سبحانه هو رضوان اللّه، هو حماية الاسلام، هو العمل في خط الائمة الاطهار (ع).

وغفر لنا ولكم.

توقيع : أبن المرجعية


جُـــــنــــــد الــمَــرجِــعـــــيـــــة


کل ارض کربلاء


لبيک يا حسين

هل زُرت شمال العراق سابقاً ؟ أعدك .. ستزوره الصيف القادم
أدخل و سترى الوجه المشرق للعراق !
من مواضيع : أبن المرجعية 0 الوهابية و أعياد اهل الكتاب !
0 سؤال ماحكم من سب احد الصحابة ؟
0 سماحة السيد عمار الحكيم يستقبل الدكتور صالح المطلك
0 القضاء السويدي يأمر بتوقيف مؤسس ويكيليكس بتهمة الاغتصاب
0 المجلس الأعلى يعود الى اجتماعات التحالف الوطني
رد مع اقتباس