|
الادارة
|
رقم العضوية : 84
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 39,169
|
بمعدل : 5.76 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ربيبة الزهـراء
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 08-08-2006 الساعة : 08:13 PM
اهلين اختي عاشقة النجف
نكم
لالإمام علي
( عليه السلام )
تأليف
سيد مهدي آيت اللّهي
ترجمة
كمال السيّد
مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر
الميلاد :
في يوم الجمعة 13 رجب وقبل 23 عاماً من الهجرة الشريفة ولد في أسرة أبي طالب صبيٌ أضاء مكة والدنيا بأسرها .
كان العباس بن عبد المطلب عم النبي جالساً مع رجل اسمه " قعنب " عندما جاءت فاطمة بنت أسد " أم علي " تطوف حول الكعبة وتدعو الله .
كانت تتجه ببصرها نحو السماء وتتضرع إلى الله بخشوع وتقول : ربي إنّي مؤمنة بك ، وبما جاء من عندك من رسلٍ وكتب ، وإني مصدّقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ، وأنه بنى البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت ، وبحق المولود الذي في بطني لماّ يسّرت عليّ ولادتي .
وهنا حدث أمر عجيب ، لقد استجاب الله سبحانه ، فانشقّ جدار الكعبة لتدخل فاطمة بنت أسد ثم انغلق وراءها .
كان الحادث مدهشاً جعل الذين رأوه في حيرة من أمرهم ، فقد أسرع العباس إلى منزله وأحضر بعض النسوة لمساعدتها ولكن ظلّ الجميع يدورون حول بيت الله عاجزين عن الدخول .
ظلّ أهل مكّة في حيرة ودهشة وكانوا ينتظرون فاطمة .
مرّت أربعة أيام ، خرجت بعدها فاطمة وهي تحمل وليدها العظيم .
وتساءل الناس عن إسم هذا الوليد فقالت فاطمة أن اسمه عليُّ ، ولقد سمعت أنا في داخل بيت الله نداءً من وراء الغيب يقول : سمّيه علياً .
وتربّى علي في بيت محمّد ( صلى الله عليه وآله ) منذ أن كان رضيعاً .
يقول في إحدى خطبه في نهج البلاغة :
" وضعني في حجره وأنا ولد يضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه . . . وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ".
أيام الصبا :
وعندما اصبح صبياً كان لا يفارق مربيه العظيم ، وكان يتبعه كالظل .
يقول علي متذكراً تلك الأيام :
" لقد كنت أتبعه اتباع الفصيل اثر أمّه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء ، ولقد كان يجاور في كل سنة بحرّاء فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة وأشمّ ريح النبوّة ".
وعندما بعث الله محمّداً رسولاً إلى العالمين وأمره أن يُنذر عشيرته ، أمر رسولُ الله علياً أن يصنع طعاماً لأربعين رجلاً و أن يدعو له عشيرته وفيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب .
يقول علي :
" ثم تكلَّم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : " يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومَه بأفضل مما قد جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة . وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ’ فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت وإني لأحدثهم سناً : أنا يا رسول الله أكون وزيرك عليه " .
عندها قال سيدنا محمّد : " هذا أخي و وصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا" .
أيام الشباب :
مضت أيام الصبا وأصبح علي شاباً قوي البُنية ، وهو ما يزال ملازماً لسيدنا محمد يدور حوله كما تدور الفراشات حول الشموع .
كان علي قوياً و كانت قوّته في خدمة دين الله ورسوله .
و عندما نقرأ تاريخ الإسلام نشاهد علياً ( عليه السلام ) حاضراً في كل المعارك والغزوات وهو يقاتل في الصفوف الأولى ببسالة .
ففي معركة " حنين " وعندما فرّ المسلمون عن رسول الله في بداية المعركة ثبت علي وظل يقاتل وراية الإسلام تخفق فوق رأسه حتى انتصر جيش الإسلام على الشرك .
و في معركة خيبر قاد علي هجوماً عنيفاً بعدما سخر اليهود من تراجع المسلمين ، وفتَح حصون خيبر ، بل أنه اقتلع بيده أحد أبوابها ، وعندما شاهد اليهود بطولته المدهشة فرّوا مذعورين ثم استسلموا بعد ذلك .
الفدائي الأول :
كل إنسان يدافع عن نفسه ، لأنه يحب الحياة ولا يريد الموت . والقليل جداً من الناس من يضحي في حياته من اجل الآخرين .
وعندما نقرأ قصة سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله ) وهجرته نقف معجبين ونحن نرى علياً وهو في ريعان شبابه ينام في فراش النبي لينجو النبي من الموت والقتل .
والقصة تبدأ عندما اجتمع المشركون في " دار الندوة " وقرروا قتل سيدنا محمد ، وكانت الخطّة أن ينتخبوا من كل قبيلة شاباً فيقتحموا منزل رسول الله ويقتلوه .
وهبط الوحي من السماء يخبر سيدنا محمد بمؤامرة " قريش " . وهنا بادر علي ونام في فراش النبي ليوهم المشركين أنه ما يزال نائماً .
ونجا رسول الله بتضحية علي ، وفوجئ المتآمرون بعلي يهبّ من فراش رسول الله ، فغادروا المنزل وهم يجرّون أذيال الخيبة والخسران .
في طريق الله :
الإسلام دين السلام والحياة ، وهو يرفض القتل وإراقة الدماء بغير حق .
إن كل المعارك والحروب التي حدثت في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كانت حروباً دفاعية أي أنها وقعت دفاعاً عن النفس ، وكان سيدنا محمد يسعى لتجنب القتال ما أمكن ، ولكن عندما يكون الإسلام في خطر فإن المسلمين كانوا يقاتلون ببسالة من اجل إعلاء كلمة الله . وتاريخ الإسلام حافل بالأمجاد ، وعندما نقرأ عن تلك الحروب نشاهد سيف علي – وهو أول سيف في الإسلام – لامعاً كبرق السماء .
كان علي مع الحق ، والحق مع علي ، كما قال سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله).
أخلاق علي ( عليه السلام ) :
كانت مدينة الكوفة عاصمة الدولة الإسلامية في عهد علي ( عليه السلام ) ، وقد أضحت منذ ذلك التاريخ مركزاً من مراكز العلم والثقافة الإسلامية .
وذات يوم التقى شخصان خارج الكوفة كان أولهما أمير المؤمنين والآخر نصرانياً ، لم يكن يعرف هوّية علي ( عليه السلام ) ، فتجاذبا أطراف الحديث وهما في الطريق حتى وصلا مفترق طريقين أحدهما يؤدي إلى الكوفة و الآخر إلى إحدى القرى القريبة ، فسلك النصراني طريق القرية حيث منزله هناك . وكان على الإمام علي ( عليه السلام ) أن يسلك طريق الكوفة ، ولكنه سلك الطريق إلى القرية ، فتعجب النصراني وقال :
أ لست تريد العودة إلى الكوفة ؟
فقال الإمام : نعم ولكني أحببت أن اُشيِّعك قليلاً وفاءً لصحبة الطريق ، إن لرفقة الطريق حقوقاً وأنا احب أن أؤدي حقك .
تأثر الرجل وقال في نفسه : يا له من دين عظيم يعلِّم الإنسانَ الخُلق الكريم .
واندفع الرجل النصراني يعلن إسلامه و انتماءه إلى أمّة الإسلام . وكم كانت دهشته كبيرة عندما اكتشف أن رفيقه في الطريق لم يكن سوى أمير المؤمنين بنفسه – حاكم الدولة الإسلامية الواسعة .
ثباته ( عليه السلام ) :
يستطيع المرء أن يضبط نفسه ويحدد موقفه الطبيعي في الظروف العادية ، ولكن عندما تجتاحه عاصفة من الغضب والعدوان فأنه في تلك اللحظات الحرجة يفقد توازنه ويصعب عليه السيطرة على نفسه .
غير أن علياً ( عليه السلام ) كان ثابتاً في كل الظروف والأحوال ، ولم تكن مواقفه متأثرة بحالته النفسية . انه يتصرف دائماً في ضوء ما يرتضيه الله .
سلوكه في البيت ، مواقفه في الحرب ، تعامله مع الناس . . . كان خاضعاً للإسلام ، لقد ربى نفسه على ذلك ، فأصبح مثالاً للمسلم المؤمن بربّه .
في معركة الخندق ، وعندما أراد المشركون غزو المدينة ، حفر المسلمون بأمر النبي خندقاً لحماية المدينة من العدوان ، وكانت الأوضاع في غاية الخطورة ، خاصة عندما تمكن بعض فرسان المشركين ، وفي طليعتهم " عمْر بن عبد ود " من اقتحام الخندق وتحدّي المسلمين .
ولم يكن " عمْر بن عبد ود " شخصاً عادياً بل كان بطلاً شجاعاً أحجم كثير من المسلمين عن مواجهته ، وهنا نهض علي بطل الإسلام لمنازلته وتقدم إليه بشجاعة وكان الرسول ينظر إليه ويقول : " برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه " .
حاول " عمرو " أن يتفادى القتال مع علي ، فقال :
- ارجع فأنا لا أحب أن أقتلك .
فأجابه علي بإيمان عظيم :
- ولكني أحب أن أقتلك .
وهنا غضب " عمرو بن عبد ود " و سدّد ضربة قوية إلى علي تفاداها علي ، وردّ على ضربته بضربة قاضية سقط فيها " ابن ودّ " صريعاً على الأرض .
وكان لهذا المشهد المثير أثره في بث الذعر في نفوس رفاقه من المشركين الذين لاذوا بالفرار.
وعندما اعتلى علي صدر خصمه بصق " ابن ودّ " في وجه علي ، وشعر علي بالغضب ولكنه توقف فلم يقدم على قتله إلى أن سكن غضبه حتى لا يكون قتله انتقاماً ، بل خالصاً لوجه الله وفي سبيل الإسلام .
لقد كان علي في حروبه ومعاركه مثلاً أعلى للفروسية ، وتركت مواقفه آثارها في تاريخ العرب و الإسلام . وعاد علي يحمل بشارة النصر إلى الرسول الذي استقبله بحفاوة وقال : " قتْل علي لعمرو يعدل عبادة الثقلين " أي أن تلك الضربة القاضية كانت تساوي عبادة الإنس والجن .
فقد كان المشركون يراقبون المعركة ، وعندما شاهدوا بطلهم يسقط على الأرض وعلياً يهتف : الله اكبر ، تحطمت روحهم المعنوية وسيطر اليأس على قلوبهم ، فأنهوا حصارهم للمدينة وانسحبوا مذعورين تحت جنح الظلام .
في صفين :
تابع تابع تابع
|
|
|
|
|