الموضوع:
السلام على من أخفي قبرها بين القبور
عرض مشاركة واحدة
شموخ الزهراء
عضو متواجد
رقم العضوية : 35132
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 108
بمعدل : 0.02 يوميا
مشاركة رقم :
7
كاتب الموضوع :
شموخ الزهراء
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 08-05-2009 الساعة : 02:46 PM
بسمه تعالى ..
الهموم المتراكمة:
ليس المرض لوحده سبب آلام الزهراء عليها السلام ووجدها وحزنها، وإنّما كانت الهموم تجتاحها من كلّ حدب وصوب، فحينما كانت تمد جسدها النحيل المكدور على جلد الكبش وتتكىء على وسادة الليف، تنساب الخواطر إلى رأسها الشريف، وتهجم عليها الهواجس.. آه.. تركوا وصية أبي.. وغصبوا الخلافة من زوجي؟! ولن تنتهي آثارها إلى يوم القيامة.. فبئس عاقبة الخلافة التي توسلت بالحيلة والجور..
بماذا سار المسلمون وانتشرت كلمة الإسلام؟! بوحدة الكلمة.!، والإتحاد بين فصائل المجتمع وصلوا إلى العظمة والرقي ..
آه .. أذهبوا ريحهم .. وأوقعوا الخلاف بينهم، وبدّلوا قوّة الإسلام الواحدة وطاقة المسلمين المهيبة إلى قوى وطاقات متناثرة، وجرّوا العالم الإسلامي إلى العجز والضعف والفرقة والذلّة …
آه .. أنا فاطمة ـ عزيزة رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ أرقد الآن على فراش المرض؟! لم يخفت أنيني من ضربات هذه الأمة المبرحة .. وأقف على أعتاب الموت؟ .. أين وصايا أبي رسول الله صلّى الله عليه وآله؟.
.. ربّاه .. أعليّ الشجاع القويّ أراه ـ اليوم ـ مضطرّاً إلى السكوت عن حقّه المشروع لحفظ مصلحة الإسلام العليا؟ …
اقتربت ساعتي .. وحان أجلي .. وها أنذا أودع الحياة في ربيع عمري وأيّام شبابي … وسأنجو من الهموم والغصص ..
ولكن .. ماذا عن أيتامي الذين سيبقون بعدي؟ أولادي … الحسن .. الحسين .. زينب .. أم كلثوم ..
آه .. يا للمصائب التي تصبّ عليهم ـ أيتامي الأعزّاء على قلبي ـ .. فإنّي سمعت أبي يقول ـ مراراً ـ: يموت ولدك الحسن مسموماً، والحسين مقتولاً بالسيف شهيداً عطشاناً .. وهذه علامات ذلك وأماراته تلوح لي وأراها بعيني .. كان صلّى الله عليه وآله يأخذ صغيري الحسين ـ مرّة ـ ويقبّل نحره ويبكي لمصيبته، ويأخذ الحسن ـ أخرى ـ ويلصق صدره بصدره ويقبّله في فمه، ويذكر مصائب زينب، وأمّ كلثوم فيبكي ..
نعم .. كانت تمرّ هذه الخواطر في ذهن فاطمة عليها السلام وتؤلمها، فتشحب يوماً بعد يوم، وتنحل ساعة بعد ساعة، وقد ورد في الأثر أنّ فاطمة لمّا حضرتها الوفاة بكت، فقال لها أمير المؤمنين: يا سيّدتي ما يبكيك؟ قالت: أبكي لما تلقى بعدي، فقال لها: لا تبكي، فوالله إنّ ذلك لصغير عندي في ذات الله.
العيادة المبغوضة:
كان الصحابة رجالاً ونساءً يعودون فاطمة عليها السلام بين الحين والحين، إلاّ عمر وأبا بكر لم يعوداها لأنّها قاطعتهم ورفضتهم ولم تأذن لهم بعيادتها، وحينما ثقل عليها المرض وقاربتها الوفاة لم يجدا بدّاً من عيادتها لئلا تموت بنت النبي صلّى الله عليه وآله، وهي ساخطة عليهما، وتبقى وصمة العار تلاحق الخليفة وجهازه الحاكم إلى يوم القيامة.
فجاءا لعيادتها تحت ضغط الرأي العام، فسألا عنها، وقالا لأمير المؤمنين
: قد كان بيننا وبينها ما قد علمت فإنّ رأيت أن تأذن لنا لنعتذر إليها من ذنبنا.
قال: ذاك إليكما. فقاما فجلسا بالباب.
ودخل علي
على فاطمة عليها السلام فقال لها: أيّتها الحرّة، فلان وفلان بالباب، يريدان أن يسلّما عليك فما تريدين؟
قالت: البيت بيتك، والحرّة زوجتك، افعل ما تشاء!
فقال: شدّي قناعك، فشدّت قناعها، وحوّلت وجهها إلى الحائط.
فدخلا وسلّما وقالا: ارضي عنّا رضي الله عنك، فقالت: ما دعا إلى هذا؟
فقالا: اعترفنا بالاساءة ورجونا أن تعفي عنّا.
فقالت: إن كنتما صادقين فأخبراني عمّا أسألكما عنه، فإنّي لا أسألكما عن أمر إلاّ وأنا عارفة، بأنّكما تعلمانه، فإن صدقتماني علمت أنّكما صادقان في مجيئكما.
قالا: سلي عمّا بدا لك.
قالت: نشدتكما بالله، هل سمعتما رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني»؟
قالا: نعم.
فرفعت يدها إلى السماء، فقالت: اللّهم إنّهما قد آذياني، فأنا أشكوهما إليك وإلى رسولك، لا والله لا أرضى عنكما أبداً حتى ألقى أبي رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم فيكما.
قال: فعند ذلك دعا أبو بكر بالويل والثبور، فقال عمر: تجزع يا خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله من قول إمرأة؟.
وصية فاطمة عليها السلام:
مرضت فاطمة عليها السلام مرضاً شديداً، ومكثت أربعين ليلة في مرضها، فلمّا نعيت إليها نفسها قالت لعلي
: يا بن عم، إنّه قد نعيت إليّ نفسي، وإنّي لا أرى ما بي إلاّ أنّني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة، وأنا أوصيك بأشياء في قلبي.
قال لها علي
: أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت، ثم قالت: يا بن عمّ، ما عهدتني كاذبة، ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني.
فقال
: معاذ الله، أنت أعلم بالله وأبرّ وأتقى وأكرم وأشدّ خوفاً من الله، من أن أوبّخك بمخالفة، وقد عزّ عليّ مفارقتك وفقدك إلاّ أنّه أمر لابدّ منه، والله جدّدت عليّ مصيبة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد عظمت وفاتك وفقدك، فإنا لله وإنّا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضّها وأحزنها، هذه والله مصيبة لا عزاء لها، ورزيّة لا خلف لها، ثم بكيا جميعاً ساعة
لخّصت فاطمة عليها السلام في هذا الحوار حياتها الزوجيّة في هذه العبارات، فذكّرت الأمير
بإخلاصها وطهارتها وإطاعتها لزوجها.
وشكر لها الإمام وفاءها، وأثنى على طهارتها وقدسيتها ومعاناتها وتقواها، وأبدى لها حبّه وودّه وتعلّقه بها.
وهاجت بهما الذكريات وحاشت الخواطر وتذكّرا حياتهما السعيدة التي غمرتها الغبطة والدفء والحنان والوفاء، والوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة الأحداث والمشاكل وتذليل الصعاب، فانهمرت لذلك عيناهما بالدموع، لعلّها تطفيء نار القلب التي كادت تقضي على الجسد.
وبعد أن بكيا ساعة أخذ علي
رأسها وضمّها إلى صدره ثمّ قال: أوصيني بما شئت، فإنّك تجديني فيها أمضي كما أمرتني به، وأختار أمرك على أمري.
ثمّ قالت: جزاك الله عنّي خير الجزاء، وأوصته بوصاياها، وهي:
1 ـ يا بن عم، أوصيك أن تتزوّج بعدي بابنة أختي أمامة، فإنّها تكون لولدي مثلي، فإنّ الرجال لابدّ لهم من النساء.
2 ـ إن أنت تزوّجت إمرأة فاجعل لها يوماً وليلة واجعل لأولادي يوماً وليلة، يا أبا الحسن لا تصح في وجوههم فيصبحا يتيمين غريبين.
3 ـ أوصيك يا بن عم، أن تتّخذ لي نعشاً، فقد رأيت الملائكة صوّروا صورته، فقال لها: صفيه لي .. فوصفته، فاتّخذه لها.
4 ـ أوصت لأزواج النبيّ لكلّ واحدة منهن اثنتى عشرة أوقية.
5 ـ ولنساء بني هاشم مثل ذلك.
6 ـ وأوصت لأمامة بنت أبي العاص بشيء.
وكانت لها وصية مكتوبة جاء فيها:
«هذا ما أوصت فاطمة بنت رسول الله بحوائطها السبعة؛ ذي الحسنى والساقية، والدلال، والغراف، والرقمة، والهيثم، ومال أم إبراهيم، إلى علي بن أبي طالب، ومن بعده فإلى الحسن، فإلى الحسين، ومن بعد الحسين فإلى الأكبر فالأكبر من ولده، شهد الله على ذلك وكفى به شهيداً، وشهد المقداد بن الأسود، والزبير بن العوام، وكتب عليّ بن أبي طالب.
وروى ابن عباس وصية مكتوبة أخرى لها عليها السلام جاء فيها:
«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله أوصت وهي تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً عبده ورسوله، وأنّ الجنة حق، والنار حق، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور، يا علي: أنا فاطمة بنت محمد، زوّجني الله منك لأكون لك في الدنيا والآخرة، أنت أولى بي من غيري، حنّطني وغسّلني وكفّني بالليل وصلّ عليّ وادفني بالليل ولا تعلم أحداً، وأستودعك الله وأقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة.
يُتبــــــــــع ...
يا مظلــــــــومة ...
توقيع :
شموخ الزهراء
لَبَّيْكَ داعِيَ اللهِ اِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَني عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ وَلِساني عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ،
فَقَدْ اَجابَكَ قَلْبي وَسَمْعي وَبَصَرَي
لوشئت ان ابكي دماُ لبكيت ,, ولكن ساحة الصبراوسع
من مواضيع :
شموخ الزهراء
0
الحوزة العالمية للتعلم
0
سمبوسة التوست
0
((مكرونة البيتزا))
0
تـــــعلمي فن الضيــــــافة
0
«يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما»
شموخ الزهراء
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة شموخ الزهراء
البحث عن جميع مواضيع شموخ الزهراء