|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 7251
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 5,502
|
بمعدل : 0.85 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشق الزهراء
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
أهمية التربية الخلقية للأطفال
بتاريخ : 06-05-2009 الساعة : 12:10 PM
تضمن القرآن الكريم دستوراً للأخلاق والآداب في جميع مجالات ونشاطات الإنسان، فلم يترك جانباً منها إلا وكان له فيه توجيه وإرشاد. وفي جانب آخر توجه الآيات الولد إلى الدعوة من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على تبعات ذلك، وألا يسوقه صلاحه واستقامته إلى الكبر، والغطرسة، واحتقار الناس, بل يؤمر بضد ذلك من التواضع وخفض الجناح، والتأدب في محادثة الناس.
وقد تضمنت السنة المطهرة آداباً وأخلاقاً وتوجيهات كثيرة في هذا المجال، وجاءت بمثل ما جاء به القرآن من التوجيه نحو التزام الأخلاق الحسنة ونبذ السيء منها.
وهذه الأخلاق الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم، والسنة المطهرة أخلاق ثابتة لا تتغير، ولاتتبدل، ولا تتطور، فلا يمكن بحال أن يصبح الكذب والخيانة في يوم ما من الفضائل، أو الصدق والأمانة من البلاهة والغباء، أو الشتم وبذاءة اللسان من الأدب, بل إن ما جاء الإسلام بذمه فهو مذموم إلى يوم القيامة، وما جاء بتحسينه ومدحه فهو كذلك إلى يوم القيامة لا يتغير ذلك أبداً.
وتهدف التربية الخلقية في الإسلام إلى مرام سامية وذلك من خلال تطبيقها وممارستها في واقع الحياة، ومن هذه الأهداف:
-إرضاء الله والتزام أمره.
-احترام الإنسان لذاته وشخصيته.
-تهذيب الغرائز، وتنمية العواطف الشريفة الحسنة.
-إيجاد الإرادة الصالحة القوية.
-اكتساب العادات النافعة الطيبة.
-انتزاع روح الشر عند الإنسان، واستبدالها بروح الخير والفضيلة.
ولتحقيق هذه الأهداف النبيلة عند الولد، فإن المربي المسلم يستغل فترة الطفولة، وصغر سن الولد، وضعفه وحاجته إليه، وقوة سلطته عليه في توجيهه وتربيته على المنهج الإسلامي القويم، فإن تكوين "العادة في الصغر أيسر بكثير من تكوينها في الكبر، وذلك لأن الجهاز العصبي الغض للطفل أكثر قابلية للتشكيل، وأيسر حفراً على سطحه"، ويكاد يجمع علماء النفس والاجتماع والتربية على أن شخصية الطفل، وما سوف يؤول إليه من اتجاهات انفعالية ومزاجية: تتحدد في السنوات الأولى من عمره لهذا كان استغلال هذه الفترة الحرجة من عمر الطفل في توجيهه نحو الخير، وتركيز المعاني الحسنة في نفسه وعقله، له الأثر الأكبر-بعد توفيق الله- في استقامته وصلاحه عند كبره واشتداد عوده.
وفي مراحل عمر الولد يلاحظ المربي ويراعي من خلال ممارسته للتربية طبيعة الإنسان، وتكوينه وطبيعة خلقته
والمربي عندما يدرك أبعاد المهمة الصعبة التي كلف بها، يستعد للصبر على مشقة التربية والتوجيه، التي تستفرغ جهد سنوات من العمر، فلا يمل طولها، ولا يزهد في أجرها عند الله، ويدرك إدراكاً لا يخالجه شك أن تحسين الخلق، واستبدال القبيح منه بالحسن.
دور الأب في التربية الخلقية للطفل
للأب في الشريعة الإسلامية مكانة عظيمة وجليلة، فهو القائم على الأسرة بما فيها من أفراد كالأم، والأطفال، والخدم، وهو مسؤول عنهم، وعن استقامتهم .
وبناء على هذه المسؤولية يتكفل الأب تبعات تكوين المحضن الإسلامي الصالح لنمو الذرية نمواً سوياً صالحاً، فيتولى اختيار الزوجة المناسبة، فيقدم لها الصداق، وينفق عليها، وبعد خروج ثمرة النكاح إلى الحياة يتولى مهاماً جديدة في مجال التربية، تبدأ بالأذان في أذن المولود، وتحنيكه، والعق عنه، واختيار الاسم الحسن، وغيرها من أمور الرعاية والتربية التي تؤهله للقيام بنفسه ومواجهة متطلبات الحياة.
التربية الأخلاقية للطفل بين البيئة والوراثة
إن صلاح الفرد وتهذيب نفسه بالأخلاق الإسلامية هو الطريق لصلاح المجتمعات، واستقامتها على المنهج الإسلامي القويم. والطفل الصغير يولد مزوداً بقدرة فائقة على اكتساب ما يلقى إليه من خير أو شر، وإن كان هو ميالاً إلى الخير أكثر منه إلى الشر، لأنه مفطور على الخير وحبه، إلا أنه يحتاج إلى التأديب والتوجيه والتربية، لما للبيئة والوراثة من تأثير في خلقه.
أي أنه لا بد من التربية والتوجيه وتنمية الأخلاق الحسنة التي جبل عليها الطفل وتعميقها دون إهمال.ولا ينبغي تضخيم شأن الوراثة فإنه بالإمكان التخفيف من شأنها وتأثيرها في نفس الطفل، وذلك بمزيد من الجهد والمثابرة، فإن تقويمها ليس مستحيلاً. لهذا كان دور التربية الأبوية في الأسرة هاماً جداً لإيجاد ذلك الخلق والأدب مع النفس لتستقيم على المنهج الإسلامي الصحيح
|
|
|
|
|