|
المدير المؤسس
|
رقم العضوية : 2
|
الإنتساب : Jul 2006
|
المشاركات : 11,014
|
بمعدل : 1.62 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نجف الخير
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 08-08-2006 الساعة : 02:52 PM
وفي هذا السياق نذكر ما ذكره علامة المعتزلة في شرح النهج، عن أبي بصير المرادي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) سيدي إن الناس يقولون: إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. فقال (عليه السلام): كذبوا والله. إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان، وإيمان هذا الخلق في كفة ميزان لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم، ثم قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يأمر أن يحج عن أب النبي وأمه وعن أبي طالب في حياته، ولقد أوصى بالحج عنهم بعد مماته ص311 ج3 كما في الدرجات الرفيعة ص49، فهذه الأخبار المروية في كتب العامة المختصة بذكر الضحضاح وما شاكلها من متخرصات الفتن وموضوعات بني أمية والناصبين العدواة لأهل بيت النبي (عليه السلام).
وذكر أرباب التاريخ والتفسير والحديث والسيرة وصية أبا طالب لما حضرته الوفاة فقد دعا أولاد أخوته وأحلافه وعشيرته وأكد عليهم ووصاهم بنصرة النبي (صلى الله وعليه وآله) ومؤازرته، وبذل النفوس دون مهجته، وعرفهم ما لهم في ذلك من الشرف العاجل والثواب الآجل فقال:
أوصي بنصر نبي الخير أربعة
ابني عليا وشيخ القوم عباسا
وحمزة الأسد الحامي حقيقته
وجعفرا أن تذودوا دونه الناسا
كونوا فداء لكم أمي وما ولدت
في نصر أحمد دون الناس أتراسا
وأورد الإمام شمس الدين عن جماعة من الأصحاب عن الأئمة من آل محمد (صلوات الله عليهم) أنهم سئلوا عن قول النبي (صلى الله وعليه وآله) المتفق على روايته والمجمع على صحته: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) فقالوا: أراد بكافل اليتيم عمه أبا طالب، لأنه كفله يتيما من أبويه، ولم يزل شفيقا حدبا عليه) حجة الذاهب ص165.
وفي كتاب المولد لأبي الحسن البكري في وفاة أبي طالب قال:.. وقاموا في مواراته وكان النبي (صلى الله وعليه وآله) يغسله وعلي يصب الماء عليه ثم أدرجوه في أكفانه بعد أن أهدى إليه السدر والكافور من الجنة! وحزن عليه رسول الله وأولاد عبدالمطلب وبنو هاشم وبنو عبد مناف وجميع أهل مكة والنساء شققن عليه الجيوب ونشرن عليه الشعور ورسول الله وعلي يبكيان عليه فلما فرغ النبي من تغسيله وتكفينه أنزله بعد ذلك في لحده ولقنّه وهو يبكي ويقول: وا بتاه واأبا طالباه واحزناه عليك يا عماه.. آه.. آه.. بعدك يا عماه ربيتني صغيرا وأحببتني كبيرا وكنت عندك بمنزلة العين من الحدقة والروح من الجسد! ثم هالوا عليه التراب وجاؤوا نحو العزاء وعزاه الناس عليه.. وقد رثاه الإمام علي في أبيات كثيرة.
ومن الشواهد الدالة على خالص إيمانه أشعاره الكثيرة والوفيرة، صادحا بالحق وقادحا بالكفر ومنافحا عن الدين وشريعة سيد المرسلين، وجمعها بعض العلماء فصارت ديوانا كاملا، وهنا نقتطف بعضا منها، فقد ذكر في كنز الفوائد ص79:
مليك الناس ليس له شريك... هو الوهاب والمبدي المعيد... ومن فوق السماء له بحق... ومن تحت السماء له عبيد. ومنها:
تعلم خيار الناس أن محمدا... نبي كموسى والمسيح بن مريم... أتى بالهدى مثل الذي أتيا به... فكل بأمر الله يهدي ويعصم.
ومنها:
لقد أكرم الله النبي محمدا... فأكرم خلق الله في الناس أحمد... وشق له من اسمه ليجله... فذوا العرش محمود وهذا محمد. وقبل أن نختم هذا المبحث الوجيز نشير إلى أن هناك مئات الروايات والمواقف والأشعار أعرضنا عن ذكرها لضيق المجال، كما أن هناك شهادات كثيرة من الصحابة في حق أبي طالب كابن عباس وأبو بكر وأبو ذر وغيرهم، إضافة إلى تصريحات علماء العامة بهذا الخصوص كأبو حنيفة ومالك والتلمساني والسحيمي والقرافي ودحلان وأبو الفداء وابن الأثير وأبو الفرج وغيرهم بالعشرات بل المئات، أما علماءنا وهم بالألوف قد أجمعوا على هذا المطلب وصنفوا في ذلك العديد من المصنفات، ولم يشذ منهم أحد.
فقد عرفت مما سبق أن منشأ تكفير أبي طالب (عليه السلام) هو من افتراء الوضاعين المغررّين بالأمويين، وتبين أن الله تعالى قد شهد له بالإيمان في أكثر من آية وفي مواطن عديدة وهكذا رسوله وعترته الطاهرين (عليهم السلام) في متواتر الحديث وصحيحه، وأثبتنا أن عبدالمطلب وأبا طالب في منزلة الأنبياء والأوصياء. فليس هذا بقليل على حامي الرسول (صلى الله وعليه وآله) وناصره الأول، إذ لولاه لما بقي للإسلام ركن ولا استقام له عود.
منقول للفائدة
|
|
|
|
|