|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 24054
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 78
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حسن الروح
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
بتاريخ : 22-04-2009 الساعة : 10:53 PM
ثورات الشيعة :
وكان من نتائج السياسة الإرهابية الدموية التي اتبعها صلاح الدين في مواجهة الشيعة أن فر الشيعة إلى الشام وجنوب مصر حيث لا تزل دعوة التشيع لها أعوانا في مأمن من بطش صلاح الدين . وقد أخذت التجمعات الشيعية هناك في تجميع صفوفها من أجل التصدي له . .
ويروي ابن الأثير أنه في عام 569 ه وفي شهر رمضان كشفت محاولة للانقلاب على صلاح الدين وقتله من قبل مجموعة من العلويين . وقبض عليهم صلاح الدين وصلبهم وكان على
رأسهم عمارة بن أبي الحسن اليمني الشاعر . وله ديوان شعر مشهور في غاية الحسن والرقة والملاحة . . ( 13 )
ولقد حاول العاضد أن يتخلص من صلاح الدين وحرض عليه خادمه المؤتمن . إلا أن المحاولة كشفت وقتل المؤتمن على أيدي رجال صلاح الدين . .
يروي ابن الأثير حول هذه الحادثة : فغضب السودان لقتل المؤتمن فحشدوا وجمعوا فزادت عدتهم على خمسين ألفا وقصدوا حرب الأجناد الصلاحية فاجتمع العسكر وقاتلوهم بين القصرين . وكثر القتل بين الفريقين .
فأرسل صلاح الدين إلى محلتهم بالمنصورة فأحرقها على أموالهم وأولادهم . فلما أتاهم الخبر بذلك ولوا منهزمين فركبهم السيف وأخذت عليهم أفواه السكك فطلبوا الأمان بعد أن كثر فيهم
القتل فأجيبوا إلى ذلك فخرجوا من مصر إلى الجيزة . فعبر إليهم شمس الدولة أخو صلاح الدين الأكبر في طائفة من العسكر فأبادهم بالسيف ولم يبق منهم إلا القليل الشريد . .
( 14 )
وفي عام 570 ه تجمع السودان حول رجل يدعو لإقامة الحكم الفاطمي في أسوان وقد جمع من حوله خلقا كثيرا . .
يقول ابن تغري يروي عن أحداث هذا العام : وكان أهل مصر يؤثرون عودهم - أي عودة الفاطميين - فسير صلاح الدين جيشا كثيفا وجعل مقدمه أخاه الملك العادل فساروا والتقوا به - أي بزعيم الثورة - وكسروه . ثم بعد ذلك استقرت له قواعد الملك . . ( 15 )
وفي عام 572 ه يقول ابن تغري : وفيها كان مقدم السودان من صعيد مصر . ساروا من الصعيد إلى مصر في مائة ألف أسود ليعيدوا الدولة الفاطمية . فخرج إليهم أخو صلاح الدين
الملك العادل بكر وبمن معه من عساكر مصر والتقوا مع السودان فكانت بينهم وقعة هائلة وقتل كبير السودان ومن معه . . ( 16 )
وهذه هي الثورة الثالثة التي قام بها الشيعة ضد صلاح الدين وكانت في السنة السادسة من حكمه . . وفي نفس العام أيضا وقعت ثورة أخرى في مدينة قفط بصعيد مصر أخمدها صلاح الدين وأرسل لها أخاه العادل على جيش فقتل من أهلها ثلاثة آلاف
وصلبهم على شجرها ظاهر قفط بعمائهم وطيالسينهم . .
( 17 )
وقد تعرض صلاح الدين لعدة محاولات لاغتياله في مصر والشام من قبل عناصر شيعية سعت للانتقام منه بسبب جرائمه في حق الشيعة . . ( 18 )
والمتأمل في هذا الصراع الذي دار بين صلاح الدين والشيعة في مصر يتبين له أن صلاح الدين استخدم وسائل غير مشروعة في قمع معارضيه تتنافى مع الإسلام . . وإن لجوء صلاح
الدين إلى مثل هذه الوسائل اللاإنسانية التي مارسها على الفاطميين - مثل عزل الرجال عن النساء وإحراق بيوت السودان على أولادهم وأموالهم - هذه الوسائل إنما تكشف عجزه عن استئصال التشيع وحب آل البيت من قلوب المصريين . .
_______________________________
(13 ) الكامل ج 9 ص 123 / 124 . . ويروي شهاب الدين المقدس في كتابه الروضتين في أخبار الدولتين ص 219 تحت عنوان صلب عمارة اليمني : اجتمع جماعة من دعاة الدولة المصرية المتعصبة المتشددة المتصلبة وتزاوروا فيما
بينهم خيفة وخفية وأحكموا الرأي والتدبير وتبيتوا أمرهم بليل . . وبعد أن أوشى بهم زين الدين علي ( واحد منهم ) أمر السلطان
بإحضار مقدميهم واعتقالهم لإقامة السياسة فيهم . وصلب يوم السبت ثاني شهر رمضان جماعة منهم بين القصرين منهم عمارة . وأفنى بعد ذلك من بقي منهم . .
( 14 ) الكامل ج 9 ص 103 . .
( 15 ) النجوم الزاهرة ج 6 ص 24 وانظر أحداث سنة 584 ه ومحاولة التحريض على الثورة بالقاهرة .
( 16 ) المرجع السابق أحداث عام 572 ه . السنة السادسة من حكم صلاح الدين . .
( 17 ) خطط المقريزي ج 1 ص 436 . والطيالسين نوع من الملابس .
( 18 ) يروي ابن تغري عن أحداث عام 571 ه : وفيها وثب الإسماعيلية على السلطان وهو على إعزاز - مكان بالشام - جاءه ثلاثة في زي الأجناد فضربه واحد بسكين في رأسه فلم يجرحه وخدشت السكين خده وقتل الثلاثة .
وفي حصار صلاح الدين لحلب هاجمت مجموعة فدائيي الإسماعيلية خيمة صلاح الدين واصطدموا بحراسه ودار قتال سقط فيه عدد من القتلى والجرحى من الجانبين . وحدثت غارة إسماعيلية أخرى سقط فيها عدد من الجرحى .
مما دفع بصلاح الدين إلى محاصرة قلاع الإسماعيلية بالشام وقتل وأسر الكثيرين . النجوم ج 6 / 10 . .
|
|
|
|
|