|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 17015
|
الإنتساب : Feb 2008
|
المشاركات : 747
|
بمعدل : 0.12 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
DaShTi
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 18-04-2009 الساعة : 05:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين المنتخبين
معنى الإسلام والايمان
وعن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال :
سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام - وسأله رجل عن الايمان - فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن الايمان ، لا أسال عنه أحداً غيرك ولا بعدك
فقال علي عليه السلام : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وسأله عن مثل ما سألتني عنه ، فقال له مثل مقالتك ، فأخذ يحدّثه . ثم قال له : اقعد . فقال له : آمنت .
ثم أقبل علي عليه السلام على الرجل فقال : أما علمت أن جبرئيل عليه السلام أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في صورة آدمي فقال له : ما الإسلام ؟ فقال : " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامة الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان والغسل من الجنابة " .
فقال وما الايمان ؟
قال : "تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالحياة بعد الموت ، وبالقّدر كله خيره وشره وحلوه ومره .
فلما قام الرجل قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - " هذا جبرئيل ، جاءكم ليعلّمكم دينكم " فكان كلّما قال له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - شيئا قال له : " صدقت "
قال : فمتى الساعة ؟ قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل
قال : صدقت
دعائم الايمان
كلمة أمير المؤمنين عليه السلام بعد البيعة
ثم قال علي عليه السلام - بعد ما فرغ من قول جبرئيل " صدقت " : ألا إن الايمان بني على أربع دعائم : على اليقين والصبر والعدل والجهاد
فاليقين منه على أربع شعب : على الشوق والشفق والزهد والترقُّب
فمن اشتاق للجنة سلا ( أي طابت نفسه عنه وذهل عن ذكره وهجره ) عن الشهوات ، ومن أشفق من النار اتَّقى المحرمات ، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات
والصبر على أربع شعب : على تبصرة الفطنة وتأوُّل الحكمة ومعرفة العبرة وسنَّة الأولين
فمن تبصَّر الفطنة تبيَّن في الحكمة ، ومن تبيَّن في الحكمة عرف العبرة ، ومن عرف العبرة تأوَّل الحكمة ، ومن تأؤل الحكمة أبصر العبرة ، ومن أبصر العبرة فكأنَّما كان في الأوَّلين
والعدل منه على أربع شعب : على غوامض الفهم وغمر العلم وزهرة الحكم وروضة الحلم
فمن فهم فسَّر جمل العلم ، ومن علم عرض شرائع الحكمة ، ومن حلم لن يفرط في أمره وعاش به في الناس حميداً
والجهاد على أربع شعب : على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن والغضب لله و شنآن الفاسقين
فمن أمر بالمعروف شدَّ ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الفاسق ، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ، ومن شنأ الفاسقين وغضب لله غضب الله له
وذلك الايمان ودعائمه وشعبه
أدنى درجات الايمان والكفر والضلالة
فقال له : يا أمير المؤمنين ، ما أدنى ما يكون به الرجل مؤمناً ، وأدنى ما يكون به كافراً ، وأدنى ما يكون به ضالاَّ ؟
قال عليه السلام : قد سألت فاسمع الجواب : أدنى ما يكون به مؤمناً أن يعرِّفه الله نفسه فيقرَّ له بالربوبية والوحدانية وأن يعرِّفه نبيه فيقرَّ له بالنبوة وبالبلاغة ، وأن يعرِّفه حجته في أرضه وشاهده على خلقه فيقرَّ له بالطاعى
قال : يا أمير المؤمنين ، وإن جهل جميع الأشياء غير ما وصفت ؟ قال : نعم ، إذا أُمر أطاع وإذا نُهي انتهى .
وأدنى مايكون به كافراً أن يتديَّن بشيئ فيزعم أن الله أمره به - مما نهى الله عنه - ثم ينصبه ديناً فيتبرَّأ ويتولى ويزعم أنه يعبد الله الذي أمره به
وأدنى ما يكون به ضالاًّ أن لا يعرف حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه الذي أمر الله بطاعته وفرض ولايته
نص الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام
فقال : يا أمير المؤمنين ، سمِّهم لي ، قال : الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال "أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ " النساء الآية 59
قال : أوضحهم لي . قال : الذين قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في آخر خطبة خطبها ثم قبض من يومه : "إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير قد عهد إليَّ أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض كهاتين - وأشار بإصعيه المسبَّحتين - ولا أقول كهاتين - وأشار بالمسبَّحة والوسطى - لأن إحديهما قدام الاخرى . فتمسَّكوا بهما لا تضلوا ، ولا تقدِّموهم فتهلكوا ، ولا تخلِّفوا عنهم فتفرِّقوا ، ولا تعلِّموهم فإنهم أعلم منكم "
قال يا أمير المؤمنين ، سمِّه لي . قال الذي نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله - بغدير خم ، فأخبرهم " أنه أولى بهم من أنفسهم " ثم أمرهم أن يعلم الشاهد الغائب منهم
فقلت : أنت هو ، يا أمير المؤمنين ؟!
قال : أنا أوَّلهم وأفضلهم ، ثم ابني الحسن من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم أبني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم ( ثم التسعه من ولد الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) . ثم أوصياء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى يردوا عليه حوضع واحداً بعد واحد
فقام الرجل إلى علي عليه السلام : فقبَّل رأسه ، ثم قال : أوضحت لي وفرَّجت عني وأذهبت كل شيئ في قلبي
خصائص الإسلام وآثاره
وعن أبان بن أبي عياش عن سليم قال : جاء رجل ( وهو ابن الكواء ) إلى أمير المؤمنين عليه السلام فسأله عن الإسلام . فقال عليه السلام :
إن الله تبارك وتعالى شرع الإسلام وسهل شرائعه لمن ورده وأعزَّ أركانه لمن حاربه ، وجعله عزاً لمن تولاه ، وسلماً لمن دخله ، وإماماً لمن ائتمَّ به ، وزينةً لمن تحلاه ، وعُدَّة لمن انتحله ، وعروة لمن اعتصم به ، وحبلاً لمن تمسَّك به ، وبرهاناً لمن تعلّمه ، ونوراً لمن استضاء به ، وشاهداً لمن خاصم به ، وفلجاً ( أي فوزاً وظفراً ) لمن حاكم به وعالماً لمن وعاه ، وحديثاً لمن رواه وحاكماً لمن قضى به وحالماً لمن جرّب ، وشفاءً ولباً لمن تدبَّر وفهما لمن تفطَّن ، ويقيناً لمن عقل ، وبصيرة لمن عزم ، وآية لمن توَّسم ، وعبرة لمن اتَّعظ ، ونجاة لمن صدق ، ومودة لمن أصلح ، وزلفى لمن اقترب وثقة لمن توكل ، ورجاء لمن فوَّض ، وسابقة لمن أحسن ، وخيراً لمن سارع ، وجُنَّة لمن صبر ، ولباساً لمن اتَّقى ، وظهيراً لمن رشد ، وكهفاً لمن آمن ، وأمنة لمن أسلم ، وروحاً للصادقين ، وموعظة للمتَّقين ونجاة للفائزين .
ذلك الحق ، سبيله والهدى الحسنى مأثرته المجد ، أبلج المنهاج ، ومشرق المنار ، ذاكي المصباح ، رفيع الغاية ، يسير المضمار ، جامع الحلبة ( أي خيل تجمع للسباق من كل ناحية ) ، متنافس السُبقة ( اي : ما يتراهن عليه المتسابقون ) أليم النقمة ، قديم النعمة ، قديم العدَّة ، كريم الفرسان
فالايمان منهاجه ، والصالحات مناره ، والفقه مصابيحه ، والموت غايته ، والدنيا مضماره ، والقيامة حلبتة والجنة سُبقته ، والنار نقمته ، والتقوى عدَّته ، والمحسنون فرسانه
فبالايمان يستدل على الصالحات ، وبالصالحات يعمر الفقه ، وبالفقه يرهب الموت ، وبالموت يختم الدنيا ، وبالدنيا تجوز القيامة ، وبالقيامة تزلف الجنة ، والجنة حسرة أهل النار ، والنار موعظة المتقين والتقوى سنخ الايمان
|
|
|
|
|