|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تشرين ربيعة
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 13-04-2009 الساعة : 03:14 PM
لا يا محسن جوامير، كركوك لم تكن كردية ولن تكـــون
أرشــد ضياء
شهد التاريخ حقبا مختلفة اعتقد فيها البعض أن الزمن قد أصبح طوع أمرهم، فنسوا ما كانوا يتشدقون به من شعارات براقة أقلها الديمقراطية وآخرها التحضر واحترام الرأي الآخر. وقد مرت على العراق حقب تاريخية نسي فيها الضحية ما اشتكى منه فتقمص دور الجلاد.
ومقال السيد محسن جوامير المليء بالتهكم والشماتة يدل على هذا النوع من النقاش الذي يبشر بأن كل رأي آخر هو باطل غير قابل للنقاش. فإذا كان سعد الدين أركيج أو غيره من الناشطين السياسيين التركمان يدعون إلى إقرار حق تركماني لمواطنين يريدون أن يعيشوا بأمان في بلدهم العراقي، وهو حق اغتصبته منه كل الأنظمة العراقية المتعاقبة على حكم هذا البلد فإنهم لا يريدون أن يغتصبوا حق الآخرين، كما يفعل البعض حاليا.
لقد ذكر الكاتب بمرارة تهجير المواطنين وإسكان آخرين في مزارع وممتلكات، فهل يجهل أن هذا هو ما يحدث حاليا تماما في كركوك. لقد بدأت الأحزاب والقوى المسلحة الكردية بوضع اليد على مقرات الحكومة ومقرات حزب البعث المقبور والتي كان الأجدر أن تؤول إلى الحكومة فبدلت اغتصابا باغتصاب ، وبدأ المستوطنون الجدد في استبدال المستوطنات البعثية بأخرى كردية ، وما وضع الملاعب الرياضية ومديريات الأمن ومقرات الفيلق العسكري بخاف على أحد.
وإذا كان السيد جوامير يذكر التركمان بسلسلة الهزائم التي لحقت بهم في الانتخابات وفي التشكيلة الحكومية فإننا نذكره بسلسلة الهزائم التي تعرضت لها الأحزاب الكردية عندما كانت تواجه بالقهر والاضطهاد وتسلط الحزب الواحد. وهذا ما يتعرض له التركمان في العراق حاليا من قهر وتزوير واضطهاد. فالحقائق لا تغطى بادعاءات لا يمكن التمسك بها طويلا، واسما شيرين ونرمين ليسا كرديين يا زميلنا الفاضل بل هما فارسيان مسجلان في قواميس اللغة ، ولا ادري إلى ماذا سيقود حب السيطرة والاستحواذ بالبعض فيظلون يكررون نفس الخطأ ونفس الخطيئة.
إن المدينة الكردية لا يمكن إنكارها، فالسليمانية مثلا لا ينكر أحد كونها كردية لأن الأكراد غير طارئين عليها، ولكن القول بان هناك أكرادا في اسطنبول مهما كان عددهم لن يجعل اسطنبول كردية لأنهم طارئون، وذلك بالضبط ما حدث في كركوك. فلو كان السيد جوامير في عمر يمكنه فيه أن يتذكر، لعرف أن الشورجة والإسكان ورحيم آوة هي أسماء طارئة لم تكن موجودة في كركوك قبل أربعين عاما ، ولذلك فكركوك كان لها طابع تركماني ونكهة تركمانية ولو كان هذا الوصف يغيظه فيقلب الواقع والحال.
وإذا كنت تقول أيها السيد جوامير بأن التركمان المخلصون لأرضهم ووطنهم قد حصلوا على حقيبتين وزاريتين في حكومة إقليم كردستان، فنقول لك بأن إخلاص هؤلاء الذي تمت تزكيته من قبلكم هو إخلاص طه محي الدين معروف وعبيد الله البرزاني وجعفر البرزنجي وهاشم عقراوي الذي أشرت إلى ما سميته عمالته في مقال آخر فقد كانوا وزراء ومسؤولين وقادة في زمن غادر.
لقد ولى الزمن الذي كان عبد الكريم قاسم ينصب فيه حزبا شيوعيا من صنع يديه، أو يختلق حزب البعث حزبا ديمقراطيا كردستانيا رديفا. لقد ضحك الناس على ذلك واحتقروه فلماذا تنحون نفس المنحى. اتركوا للتركمان تقرير خطة سيرهم، ومدوا إليهم يد العون مخلصين لا مستحوذين، فتخلقون هوية عراقية مشتركة إذا كان الأمر يهمكم.
ايها السيد جوامير، لا يمكن تزكية تاريخ الجماعات والشعوب من الشوائب والشواذ، وهذا ليس كلامي بل كلامك في مقال آخر ، وقد سميت مواقف من سبح ضد التيار الكردي بهلوسات وخيانة وانحراف، بينما سميت من خرج عن سير الضمير التركماني بالوطنية والمواطنة الصالحة. وهذا خطأ لا يقع فيه إلا من وقع في مصيدة الغرور والتفرد بالقرار، عافاكم الله منها ومنه.
أما مسألة أن الكرد هم الأكثرية في كركوك قطعا، فإنني لا أريد أن أناقش هذا الأمر بجميع الوثائق والبينات التي تناقض هذا بل أحيله على أمر واحد فقط له أن يرجع إليه في كتاب " التاريخ الحديث للأكراد" لمؤلفه ديفيد ماكدوال (The Modern History of the Kurds) والذي يقول فيها أن الملا مصطفى البرزاني قد رفض في مفاوضات الحكم الذاتي الاحتكام إلى نتائج إحصاء عام 1965 باعتبار أنها مزورة، ولما عرضت الحكومة الاحتكام إلى نتائج إحصاء عام 1957 رفض البرزاني ذلك لكون التركمان يشكلون غالبية السكان في مدينة كركوك.( ص. 329، منشورات آي.بي. تاوريس، 1997).
إذن ماذا تفضلون؟ نكهة تركمانية في كركوك، أم أغلبية تركمانية ؟
السؤال هو: هل سأصدق الأستاذ (أرشد ضياء) وهو من أهل كركوك؟ أم سأكذبه وأصدق (عبد الحسن) الغريب عن كركوك وأهلها؟
|
|
|
|
|