الموضوع: رصيف الزعتر ...
عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نور المستوحشين
نور المستوحشين
شيعي حسيني
رقم العضوية : 10716
الإنتساب : Oct 2007
المشاركات : 21,590
بمعدل : 3.39 يوميا

نور المستوحشين غير متصل

 عرض البوم صور نور المستوحشين

  مشاركة رقم : 30  
كاتب الموضوع : نور المستوحشين المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-04-2009 الساعة : 03:16 AM


مفترق طرق

عند الساعة التاسعة صباحامن يوم السبت ، كان "حسين" يجلس مع "عصام" و "ممدوح" في بوفية شباب الترجي ، كان وجهي "عصام" و "ممدوح" تنم عن لا مبالاة ، يلقيان النكات حول المدرسين والمدرسة والطلاب ، يحلفان بأنهما يعلمان الواشي و سوف ينكلان به ، كان مدير المدرسة قد سلمهم أوراق استدعاء أولياء الأمور و أخبرهم بأن دخول المدرسة مرهون بمجيء ولي الأمر ، يقضم "حسين" شطيرة الكبدة و يتفكر في أمره ، كيف سيحل هذه المشكلة ، لأول مرة تصل الأمور لهذا السوء ، لا شك أن والده سيعمل سكين الأسماك في جسده ، كانت أجراس الخوف تعبث به ، ربت "ممدوح" على كتفه:

- لا تخف ، ماذا سيحدث في الحياة ؟ لن تموت..
- ماذا تقصد بماذا سيحدث؟
- أقصد أن المدرسة هي الخاسرة بفصلنا...
- هذا جزاء فعلنا و لا نحمل المدرسة أخطاءنا...

يتدخل "عصام"

- و ماذا سنجني من المدرسة سوى الهم و الغم ، سنتخرج من أي مرحلة ثم مصيرنا الجلوس عاطلين ، لنتركها من الآن أفضل..

عزز "ممدوح":

- كلامك صحيح ، ابن جارنا تخرج منذ أعوام ، و أخيرا توظف في شركة في الدمام بألف ريال...

رفض "حسين" هذه الطريقة من التفكير..

- أما أنا فلا أريد أن أخسر دراستي...

سخر "عصام" من كلامه:

-- "لا أريد أن أخسر دراستي"... من يسمعك على أبواب التخرج من كلية الطب ، دكتور "حسين".
- نعم دكتور "حسين" ماذا يزعجك في الأمر...
- أحذرك... أكمل دراستك و ستندم على ذلك...
- أنا أطلب الندم في الدراسة... دعني أندم..

هتف "ممدوح":

- دعه يا "عصام" ، لم يزل طفلا يخشى من أمه ، يبدو أن أمه تنتظره بالعصا...

- التزم حدودك...
- آسف...
- المهم.. أنا ذاهب إلى أبي...
- أوصلك...
- لا... شكرا..

رمى بقايا الشطائر و المشروب الغازي و دفع حسابه ثم خرج يمشي إلى سوق الأسماك...

كان "أبو حسن" منهمكا في تنظيف سمك لزبون عندما تقدم "حسين" مرتبكا فرآه و توقف عن العمل ، سأل مستغربا:

- أهلا "أبو علي" ، ماذا هناك؟
- لا شيء..
- أليس عندكم دراسة؟
- بلى ، لكن...
- لكن ماذا؟

يجذب "حسين" الكلمات من داخله ، يتوقع أسوأ الأحداث و ردة الفعل ، يحاول أن يوضح شيئا لا يستطيع إيضاحه ، تحدرت الدموع على خديه خده ، سأله "أبو حسن" بشفقة:

- ما الأمر؟

أحس أن أباه قد تعاطف معه ، قال:

- لقد أخطأت ، و لا أعرف كيف أصلح خطأي..
- ماذا فعلت؟
- لقد رافقت شخصين ، و تبدل حالي ، أصبحتُ مشاغبا في المدرسة ، و أنا الآن مهدد بالفصل إن لم تأتِ ، أرجوك أبي ساعدني....
- ألم ننصحك مرارا يا "حسين"؟
- أرجوك أبي..
-- دعني أنتهي من خدمة هذا الزبون و سآتي معك..

شرح المدير مسيرة "حسين" لأبيه ، أخبره عن سجله الحافل بشغبه و عناده للمدرسين و نصحه بإبعاده عن رفيقيه ، ثم وعد "أبو حسن" المدير بتغير سلوك "حسين" و طلب منه أن يخبر المدرسين بذلك ، قبل المدير بعد رجاء "أبي حسن" أن يعيد "حسين" للمدرسة بشرط أن يقدم "حسين" اعتذاره للمدرسين و أن يتعهد بأن لا يصدر منه أي فعل مسيء للمدرسين أو الطلاب و أن أي فعل يصدر منه سيعرضه للفصل النهائي...

خلا "أبو حسن" مع ابنه "حسين":

- هل سمعت كلام المدير يا ولدي؟
- نعم ، لقد سمعت...
- و ماذا قررت؟
- أن أعود إلى رشدي...
- و رفيقاك؟
- سأتركهما..
- كيف؟؟
- سوف أطلب منهما تركي و شأني
- بعد الانتهاء من المدرسة ، تعود مباشرة إلى المنزل و تسترجع دروسك ثم تأتي إلي السوق عند الرابعة ، و أن مرّ عليك أي منهما فسأغرس السكين في بطنه...
- إن شاء الله يا أبي...

دخل "حسين" الفصل مع المرشد الطلابي بينما غادر "أبو حسن" المدرسة إلى سوق السمك...



توقيع : نور المستوحشين

ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح
من مواضيع : نور المستوحشين 0 من مطبخي .. عصيدة التوفي
0 وجعلنا من الماء كل شيء حيا...
0 كلبه نور ...
0 من مطبخي : شراب المارس
0 طقطقات من هنا وهناك ...
رد مع اقتباس