|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 10716
|
الإنتساب : Oct 2007
|
المشاركات : 21,590
|
بمعدل : 3.39 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نور المستوحشين
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 06-04-2009 الساعة : 03:11 AM
باتت "عبير" ليلة وردية ، تضع السماعات في أذنيها ، تستمع و لأول مرة لموسيقى هادئة ، تصفحت أحداث اليوم ، لم تكن المعركة تسيطر على شيء من تفكيرها الآن ، فكل ما في قلبها و فكرها هو ذلك الشاب اليوسفي ، كانت ترسم له صورة مشعوذ أو شحاذ ، لم تكن تحسب أن أخا "هدى" يمتلك تلك الوسامة ، حاولت أن تطرد صورته من مخيلتها لكنه كلما طردته عاد يطرق الباب طالبا الدخول بإلحاح، أمعنت في أوصافه ، كان فاتح البشرة ، معتدل القوام ، تتدلى خصلات شعره على جانبي رأسه ، هادئا الملامح إلى درجة الوداعة ، كان هو يوسف الذي أجبرها على قطع أصابعها ، لم تكن رغبتها في الصلح نابعة عن الذات ، كان هو الذي يقول لها بصمت ، أصلحي ذات بينك مع أختي ، كانت تتصرف كأنها مسحورة ، و تحت تأثير ذلك السحر اكتشفت أن من عادتها جميلة كجمال أخيها ، و اكتشفت أنها كانت مدفوعة لعدائها بدافع التسلية فقط ليس إلا ، و تحت تأثير سحره أعلنت صداقتها لـ "هدى" ، و لم تكن تلك الصفقة خاسرة بالنسبة لها ، فهي إن لم تنفعها لن تضرها بقرارة نفسها ، أما أعظم اكتشاف اكتشفته "عبير" و هي على مخدعها هو أنها شغفت حبا بـ"حسن" صديق أخيها و أخو صديقتها في المستقبل ، فقد قررت أن تتقرب من "هدى" ، وأن تبدأ صفحة جديدة معها ، بل أخدت تضحك على نفسها من المواقف التي أحدثتها مع "هدى" ، حاولت أن تتذكر البداية التي جعلت من "هدى" عدوتها الكريهة فلم تجد ما يدعو لذلك ، و قضت ليلتها تتخيل محبوبها الفاتن الذي استحوذ على فؤادها منذ أن وقعت عليه عيناها...
أما "هدى" فقد خلفتها "عبير" في منزلها مستغربة ، فاغرة فمها ، غير مصدقة كأنها في حلم لا تريد أن تستيقض منه ، فأخيرا "عبير" التي طالما تأذت منها أتتها معتذرة و طلبت صداقتها ، تلك الفتاة التي طالما سخرت منها و من شكلها جاءت لتفتح معها صفحة جديدة ، لم تكن تلك الصدمة لتسمح لها بالهروب من شروذها بل ظلت جالسة في غرفتها تتفكر في الأمور الدراماتيكية التي حصلت هذا اليوم ...
عند التاسعة مساء ، أمسكت السماعة و عبثت بأزرار الهاتف ثم انتظرت لتستقبل مكالمتها "أمل":
- ألو...
- أهلا..
- أهلا "هدى"
- أخبار سعيدة جدا جدا
- ما هي؟ هيا أفرحيني معكِ ...
- لابد أنني أحلم يا "أمل" ، أنا أحلم...
- ماذا حصل ؟ هيا...
- لا أستطيع يا "أمل" ... صدقيني الخبر لا يحتمل التصديق...
- هيا! أدخلتي الشوق في قلبي لمعرفة أخباركِ السعيدة جدا...
- لقد جاءت "عبير" إلى المنزل مع أمها و اعتذرت...
- أ هذا هو الخبر السعيد؟ كنتُ أحسب أنكِ قد خُطِبتِ ، لاشك أنها تمثل عليكِ
- هذا مستحيل يا "أمل" ، كانت تتحدث بندم صادق..
- لو أراها بأم عيني لا أصدقها ، هذه المغرورة تأتي و تعتذر ، هذا هو المستحيل بعينه..
- إذاً لقد تحقق المستحيل أخيرا ، لقد أتت بصحبة أمها و اعتذرت...
- إذاً ، لقد أتت بطلب من أمها ، ربما لتجنيبها العقوبة...
- ربما...
- إن غذا ناظره لقريب...
- ماذا تقصدين؟
- إذا كانت صادقة فسترينها يوم السبت تأتي للسلام عليكِ
- لننتظر السبت و نرى ، على كلٍ ... لقد ارتحتُ من مشاكلها على الأقل...
- الحمد لله على هذه النعمة
- الحمد لله
- و كيف انتهى وعيد أمكِ؟
- لقد تحولت إلى خطبة يوم الجمعة بعد مكالمتك
- إذاً كان كذلك..
- نعم يا "أمل"..
- سوف أنام الآن ، تصبحين على خير
- و أنتِ من أهل الخير
- مع السلامة...
- مع السلامة...
|
|
|
|
|