|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 10716
|
الإنتساب : Oct 2007
|
المشاركات : 21,590
|
بمعدل : 3.39 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نور المستوحشين
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 06-04-2009 الساعة : 03:10 AM
كانت الصورة التي رسمتها "عبير" في خيالها لـ "حسن" مرسومة وفقا لصورة "هدى" في المدرسة، عندما وقفت السيارة بجانب الطريق ألقت نظرة فوجدت شابين واقفين يتجاذبان أطراف الحديث ، استبعدت أن يكون "حسن" أحدهما إذ لا يوجد من يتطابق مع الصورة الخيالية التي رسمتها في ذهنها ، و عندما هبط "عبد الله" من السيارة ليتجه نحو الشابين ساورها الشك لكنها جزمت بأنه إن كان "حسن" أحدهما فهو ذلك الفتى الأقل وسامة بينهما ، تحطمت جميع الصور أمام صخرة الواقع ، فقد انتحى "عبد الله" بالفتى الأوسم ، و أخذ يحادثه بينما انصرف الشاب الآخر ، لم يلبث أن دخل الشاب أحد البيوت ليعود "عبد الله" إلى السيارة و يطفئ المحرك طالبا من أمه و أخته أن يترجلا ، كانت الصدمة قد أدخلت "عبير" في دوامة تساؤلات و استغراب ، كيف يكون لـ "هدى" أخٌ جميلٌ كهذا؟؟ دخلت مع أمها الصالة لتستقبلهما "أم حسن" بتواضع مجبول ، بادلت "أم عبد الله" "أم حسن" كلمات الترحيب و المجاملات العربية الطويلة ، بينما شرد فكر "هدى" على ملامح "أم حسن" ، بدت لها فائقة الجمال رغم بساطة ما تلبس ، لم تر شعرها لأنها كانت تغطيه بمقدمة رداء يسمى مشمرا ، مضت ربع ساعة قدمت خلالها "أم حسن" ما يتوفر من كرم الضيافة عبارة عن صينية عصائر و مكسرات و بعض التمر ، ثم جلست دقائق لتسأل بعدها إن كانت "أم عبد الله" تدخن فأجابت "أم عبد الله":
- لا شكراً ، ولا أحب التدخين
- في الواقع ، أفضل لكِ ، مالكِ و التدخين
- لا يأتي منه سوى الأمراض الخبيثة...
- أعوذ بالله من شره..
- المهم يا"أم حسن"... هذه ابنتي "عبير" مع ابنتكِ "هدى" في المدرسة... و حدث بينهمااختلاف ، فرأيت أن نحل هذا الخلاف قبل أن يتضخم...
- لا ترهقي نفسكِ معهن يا "أم عبد الله" ، البنات يختلفن مرة و يتفقن أخرى..
- كلامكِ صحيح يا"أم حسن" لكن المشكلة بدأت منذ مدة ، و أرى أن التدخل أصبح واجبا...
- صدقتِ يا "أم عبد الله"...
- عن إذنكِ كي أنادي "هدى" لتأتي
- تفضلي...
ذهبت "أم حسن" إلى غرفة "هدى" ، فبقيت "أم عبد الله" مع ابنتها، فخاطبتها:
- رغم فقرهم ، لكن يبدو عليهم الأصالة و الطيبة
- يبدو أن أمها طيبة ، لكنهم لم يزالوا يحيون في الماضي...
- الاختلاف بين الناس سنة الله في الأرض ، و لذلك أمرنا الله بالتعارف يا بنيتي..
- لقد قبلتُ بما تحكمين يا أماه..
- اسمها "هدى" ، أليس كذلك؟
- نعم يا أماه
************
كانت "هدى" مصممة على أن لا تخرج لأحد ، لكن رجاء أمها أجبرها على النهوض ، مشت خلف أمها إلى الصالون ، رحبت بالضيوف ثم جلست إلى جانب أمها ، كانت تفكر فيما سيحدث في اللحظات القادمة ، بينما كانت "عبير" تحملق بوجهها بنظرات على غير العادة ، كانت "عبير" مشدوهة مما تراه ، بدت "هدى" في عينيها جميلة كذلك ، و كأنها تراها لأول مرة ، كانت خجولة بعض الشيء ، لا ترفع رأسها عن الأرض ، و قد تشرب خدها بحمرة الخوف و الحياء ، سألتها "أم عبد الله":
- ما هي المشكلة يا "هدى"؟
- لا أعلم!
- أخبرينا عن المشكلة كي نستطيع حلها قبل أن يصعب حلها
هتفت "عبير":
- أنا المخطئة يا أمي ، كنت أنظر بنظرة الدون إلى "هدى" ، و هذا كل المشكلة...
ردت "أم عبد الله":
- إذاً ، نحن آسفون يا "أم حسن" ، و عليكِ أن تقدمي اعتذاركِ يا "عبير" ، و ستصبحان صديقتين منذ اليوم..
- لاداعي لاعتذارها يا "أم عبد الله" ، الأصدقاء يخطئون في حق بعضهن و يرجعون..
- لابد من اعتذارها كي لا تعود لخطئها...
نطقت "هدى":
- لقد سامحتها على أن لا تعود لمضايقتي...
تشجعت "عبير":
- أنا آشفة يا "هدى" و أعدكِ أنني لن أتعرض لكِ مجددا بل أعرض عليكِ صداقتي..
- و أنا أتشرف بصداقتكِ يا "عبير"
|
|
|
|
|