|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 10716
|
الإنتساب : Oct 2007
|
المشاركات : 21,590
|
بمعدل : 3.39 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نور المستوحشين
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 05-04-2009 الساعة : 12:44 AM
يقف مدرس الرياضيات بين طاولة "عصام" و "حسين" و الفصل يطلقون قهقهة عالية، كان "عصام" واضعا رأسه على الطاولة و عندما سمع القهقهة الجماعية رفع رأسه فوجد المدرس يقف أمامه ، فسأله بجرأة:
- خيرا؟ ماذا تريد؟
- لماذا أنت نائم؟
- إذا جلستُ منتبها قلتَ كفّ عن المشاكسة ، و إذا نمتُ أيقضتني ، و إذا هربتُ من الفصل جعلني المدير أوقع تعهدا ، حقيقة يا أستاذ... أنتم قوم لا يعجبكم العجب...
- أنت قليل أدب
- عن الخطأ
- قم.. قم... قف على رجليك
- لن أنهض ! ماذا تريد؟
- هيا هيا... إلى الإدارة...
- لا يهمك يا أستاذ ، سأذهب للإدارة ، ما هي الإدارة يعني؟ شرطة المرور لم تستطع إيذائي فهل تستطيع إدارة مدرسة؟
دفع "عصام" الطاولة و نهض غاضبا وعندما خرج من الفصل أغلق الباب خلفه بالقوة ، ساد الهدوء للحظات في الفصل ، همّ المدرس بالعودة إلى مقدمة الفصل ، فاستوقفه "ممدوح" :
- و أنا أستاذ...
- ماذا عنك؟
- ألا تريد أن أذهب إلى الإدارة...
- و لماذا؟
- لأنني لا أظمن نفسي ، أشعر أني سأنام بعد قليل....
- قم.. قم... هيا... هذه قلة أدب...
خرج "ممدوح" بسعادة يتفحص وجوه الطلاب و عندما أغلق الباب كان المدرس ينظر إلى "حسين" الذي بدا مبتسما و كأنه سيقول شيئا ما ، فعاجله المدرس:
- اتبعهما
- أأنا يا أستاذ؟.
- الجدار الذي خلفك...
نظر "حسين" للجدار و هو يقول:
- لكنه لا يستطيع المشي يا أستاذ
- هيا... تفضل اتبع صاحبيك
- لأجلك يا أستاذ ، لأني أحبك ، لو كان الآمر أستاذا آخر ما أطعته...
- شكرا... هيا... اخرج
نهض يتمشى في الفصل بهدوء و قبل خروجه من الباب ، استدار إلى الطلاب و هو رافع يده:
- إلى اللقاء يا أصدقاء...
لم ينبس المدرس ببنت شفة ، أغلق "حسين" الباب ، و التقى بصاحبيه في الدهليز ، هبطوا جميعا السلالم ، عندما وصلوا إلى غرفة المرشد الطلابي تجاوزوها إلى الباب المفضي إلى ساحة المدرسة ، وقفوا يشاهدون الفصل الذي يلعب كرة القدم ، ثم استداروا خلف المدرسة ، مدّ "عصام" يده إلى إحدى النوافذ ، و استخرج علبة سجائر و قداحة ، و بدأ الثلاثة التدخين ، همس "عصام":
- هؤلاء المدرسون لا يعجبهم العجب العجاب
أردف "ممدوح" :
- صدقت والله.. لكن أفضل يا رجل ، ماذا نريد من هذه الحصة المملة..
أكمل "حسين":
- والله صدقت... ماذا نستفيد حصته... وجع الرأس... أنا صراحة لم أفعل شيء... هو أعطاني إذن بالخروج
عادوا إلى الفصل بعد إعلان الصافرة انتهاء الحصة ، عندما جلسوا في مقاعدهم قال "حسين":
- هذي الحصة لا تفوت....
- أوه... حصة اللغة الإنجليزية..
- حصة "وت دي از ات تو دي؟"
تأهبوا لاستقبال المدرس ، نهض "حسين" من كرسيه ، ذهب إلى السبورة و عاد بعلبة الطباشير ، عندما دخل المدرس الفلسطيني الفصل لم يجد الطباشير ، فسأل بعصبية:
- من الذي أخذ الأقلام
لم يتكلم أحد ، فخرج و عاد بعلبة طباشير جديدة ، أغلق الباب فهتف "عصام" وقد غيّر صوته:
- عاشت فلسطين...
التفت المدرس بعصبية:
- و هل هي ماتت؟
ضحك الطلاب...
جلس المدرس على كرسيه يخطب لمدة خمس دقائق :
- من الذي لم يربه أهله؟ من ابن الـ ... من الوضيع ،أأنتم تأتون المدرسة للدراسة أم؟ أنت رعاع ، شوف لن أبدأالدرس حتى يعتذر السافل الحقير ، و الله العظيم لن أشرحَ شيء ، و لسوف آتي بأسئلة لا يستطيع حتى مدير المدرسة الإجابة عليها...
ثم نهض ليشرح ، فهتف "عصام" :
- يا شباب... حرام الذي يحدث هذا ، لا تعبثوا بأعصاب الأستاذ ، لا تقولوا عاشت فلسطين ، هو لا يقبل أن تتحدثوا عن فلسطين ، انتهوا..
- هل تسخر؟
- حاشاي يا أستاذ ، أنا فقط أعينك
- هل طلبتُ منك المساعدة؟
- أنا آسف ياأستاذ... أنت اهدأ الآن يا أستاذ
- خلاص.. اقعد.. "what day is it today"...
- ساترداي...
همّ المدرس بالكتابة فسقطت على كتفه قطعة طبشور ، فالتفت محمر الوجه منتفخ الأوداج ، يتطاير شررا ، صرخ ليسمع الفصول الأخرى:
- من السافل ابن الحرام الذي لم يحسن أهله تربيته، قسما بالله العظيم، إذا لم يخرج من الفصل خلال خمس دقائق لن أعود إلى الشرح ، و سآتيكم باختبار أصعب من بقية الفصول...
ساد الصمت في الفصل ، جلس المدرس على الكرسي ، مضت خمس دقائق ، هتف المدرس:
- إذا لا شرح بعد اليوم...
بعد دقيقتين نطق "حسين":
- يا شباب.. ما يحدث في الفصل حرام ،أنتم تدرسون عند مدرسين خصوصيين و لا يهمكم الدرس ، ليعترف الذي رمى الطبشور ، لعلنا نفلح ، ماذا تستفيدون من رسوبنا؟ صدقوني لو رأيت الذي رمى قطعة الطبشور لأخبرت به...
- لن أشرح ، وليحل لكم المدرسون الخصوصيون الاختبار..
و ساد الصمت إلى أن انتهت الحصة ، فخرج المدرس و ساد الصراخ في الفصل ثم في لحظة واحدة صمت الجميع ، كان المرشد الطلابي قد دخل برفقة مدرس اللغة الإنجليزية ، و بدأت خطبة المرشد لمدة خمس دقائق ثم قرر استجواب الطلاب كل شخص على حدة و خرج ، بعد خروجه بلحظات بدأت تهديدات الثلاثي للفصل ، و أي شخص يفتح فمه بكلمة سينال جزاءه ، ثم دخل مدرس مادة التربية الدينية و أمر أول طالب بالخروج إلى المرشد الطلابي...
|
|
|
|
|