|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 26093
|
الإنتساب : Nov 2008
|
المشاركات : 777
|
بمعدل : 0.13 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 24-03-2009 الساعة : 02:15 AM
بسم الله ما شاء الله بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم صلي وسلم وبارك على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين صلاة دائمة بدوام ملكه تعالى..
السلام عليكم ورحمة الله ..حياكم الله جميعاً وبداية أحب أن أوجّه شكري وتقديري للأخت نسايم الممثلة عن إدارييّ شبكة موقع
" أنــا شــيعــي " من أجل اختيارهم لي في هذا القسم وهذا الموضوع لكتابة مقتطفات من حياتي الخاصة..
بعيداً عن أجواء الشد والتوتر في قسم الحوار العقائدي..سوف أشعر بالمزيد من الأريحية في الكتابة عن بعض مراحل حياتي الشخصيّة..
والـــــدي "رحمة الله عليه " : ارتأيت أن اكتب عنه لأهمية وتأثيره الهام في تركيبة شخصيتي الحالية,والدي كما كان يذكر لنا دائما انه "من جيل الحرب العالمية الثانية" كناية عن صعوبة الحياة الإجتماعية والاقتصادية خصوصاً في الحجاز ومكة المكرمة تحديداً,فهو من مواليد عشرينيات القرن الماضي,تخرّج من مدارس الفلاح -واللتي تعد أول مدرسة نظامية في المملكة العربية السعودية - حتى من قبل ان تنشأ الدولة أي جهة حكومية معنية بالتعليم آنذاك درس الدين وتعلّم على يد السيد الحسني علوي هاشمي جميع المذاهب المعروفة والحساب وعلم الفلك والنحو والأدب.
بعد المدرسة كان يعمل مطوفاً ..بمعنى انه يطوّف الحجاج والمعتمرين بمقابل, ( وهذه كانت مهنة آبائي وأجدادي وحتى انا تعلمتها ومارستها فيما بعد ) بعد ذلك قام والدي بإنشاء مؤسسة طوافة تبعاً للتعليمات من إمارة مكة بتقنين وترسيم عملية الطواف والمطوفين وإصدار الرخص لها بحيث لا تكون عشوائية
وعمل فيها اخوتي وأعمامي وبعض الجنسيات من بعض الدول الإسلامية حتى التحق والدي بالقطاع الحكومي وعمل في وزارة الصحّة.
طفولتي في مكة المكرمة:أجمل أيام ,احلى ذكريات..ترتيبي الأخير بين أخوتي ستة ذكور وثلاثة إناث ولذلك كنت الأحب إلى قلب والدي رحمة الله عليه,واهتم بي أيما اهتمام,كان هو مرشدي الأول وحثني على القراءة والإطلاع الدائم خصوصاً في التاريخ وتاريخ الحجاز تحديداً وبعد صلاة العصر كنت أذهب إلى سيدي الحسني محمد علوي هاشمي رحمة الله عليه كان يحفّظ بعض أطفال العوائل المكيّة القرآن ويقص عليهم بعض قصص التاريخ بشكل سهل وبسيط.
في هذه الفترة بدأت أتشرب أهمية المكانة اللتي يمكن أن يكون عليها الإنسان وتعلمت أيضاً أن تصرفاتي في سنوت عمري المقبلة سوف تكون محسوبة علي وعلى عائلتي كلها..لذلك وهنا أنا لا أدعي الكمال..حقيقة على الرغم من شقاوتي الطفولية إلا أنني أتذكر والله العظيم منذ طفولتي يعني تقريبا من حوالي 7-12 سنة كنت منكباً فيها على القراءة والإطلاع وحفظ القرآن وتعلم أبجديات عمل المطوّف وهي المهنة اللتي لابد أن يتعلم مداخلها ومخارجها كل افراد عائلتي تقريباً لأنها المهنة اللتي تمثلنا عموماً بغض النظر عن الإهتمامات العلمية أو التوجه اللذي سوف أكون عليه لاحقاً في حياتي..
سن المراهقة والشباب: تقريباً من 13-16 سنة كنت أتدرّج في مراحلي التعليمية الأساسية حتى وصلت الى المرحلة المتوسطة..في هذه المرحلة كنت قد حصلت على رخصة مطوّف مزاول يعني بدوام كامل في مؤسسة الطوافة اللتي أنشأها والدي على الرغم من أنني لم أكن أعمل بفترة دوام كامل نظراً لارتباطي بالمدرسة صباحاً..ولك أن تتصور مدى الإطار الجدّي اللذي وضعنا فيه والدي رحمة الله عليه منذ سن الطفولة واشتد الأمر في سن المراهقة والشباب بحيث لا يمكن أن يجد الطيش والتهوّر مدخلاً إلى حياتنا..بالإضافة الى تحمل مسؤولية الحجيج والمعتمرين كنا مسؤولين عنهم مسؤولية كاملة وتحت نظرنا طول الوقت..طبعا المشاهد والمواقف اللتي كانت تمر علينا يومياً صقلت شخصيتي أنا بالذات..الجنسيات اللتي كنا نطوفها كانت جنسيات مختلفة..ولكل جنسية ردة فعل مختلفة..تخيلو اخواني..عندما يبكي رجل عجوز لأنه يقوم بالعمرة لأول مرة في حياته وقد تعدى سنّه السبعين عاماً..ومشاهد السيدات وهن يزغردن بالفرحة والسرور لأنهم شافو الكعبة؟..والبكاء المر للأمهات أو الرجال وهم معك يقولون بلسان واحد على اختلاف أطيافهم وتوجهاتهم ..رب اغفر لي ماقد سلف منّي..صور ومشاهد مرّة أو مفرحة كانت تؤثر في شخصيتي في هذا العمر الصغير مما أكسبني والحمد لله مبكراً طابع اللين مع الناس والرفق بالجميع والنظرة الشمولية,ولكن أكثر ما أكسبتني هذه التجربة هي الخوف من الله عز وجل واللين والتسامح والنظرة الشمولية والتــــــــواضــــــــع!!
USA...here we come!! : في هذه الفترة..قرر أخي الأكبر منّي مواصلة دراسته في الخارج ..بطريقة ما كان خالي قد قرر دراسة الماجستير والدكتوراة في ولاية سانت لويس فقر أخي الأكبر مواصلة الماجستير معه وكانت عندي رغبة كبيرة جداً اني أزور الولايات المتحدة...ف ذهبت الى هناك..
تعلمت اللغة الإنجليزية لدرجة اني الآن والحمد لله أتكلمها وأعبر بها عما في نفسي بعض الأحيان أفضل من اللغة العربية.
في البداية كانت زيارتي للولايات المتحدة الأمريكية مجرد قضاء عطلة الصيف مع خالي وأخي..باختصار كلّم خالي والدي وأقنعه بفكرة أن أكمل دراسة الثانوية هناك لأني وطبعن بعد شد وجذب كان والدي خائف من أي تشتيت قد يحصل هناك نظراً لانفتاح الثقافة الأمريكية على العالم كما هو معروف..
درست مرحلة الجونيور هاي والسنة الثانية وبعد ذلك رجعت للسعودية وجدت نفسي بورطة أن السنتين اللي درستهم هناك لا يمكن معادلتها ب مناهج التعليم هناك على الرغم من اني درست كيمياء وفيزياء متقدمة ورياضيات والجبر ..رجعت الى السعودية كما سبق وأن ذكرت قالو لي لا يمكن ان تلتحق بالقسم العلمي
وأنا كانت رغبتي أن أكمل دراستي الثانوية بالقسم العلمي...ولكن أخفيت هذا الشعور حتى لا يشعر أبي بالحزن نتيجة لقراره أنني سافر الى الولايات المتحدة..
وبالفعل..أكملت دراستي بالقسم الأدبي..ونجحت بتفوق...
ولكن المرحلة القادمة,,كانت الأهم على الإطلاق...
أعود لأستكمل بقية الحديث غداً بمشيئة الكريم ..
|
|
|
|
|