|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 23-03-2009 الساعة : 02:41 AM
لعت من العناية المركزة و رجعت غرفتي العادية ...
كان الوقت يمر بسرعة و كل شيء يركض ...
طلبت من سلمى تروح بيتنا و تختار مع أمي فستان جميل يصلح إني أقابل به سلطان .... لما جوا ...
هي و أهلي حوالي أربع العصر كنت توني ماخذة دش سريع و شعري مبلل .... و جالسة على السرير أحاول أنشفه ....
أول ما دخل ولدي بدر جاني يركض و على طول بحضني ... حضنته بقوة ... و صار يبكي و أنا أهدي فيه ...
-حبيبي بدري أنا بخير يمه لا تبكي يا وليدي ...
وحيدي المدلل ما خلاني أتحرك من مكاني ... ودي بس أبدل ثيابي و أمشط شعري ... ! ما عطاني فرصة ...
كنت أطالع بعيون الناس اللي حوالي ... صديقة عمري ... و أهلي ... كلهم كانوا يبتسمون ...
أكيد ما فيه أحد منهم غضبان علي أو معترض ... كلهم راضين ... مو صح ؟
ما أحد منهم جاب سيرة سلطان ...
بديت أشك ... إني كنت أحلم أو أتخيل ... بس أطالع بسلمى ... و أشوف الكيس اللي بيدها و اللي فيه الفستان أكيد ... أرجع أقنع نفسي بأن سلطان جاي ...
استندت على الوسايد على السرير ... و أنا أحس روحي بذلت مجهود كبير في الربع ساعة اللي تحممت فيها ...
أو يمكن هذا تأثير العلاج اللي يسبب الخمول و النعاس ... ؟
ولدي كان بحضني مكانه ما ابتعد لحظة ... عمضت عيني لحظة ... و غفيت دقايق ...
- قمر ...
فتحت عيني ... كانت أمي اللي نادتني ...
-ودك تنامي ؟
- لا ... بلى ... شوي .... نعسانة ...
- بو نواف عند الباب ... وده يزورك ...
قلبي ... صار ينبض بسرعة ... أنفاسي صارت تركض .... ولدي رفع راسه و صار يطالعني ....
- يمه أنت بخير .... ؟
مسحت على راسه و هزيت راسي ( نعم ) ...
طالعت صوب سلمى ... و الكيس اللي بيدها .... أكيد أنا مو بحلم ... ؟
سلطان جا ؟؟
جا ...
بس ... أنا لسه ما لبست الفستان ...
ما نشفت شعري ... و لا سرحته !
بيشوفني و حالتي حالتي حالة ؟
يا رب ...
- تفضلوا ...
هذا كان صوت أخوي ثامر ... جاي من عند الباب .... و هو يرحب بالجايين ...
و ظهر في الصورة ذي اللحظة ... سلطان ... و شوق ...
........................
لما وصلنا ... كان أهل قمر و معهم سلمى كلهم موجودين بالغرفة .... أخوي كان متوتر و أنا مثله ....
دخلنا و سلمنا على الجميع .... و ردوا السلام ....
قمر كانت على سريرها مستندة على الوسايد ... و بحضنها ولدها بدر ...
قربت من قمر ... و ابتعد بدر شوي ... عشان أصافحها و أقبلها ...
أخوي ظل واقف بنص الطريق و كأنه بطاريته خلصت فجأة ...
بعد ما سلمت على قمر ، رفعت راسي و طالعت بأخوي ... !
و يــــاه ... للذهول اللي شفته على وجهه و هو يطالع وجه قمر !
آه لو تقدروا تشوفوه بنفسكم !!!
.....................
رفعت راسي ناحية الصوت اللي أعرفه زين ... اللي أعرف صاحبه .... و أعشقه كثير ....
جت عيني بعين سلطان .... العسل ...
أنا ما عدت أحس بالكون من حولي ... ما أدري إذا ولدي بدر لسه جنبي و إلا راح .. ؟
هذا سلطان ....
هذا العسل ...
هذا حبيبي ...
هذا زوجي ... !
الحين صار زوجي ؟؟؟
سلطان ...
نفس الطول و العرض ...
نفس النظرات ...
نفس تقاسيم الوجه ....
نفس الطريقة اللي يرتب بها شماغه ....
و نفس العطر اللي يستهويني من سنين ....
سلطان ... تأمل بعيني لحظة ... بعدها قال بصوت حنون :
- كيف حالك ... قمرة ؟ حمد الله على سلامتك ....
أنا دخت ... صوته له مثل أثر المخدر ... قلت لكم من قبل ما أقدر اقاومه ! ... يبجنّني! ...
ما عرفت أرد ... و صارت شفايفي تضطرب بين ابتسامه و عبوس ...
إش فيها الغرفة حارة ؟
ليه طفوا التكييف ذي اللحظة ؟
سلطان قرب مني ... أكثر .... جسمي صار يرتجف ... من البرد و الحر ... و الخوف و الفرح ...
و الاضطراب و الطمأنينة .... و الشوق و التردد .... و التصديق و التكذيب ...
تتخيلوا كيف تختلط المشاعر ذي كلها بلحظة وحدة ؟؟؟
سلطان مد باقة الورد صوبي .... و هو يقول :
- ما تشوفي شر ...
أنا ... إيدي عيّت تتحرك ... حاولت أمدها عشان آخذ الباقة بس ما قدرت ... أخاف إني انشليت مرة ثانية ... ؟
لا يا قمر ... مو وقته .... أرجوك .... تحركي الحين ....
ولدي بدر مد إيده و أخذ الورود من سلطان ... و حطها جنبي ...
حست أن إيدي تحركت ناحية الورد .... و صارت تتحسسه بارتباك .... و لساني تلعثم و هو يتمتم بـ :
- الشر ما يجيك ....
عيني هذه اللحظة كانت على الورد .... و ما أدري ... يا ترى عيون الناس اللي حولي على إيش ؟
على من ...؟؟؟
الهدوء خيم على الغرفة ....
أو يمكن أنا دخلت في غيبوبة جديدة ؟ ما عدت أسمع أي صوت لأي أحد ...
اللي خلاني أرفع نظري من على الورود .... و تجي مباشرة في عين سلطان ...
نزلتها بسرعة ... مو قادرة أحط عيني يعينه .... عينه تلسع .... كأنها مفتاح الكهرباء ... الحرارة بدت تزيد ...
أنفاسي صرت أسحبها بالقوة .... أرجوكم افتحوا النوافذ ... الهواء اللي هنا خلّص !
أول زخة عرق سالت على جبيني ... يمكن كان هدفها تلطف الحرارة شوي ... لكنها بدون قصد أحرجتني كثير ....
اضطرت يدي أنها ترتفع شوي عشان تمسح قطرة العرق ... و شافتها عيني فرصة ... و اختلست النظر لسلطان من الفتحات اللي بين الأصابع ....
سلطان ....
اللـــــــــه ...
كأنه سلطان أسطوري .... واقف قدامي بطوله ... و بعرضه ... و بهيبته ... حتى بعد 15 سنه ....
لسه له نفس التأثير .... نفس السحر اللي يحيط به ... نفس الجاذبية اللي تسحبني له مثل برادة حديد
لا حول لها و لا قوة ... مسحوبة لمغناطيس جبار !
- شوق تجي معي المكتب ؟
كان هذا صوت سلمى ... قطع لحظة ( جبروت ) سلطان اللي كنت أعيشها ...
شوق ردت :
- يالله ...
طبعا قصد سلمى أنها تحث كل الموجودين على أنهم يطلعوا ... طالعت بسلمى و أنا أبلع ريقي ...
و شفتها تطالعني بنظرة مو ساحرة ... إنما خبيثة ! كأنها تقول ...
- (احنا طالعين! بنخليكم لوحدكم! إش رح تسوي يا قمر!!!؟ )
كلهم تحركوا يبون يطلعون .... إلا ولدي بدر ظل جالس عند حضني ما تزحزح ....
يوم شافت أمي بدر مو متحرك و هي طالعة نادت عليه ....
ولدي كان لسه ماسك فيني .... و يوم جا يتحرك أنا اللي مسكت فيه .... أنا مو مصدقة أنكم بتخلوني
مع سلطان لوحدي ؟ أنا خايفة !
ولدي بدر حضني و قبل راسي و يدنيني بحرارة ، و أنا بعد حضنته و قبلته بنفس الحرارة ، و تالي قال :
- يمه ... بالف شوي بالمستشفى و أرد لك !
و قام عن السرير ....
شفته و هو يبتعد خطوة خطوة و ببطء ... كانت عيوني معلقة به ... ما ادري وش منع لساني يقول له :
-( لا تطلع يا بدر ! )
|
|
|
|
|