عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.17 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 70  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-03-2009 الساعة : 02:37 AM




أنا ... صحيح بعيد عن الأحداث بس باقول لكم اللي صار حسب علمي – و الله أعلم ....


كنت بالبيت و سلطان معي ، انتظر اتصال شوق عشان أجيها المستشفى ...

لما تأخر اتصالها ، اتصلت بها اسأل وش أخرها ؟

اتصلت ... و ردت شوق بطريقة غريبة ... ما أدي كيف أوصفها لكم ....


كنت أسمع أصوات كثير حوالينها ... أسمع صوت نسائي يقول


- (( لو سمحت ِ الجوال ممنوع داخل غرفة العناية المركزة .... ))





ناديتها و لا ردت علي ، خفت و قلت وش صاير .... رديت أسأل :

-شوق تسمعيني ؟ أنت معاي ؟؟



و كل اللي قالته بصوت مرعوب مرتجف :
- ( قمر بتموت ) !


بعد كذا انقطع كلامها ... و ظليت أسمع أصوات فوضوية من حواليها .... و أنادي و أنادي و لا يجيني رد ..
و انقطع الأتصال ...




اتصلت مرة ثانية و ثالثة ... الجهاز كان مقفل ....
قمت مفزوع ... و سلطان كان معي ... سألني بقلق :
- خير ياسر ؟؟؟



جاوبت بشرود و قلق أكثر ...


- ما أدري سلطان ... فيه شي قاعد يصير لشوق بالمستشفى لازم أروح ...

- وش قالت لك ؟ وش صار ؟

- ما ردت علي ... قالت : - ( قمر بتموت ! ) ! !



و في دقايق كنا أنا و سلطان عند غرفة العناية المركزة بالمستشفى ....

اللي صار بعد كذا شي مزعج ... ما أحب أذكره ... الخلاصة ، أن الدكتورة قمر كانت في حالة خطيرة ...



أهل قمر جوا بعدنا بشوي .... و شافونا متجمعين عند باب الغرفة ... لخبطة كثيرة صارت ...

و سلطان كان مفزوع ... كان ماسك يد شوق و واقف على أعصابه عند طرف الباب شوي و يدخل عليهم ...

كانوا يدخلون الغرفة واحد بعد الثاني ... و الولد – بدر – بعد ما دخل ما رضى يطلع





التفت سلطان فجأة صوب ثامر و اللي كان ينتظر دوره عشان يدخل يشوف إخته و قال :

- ودي أدخل أشوفها ...



صياح ... صراخ ... ولولة ...


ناس تدخل ... و ناس تطلع ...


جا دكتور و دخل - بعدين عرفت أنه زميل الدكتورة في العمل - و سلطان فجأة جا يبي يدخل معه ...

مسكت ذراعه و سحبته لبرّى ...


-سلطان ؟؟ انهبلت ؟

- وش جابه هنا ذا ؟




قال سلطان بعصبية و أنا ماسك ذراعه مانعنه من الدخول ... و هو يمسك ذراع أي طبيب يطلع من الباب و يسأله عن قمر ...



شوق كانت تدخل و تطلع كل شوي ... و كل ما طلعت مسكت بسلطان و ارتمت عليه منهارة في نوبة بكاء متواصلة ... و هي تصيح ...

- ( لا تموتي يا قمر )


.....................


ظلت قمر فاقدة الوعي ساعات ...


أنا كنت جنبها طول الوقت ... و بدر أول ما جا لصق بها و لا عاد تحرك من مكانه ....


الطبيب كان يحاول يطلعنا عشان الفوضى اللي صارت بالغرفة بس ظليت أنا – بما أني طبيبة –

و بدر ما رضا يتزحزح من مكانه ...




نوبة التشنج استمرت قرب الـ 40 دقيقة ... رغم الأدوية اللي انعطت إياها قمر ...


الحين التشنج راح ... و هي غايبة عن الوعي ... و مؤشرات النبض و الضغط و النفس تطمن بخير ....


أنا السبب ...



سمحت لنفسي أنفعل للدرجة اللي خليت فيها صديقة عمري على وشك الموت ...



يارب ... قومها سالمة و ردها لنا بخير ...


مو عشاني ... بس عشان ولدها اليتيم اللي ما له في الدنيا غيرها يا رب ...



طول الوقت و أنا أدعي و كلنا ندعي أنها تقوم بالسلامة من النوبة ...

و إن شاء الله بس تطيب نزوجها سلطان و تقر عينها ...


حتى شوق كانت تقول :

-)بس تقومي بالسلامة و اللي تبينه يصير ( ...


قمر ...


بس قومي بالسلامة ... و اللي تبينه يصير ...


.:.:.:.:.


الساعة 3 الفجر .... أنا و شوق ... اللي ظلينا مع قمر في غرفة العناية .... بعد ما أنجبر الباقيين أنهم

يطلعوا مع بداية الليل ...





لا أنا و لا شوق قدرنا نطلع من المستشفى هذا اليوم ... ما تكلمنا ... و لا حتى ناظرنا في بعض ...

بس ظلينا جالسين كل وحدة على جانب من سرير قمر ... نراقب بسكون ....





الساعة 3 الفجر ... أخيرا ... فتحت قمر عينها و فاقت من الغيبوبة ...


جفنيها انفتحوا نصف انفتاحة .... و عينها تحركت حركة بسيطة يمين و شمال ...

و ظلت بين الوعي و اللا وعي كم دقيقة ....


قمر ....


ناديتها ... أبي أشوف ... إذا تسمعني ؟ أذا تحس بوجودي ؟ إذا هي واعية و قادرة على الكلام و الحركة ...


ما ردت ... و لا التفتت لي ... خفت ... بلعت ريقي و كتمت أنفاسي من الخوف ...


يا رب ما يكون صار لها شي يا رب ....




الأشعة ما بينت شي جديد ... نفس كتلة الدم المتجمع في نفس المنطقة مثل المرة اللي طافت ...


و عشان كذا رح تنعاد لها اليوم و نشوف إذا صار أي تغير ... يحتاج أي عملية ؟؟



الحين بس ... رفعت عيني لشوق ... و نظراتي تقول لها بخوف :

-( ليه ما جاوبتني ؟ كلميها يمكن ترد عليك ؟ )



شوق حاولت تنطق بس ما قدرت .... و سالت دموعها اللي كانت مسحتها قبل قليل ...

مديت يدي و مسحت على راس قمر ... و رديت قلت :

- قمر... تسمعيني ؟




و بعد ... ما ردت علي ....


انفجرت الدموع بعيني ... يا ربي ... صديقتي وش صار بها ؟ يا رب أرجوك ....

جلست أبكي ... أنا السبب ... أنا السبب ...


شوق نطقت أخيرا ... و نادت قمر بصوت مبحوح مقطوع الرجاء يائس أشبه بأنه المحتضر ...

- قمره ....



الحين ... قمر لفت براسها صوب شوق ...


شوق ... قالت :

- قمره .... تسمعيني ؟ ....



قمر طالعت بشوق لثواني ... و بعدها لفت عنها ....

شوق قالت :

- خلاص يا قمر ... أخوي عقد زواجكم البارحة يعني صار زوجك ....



دققنا أنظارنا على قمر ... نبي نشوف وقع الخبر عليها ....

قمر ظلت ساكنة ثواني ... و تالي لفت صوب شوق تطالع فيها ...


يعني قمر واعية لنا و تسمع و تفهم اللي نقول .... ؟؟


شوق مسكت يد قمر ... و هزت راسها تأكيد ....


قمر لفت علي الحين ... و أنا هزيت رأسي تأكيد بعد ....



و ردت تطالع بشوق .... اللي قالت :


- أصر يعقد البارح عشان يجي يزورك اليوم ... كلها ساعات و تشوفينه قدام عيونك ...

أنت ... بس ظلي بخير ... أرجوك ... أخوي و أنا بننتهي لو تموتي يا قمر لا تموتي أرجوك ...


- شوق ..



قلت معترضة و مستنكرة ... طالعت فيني شوق .. و اللي كانت تبكي بحرارة ....

شوق أمس ... كانت منهارة أكثر مني ... شوق ... و اللي جربت قبل كم شهر تفقد عزيز ...

كانت خايفة و مرعوبة ... من أنها تفقد قمر ... و يصير بأخوها شي ...



انفجرت شوق بالبكاء ... و هي ماسكة أيد قمر كأنها تتوسلها أنها تطيب بسرعة ... و أنها ... ما تموت ....


قلت :

-خلاص شوق ... اتصلي بزوجك و خله يجيك الحين ... و تعالي بوقت الزيارة مع أخوك عشان تشوفوا قمر ....


شوق ... كأنها كانت تنتظر بس تقول لقمر ( سلطان عقد زواجكم ) عشان ترجع بيتها ....



قمر ما زالت تطالع بشوق و هي ... مو مصدقة ... بين الحلم و الحقيقة ... بين الوعي و الإغماء ...
الخوف و الرجاء .... و بين ... سلمى و شوق ...



يوم جت شوق تبي تقوم ، مسكت يد قمر و شدت عليها ...
أنا كنت ماسكة اليد الثانية و أشد عليها ...



قمر حركت يدينها جنب بعض ، و أجتمعت أيجينا إحنا الثلاث مع بعض ...

صرنا نتبادل النظرات ...






و مثل ما التقت أيادينا و نظراتنا ، تعانقت قلوبنا لما قمت و حضنت شوق بقوة ... و كأننا أقرب الأخوات ...

السنين اللي طافت و فرقت بينا تلاشت هذه اللحظة ...

قمر تجاوزت مرحلة الخطر ... و بقت حية ... و شهدت تعانق قلوبنا أخيرا بعد كل ذاك الخصام ...


أيادينا إحنا الثلاث ... قمر ... و شوق ... و سلمى ... اجتمعت مرة ثانية مع بعض مثل ما كانت دايما قبل 15 سنة ....


............................


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس