عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.17 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 69  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-03-2009 الساعة : 02:36 AM



من زمان و أنا كنت أتمنى أي شي إلا إني أصادف شوق مرة من المرات ... و انقهرت كثير لما شفتها
طالعة من غرفة قمر .... بصراحة ... ما عدت أرتاح لشوفتها ....



سلمنا على بعض ببرود ... و استأذنت و راحت ... و دخلت أنا الغرفة أزور صديقتي الحبيبة و العروس الموعودة قمر ... و أشوف إيش آخر أخبار الزواج المنتظر !؟


جيت بابتسامة حلوة ... الابتسامة اللي تحبها قمر و تقول عنها ( ساحرة ) !

تذكرون ؟


المهم ...

ابتسامتي الساحرة ذي تحطمت تبخرت في الهواء لما شفت دموع قمر تسيل على خدها الهزيل ...

- قمر ؟؟؟ خير .... ؟؟؟


قمر ما ردت علي ...

مسكت إيدها و أنا مفزوعة عليها و كررت سؤالي بقلق :

- قمر ؟ إش صار ؟ علميني ؟؟



و بعد ظلت ساكتة ما يتحرك فيها إلا الدموع ...

آخر مرة تركتها ... كانت وردة بادية تتفتح على الحياة ... توه ... توه اللون الوردي بدأ يرجع لخدينها
بعد هجرة شهور ....

توها الابتسامة بدت تداعب شفايفها بعد مخاصمة طويلة ....

تو البريق صار يشع من عينها عقب مقاطعة مومنة ...


إيش صار لقمر ... ؟؟


أكيد شوق قالت لها شي متعس ...


- شوق قالت لك أي شي ؟


سألتها بقهر ... الجواب ما كان من لسانها بس كان من نبضات قلبها اللي تسارعت ... و أنا أحس بها و
يدها في يدي ...


- يعني شوق قالت لك شي مزعج ؟ أكيد عن سلطان ؟ إش قالت لك يا قمر ...


قمر هاللحظة سحبت إيدها و غطت وجهها بها تداري دموعها و بكت بحرقة ...


ما تحملت ... ثارت أعصابي ... فلتت من سيطرتي ... و قمت و أنا ( متأبطة شرا )


و طلعت من الغرفة بسرعة أبي ألحق شوق قبل ما تختفي ...





الحظ أو يمكن سوء الحظ ... حالفني ... و شفتها بالممر ...

كانت قريبة ... ناديتها ...

- دكتورة شوق ...



شوق التفتت لي ... و شفت الاستغراب على وجهها ... و قلت لها :

- ممكن تجي لحظة ...



حسيت التردد في حركتها بس ناظرها بنظرة تهديد و توعيد ... و جت لعند الباب و مسكت إيدها و
خليتها تدخل الغرفة و صكيت الباب ...


صرخت ... و أنا مستسلمة لموجة الغضب :

-ممكن أعرف أنت إيش قلت لقمر ؟ ؟



شوق طالعت فيني ببراءة مفتعلة ... و طالعت في قمر ... و اللي مسحت دموعها و انتبهت فجأة للهوشة المرتقبة !


كررت سؤالي بحدة :

- ممكن أعرف إش قلت لها ؟

- و لا شي ...


مسكت يدها بعنف و هزيتها ....

- إلا قلت لها شي و خليتها تنهار مرة ثانية ...
حرام عليكم اللي جالسين تسوونه فيها أنت و أخوك المنحوس ...
و الله أنه ما يستاهل شعرة منها بس حكم القلب ...


-سلمى !!!





صرخت فيني شوق و هي مندهشة و مصدومة و مستاءة و تحاول تسحب إيدها من إيدي ....

- إيش قلت لها يا شوق ؟ أخوك غير رايه و طلع مثل العيال ؟؟


شدت إيدها بقوة و صرخت بي :
- ما اسمح لك ... انتبهي لكلامك يا سلمى و لا تتجاوزي حدودك ....


- و الله ... لو هذا الزواج ما تم ... و صار شي بقمر ... و الله لتشوفوا مني شي عمركم ما شفتوا مثله
أنت و أخوك اللعين ...


- يكفي ....


كانت هذه صرخة جاية من قمر ....

شوق بعد ما فلتت أعصابها قالت :
- يتم الزواج و بيت منال ينخرب ؟ منال تهدده بأنها بترجع لأهلها لو هو تزوج قمر ... يرضي من هذا ؟

- يكفي خلاص يكفي ...



و هذه بعد كانت صرخة ثانية من قمر ... و اللي انشغلنا عن صرخاتها بهوشتنا أنا و شوق ....


أنا صرخت أتابع الهوشة بكل انفعال :


- و اللي قاعد يصير لقمر ... يرضي من ...؟؟ ... حرام عليكم حطمتوا المره ذبحتوها قضيتوا عليها الله يقضي عليكم كلكم يارب ...



كنت أصرخ ... بكل حرة ... بكل حرقة في قلبي على صديقة عمري المنكوبة ...

بكل آلام الماضي و آلام الحاضر ... بكل اللحظات اللي كنت أشوفها فيها تتحطم و تتعذب من كانت بنت بالجامعة و إلى اليوم ...


عشت معها مأساتها و عذاباتها كلها ... ما عرفت للسعادة طعم و سلطانوه هو السبب ...


يا ليته كان غرق في البحر بدل بسام يا ليت ... يا ليته مات بدل بنته ... يا ليته انشل بدل قمر ...

يا ليت ربي يقضي عليه و نرتاح منه ...


-يا ليت ربي يقضي عليه و نرتاح منه ...


طلع تفكيري بصوت عالي مع ثورة انفعالي ... قلتها بأعلى صوتي من الحرة اللي بقلبي و الحرقة و الحسرة
على صديقتي ...

ما حسيت لنفسي و أنا أقولها ... و لا اكتشفت أني قلتها إلا بعد ما جت الصرخة الثالثة من قمر ....

و اللي بعدها ... دخلت في نوبة تشنج خطيرة .....

......................

سلمى ... كانت واقفة قدامي تصرخ بوجهي و تدعي على أخوي أن ربي يقضي عليه .... أنا ...

كنت أبي أصرخ بها أو حتى أصفعها على وجها بعد الكلام اللي قالته ... بس ما مداني أسوي شي ...

لأن قمر فجأة صرخت


- لاااااااااااااا



صرختها كانت قوية و متواصلة و التفتنا صوبها ... و شفنا إيدها تهتز بعنف .... و رأسها يرتفع و يصلب ...

و ظهرها ينشد بقوة ... و عينها ترف بسرعة ....



أنا بس شفتها شهقت بقوة ... و وقفت بمكاني أرتجف من الخوف ....



و سلمى راحت لها بسرعة و مسكتها و هي تصرخ :



- قمر ... قمر ...



و بسرعة ضغطت على زر الاستدعاء ... و جت الممرضة تركض ... و سلمى تصرخ

- تشنجت ... تشنجت ...




في ثوان ... وصل الطبيب المسؤول ... و اعطاها جرعة كبيرة من علاج التشنج ... و لا استجابت ...

و كرر الجرعة مرة ثانية و ثالثة ... و عقبها نقلوا قمر بسرعة لغرفة العناية المركزة .....



الموقف ذا تكرر علي مرة من قبل ...

لما تدهورت صحة بنت أخوي و نقلوها للعناية ... و لا رجعت منها ....


و أنا أرتعد .... و ما أذكر أن رجلي تحركت بس شفت روحي معهم ..

. بالعناية المركزة و الكل ملتم حول سرير قمر ....

و سلمى حاطة يد على قلبها و اليد الثانية ماسكة بها يد قمر ...



قمر ... بتموت ....


ما أدري إيش سويت ؟



شفت أخوي سلطان قدام عيوني ... رميت نفسي بحضنه و أنا أصيح .... و أنا أصرخ ...


-قمر بتموت يا سلطان ...

قمر بتموت خلاص ....


شديت عليه بقوة ... بقوة ... كأني أمسك روح قمر لا تطلع ... كنت أرتجف ...

أحس بجسمي كله يتراقص بين ذراعين أخوي ....






أخوي ... هل هذا أخوي ؟ اللي أنا بحضنه الحين ؟

من وين جا ؟ كيف جا ؟


أنا اللي اتصلت عليه و قلت له : ( قمر بتموت ) ... كأني أنا اللي اتصلت ... ؟

وين جوالي ؟

وين الشنطة اللي كانت بإيدي ؟

أنا من طلعني برى غرفة العناية المركزة ... ؟

أنا واقفة على الأرض ؟ و إلا طايرة بالهواء ؟ و الا أخوي شايلني ؟

ما أحس برجلي ...

ما أحس بجسمي ...

ما أحس بأي شي ...

ما أدري عن أي شي ...

ما أدري عن أي شي ....


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس