|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 23-03-2009 الساعة : 02:33 AM
بعد كم يوم ، رحت أنا و أخوي نزور قمر في القسم العادي ...
تعمدنا نجي قبل موعد الزيارة بربع ساعة و سمحوا لنا تجاوزا ندخل الجناح .
قمر كانت بحالة مستقرة و ابتهجت لما شافتني ... و شكلها توقعت أن سلطان جاي معي ... !
أو يمكن هو اللي قال لها إنه رح يجي ... لما زارها المرة اللي فاتت ؟؟
عدلت وضع الحاجز جنب السرير ... لأن أخوي قال أنه يبي يدخل الغرفة ...
حتى و هي مريضة و تعبانه ... البريق اللي ظهر بعيونها كان واضح ... كانت فرحانة ...
لو تبوا تعبير أدق ...
يوم دخل أخوي ... سلم ... و ردت قمر السلام ...
- كيف الأحوال اليوم ؟ إن شاء الله أفضل ؟
- الحمد لله ...
- الله يقومكم بالسلامة قريب إن شاء الله
- الله يسلمك ...
أنا كنت جالسة عند قمر ... و أشوف إيدها و هي تلعب بطرف الشرشف بتوتر ... أما أخوي ما كنت أقدر أشوفه من ورا الحاجز ...
حل صمت للحظة ... و ظنيت أخوي طلع مع أني ما سمعت خطواته ... و رفعت قمر عينها لي – و كانت قبل متبعثرة بكل مكان – كأنها تسألني : راح ؟
وقفت ... و مشيت خطوتين أبي أشوف ورا الحاجز ... و وقفت فجأة لما جا صوت أخوي مرة ثانية ...
- قمرة ...
ارتبكت قمر ... و لا ردت ... و طالعت بأخوي اللي صرت أقدر أشوفه من مكاني – و هو بعد مرتبك يمسح العرق بمنديله ... بس ما طالعني ...
- تتزوجيني ؟
أظن ... أن الكلمة طلعت من لسان أخوي ؟؟
لأن الصوت كان صوت رجالي ... و بالغرفة ما فيه رجال غير أخوي ؟؟
مديت راسي أكثر أطالع أخوي من ورا الحاجز ... أتأكد ... هذا أخوي ؟ هو اللي تكلم ؟؟؟
و بعدها طالعت صوب قمر ...
ما أدري من فينا كانت مذهولة اكثر من الثانية ؟ كانت قمر تطالع فيني بعيون مفتوحة على حدها ...
و جسمها كله متجمد ... للحظة خفت تكون متشنجة و أنا مو دارية ؟
نفس السؤال كان طالع من عيونها بقوة :
هذا سلطان ؟
هذا هو اللي تكلم ؟؟؟
رديت أطالع بسلطان و أنا شبه واعية للي أسمع ... و هو ... أضاف :
- أول ما تطلعي من المستشفى بالسلامة بامركم البيت ...
و بعدها حل صمت الذهول ... لين قال أخيرا :
- ما تشوفي شر ... مع السلامة
و شفته يروح ... و سمعت خطواته تبتعد ... و طلع من الغرفة ....
أنا .. و قمر ... و جملة أخوي ... تدوي بالغرفة ... ما وحدة فينا عرفت إإش تقول ... ؟؟؟
..........................
جاي أزور أمي بالمستشفى و جايب معي باقة ورد و علبة شوكولا ...
و أنا إذا جيت أبي أزورها لازم أجي أول واحد و أطلع آخر واحد ...
وقت الزيارة يبدأ من 4 و إلى 7 المساء ... و جديني يجوا بعدين عادة ...
و أنا حامل الورد بيد و علبة الشيكولا باليد الثانية ... و شفت الباب مفتوح ... و بثانية ...
شفت رجال يطلع من الغرفة !
وقفت مذهول ... و وفق هو بعد مذهول ... كل واحد يطالع بالثاني ...
بدأ هو يتنحنح شوي ... و قال بصوت مخفوت :
- السلام عليكم ... كيف حالك يا بدر ؟
أنا حتى السلام ما رديته في البداية ...
وش جاب بو نواف لعند غرفة أمي ؟؟
بو نواف التفتت صوب فتحة الباب و نادى :
- يالله شوق
و شوي و جت مرة و طلعت من الغرفة ... و هي بعد شكلها تفاجأت لما شافتني ...
و سلمت ...
أنا أخيرا رديت السلام ... و أنا مستغرب و مستنكر ...
و أنقل بصري من بو نواف إلى الباب ...
بو نواف قطع على نظرات التشكك و قال :
- بو ثامر موجود بالبيت هالوقت ؟
جاوبته بتساؤل :
- نعم ... ؟
التفت صوب المره اللي معه ... و قال :
- يالله .
و رد سلم علي ... و راحوا ....
وقفت عند الباب أراقبهم لين اختفوا في وحدة من اللفات ...
بو نواف و المره اللي معه ... وش كانوا يسوون عند أمي ....؟؟؟
دخلت على أمي ... و لقيت الحاجز محطوط بالعرض ... لا أقدر أشوفها و لا تقدر تشوفني ...
ناديت :
- يمه ؟
ما وصلني رد ... قربت من الحاجز أكثر و ناديت مرة ثانية :
- يمه ؟؟
- هلا بدر ...
جا صوتها مبحوح و مرتبك ... مو طبيعي ... سألت :
-أجي ؟
- تعال حبيبي ...
تخطيت الحاجز و جيت لعندها و الورد و العلبة لسه بإيدي ...
أمي ابتسمت لي و مدت يدها ... حطيت العلبة على الطاولة و الباقة جنبها على السرير و جلست جنبها و إيدي بإيدها ...
- كيفك يمه اليوم ؟ أفضل مو صح ؟
ابتسمت لي و مدت يدها الثانية و أخذتني بحضنها ...
حضن أمي هو أجمل مكان أحب أكون فيه ... مع ذلك ... رفعت راسي بعد شوي أطالع فيها ...
و عيني تسأل :
( بو نواف وش كان يسوي هنا ؟؟؟ )
بس أمي ما قالت شي ... يمكن ما شكت إني شفته ؟ خصوصا ... و أنا ظليت واقف فترة عند الباب بعد ما طلعوا أراقبهم لين اختفوا ...
أقدر أحس إنه في الموضوع شي ... أمي مو مثل عادتها ...
جدي و جدتي تأخروا و جو مع خالي و زوجته بعد أكثر من ساعة ... الكل كان تصرفه طبيعي ...
بس أنا مو مرتاح ... و لما ردينا البيت ... و بعد صلاة العشاء ... جيت لعند جدي و قلت له :
- فيه أحد سأل عليك اليوم ؟
- أحد ... مثل من ؟
- مثل ... أبو نواف ... سلطان ؟
.................
في نفس الساعة اللي طلعنا فيها من المستشفى بعد زيارة قمر ... أخوي راح بيت بو ثامر و طلب يد قمر ...
مرة ثانية ... !
أنا كل شي عندي ملخبط ... فلا أحد يسألني وش صار و كيف صار و ليه صار ...
اتصل علي بعد ما رجع من عندهم و قال لي أنه خطبها من أبوها مرة ثانية ...
موقفنا كان مرة محرج قدام بدر ... و هو يطالع فينا باستنكار عند باب غرفة أمه ... اللي خلى أخوي يختصر الوقت و الحرج و يروح لبو ثامر على طول ...
ما عندي أي فكرة .. عن كيف كانت ردة فعلهم و كيف تفاجأوا أو إش قالوا عن أخوي ... و أنا ... ما رح أعلق ... و ما رح أقول أي شي ....
بعدها ... ما جتني جرأة أرد أزور قمر ... و لا حتى أتصل اسأل عنها ... بس ظليت أتابع أخبارها من بعيد ...
و جا أخوي يضغط علي إني أزورها و أعرف رايها ... و أنا ما رضيت ...
................
بلغتني قمر بشي عجيب لما كنت عندها في الصباح ....
قالت ... أن سلطان رد عرض عليها الزواج أمس ... و أن أمها اتصلت عليها قبل شوي و قالت لها ...
أنه جا و كلم أبوها أمس العصر ...
- قمر ! معقول ؟ مو مصدقة ... و لا أعرف إش أقول ؟؟
قلت و أنا مذهولة ... و كانت قمر تراقب كل نظراتي كأنها خايفة أستنكر أو أصرخ عليها ...
أو أبدي أي إشارة تدل على اعتراضي ...
قلت منفعلة و بصوت عالي :
- ما هو عرض عليك الزواج بالسنة الماضية ... و ما صار نصيب ... ليش ... ليش ....
و قطعت كلامي ...
شفت قمر ... و حالتها الصعبة ... و التوتر ... و الصراع ... و كل المشاعر المضطربة و المتعارضة اللي تحوم حواليها ... و الدمعة ترفرف بعينها شوي و تسيل ...
قلت ... بلهجة أقرب للحنان و التعاطف ...
- أنت ِ ... وش رايك ... ؟
قمر غمضت عينها ... باستسلام لكل ذي المشاعر .... و ردت فتحتها و قالت :
- أكيد هو يحبني ؟ مو صح سلمى ؟ و إلا ليه يطلب يتزوجني مرة ثانية ...؟ يحبني مو صح ؟
و انفجرت عينها دموع مريرة و غزيرة ...
كلها ألم ... كلها حيرة ... كلها عذاب و حرقة ...
حضنتها بقوة و لطف في نفس الوقت ...
من 15 سنة و أكثر ... و هي بس تبي تتطمن إلى أن قلب سلطان يحبها ... حتى لو ابتعد عنها ...
تبي بس تحس أنه يحبها ... و أن مشاعرها صوبه ما كانت ضايعة هذر ...
رفعت راسها تبي كلمة مني تشجعها أو تطمنها ... و هي تسأل :
- تعتقدي إنه يحبني سلمى ؟ مو عرضه يعني أنه يحبني ؟ شوق تقول أنه يحبني ... يحبني مو صح يا سلمى ؟
رديت أواسيها ...
- يمكن ... الظاهر كذا ..
بس .... أنت ... ؟
طالعت فيني بنظرة قوية ... و قالت ...كأنها تطلع شي مكبوت بصدرها من سنين ...
- أنا ؟ تسألين يا سلمى ... ؟
أنا ... ما قدرت أنساه ... غضبا علي أحبه مو بيدي ... لو يدري ... لو يحس فيني ...
إذا صابه شي أنا أنتهي ... من ماتت بنته و أنا مت معها ... لو أقدر أعوضه عنها بأي شي ... بكل شي ...
بكل عمري يا سلمى ... بكل عمري ... تفهنيني ؟ ... تفهموني ...؟ أحد يفهمني ...؟
|
|
|
|
|