|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 23-03-2009 الساعة : 02:32 AM
في اليوم الثاني جيت لعندها و هي بغرفة العناية المركزة مو عارفة إش أقول لها ؟؟
تصبري ؟ الحمد لله أنت أحسن ؟ صحتك أفضل ... ؟؟؟ و أنا أشوفها قدامي من تدهور إلى تدهور ثاني .... ؟؟
لكن ...
الحمد لله على كل حال ...
قمر كانت صاحية و بكامل وعيها ... و بنفس قدرتها الحركية ما تأثرت ... كانت سرحانة تطالع صوب النافذة ...
- أم بدر فإيش سرحانة يا ترى ! أكيد تفكر بالولد المدلل !
قلت بأسلوب مرح و أنا متوجسة من ردة الفعل ، بس أشوى ... ابتسمت لي ابتسامة خفيفة ...
- كيفك اليوم ؟
سألتها و أنا أمد يدي صوبها أبي أصافحها و أشجعها على الكلام و في الواقع ودي أتأكد من قدرتها على الحركة الكلام
صافحتني و قالت :
- الحمد لله
ارتحت ... و تأكدت من أنها بخير رغم كل شي
- وش شاغل بالك ؟ بدر ؟
سألتها ، و ردت علي :
- بدر ... ودي أتصل به ... أطمنه علي و أتطمن عليه ....
و طالعت صوب النافذة ... و اكتشفت أنها كانت تطالع في الهاتف اللي جنب النافذة ... لحظة دخولي الغرفة ...
كان هاتفي الجوال معي بس ممنوع استخدمه داخل غرفة العناية المركزة ... قمت و رحت لعند الهاتف
و اتصلت ببيت أبو ثامر و طمنتهم على قمر ... و كلمت الولد و قلت له أن أمه ودها تكلمه بس ما تقدر
تقوم عن السرير و الأجهزة موصلة بجسمها
و على كل ... كلها كم ساعة و يجي وقت الزيارة ... و تشوفه و يشوفها و ترتاح قلوبهم ....
و طلعت ( كذابة ) ... لما جاها التشنج قبل هالكم ساعة ... و اضطر الطبيب يعطيها جرعة عالية من دواء التشنج ... خلاها تدخل في نوم طويل و عميق ...
أذكر نظرة بدر لي و هو يطالع أمه و يشوفها غايبة عن الوعي تماما ... و أنا اللي قلت له الصباح أنها
بخير و دها تتلكلم معه ...
الولد كان يبكي بمرارة و بحرارة ... و أنا ما قدرت أقول أي كلمة زود ... طلعت من الغرفة و خليته معها ...
و برى الغرفة قابلت بقية أهلها ... و أول ما سألوني عنها قلت :
- اسألوا الطبيب اللي يعالجها أفضل
و استأذنت و مشيت عنهم ...
.................................
أني كنت أسأل عنها باستمرار عرفت آخر أخبار قمر ... و أنها بالمستشفى منومة ....
سلطان بعد كان يسألني عنها من وقت لوقت ... بالتالي عرف مني أنها بالمستشفى
أخوي طبعا كان بالكاد توه بدأ يلتقط أنفاسه بعد رحيل الغالية ... قبل عشر شهور ...
الشركة للحين ما رد لها بس صار يناقش بعض أمورها مع ياسر أخيرا ...
لما قلت له أن قمر بالمستشفى تضايق ... أصر أن إحنا نزورها
هي كانت بالعناية المركزة و قانون المستشفى ما يسمح لأكثر من شخص واحد يدخل يزور المريض
في الوقت الواحد ... و لا يسمح أن الزاير يظل بالغرفة أكثر من دقيقتين .
و في الغرفة ، كل سرير يكون مستور بستار حواليه ... و الممرضة غالبا ما تكون جالسة جنب السرير
تراقب ...
كنت خايفة أن أهلها يكونون موجودين ... و يشوفونا ... ما هي عدلة أن أخوي يجي يزورها ...
و أنا أدري أنها مو عدلة ... بس وش أسوي في أخوي ... ؟؟
أنا بعد هالأخو ما لي غيره ... و أبي أسوي أي شي يرضيه أو يسعده ... المهم أنه يرجع مثل أول ...
الحمد لله ما كان أحد منهم موجود ... الظاهر جوا و راحوا ...
دخلت عليها ... سلمت عليها و صافحتها ...
ردت علي السلام و ابتسمت لي ...
- ما تشوفين شر ... الله يقومك بالسلامة قريب يا رب ...
- الله يسلمك ...
تكلمت معها شوي ... و بعدها قلت و أنا متخوفة :
- بو نواف وده يسلم عليك ...
و بسرعة ارتفعت نبضات قلبها و طالعت بمؤشر النبض .... و شفت كيف اضطرب ... و رديت أطالع بها ...
أكيد ... مو راضية ...
من بين أنفاسها اللي شهقت و تسابقت ... طلعت كلمة مرتجفة متخوفة :
- طيب ...
طيب ! يعني ما عندها مانع يسلم عليها ... ابتسمت ... و تركتها و جيت برى الغرفة و أخوي ينتظر ...
قلت له :
- تفضل ...
وقفت عند الباب ... و أنا حاطة يدي على قلبي ... إن شاء الله ما يجي أحد من أهلها و نصير بموقف محرج !
و الحمد لله عدت على خير ...
بعد ثواني ... طلع أخوي من الغرفة ... و شكله مرتاح ... ما أدري إش قال لها ... و بإيش ردت عليه ... ؟
رجعت لها مرة ثانية ودي أسلم عليها ...
فتحت الستارة شوي و دخلت عندها ...
مؤشر النبض كان ضارب سرعة ... و العرق يلمع على جبينها ...
مسكت إيدها و شجعتها و قلت ...
- إن شاء الله تطلعي من هنا قريب ... بارجع أزورك مرة ثانية ...
و الحمد لله في زيارتي الثانية كانوا نقلوها إلى القسم العادي ... برى غرفة العناية المشؤومة ...
و احنا رادين بطريقنا في السيارة ، أخوي شغّل اغنية ( أهواك ) لعبد الحليم حافظ ! و طلع مسبحته الفضية و يلاعبها في إيده و هو مبسوط !
أنا كنت جالسة على الكرسي اللي جنبه و أراقبه في كل حركاته ... دون ما يدري ، و صرت أعد الفصوص و هو يحركها ... كان ناقصها واحد !
- بانزل معك بيتكم شوق ...
قال أخوي و احنا نقترب من البيت ، رديت :
- حياك الله أخوي ...
دخلنا البيت و لقينا الأولاد يلعبوا ... و أول ما شافهم سلطان ناداهم و سلم عليهم و حصنهم ، و شال الصغير
على كتفه و صار يلاعبه و يقبله بحراره ... و ولدي مبسوط أن خاله أخيرا رد يلاعبه مثل أول ...
و هو ما يدرك ... انه خاله قاعد يتخيل بنته فيه و يعبر عن الأحاسيس اللي فقدها من يوم ما توفت ...
ياسر شافنا عند الباب و جا يسلّم :
- هلا بو نوّاف ! حياك الله تفضل ...
- الله يحييك . وحشوني الأولاد قلت أجي أشوفهم .
- الاولاد بس ؟ و أبو الأولاد ؟ ما له رب ؟
ضحكنا لحظتها بسعادة ... سعادة بسيطة ما كنا عشناها من وفاة الغالية ... بس ما لحقت تعيش ...
يوم جا سلطان يبي تنزّل ولدي من على كتفه الولد تعلق به أكثر ، مو مصدّق خبر ... ياسر ابتسم و جا يبي ياخذه بس هو مو راضي ....
- الولد طالع يحبك أكثر مني يا سلطان ! وش رايك تجيب له بنت و تزوجه إياها و نتخلص منه ؟
طبعا ياسر قالها بمزحة ، و مزحة عادية جدا ... بس سلطان طاحت عليه كأنها صخرة كسرت قطعة السعادة الزجاجية اللي كانت عليه ... و نزّل الولد على الأرض ... و قال :
-يالله ... أنا ماشي ...
بعد ما طلع أخوي سلطان تهاوشت مع ياسر ...
يعني لازم يجيب طاري بنت قدّام سلطان ؟ أنا ما صدقت أنه أخيرا ابتسم و بدا يتغيّر ...
بعدين ... اتصل علي أخوي و قال لي :
- ( لا بغيت ِ تزوري قمرة قولي لي )
ها الشي خلاني أحس ... أنه سلطان قاعد يحاول ينسى حزن بنته بأنه يشغل تفكيره بقمر ...
و الفكرة ... ما عجبتني أبدا ...
|
|
|
|
|