|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 18676
|
الإنتساب : Apr 2008
|
المشاركات : 7,218
|
بمعدل : 1.15 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نسايم
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 23-03-2009 الساعة : 02:30 AM
هي كلمتين قالها ... و ابتعد عن فتحة الباب ... و جاء دوري عشان أدخل ...
لما دخلت ... شفت قمر لافه راسها الجهة الثانية و مخبية وجهها بالوسادة ...
جا على بالي أنها تبي تغطي وجهها
قلت على طول :
- ما رح يدخل !
بس قمر ظلت على نفس الوضع ...
قربت منها و ناديتها ... بس ما ردت علي ....
لفيت حول السرير عشان أجيها من الجهة الثانية ... و ناديت ... و لا ردت ....
شفت الدموع تسيل على خدها و على الوسادة ... و هي عاجزة ترفع إيدها تمسحها ....
تقطعت ... إذا كان فيني جزء من قلبي و جسمي بعده صاحي ما تقطع من موت هبة ... فها هو يتقطع الحين ...
و أنا أشوف ... صديقتي و زميلتي الغالية ، ممدة على السرير ... مشلولة ... بلا حول و لا حقوة ...
و لا حول و لا قوة إلا بالله ...
جلست عندها على السرير و مديت إيدي و مسحت دموعها ... و رفعْت راسها و ضميتها لصدري ...
و تذكرت .... ذيك اللحظة ... لما كانت فاقدة الوعي ... و أنا أحاول أصحيها بالغرفة اللي كان فيها سلطان
ممدد على السرير ... يوم غرق في البحر قبل 13 سنة ...
يومها ... كانت فاقدة الوعي بين يديني ... عاجزة عن الحركة ... و أنا أحاول أصحيها ، في الوقت اللي أنا فيه شوي و أغيب عن الوعي ...
و أمسح دموعها ، و دموعي تسيل مثل الشلالات ...
و أصيح بها ( تماسكي ) ... و أنا اللي منهارة و متبعثرة على كبر الرض ...
و أخوي ، ينادي ( قمرة ... قومي ) ... و هو اللي على متهالك على سريره ، مو قادر يتحرك ....
بفضل الله ثم فضل قمر ... سلطان ظل عايش ...
مات بسام .... لكن هو ظل عايش ....
ماتت هبه ... لكن هو ظل عايش ....
عايش مثل الأموات ... جسد بلا روح ... منتهي ... وجوده و العدم ما يفرق كثير ...
محسوب عليه الحياة ... و هو مو بعايش ...
مثله مثل الجسد المشلول اللي قدامي ... اللي عاجز حتى عن مسح دمعة سالت من عيونه غصبا عليه ....
الله يا دنيا ...
ليت الزمن يرجع للورا ...
كان خطبت قمر لأخوي اول ما عرفت أنها تحبه ، و هو يحبها ... قبل ما الوالدة تفاجئنا و تخطب منال ...
و تنتهي بنا لعبة القدر في جسد مشلول ....
- قمر ....
كلمتها بصوت منتهي ... باللي بقى لي من أوتار صوتي المتقطعة المبحوحة ....
طالعتني و هي بالكاد تقدر تحرك كم عضلة من جسمها المنتهي ...
- قمر ... بعدك ... تحبينه ... ؟
سألت ... و كان جواب أكثر مما هو سؤال ...
كان واقع أجلى من أن طبقات السنين تقدر تخفيه ...
و أقوى من أن أعاصير القدر تقدر تهده ...
- تحبينه يا قمر ؟
غمضت عينها بمرارة ... و لسه دموعها المتمردة تسيل غصبا عليها ...
إش أبي دليل أكبر من اللي صار لها ... ؟ مو محتاجة أي سؤال ... أو أي جواب ....
مسحت على راسها و قلت :
- هو بعد يحبك يا قمر ...
فتحت عينها ... طالعتني كأنها تقول : ( عيدي ... ؟ )
قلت :
- نعم يحبك ... أنت ِ تعرفين ... تصدقي من ماتت الغالية ... هذه أول مرة يطلع فيها من حبس البيت ...
جا لعندك ... أنت ِ يا قمر ...
- شوق
كان هذا صوت أخوي ... يناديني ... رديت ( نعم أخوي ؟ ) و مسحت باقي دموعي و دموعها ...
- مشينا ؟
طالعت بقمر ... و ابتسمت لها ، وقلت أخفف التوتر و أتظاهر بالمرح :
- زيارة غير شرعية ! لا يصيدونا !
سلمت عليها بحرارة و مرارة ، و قبلتها بحب و حنان و جيت لعند الباب ...
أول ما طلعت ، قال أخوي ...
-نشوفك على خير يا قمرة و تقومي إن شاء الله بالسلامة
لسبب أو لآخر ... حسيت بشي من الراحة هذا اليوم ... يمكن ... عشان أخوي أخيرا طلع من البيت ....
يمكن عشان قمر تحسنت شوي ... أو يمكن ... لأني اضطريت أخوي إنه يعزمني على وجبة سريعة في واحد من المطاعم ... و شاركته وجبة الغداء اللي قاطعها من مدة ... !؟
..........................................
كنا وين و صرنا وين !
اليوم قمر رح تطلع من المستشفى ... على كرسي العجلات مؤقتا ... لين تسترد صحتها الكاملة إن شاء الله .
النزيف اللي صابها كان ممكن يؤدي لاقدر الله لشلل أبدي ... بس الحمد لله ... ربنا لطف ...
في لحظة المغادرة كنت موجودة مع عيلتها ... نودع المستشفى و نسأل الله أنها ماترجع ... طبعا إلا كطبيبة !
و إلا هذه المستشفى فيه فكة منها أصلا ... ؟
أنا بصفتي صديقة قمر و إختها و أقرب الناس لها ، رحت معهم البيت .
لما وصلنا بيت بو ثامر لقيتهم مجهزين لها غرفة بالدور الأرضي أسهل لها ...
جلست مع قمر بالغرفة و معنا أهلها ... و ولدها بدر جالس جنبها على السرير و كل شوي يحط راسه على كتفها ... كأنه يعوض حنان مفقود ... مثل الأطفال ... و في الواقع هو بعده طفل كبير ... بس حجمه يكبره كثير !
قمر كانت مبسوطة و وجهها رغم الشحوب اللي عليه ... كان مشرق ...
يوم تطمنت عليها و بغيت أقوم أطلع هزت راسها ( لا )
- بغيت شي قمر ؟
حركت صبعها تأشر على فوق ... و عل طول قال بدر :
- تبي تروحي فوق بغرفتك يمه ؟
و ابتسمت ...
ثامر أخوها شالها و صعد بها فوق ... و بدر شال الكرسي وراه ... و أنا و أمها لحقناهم ...
لما جينا لغرفتها وحطاها ثامر على السرير و جا بدر جلس جنبها أشرت علي ...
و صارت تطالع فينا واحد بعد الثاني ...
و فهمنا أنها تبيني أظل معها وحدنا ... و طلع البقية و ظليت معها جالسة جنبها على السرير .. و إيدي بإيدها ...
- خير قمر ؟
قمر شدت على إيدي ... و صارت تطالع بالخزانة و تأشر لي عليها ...
قمر تبيني أفتح واحد من الأدراج ... !
فتحته و شفت فيه صندوق ... طلعته و جبتها لعندها .... و ساعدتها تفتح الصندوق ...
داخل الصندوق ... شفت عقد جميل مكتوب على حجرة بوسطه (( حبيبتي قمر حلوة )) ... و معه ، و فصين فضيين ... !
استغربت ... و مدت هي يدها و أخذت فص ... و حطته بإيدي ... و قالت :
- سلطان ....!!!!!!!!!
...........................
التفاصيل ما سألت عنها بس كفاني أني عرفت أن شوق و سلطان راحوا المستشفى ذاك اليوم يزوروا الدكتورة قمر
أهم ما في الموضوع بالنسبة لي هو أن سلطان طلع من سجن البيت أخيرا ... و شوي شوي صار يروح بعض المشاوير ... بس طبعا الشركة مو من ضمنها !
أحواله على ما يبدو أنها تحسنت و الحمد لله ... أزمة و قريب تعدي ...
كانت بنته الله يرحمها تعني له أكثر من أي شي ثاني ... و إن شاء الله ربنا يعوضه ببنت غيرها ...
مرت على آخر مرة شفته فيها يوم جانا البيت وقت الغدا فترة ... لكن أخباره كانت توصلني أول بأول ...
أخباره ...
أفعاله ...
و تحركاته ...
و حتى ...
هداياه !
الهدية اللي جت ... طبعا ما كانت هدية ... كانت ( حلقة ) جديدة - الحلقة الـ ( 32 ) من مسلسل
( الفصوص الفضية ) و اللي بدأ عرضه من سنتين !
|
|
|
|
|