عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.17 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 57  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-03-2009 الساعة : 09:13 PM




رحت بيت أخوي ...

أخوي جالس بغرفة مكتبه ... على الكنبة ... سرحان ... يفكر و يفكر...

لا يكلم أحد ... و لا يحس بوجود أحد ... و لا يطلع من الغرفة من دخلها بعد فقد هبة ... يرحمها الله ...





بيت أخوي هو المكان الوحيد اللي كنت أزوره خلال الشهرين اللي مروا ... و قليل الي كنت أجي ...
كيف أقدر أتحمل أشوف أخوي يموت قدام عيوني ... ؟
ما يكفي هبة ؟





اليوم مريت عليه بعد ما زرت قمر بالمستشفى أخبارها كانت توصلني من بعض زميلاتي بين فترة و فترة ...


أنا ما كنت حسيت بوجودها ذاك اليوم ... كان بالي مشغول مع هبة و هبة و بس ... انتبهت لها بس بعد ما طاحت مغشية على الأرض ... و لا أدري وش صار لها قبل و لا بعد ...



دخلت غرفة مكتب أخوي ... سلمت ... و رد السلام بملل ...

- كيفك اليوم ؟


ما رد علي ... ليش أسأل و أنا شايفة بنفسي ... ؟

ما فيه أي شي ... بالدنيا يمكن يثير اهتمامه أو انتباهه ...

حتى نواف لا جا يكلمه يبعده عنه ... ما يبي يشوف أي أحد أو يكلم أي أحد أو يسوي أي شي ...


- سلطان ...


بغيته يلتفت لي بس كالعاده ظل ساهي عني مو هام لي خبر ... و لا معبر وجودي أصلا ...


-سلطان أخوي ... بغيت أقول لك شي ...


ما تحرك ...

واصلت ...


- (لمجرد إني أقوله لك ...
و أنا ببالي ... يمكن ... يمكن هالجملة تغير شي ؟؟ خلني أجرب ... )



- قمر تسأل عنك ...


قلتها و دققت النظر ... أبي أشوف إذا فيه أي تأثير ... أي استجابة ... ؟

أخوي ظل مثل التمثال ... ما اهتز ...


- قلت لها أنك بخير ...



واضح ... أن الموضوع و لا أثر و لا على عصب حسي واحد منه ...



استسلمت ... و تراجعت ... أباطلع ... ما فيه فايدة ... أخوي انتهى ... ما أبي أشوفه كذا ... لازم أطلع ...


قبل ما أمشي ... قلت له :

- إذا بغيت ... تزورها معي بالمستشفى ... تقول لها حمد الله على السلامة ... أظنها بتفرح كثير ...





طلعت عن غرفة أخوي و هو واقف مثل أي عمود أو أي كنبة بالغرفة ...


و الساعة أربع الفجر ... صحيت من النوم علة رنة جوالي اللي كنت ناسيته مشغل ...

كان أخوي سلطان متصل و مصر ما يقطع ... خفت و تلخبطت دقات قلبي ..


عطيت الهاتف لياسر و قلت له بخوف :

- رد ! أخوي ما أدري وش فيه ؟؟؟

أخذ ياسر الجوال و رد ...



...............................



نايم بعز النوم ... و باقي على أذان الفجر ساعة و شوي ... صحتني شوق بقلق و فزع خوفتني ...

- ياسر ... رد على الهاتف بسرعة ....


طالعت فيها أبي أتأكد ما هو بحلم ؟


بس صوت الجوال كان يرن بالغرفة و بآذاني ...


- خير ؟
- أقول لك رد بسرعة ؟



أخذت الجوال منها و أنا بين الصاحي و النايم ...

-ألو ؟ نعم ؟



ما جاني جواب بالأول ، و بعدها جاني صوت سلطان مبحوح :


-وين شوق ؟

- سلطان ؟ خير ؟ فيه شي ؟

- شوق صاحية ؟ أبي أكلمها


رديت الجوال لشوق و هي رافضة تاخذه ... حاسة أن فيه مصيبة ما تبي تسمعها ...

- يالله شوق خلنا نشوف شالسالفة ؟


شوق كلمت أخوها و هذا اللي سمعته :


- ( سلطان ؟ خير أخوي ؟ )

- ( من ؟ )

- ( ... ن نعم ... )

- ( تعبانة ... كانت حالتها بالمرة متدهورة بس... بس تحسنت )

- ( نعم سلطان ... أنا زرتها العصر بنفسي ... )




أنا يمكن كنت نايم ... مو متأكد ... بعد ما خلصت المكالمة الطارئة سألت شوق :

-خير ؟


شوق انفجرت تبكي ... قلت أكيد صار لهم شي جديد ؟
- سلطان وش به ؟ نواف بخير ؟ أم نواف بخير ؟؟


انهارت شوق على الوسادة ... و بكت بحرارة و هي تقول :
- يسأل عن قمر ! توه مستوعب أنها بالمستشفى !


طالعت بالساعة أتأكد من الوقت ....

أربع الفجر ... !

سلطان ... عليه العوض .... و منه العوض ...


............................


" سلامـــات "

من شهور و سلطان ما عاد يجي الشركة و العمل كله فوق راسي ...



لأني ظليت صاحي من قبل صلاة الفجر – على غير عادتي – و جيت العمل ... حسيت بعد كم ساعة بتعب و صداع اللي خلاني أفكر أرد البيت بدري اليوم ، و استسلم للنوم !



الصدفة اللي فاجأتني بالأحرى فاجئتنا كلنا هي أني شفت سلطان ببيتنا جاي وقت الظهر

( و طبعا الأمر مو على العادة ) و الظاهر أنه ما كان متوقع يشوفني ... و لو قلتها بصراحة ، ما كان يبي يشوفني ...


-حيا الله بو نواف ... يا حظك ... جيت و السفرة جاهزة تفضل بالهناء ...

الرجال رد بكلمة مقتضبة مطلعنها غصب من حلقه ...


- بالعافية



يعني ما وده يتغذى معنا ... صحيح ما هوبغريب ... بس مو بعدله نخليه بالصالة و نروح نتغذى بغرفة ثانية ...

أنا و شوق طالعنا بعض ... قالت :


- خلاص ياسر ، تغدى أنت و الأولاد أنا ودي أكلم أخوي شوي ...



خليتهم و رحت ... أعرف أنه فيه شي ما لي دخل فيه ...

بعد شوي ... جت شوق و قالت أنها طالعة مع أخوها مشوار صغير ....

ما علقت ... قلت خلني أنتظر لين تقول لي هي وش اللي صاير ؟

في فترة غيابها اتصلت أم نواف تسأل عنها و عن بو نواف ... انشغل بالي ... وين ممكن يكونون ؟؟


........................


الوقت ما كان وقت زيارة و ممنوع دخول غير موظفي المستشفى داخل المستشفى ، بس كوني دكتورة و لي معارف و علاقات هنا و هناك ... سمحوا لنا أنا و أخوي سلطان نجي لعند غرفة قمر...




كانت هذه رغبة سلطان المفاجئة أنه يمر يسلم عليها و يتطمن على صحتها ...

و الظاهر أنه مثلي و مثل ياسر ما نام بعد مكالمة الليل ... إذا كان نام قبلها أصلا ..



طرقت الباب ، فتحته بهدوء و طليت أبي أشوف كيف هي ؟


كانت قمر شبه جالسة مستندة على السرير ... و طبعا ما كانت متوقعة إني أنا اللي عند الباب عشان كذا شفت الدهشة بعينها ، و بعدها حلت ابتسامة جميلة مكان الدهشة



فرحت ... و أنا أشوف ابتسامتها ... يعني صحتها تحسنت ... الحمد لله ...



جيت لعندها و مسكت إيدها أسلم عليها بفرح و أنا أشد على إيدها... لما سألتها

- ( أنت طيبة ؟ بخير ؟ )


هزت راسها بنعم ، ما تكلمت ... إلى الآن قدرتها على الكلام ما استعادتها ... لكن ... الحمد لله ...

- قمره .... معي شخص وده يقول لك سلامات و ما تشوفين شر !



قلت الجملة و ركزت نظراتي على نظراتها أدقق ... أستشف الإجابة ... أتفحص ردة الفعل ؟


طالعت فيني قمر بنظرة لا تدعو لأي شك ... بأنها عرفت بالضبط أقصد من ....

الحين ... إيدها هي اللي شدت على إيدي ... رغم ضعفها ...

أخوي كان واقف ورا الباب ينتظر ...



سألت قمر :
- تسمحي له يجي .... ؟


لو كانت تبي تقول ( نعم ) كان هزت راسها بنفس الطريقة اللي هزتها بها قبل شوي لما سألتها
( أنت طيبة ؟ بخير ؟ )




الطريقة اللي وقفت فيها نظراتها معلقة مع راسها ... لا فوق و لا تحت ... لا يمين و لا شمال ... خلتني أرتعد ...


ما بغيت أكرر السؤال ....

و بعد ، ما بغيت أخوي يظل واقف عند الباب ... تركت إيدها ... و ابتعدت ... و جيت لعند الباب ...


طالعت بها مرة ثانية ... يمكن تقول أو تسوي شي ... بس ظل كل شي فيها معلق مثل ما كان ....


طلعت لأخوي و أنا مو عارفة إش أقول له ؟ أقوله أنها ما تسمح يسلم عليها ... أو أنها نايمة ... أو إش أقول .... ؟

أخوي العرق كان يتصبب على جبينه كأنه تلميذ عنده امتحان عملي ! و بس شافني سألني :

- صاحية ؟



لا شعوريا ... لقيتني أهز راسي بنفس طريقة قمر !

- أقدر أكلمها ؟



مديت ذراعي أسد فتحة الباب تلقائيا ، مثل اللي يبي يمنع دخول واحد عند الباب لداخل الغرفة ، أخوي بس شافني كذا قال :

- ما بغيت أدخل بس ودي أسلم عليها


و خطا خطوة أقرب للباب و مد راسه عند الفتحة و قال :

-السلام عليكم قمرة .... حمد الله على السلامة ... ما تشوفي شر ....


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس