عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية نسايم
نسايم
شيعي حسيني
رقم العضوية : 18676
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 7,218
بمعدل : 1.15 يوميا

نسايم غير متصل

 عرض البوم صور نسايم

  مشاركة رقم : 55  
كاتب الموضوع : نسايم المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-03-2009 الساعة : 09:10 PM




أمي تغيرت كثير ...


صارت عصبية ... كل شي بصراخ ... و دوم منعزلة بغرفتها و لا ودها تكلم أحد...



و بعد ... كأنها تعبانة أو مريضة ... حتى صارت ما تهتم فيني مثل أول




جدتي كانت خايفة عليها كثير و كانت نظراتها لي ما تخلو من اللوم تحسسني بأني السبب اللي خلــّـى أمي تتعب ...

عشان ... عارضت أنها تتزوج بو نواف ...



بو نواف ...


ما شفته بحياتي غير مرة وحدة ... بس صورته انطبعت ببالي ، و بعد فترة عرفت نواف و التقيت به معي بنفس المدرسة ، يسبقني بسنة وحدة و كثير يقولون عنه مغرور و شايف حاله !


و عرفت أنه ولد أبوه الوحيد ... و أبوه من أثرى و أرقى الشخصيات في البلد !

يا حظه ...

أبوه عاش ... و أبوي أنا ميت ...

......................


أخوي سلطان كان تعبان ... من يوم ما ردته قمر وهو حالته تسوء كل مرة أشوفه فيها عن اللي قبلها ...
حتى و هو مع بنته ما أحسه يرتاح ...



و ياسر ... كان يقول لي :

- ( الرجال قاعد يضيع بين يدينا ! )





كلامه يخوفني كثير ... أخوي بالفعل ... كان منتهي ...

يعني لو قمر قبلت عرضه ... كان ممكن حالته تتحسن شوي ؟




كان وقت الزيارة و كنا بغرفة هبة و البنت اليوم تعبانة أكثر من أمس

جا الطبيب و عاينها و ما ارتاح لوضعها و أمر أنها تنقل لغرفة العناية المركزة

أخوي بس سمع كذا فزع ...



-البنت فيها شي جديد ؟


سأل أخوي الطبيب ، و رد عليه :

- وضعها متدهور نوعا ما و لازم أنقلها للعناية المركزة احتياطا ...



أخوي شال بنته على ذراعه و ضمها لصدره بقوة و ضعف في نفس الوقت ... بخوف و رجاء ... بأمل و يأس ... بحرقة و مرارة ...


كانت هبه نصف واعية و تئن ... و تتنفس بشكل مو طبيعي ...
انتكاسة شديدة ... و الله يعين ...



دقايق و كنا مع البنت في العناية المركزة ... عملوا لها تحاليل جت كلها محبطة ...
و قرر الطبيب يحطها على جهاز التنفس الإصطناعي ...




منال بدت تولول و تنحب ... و أنا ما أدري ... أواسيها و الا أنحب معها ؟؟
أخوي جلس عند هبة و مسك يدها و هي فاقدة الوعي ...

طلب منا الطبيب أنا نطلع عشان ما نربك المكان ... أخوي ما تحرك و احنا ظلينا رايحين جايين على الغرفة ...
اللي جابني المستشفى اليوم هو أني كنت أبي أقدم أوراق طلب أجازة

كنت تعبانة و ما فيني أشتغل ... و الصداع ملازمني طول الوقت و ضغطي مرتفع ...


قدمت الطلب و ظليت بمكتبي أخلص بعض شغلاتي ...

و على العصر مرتني سلمى و جلسنا نسولف شوي ...

قلت لها عن آخر التطورات اللي صارت ...

سمحت لنفسي ... بلا شعور ... أني أبكي في حضنها ... لحظة نسيت فيها كل شيء ...

و استسلمت لمشاعري بضعف ...




كم و كم من الأمور مرت ببالي ... لحظتها حسيت أنه براسي قنبلة شوي و تنفجر ....

سلمى ... بعد شوي غيرت الموضوع ... تبي تخلصني من الحالة اللي كنت فيها ... و سألت :


- متى ماشية ؟

- الحين ... و انت ِ ؟

- و الله عندي مريض تعبان كثير بالعناية المركزة و احتاج انعاش ثلاث مرات من الصباح ... بامر عليه قبل ما أطلع ...


و في نفس اللحظة ، جاء النداء العام الحرج للعناية المركزة ...

- و هذه المرة الرابعة !


قالت سلمى و قامت بسرعة و قمت معها و رحنا على طول للعناية المركزة نشوف مريضها المتدهور ....



أكوام من الممرضات و الأطباء متكدسة عند سرير واحد من المرضى ... انا كنت أطالع صوبهم ، لكن سلمى
لفت صوب سرير ثاني ...


طالعت بسلمى و بالمريض اللي راحت صوبه ، و بعدها التفت مرة ثانية لكتلة الممرضات و الأطباء ...

إيش شفت ... ؟؟

سلطان .... !!!


.......................
كان عندي مريض بالعناية المركزة يحتضر ... حالته متدهورة و نتوقع موته في أي لحظة ...


توقف قلبه ثلاث مرات في الصباح ... و في العصر ، لما كنت بمكتب قمر سمعنا النداء الحرج و على طول جا ببالي أنه مريضي توقف قلبه مرة رابعة ...



جينا نسرع للعناية المركزة و أول ما دخلنا شفنا الممرضات و معهم طبيبين أو ثلاثة متجمعين عند سرير مريض ثاني ... غير مريضي ...




رحت أنا لمريضي ألقي نظرة على آخر تسجيلات علاماته الحيوية و تحاليله قبل ما أطلع البيت و أتركه في رعاية الطبيب المناوب ...




بصراحة ما التفت في البداية للمريض الثاني و كان معه أطباءه و الدنيا زحمة
بس التفت لقمر ... اللي وقفت هناك قرب السرير الثاني ...




سمعت صراخ و صراخ و صراخ ....



شي لفت انتباهي ... هذا صوت سلطان ! و هذا صوت شوق ...

جيت بسرعة لعند قمر ... كانت واقفة مثل التمثال ما يتحرك فيها الا عيونها ...



سلطان يصرخ :

-بسرعة يا دكتور ...



و الدكتور يصرخ :

-أطلعوا برى لو سمحتوا لا تربكونا


منال تصرخ من جهة ، و شوق تصرخ من جهة ...


- ( البنت ماتت لحقوا عليها )





فوضى ... ربكة ... تشوش ... زحمة ...

وضع تعودنا نشوفه بحكم عملنا بالمستشفى ... بس الصورة صايرة مشوشة أكثر ... الدنيا ملخبطة فوق تحت ...



مسكت يد قمر ... بغيتها تمشي معي نطلع برى ... بس دون ما تطالع فيني سحبت يدها و عينها معلقة على
( المشهد ) ... على كل حركة ...

على مؤشرات الأجهزة ... على سلطان ...




أربعين دقيقة مرت ... من الإنعاش المستمر ... و الأطباء يتناوبوا العملية ... و العرق يتصبب منهم ...



الجو حار ... حار ... كل شي حار ... كل شي أحمر ... مثل عيون سلطان ومنال ... و شوق و قمر ...

مثل الدم اللي لطخ أنبوب التنفس متفجر من رئة البنت المنكوبة ...



أربعين دقيقة ... هي مدة أكثر من كافية ... عشان يقرر الطبيب أنه يوقف الإنعاش ... و يسجل لحظة نزع الروح الأخيرة ... و موت الطفلة ...



رفع الفريق الطبي أياديهم عن المريضة ... اعلانا للنهاية ...

سلطان طالع بالطبيب و صرخ :

- ليش وقفت ؟


الطبيب هز راسه ...

شوق صرخت ...

- لااااااااااااااا ....


و صراخ بعد صراخ و اندوت الغرفة بصراخات الكل ...

هبة ماتت قدّام عيونا كلنا ... كنت أبي أطلع ... بس ما قدرت ...



سلطان ... رفع بنته لصدره و هو يصرخ :
- هبه ... ردي علي ...


ما قدرت أتحمل أشوف أكثر من كذا ... رحت لشوق و حضنتها بقوة
و هي تصرخ :


- هبة ماتت ؟ ما أصدق ...



الطبيب و الممرضات يحاولوا يهدوا الوضع ... يحاولوا يطلعونا برى

سلطان ... حاضن بنته عند قلبه و متمسك بها بقوة ... و منال تهز فيه


-خلني أشوفها ... ما ماتت ... هبة ردي علي ...



الضجة اللي صارت هالمرة و التفتنا كلنا صوبها كانت جاية من جهة قمر
قمر ... طاحت من طولها مغمى عليها ...


توقيع : نسايم

يا باب الحوائــج حاجتي يمكــ
عليك اقسم بضلع الطاهرة امــكـ


إلهي أسئلك العفو والعافية

عافية الدنيا والأخرة
من مواضيع : نسايم 0 رائحة القهوة
0 فلكي يصف إمكانية رؤية قمرين بـ«كذبة أغسطس»
0 سحابة «سـوداء» أخفت برج سـاعة مكـة
0 بالورد والياسمين نرحب بالأخ العزيز الرادود علي حامد الكاظمي
0 الشاعر واثق العيساوي والملا باسم الكربلائي في قصيدة ماجينه
رد مع اقتباس